تسويق الذات من المُصطلحات حديثة العهد في مجال الأعمال وربما الغريبة لدى البعض! فكثيرون يتساءلون وهل نحن سلعة لنسوّق أنفسنا؟! سؤال مهم، وإن كنت ممَن يسألونه لأنفسهم في دهشة فمكانك معنا هُنا خلال الموضوع التالي لتتعرف على الكثير والكثير عن مفهوم تسويق الذات، مهاراته، كيف تقوم به وما هي أهم الوسائل لفعل ذلك.
استكشف هذه المقالة
تسويق الذات في عالم العمل
يُمكن تعريف تسويق الذات بأنه مهارة من مهارات التواصل الاجتماعي التي إن امتلكها الفرد وأتقنها أتقن وأجاد عرض مهاراته الشخصية وقدراته على إنجاز العمل المطلوب بإبداع واحترافية تُميّزه عن الآخرين من المُتقدمين لنفس الوظيفة. ويُعد تسويق الذات من المهارات المطلوبة وبقوة الآن في سوق العمل لاقتناص الفرص التي يراها الفرد مُناسبة له وتحقق طموحاته، فكما تسعى أنت كفرد لتحقيق طموحك وأحلامك من خلال الفوز بوظيفةٍ ما عليك أن تُطمئن رب العمل بأنك قادر على تحقيق وإنجاز المهام الوظيفية المطلوبة منك بمهارة وكفاءة تُميّزك عن غيرك ممَن يملكون العلم المُتخصص والمهارات ذاتها في ضوء الأهداف والسياسات التي يضعها المدير لشركته والوقت المُحدد لإنجاز المهام.
مهارات تسويق الذات
هناك مجموعة من المهارات التي يجب أن تتوفر بك كشخص مُتقدّم للحصول على وظيفة أو الترقية لمنصب بها مثل:
- أن تكون على دراية كاملة بكيفية كتابة السيرة الذاتية وإدارة مُقابلات العمل كمُتقدّم لوظيفة واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بالأقارب والمعارف والأصدقاء “الترشيح والتزكية” لمساعدتك في تسويق الذات بشكل إبداعي واحترافي جذاب وبالتالي الحصول على الوظيفة المُناسبة. أن تكون مُبحر في تخصصك، بمعنى أن تتملّك مفاتحه وتُتقنه إتقان تام وتستمر في إتقانه بالخضوع لمزيد من التدريب والإطلاع وقراءة الكتب المُتخصصة لتتعرف على كل جديد في مجالك وتُبهر مُدرائك بثقافتك وأفكارك وآرائك التي تصب جميعها في خدمة أهداف العمل، مما يرفع قدرك ماديًا ومعنويًا في محل عملك وبين زملائك.
- أن تكون مُطلّع على المجالات التي تخدم تخصصك ومجال عملك بشكل غير مباشر، فهذا يُساهم كثيرًا في صقل أفكارك وتطويرها. حضور الورش والبرامج التدريبية التي تخدم مجال عملك سعيًا وراء مزيد من التعلّم والتطور والتميّز، ويُمكنك الاشتراك في بعضها إلكترونيًا عبر مواقع شبكة الإنترنت وأنت بقلب منزلك مجانًا أو بمُقابل. لا تنس الإبحار في قراءة كتب تنمية الذات وصقل المهارات الشخصية والذكاء الاجتماعي وحضور الورش التدريبية التي تُساعدك على ذلك، فسيساعدك ذلك كثيرًا على تسويق الذات وخلق لغة تواصل جيدة مع مُدرائك ورؤسائك وزملائك عند نجاحك الفعلي في الحصول على الوظيفة أو المنصب الجديد.
- أن تكون شخص اجتماعي قادر على الانخراط في المجتمع وبين أفراده وإنشاء علاقات وصداقات جديدة في كل مكان جديد ترتاده فهذا بشكل آني أو مستقبلي قد يوفر لك فرصة عمل أفضل أو يفتح لك مجال عمل جديد كبداية لمشوارك المهني.
صفات إن توفرت بك أجدت تسويق ذاتك
فهناك مجموعة من السمات الشخصية التي عليك إتقانها جنبًا إلى جانب بما يتعلق بمجال العمل والتخصص الدراسي والمهني لتسويق ذاتك بفعالية هي:
- الإيمان بالذات وبالقدرات التي تمتلكها والسعي الدائم لجعل نفسك أفضل على الصعيد الشخصي والعملي، فمن ذا الذي سيؤمن بك إن لم تؤمن أنت بنفسك أولًا؟ بل كيف ستقنع الآخرين بك وبقدراتك إن لم تكن أنت مُقتنعًا بها بالشكل الكافي؟
- إبراز نقاط قوتك الشخصية التي تُساعدك على إنجاز المهام العملية التي تتطلبها الوظيفة أو المنصب المُرشح أنت له أمام رؤسائك ومُديريك الحاليين أو المُحتملين، والعمل على صقل وتعزيز هذه النقاط وجعلها أفضل وفي كفة أرجح من كفة عيوبك، فهي من أهم قواعد تسويق الذات. إغفال نقاط الضعف أو تحويلها لنقاط قوة بذكاء يُقنع من أمامك والعمل على التخلص من نقاط ضعفك تلك أو التحكم فيها بحيث لا تؤثر على أدائك لمهام عملك أو تنتقص من فعالية أدائك لها.
- لا تقل عن نفسك ما ليس فيك، من أهم قواعد تسويق الذات التي عليك التفكير فيها وعدم إغفالها عند اجتياز مُقابلات العمل، فلا تنس أن حبل الكذب قصير وإن نجحت في خداع مُجري المُقابلة فلن يستمر نجاحك ذلك كثيرًا عند الفوز بوظيفة أنت غير مؤهل للقيام بها ولن تجد أمامك حينها سوى المشاكل ثمنًا لكذبك. وأخيرًا كن شخصًا مُميّزًا بذكاء على المستوى المهني المعرفي الاجتماعي اجعل نظر مُجري المقابلة يلتفت إليك دونًا عن كل المُتقدمين الآخرين ممن يمتلكون المؤهلات ذاتها.
تسويق الذات عبر الإنترنت
نجحت التكنولوجيا الشبكية الحديثة على مر عقود في التحكم في كل شيء حولنا وتوجيه دفة حياتنا في أمور عديدة، ولكن ماذا إن استغللناها نحن اليوم في تسويق الذات للفوز بأنسب الفرص؟
كيف تستغل الإنترنت في تسويق الذات؟
توفر بعض مواقع التوظيف الإلكترونية فرصة لإنشاء حساب شخصي لعرض وتقديم السيرة الذاتية وبيانات الاتصال بحيث تكون مُتاحة لمئات الشركات المحلية والدولية ببلدك أو خارجها، والتي تمتلك حسابًا أيضًا على نفس تلك المواقع لطلب حاجتها من العمالة في التخصصات المُختلفة بالشروط والمهارات التي تراها مُناسبة، وهو ما يعني أن تلك المواقع كشركات التوظيف تقوم بدور الوسيط بينك وبين أصحاب الشركات. وتُمثل مواقع الشركات على شبكة الإنترنت أيضًا فرصة مُناسبة لعرض الوظائف المُتاحة لديها بحيث يُمكنك التواصل مع هذه الشركات بصورة مُباشرة عبر البريد الإلكتروني وعرض سيرتك الذاتية التي عليك أن تتعلم كيف تُخضعها لخطوات تسويق الذات الفعال.
وتُمثل شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وسيلة فعالة تُمكنك من تسويق الذات والحصول على الوظيفة التي تتمناها بشكل أسرع وأكثر فعالية وتفاعلية، فمن خلال البحث عن التخصص الوظيفي الذي تُريده مسبوقًا بهاشتاج “#” على تويتر يُمكنك التواصل مع آلاف الشركات التي تطلب نفس تخصصك، وتتعرف على المهارات المطلوبة في سوق عمل هذا التخصص فتُنميها إن كنت في حاجة لذلك أو تتواصل مع تلك الشركات مُباشرةً إن وجدت مُتطلباتها متوفرة فيك وتتبع مهارات وخطوات تسويق الذات المذكورة عبر المقال للفوز بالفرصة.
أما الفيسبوك فأمامك طريقتين، إما مُتابعة مجموعات وصفحات عرض الوظائف الخالية والتقدم للوظيفة التي تُناسبك حسب وسائل التواصل المُتاحة أو صفحات الشركات الكبرى التي قد تُعلن عن حاجة الشركة لشغل عدة وظائف لديها. وأخيرًا موقع لينكد إن الذي يُشبه كثيرًا طريقة عمل مواقع التوظيف، إذ يوفر لك فرصة للتواصل مع الشركات التي تحتاج لعمالة ولكن بصورة مباشرة. وتأتي صياغة محتوى سيرتك الذاتية كثاني أهم خطوة من أجل تسويق الذات الفعال بعد الوصول لأصحاب العمل، اجعل دائمًا محتواك مُشوّقًا جذابًا مُنظمًا واضحًا سهل الفهم وخالي من الأخطاء النحوية والإملائية، واحرص على استعراض المهارات والخبرات التدريبية أو المهنية ذات الصلة والإفادة للوظيفة التي تسعى للتقدم إليها ومهامها فليس كل شيء تعلمته في حياتك يصلح للعرض في كل سيرة ذاتية تكتبها.
وختامًا عزيزي القارئ عليك أن تعلم أن إتقان مهارات تسويق الذات قد أصبح من أهم السُبل التي يُمكن أن توفر لك فرصة عمل مثالية كما وفرت للكثيرين من قبلك ممَن اتخذوا منها طريقًا مُمهّدًا لهم.
أضف تعليق