تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف يجب أن يحافظ المواطنون على مرافق الدولة العامة؟

كيف يجب أن يحافظ المواطنون على مرافق الدولة العامة؟

مرافق الدولة العامة هي جزء من حياتنا جميعًا، لا يستطيع أي أحد إنكار ذلك، لإن سير الحياة في أي مجتمع يعتمد على هذه المؤسسات، ومع الدور الكبير الذي تلعبه هذه المرافق في حياتنا، ما الذي يمكن عمله للحفاظ على هذه المرافق من الضرر؟

مرافق الدولة

مرافق الدولة تنتشر في كل مكان لتقديم جميع الخدمات الممكنة للمواطنين من جميع الفئات، تقوم الدولة بتأسيس هذه المرافق لتيسير الحياة على المواطنين، وتأخذ هذه المرافق عدة أشكال مختلفة، منها مرافق خدمية كالمصالح الحكومية، ويوجد كذلك مرافق صحية كالمستشفيات، ومرافق ترفيهية المتنزهات، والجميع يعلم مدى أهمية الدور الذي تقوم به هذه المرافق في حياتنا، لذلك وجب علينا جميعنا الاهتمام بهذه المرافق العامة والحفاظ عليها من عمليات التخريب التي تكلف الدولة أموال ضخمة لصيانتها، في هذا الموضوع نتحدث عن مرافق الدولة المختلفة والدور الكبير الذي تقوم به في المجتمع، والأهم من ذلك كيف يمكن المحافظة على هذه الأماكن للاستفادة منها بشكل مستمر؟.

مرافق الدولة وتصنيفاتها

مرافق الدولة العامة هي المرافق التي تقوم الدولة ببنائها والإشراف على تحديثها وتطويرها من أجل خدمة المصلحة العامة والمواطنين، ولجميع المواطنين الحق في استخدام هذه المرافق أي أن كان مستواهم الاجتماعي، وتقوم الدولة ببناء هذه المرافق لعدة أسباب، بعض هذه المرافق يتم عمله لخدمة المواطنين، والبعض الآخر للترفيه عنهم، وهذا كله لتيسير حياة المواطنين في كل مكان.

وتأخذ مرافق الدولة عدة أدوار مختلفة، بعض هذه المرافق يقدم الخدمات التعليمية للأفراد كالمدارس والجامعات، وتعد المستشفيات من المرافق الصحية التي تقدم جميع الوسائل الطبية المتاحة لعلاج المواطنين، والنوع الآخر من المرافق هو المرافق الخدمية التي تقدم الخدمات الرسمية والورقية للمواطنين كالوزارات، وهناك نوع لتقديم وسائل الترفيه للمواطنين يتمثل في الحدائق والمتنزهات العامة.

وفي تصنيف آخر لمرافق الدولة العامة، يتم تصنيف المرافق حسب النشاط الذي تقوم به، كالمرافق الاقتصادية، والغرض من إنشاء هذا النوع من المرافق هو القيام بمختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية، ويوجد أيضًا المرافق المهنية، ويتم تأسيسها للإشراف على مهنة معينة و أحيانًا مجموعة من المهن المختلفة، ويقوم بإدارة هذه المرافق المسئولون عن هذه الهيئات والمهن، وفي أغلب الأوقات تسمي هذه المرافق بالنقابات مثل نقابة الأطباء أو نقابة المهندسين المهنية، والتصنيف الأخير هو المرافق الإدارية، وفي مرافق الدولة الإدارية لا يمكن لأي شخص مزاولة أي نشاط لإن هذه المرافق تتبع جهة خاصة كالمرافق الدفاعية أو القضائية، وتقوم الدولة بالصرف على هذه المرافق من أموال الدولة العامة.

دور مرافق الدولة العامة في تيسير الحياة

يتم إنشاء المرافق العامة في أي دولة للمحافظة على سير الحياة بشكل سهل يخدم جميع المواطنين، ودور المرافق بكل بساطة هو تقديم الخدمات المختلفة لجميع فئات الشعب، وقد يكون تصنيف المرافق أوضح جزءًا من دور هذه المرافق في سير الحياة بشكل عام، وهذا هو فعلاً الغرض من إنشاء مرافق الدولة العامة، وهو تقديم الخدمات بشكل مستمر وسهل لكل المواطنين، وذلك لإن الدولة لا يمكن أن تتحرك بدونها فمعظم الناس تعتمد اعتمادًا كليًا على هذه المرافق.

ومع اختلاف الهدف من وراء كل هذه الأنواع من المرافق، فإن هذه المرافق جميعها تشترك في أمر واحد وهو خدمة كافة المواطنين، دون النظر إلى مستواهم الاجتماعي أو الفكري.

وتعمل الدولة باستمرار على تطوير هذه المرافق للاستفادة منها بأقصى شكل ممكن، ومع توسيع هذه المرافق وتطوير آلياتها يجعل هذا حياة المواطنين أسهل بكثير مع الوقت.

كيف يمكن الحفاظ على مرافق الدولة العامة؟

تقوم الدولة بإنفاق أموال طائلة لتأسيس المرافق العامة التي يستخدمها المواطنين بشكل مستمر خلال حياتهم، لذلك كان من المهم التوعية بكيفية الحفاظ على هذه المرافق من الأضرار المختلفة التي يمكن أن تلحق بها، في هذه النقاط القادمة نتحدث عن بعض أهم الطرق التي يجب إتباعها للحفاظ على هذه المرافق.

يبدأ الأمر في أي مجتمع من الأسرة، وذلك لكونها المكون الأساسي في المجتمع، وهي أول مسئول عن التوعية كذلك، لذلك يجب تربية الأطفال منذ سن صغيرة على الحفاظ على الممتلكات العامة والاهتمام بنظافة المرافق العامة التي تقدم جميع الخدمات الممكنة للمواطنين، ومع استخدام كبار السن في الأسرة للمرافق العامة بشكل سليم سوف يكون هذا نموذج للصغار لكي يحتذوا به ويتعلموا منه كيفية التعامل مع المرافق أثناء الوجود بها لكي يتمكن غيرهم من استخدام هذه المرافق بعد ذلك، ومن ثم يأتي دور المدرسة في التوعية، إذ يجب أن تضم مناهج الدراسة مواد للتوعية بأهمية مرافق الدولة العامة.

ثقافة المجتمع والقيم التي يتبعها أفراده يكون لها دور كبير في الحفاظ على مرافق الدولة كذلك، فالقيم السليمة التي تدعو لنبذ الفساد وأهمية دور المرافق في الحياة بشكل عام هي دليل على الحضارة، ومع وجود مثل هذه القيم في أي مجتمع يضمن كل مواطن حقه في استخدام مرافق الدولة بكل راحة.

على الدولة سن القوانين ووضع عقوبات قاسية على جميع من يعمل على تخريب الممتلكات والمرافق العامة، ويجب أن تطبق هذه القوانين على جميع أفراد الشعب الذين يتعمدون تخريب هذه الممتلكات، وبهذا يحترم الجميع دور هذه المؤسسات في المجتمع.

القيام بحملات توعية واسعة لتعريف المواطنين بدور مرافق الدولة في الحياة وكيفية المحافظة عليها من عمليات التخريب، وهذا يكون عن طريق استخدام وسائل الإعلام المتنوعة، وكذلك عن طريق اللافتات واللوحات الإعلانية التي تدعو للمحافظة على ممتلكات الدولة العامة، وبهذا تضمن الدولة نقل التوعية للأفراد والذين بدروهم سيقومون بنشر التوعية حولهم، مما سيساعد في تقليل عمليات التخريب في المرافق بشكل واضح.

يجب استخدام المرافق للأسباب التي تم تأسيس هذه المرافق فقط، حيث لا يمكن أن يتم استخدام الحدائق في أعمال عنف أو إشعال نيران مما قد يؤدي إلى مخاطر أكبر، والمرافق وجدت لأهداف معينة هي حق للجميع للاستفادة منها، لذلك يجب التنبيه على هذا الأمر أيضًا.

في حال التواجد في المراكز الصحية أو أحد المستشفيات يجب الحرص التام على استخدام الأدوات الطبية بشكل سليم والاستعانة بالأطباء وأصحاب الخبرة عند مواجهة أي صعوبة في استخدام أحد هذه الأدوات.

أثناء التواجد في الحدائق العامة أو أحد مؤسسات الدولة لا يجب الإضرار بالأشجار والأزهار الموجودة بالحدائق أو الكتابة على جدران أحد المؤسسات، لأن هذا يعد نوع من أنواع التخريب بممتلكات الدولة، حيث يشوه ذلك من المنظر الجمالي الخارجي لهذه المصالح، وأيضًا لا يجب تخريب حاويات القمامة أو تكسير أعمدة الإنارة الموجودة بالشوارع أو إشارات المرور، لأن هذه الأشياء البسيطة جزء من ممتلكات الدولة والإضرار بها سوف يؤدي لتعطل الحياة بشكل عام في المجتمع، وبجانب هذه الفوضي سوف يكون لهذا التخريب أضرار كبيرة على المال العام للدولة بسبب الأموال الضخمة التي تقوم الدولة بدفعها لتصليح هذه الأضرار.

ضرورة مشاركة المواطنين للحكومة في العملات التطوعية للمساعدة في تنظيف مرافق الدولة العامة، وهذا بدوره سوف يعمل على نشر ثقافة العمل التطوعي، وهي ثقافة غير منتشرة في مجتمعاتنا بشكل كبير، وهذا العمل له إيجابيات كثيرة، منها تعزيز فكرة المشاركة والعمل، والتأكيد على أن لكل فرد في هذا المجتمع دور مهم يجب أن يقوم به بشكل فعال للمشاركة في تقدم المجتمع للأمام.

حسام سعيد

طالب بكلية الهندسة، أحب القراءة بمختلف أنواعها، وكذلك الكتابة الأدبية والعلمية.

أضف تعليق

15 + 5 =