مع بداية تسلل الأجواء الحارة على خريطة المُناخ الشتوي مُعلنة على استحياء بقرب قدوم موسم الصيف حيث الحرارة المُرتفعة وتصبّب العرق وسيطرة الخمول والملل وقلة النشاط، ما بالك بزيارة سريعة ولو في الخيال لولاية فلوريدا الأمريكية أو جمهورية ماليزيا الأسيوية لاقتطاف بعض الثمار الاستوائية الحامضة المُنعشة وإعداد عصير استوائي مُنعش من الأناناس والبابايا والنجمة؟ ولكن من تكون هذه النجمة؟ أهي نوع من الفواكه لم نسمع عنه من قبل؟ ربما!، تعال معنا الآن لنصحبك في رحلة للتعرف على فاكهة النجمة ما هي، ما أهم فوائدها، وكيف يُمكنك تناولها.
استكشف هذه المقالة
ما هي فاكهة النجمة “فاكهة الكرمبولا”؟
فاكهة النجمة هي فاكهة استوائية مدارية تنتمي لعائلة الخيار، تنمو أشجارها الصغيرة ببطء خلال ثلاث أو أربع سنوات في المناطق ذات الأجواء الدافئة، لذا تجدها مُنتشرة في البلدان الآسيوية، دول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي، الولايات المتحدة حيث اكتشفت قبل قرن ونصف. وتقع فاكهة النجمة في موقع وسط بين الفواكه الحمضية وحلوة المذاق، فطعمها يجمع ما بين الأناناس والخوخ والليمون أو البابايا مع الجريب فروت والبرتقال، جنبًا إلى جنب مع العنب حسب درجة تذوقك. ويُمكن تناول جميع أجزاء الثمرة من القشرة الخارجية إلى البذور بعد تحوّل لونها من الأخضر إلى الأصفر أو تناولها كعصير وهو أمر شائع جدًا في ماليزيا.
شكل فاكهة النجمة وقيمتها الغذائية
تتخذ ثمرة النجمة شكل النجمة خُماسية الأضلاع أو نجم البحر لذا اكتسبت هذا الاسم من شكلها الخارجي، وتظهر فاكهة النجمة في طلّة صفراء من الخارج إلى الداخل مع وجود طبقة شمعية خفيفة على سطحها، وتتمتع الثمرة بخفة وزن تجعلها لا تتجاوز حجم حبة الفلفل. وتحتوي فاكهة النجمة على عدد كبير من العناصر الغذائية التي تجعلها مُفيدة لخلايا الجسم وحمايتها من الأمراض الخطيرة؛ فتحتوي الكرمبولا على الكربوهيدرات والبروتينات مع نسبة قليلة من الدهون اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة والنشاط ودعم بنائه السليم بسعرات حرارية لا تتعدى 40 كالورى للثمرة الواحدة، مع احتوائها على نسبة من الألياف اللازمة لتحسين عملية الهضم والأيضنسبة من الألياف. إلى جانب فيتامينات أ، ج، هـ، ب، معادن كالكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور والمغنيسيوم والحديد والزنك والأحماض الأمينية.
فوائد فاكهة النجمة للجسم
وبكل هذا الكم تحقق فاكهة النجمة أو الكرمبولا العديد من الفوائد للجسم نذكر منها:
- تُساعد الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة المتوفرة بنسبة كبيرة في فاكهة الكرمبولا على تيسير عملية الأيض وهضم الطعام، إلى جانب حماية الغشاء المُخاطي للقولون من التصاق السموم به، وبالتالي الحماية من التهاب القولون البكتيري وسرطان القولون وغيره من سرطانات الجهاز الهضمي. تتميز فاكهة النجمة أيضًا بعناصرها المُضادة للجراثيم والالتهابات، مما يمنحها القدرة على مُحاربة أشكال مُتنوعة من البكتيريا المُسبّبة للنزلات المعوية وأمراض الجهاز الهضمي الميكروبية مثل: السالمونيلا والبكتيريا العُقدية والقضاء عليهما.
- تُحارب النجمة الإصابة بالإمساك والتلبكات المعوية والإحساس بالامتلاء وانتفاخ المعدة وتقوي المناعة من خلال احتوائها على مُضادات الأكسدة والفيتامينات الحيوية مثل أ و ج. وتتميّز فاكهة النجمة بأنها من الفواكه الخفيفة التي لا تحتوي على سعرات حرارية عالية مما يجعلها مُناسبة لبرامج الرجيم وخسارة الوزن الزائد. كما يُستخدم عصير النجمة في علاج الصداع، بينما تُساعد الفاكهة ذاتها في علاج الأرق والمساعدة على النوم الهادئ من خلال تنظيم الوظائف العصبية.
- تُساعد الكرمبولا في تنظيم مستويات السكر والكولسترول وضغط الدم نظرًا لغناها بنسب عالية من الألياف والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهو ما يعني الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية. إلى جانب دور فيتامين أ ومضادات الأكسدة الموجودة ضمن تركيبها في حماية العين من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل: ضمور العين البقعي والتهابات العين. وعلى الرغم من كل هذه الفوائد لفاكهة النجمة، إلا إنه لا يُمكن تناولها من قِبل المرضى أو من يتعاطون أي نوع من الأدوية قبل استشارة الطبيب، إذ ثبت وجود تفاعلات كيميائية بينها وبين بعض الأدوية بشكل قد يُقلّل من فعالية العلاج.
- كما يُمنع تناول الكرمبولا من قِبل مرضى الكلى أو الأشخاص المُعرّضين لتكوين حويصلات على الكلى بسبب غناها بحمض الأوكساليك الذي قد يقود مثل هؤلاء المرضى للإصابة بفشل الكلى، كما يُفضّل عدم الإسراف في تناولها لنفس الغرض.
فوائد الكرمبولا التجميلية
إلى جانب فوائدها الصحية للجسم تتمتع فاكهة النجمة بفوائد تجميلية أيضًا تتمثل في الحفاظ على ليونة وجمال البشرة وعلاج مشاكلها أو وقايتها من هذه المشاكل من البداية؛ إذ تتميز النجمة بفضل غناها بفيتامين ج والزنك ومُضادات الأكسدة بدورها في تأخير ظهور التجاعيد وعلامات التقدم بالعمر، مقاومة حب الشباب والالتهابات الجلدية، تعزيز إفراز البشرة للكولاجين الذي يُحافظ على حيويتها وشبابها.
فاكهة النجمة للحامل
بفضل غناها بالفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة لبناء خلايا الجسم وعلى رأسها حمض الفوليك تُساعد فاكهة النجمة الحامل والجنين على:
- تنشيط دورة الدم والحصول على مستوى جيد من الهيمجلوبين، وبالتالي حماية الجنين من فرص الإصابة بالعيوب الخلقية الخاصة بالدماغ والنواقل العصبية. تفتقر الكرمبولا إلى عنصر الصوديوم المُسبّب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم، مما يعني حماية الحامل من ارتفاع ضغط دمها ومُضاعفاته على الجنين من تسمم حمل وإجهاض أو ولادة مُبكرّة وغيرها من التأثيرات. كما تُساهم النجمة في مُحاربة الإمساك الذي قد تُعاني منه الحامل بسبب مُكملات الحديد الغذائية التي تتناولها خلال الحمل.
- تُساعد فاكهة النجمة في تكوين دماغ الجنين على نحو سليم خالي من المشاكل العضوية، ولا تتوقف فوائد النجمة للمرأة عند حدود فترة الحمل فقط، بل تمتد فوائدها لفترة ما بعد الولادة وتظهر في زيادة إفراز حليب الثدي وبالتالي حصول الرضيع على التغذية الكافية المُشبّعة. ولكن كما سبق وأشرنا لا بد للحامل أو المُرضعة تجنب تناول فاكهة النجمة إن كانت تُعاني من مشاكل كلوية أو مُعرّضة لها أو كانت تتناول أي نوع من الأدوية لحين استشارة الطبيب المُعالج.
طريقة تناول فاكهة النجمة واستخداماتها في الطعام
يُمكنك الاستفادة من فاكهة النجمة في الطعام من خلال تزيين الأطباق ومنحها مظهر جمالي بشكلها النجمي المُميّز، يُمكنك استخدامها كمُقبّلات بجوار الوجبات الأساسية التي تتضمن الدجاج أو الأسماك. يُمكن أيضًا استخدامها خيارًا من ضمن خيارات السلطة الخضراء لتُعطي طعم لاذع شبيه بالليمون أو مزجها بفواكه أخرى كالفراولة والموز والأناناس والكيوي والعنب والبابايا مع بعض من عصير البرتقال أو الكوكتيل أو السيرب، أو تناولها كعصير وحدها أو بصُحبة فواكه استوائية أو حمضية أخرى أو صُنعها كعصير كوكتيل فواكه ثقيل مُثلّج “سموذي”، ويُمكن إضافة فاكهة النجمة داخل عجين الكب كيك أو وضعها فوق القالب كزينة.
ولتقطيع فاكهة النجمة تحتاج إلى غسلها أولًا باستخدام الفرك باليد تحت الماء الجاري للتخلص من أي تراب عالق بين ثناياها، استخدم بعد ذلك سكين حاد لتقطيعها إلى شرائح رفيعة جدًا، لن تحتاج لإزالة بذور الفاكهة أو قشرتها فجميع ما فيها صالح للأكل، ولكن إن أردت فيُمكنك إزالة البذور والأجزاء البنية أو الخضراء في جوانب الثمرة الصفراء اللون. وختامًا عزيزي القارئ، وبعدما استعرضنا معك كل ما بحوزتنا من معلومات حول فاكهة النجمة أأنت مُستعد الآن لتجربة كأس من سموذي النجمة مع الفواكه الاستوائية اللذيذة المُنعشة؟
أضف تعليق