تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يحدث العشى الليلي وما أسبابه وأعراضه وعلاجه؟

كيف يحدث العشى الليلي وما أسبابه وأعراضه وعلاجه؟

إلى كل من يُعاني من عدم وضوح الرؤية بالمناطق المظلمة أو الخلط بين الألوان، ما هو مرض العشى الليلي ومسبباته وأهم الأسباب وُسبل علاج العشى الليلي التقليدية والحديثة، ودور الجينات الوراثية في الإصابة بمرض العشى الليلي عند الأطفال.

العشى الليلي

هل تُعاني من عدم وضوح الرؤية في المناطق المُظلمة أو خلال ساعات الليل أو تعرضت لحادث سير بسبب عدم قدرتك على القيادة وتحديد المسافات ليلًا؟ هل لديك خلط بين الألوان التي يسهُل التمييز بينها بوضوح؟ إن كُنت كذلك فيؤسفنا أن نُخبرك بأنك تُعاني من مرض العشى الليلي أو بلغة المُصطلحات الطبية التهاب الشبكية التصبغي، وللتعرف على أسباب المرض والفئات المُعرّضة إليه وطرق علاجه المُختلِفة، إليكم هذا المقال.

العشى الليلي أسبابه وطرق علاجه

إن أردنا تحديد التوصيف الطبي لمرض العشى الليلي، فيُمكننا القول إنه التهاب يُصيب نوعين من خلايا شبكية العين، وعلى حسب موقع الإصابة من الشبكية يأتي العرض. فإن أصاب الالتهاب الخلايا العصوية المسئولة عن تكييف العين مع مستويات الإضاءة المُختلِفة من الشدة إلى الضعف، فسيتسبب ذلك في عدم القدرة على الرؤية الليلية والتكيف مع الإضاءات الضعيفة مع احمرار العين وجفافها الذي يوّلد الشعور بالحكة فيها. أما إن أصاب الالتهاب الخلايا المخروطية ثلاثية المجموعات، فسيتسبب ذلك في انتقال ضعف النظر وتراجع مجال الرؤية إلى ساعات النهار أيضًا، أي ستتراجع قدرتك على الإبصار ليلًا ونهارًا كما ستتراجع قدرتك أيضًا على التمييز بين الألوان رغم وضوحها وهو ما يُعرف مجازًا بعمى الألوان.

في الواقع، إن امتداد العشى الليلي من الخلايا العصوية للخلايا المخروطية يتطلب ما بين ثلاثين أو أربعين سنة حتى يحدث، لكن هذا لا يمنع الاهتمام بعلاجه خاصةً إن كُنت في مُقتبل عمرك أو كان طفلك هو المُصاب، يكفي فقط كم الحوادث والإصابات التي يُمكن أن تتعرض لها بسبب إصابة خلاياك العصوية، وارتفاع احتمالات فقدان البصر الكلي في حال تطور وتيرة المرض أسرع عن المُعتاد. ولكن ما الذي قد يقودك للإصابة بالتهاب الشبكية التصبغي من الأساس؟

أسباب العشى الليلي

  • نقص فيتامين أ المُغذّي لشبكية العين.
  • مُضاعفات مرض السكري.
  • مُضاعفات الإصابة بالجلوكوما والمياه البيضاء على العين.
  • مُضاعفات إجراء جراحة بالعين.
  • اعتياد الجلوس في الظلام لفترات طويلة.

علاج العشى الليلي

إن كُنت مريض بالمياه البيضاء على العين، فعليك إجراء جراحة لإزالتها، أما إن كُنت مريض بالمياه الزرقاء على العين، فعليك ضبط ضغط العين وتجنب مزيد من مُضاعفات المياه الزرقاء.

استخدام نظارة طبية مضبوطة المقاسات مع عدم التعرض لأشعة الشمس بدون نظارة شمسية والابتعاد عن شمس الظهيرة والإضاءة الصناعية الصفراء مع عدم التحديق في مصابيح الإضاءة أو مصابيح السيارات ليلًا للوقاية من زغللة العين التي قد تتسبب في وقوع الحوادث.

تناول الأطعمة الغنية بفيتامين أ مثل: الأسماك والبيض والجزر والخيار والسبانخ والبقدونس والمشمش والخوخ، مع تناول مُكملات غذائية غنية به إن لزم الأمر بشرط مُراعاة الطبيب أولًا لتحديد الجرعة المُناسبة.

العشى الليلي هل هو وراثي؟

نعم، تُعد العوامل الوراثية المُسبّب الأول لحالات الإصابة بالتهاب الشبكية التصبغي، فإن كان لديك إصابة أو أكثر سابقة أو حالية بمرض العشى الليلي داخل عائلتك، فأنت بنسبة كبيرة مُعرّض للإصابة به.

العشى الليلي الوراثي

هو حالة من التهاب الشبكية التصبغي أو العشى الليلي تُصيب الشخص نتيجة حمله للجين السائد المُسبّب للمرض، وهو ما يعني أيضًا أن نسبة كبيرة إن لم يكن جميع من ينحدر من عائلته مُصاب أو مُعرّض للإصابة بالمرض. وعادةً ما يُصيب العشى الليلي الأشخاص من سن الثلاثين وحتى الخمسين، ولكن هذا لا يمنع أيضًا احتمالية ولادة الشخص مُصاب باعتلال في الشبكية وضعف بصر خلال ساعات الليل أو في الأماكن المُظلمة. وفي حالة كان العشى الليلي وراثيًا، فعلى المريض التعايُش معه كمرض مُزمِن لا علاج قطعي له سوى تجنب القيادة والسير ليلًا أو التحديق في مصادر الإضاءة، مع ارتداء نظارات طبية وأخرى ضد الشمس والتعرض لأشعة الشمس بحساب، ومحاولة تحسين القدرة على الإبصار بتناول فيتامين أ.

العشى الليلي عند الأطفال

ترتبط أغلب حالات العشى الليلي عند الأطفال بالعوامل الوراثية وحجم الإصابة بالمرض داخل عائلة الطفل، وحسب الإحصائيات فإن حجم إصابات الأطفال الذكور يزيد عن الإناث بثلاث مرات. ويُساهم زواج الأقارب بدرجة كبيرة في زيادة انتشار المرض بين أفراد العائلة وولادة أطفال يحملون الجين السائد المُسبّب له. لذا ينصح الأطباء بتجنب زواج الأقارب في العائلات التي يحمل أحد أفرادها مرض العشى الليلي لمنع انتقاله إلى الأطفال حديثي الولادة وراثيًا. كما ينصحون أيضًا بضرورة إجراء فحوصات ما قبل الزواج للكشف عن فرص إصابة الأطفال بالمرض الوراثي من طرف عائلة الأم أو الأب في حال وجود إصابات فعلية بأحد أو كلا العائلتين.

ويُعد تأخير فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية لما بعد عمر العامين أو نقصه عن العامين من الأسباب الغريبة وغير المُبررة لارتفاع احتمالات إصابة الطفل بمرض العشى الليلي. وأخيرًا نقص فيتامين أ في جسمه بسبب عدم تناوله بشكل كافي من خلال الغذاء أو إصابة الطفل بأمراض ومشاكل معوية تُعيق امتصاص الجسم له. وعليه، فإن لاحظتي خوفًا زائد عن الحد من طفلك من الظلام مع تعسره أثناء السير ليلًا أو في مكان مُنخفض الإضاءة وعدم رؤية الأشياء الصغيرة بوضوح فلا بد من الاهتمام بزيارة الطبيب. وللحد من خوف طفلك من الظلام اتركي له ضوء خفيف في حجرته عند النوم.

العشى الليلي بعد الليزك

لا يؤثر وجود مرض العشى الليلي لدى الشخص الذي يرغب في إجراء جراحة لتصحيح الإبصار “الليزك” على أداء أو سير العملية، إلا أن الليزك ليس علاجًا للعشى الليلي وإن كان يُحسّن قدرة الإبصار لدى المريض بعض الشيء إلا أن نتيجته غير مضمون استمراريتها يسبب احتمالات تطور المرض وإعادة تأثيره وانتقاصه من مستوى الإبصار مرة أخرى. وعلى الجانب الآخر لا يُمكن أن تُسبّب جراحات الليزك الإصابة بالعشى الليلي، فالأولى تُجرى في قرنية العين، بينما يُصيب الثاني الشبكية.

علاج العشى الليلي بالحجامة

الحجامة واحدة من العلاجات المذكورة في السُنة النبوية الشريفة لعلاج كثير من الأمراض ومنها أمراض العيون، فمن خلال سحب الدم الفاسد من جسم المريض بتقنية جراحية بسيطة محدودة الألم يتم تنشيط الدورة الدموية في الجسم وبالتالي زيادة ضخها في الأوعية الدموية للعين وتحسين القدرة على الإبصار بالتبعية. ولإجراء الحجامة لتحسين القدرة البصرية لدى مرضى العشى الليلي يتم سحب الدم من وسط الرأس، بين زاويتي العين ومنبت الشعر، أسفل العنق.

علاج العشى الليلي بالخلايا الجذعية

حسب وصف الأطباء والباحثين يُعد زراعة الخلايا الجذعية بالعين الأمل الوحيد لمرضى العشى الليلي لعلاج مرضهم علاجًا نهائيًا قاطعًا. إذ يعمل هذا النوع من جراحات زرع الخلايا الجذعية بالعين على تحسين القدرة البصرية لمرضى العشى الليلي بنسبة تتراوح بين 20: 30%، وفي أسوأ الحالات وقف تطور المرض لدى 60% من المرضى. وتعتمد تقنية الجراحة على سحب عينة من النخاع العظمي بمنطقة الحوض وإعادة حقنها في العين وفقًا لما توضحه الأشعة حول درجة تطور المرض، ويخضع المريض خلال ستة أشهر من إجراء الجراحة لرعاية طبية صارمة لقياس مدى نجاح العملية في تحسين مستوى قدرة الإبصار لدى المريض.

وختامًا، كثير من الأمراض الوراثية كُتب على الإنسان التعايش معها دون حل جذري لها، وقد كان العشى الليلي كذلك قبل اكتشاف تقنية زرع الخلايا الجذعية، إلا أنه ومع تكلفتها الباهظة وندرة توفرها كخيار علاجي بالمراكز الطبية ببعض الدول ستظل الحجامة وجراحات الليزك هي الخيار الأمثل والأقل تكلفة حتى هذه اللحظة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.

أضف تعليق

18 − 5 =