يتعامل البعض مع نزيف اللثة على أنه أمرًا عرضيًا لا يتطلب الاهتمام أو الالتفات له حتى وإن كان يحدث بصفة مُتكررة، ولكن ماذا إن عرفت أنه عرض قد يرتبط بأمراض أخرى خطيرة؟ هل ستستمر في صمتك؟
استكشف هذه المقالة
نزيف اللثة عند الأطفال الرضع
رُبما تندهش من إصابة طفل رضيع بنزيف اللثة! فكم أكل أو شرب هذا الصغير في شهور عمره القليلة أو ما الذي يُمكن أن يكون قد أهمل فيه ليُصاب بهذا العرض؟!
نعم، يُعد الإهمال في نظافة فم وأسنان الصغير من قِبل والديه سببًا في تراكم الجراثيم وطبقات البلاك “بكتيريا الفم النافعة التي تتحوّل لضارة بتراكم بقايا الطعام على سطح الأسنان وفيما بينها” سببًا قويًا للإصابة بعرض نزيف اللثة، وهذا بالإضافة إلى إسراف الصغار في تناول الحلوى والمشروبات الغازية دون منع أو وضع حد من قِبل الأهل.
وهناك عدة أسباب أخرى قد تؤدي للإصابة بنزيف اللثة لدى الأطفال الرضع مثل: سوء ونقص التغذية الناتج عن نقص أو غياب عناصر غذائية هامة عن غذاء الطفل مثل: الكالسيوم المُقوّي لبنية الأسنان واللثة، فيتامين سي المسئول عن تعزيز نمو الأسنان، فيتامين ك الذي يُسبّب نقصانه سيولة الدم وبالتالي ارتفاع فرص حدوث نزيف اللثة . بالإضافة إلى تبديل وبداية نمو وظهور الأسنان لدى الرضيع.
تناول الطفل لأدوية أو إصابته بأمراض تُسبّب جفاف الفم أو أخرى ناتجة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية مثل: الملاريا، الحصبة، الجديري، انسداد الأنف المُزمن يُمكن أن يكون سببًا لحدوث نزيف اللثة أيضًا.
يُمكن أن يحدث نزيف اللثة أيضًا كعرض لأمراض أخطر، كالإصابة بأمراض الكبد نتيجة التعرض للحقن بإبر ملوَّثة، سكري الأطفال وارتفاع مستوياته في الدم قبل الكشف عنه، سرطان العظام والدم الذي بات مُنتشرًا بين الأطفال الصِغار بصورة كبيرة.
وأخيرًا استخدام الحارس الليلي، وهو جهاز صغير يُشبه طقم الأسنان تضعه الأمهات لأطفال الرضع لمنعهم عن عادة الجزّ على الأسنان أثناء النوم ظنًا منهن بأنهن بهذه الطريقة يحمون أسنان أطفالهن الرقيقة من التكسُّر دون أن يعلمن أن هذا الجهاز الصغير قد يؤذي لثة الصِغار.
أعراض نزيف اللثة لدى الأطفال الرضع
يتسم نزيف اللثة لدى الأطفال الرضع بعدة أعراض هي:
- تورم الفم واللثة وآلام تقودهم لرفض الطعام وإغلاق الفم مما يُهددهم بمخاطر الجفاف ونقصان الوزن.
- عسر الهضم وزيادة سيولة اللعاب وظهور قروح مؤلمة داخل الفم وعلى اللثة.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- رائحة وطعم سيء للفم.
وقد يُصاحب نزيف اللثة عند الرضع الذين يُعانون من نقص مستويات فيتامين سي في الجسم “الاسقربوط” بُكاء مُستمر وعصبية حادة مع ظهور بقع زرقاء أو سوداء على الجلد وتخلخل بنية عظام الفك والأسنان.
لذا فإن صادفتِ أحد هذه الأعراض في طفلك، فتوجهي به لطبيب الأسنان على أسرع وجه دون تأخير.
نزيف اللثة عند تنظيف الأسنان
من أكثر المُثيرات إثارة لحدوث نزيف اللثة استخدام فرشاة تنظيف الأسنان أو الخيط الطبي لإزالة بقايا الطعام المحشورة بين الأسنان والضروس التي تُساهم في تراكم طبقات البلاك على سطح الأسنان.
فتجد من يُعانون من هذه الحالة يُقلعون تمامًا عن تفريش أسنانهم خوفًا من نزيف اللثة، لا يعرفون أنهم بذلك يُزيدون الأمور سوءًا.
فإن كنت ممن يُصادفون دمًا أثناء تفريش أسنانهم، فما عليك إلا استخدام فرشاة أسنان ناعمة مع معجون خاص للأسنان الحساسة وغسول للقضاء على جراثيم وروائح الفم الكريهة مرتين يوميًا، والخيط الطبي لإزالة العوالق بين الأسنان يوم بعد يوم مع تنظيم زيارة دورية لطبيب الأسنان لفحص أسنانك وإزالة طبقات الجير عنها وصنفرة الزوائد السنّية.
نزيف اللثة أثناء النوم
واحد من أكثر الأوقات التي تشهد حدوث نزيف اللثة ، فتستيقظ صباحًا لتجد وسادتك أو فراشك مُلطخ بدماء لا تعرف مصدرها إلا إذا مررت بالأمر ذاته في وقتٍ سابق أو أحسست بطعم الدماء في فمك، ولكن هل هناك أسباب أخرى للإصابة بنزيف اللثة باستثناء السابق ذكره؟
بالطبع نعم، فالأمر مُعقّد إلى الدرجة التي تجعل أحد وسائل حمايتك من حدوث نزيف اللثة قد يكون في وقتٍ لاحق سببًا لإصابتك به.
فرُبما عانيت في صغرك من عدم تناسق شكل أسنانك وابتعادها وعدم إطباقها على بعض بشكل سليم مع بعض قطرات من الدم لم تكُن تنتبه إليها.
ومع الوقت، رُبما قررت تركيب جهاز لتقويم أسنانك واستعادتها الشكل الطبيعي المطلوب، ولكن هل كنت تعلم أن عدم تناسق تركيبة الأسنان قد يكون سببًا لنزيف اللثة مثله مثل عدم القدرة على تنظيفها بشكل جيد من بين أسلاك جهاز التقويم؟
وبالإضافة اللي ترسُّبات البلاك التي تُسبّب جروحًا غير مرئية باللثة تجعلها تنزف من أقل لمسة، إما بسبب صعوبة التنظيف ما بين أطقم التقويم أو إهمال المريض ذاته لتنظيف أسنانه، يُعد الإصابة بأمراض مثل الهربس، السكري، ارتفاع ضغط الدم والأنيميا، أمراض وفيروسات الكبد، الإيدز، السرطان وعلاجه إشعاعيًا من مُسبّبات نزيف اللثة.
كما ترتفع نسب الإصابة ينزف اللثة أيضًا بين المُدخنين، متعاطيي الكحول، الفتيات في سن البلوغ والسيدات في سن اليأس أو مُستخدمات حبوب منع الحمل، المُسنين الذين يستخدمون أطقم أسنان غير جيدة أو غير مضبوطة المقاسات.
نزيف اللثة عند الحامل
تُعد السيدات في فترة الحمل من أكثر الفئات عُرضة للإصابة باللثة النازفة بسبب تأثير هرمون البروجسترون على قوة اللثة والأسنان، إذ يجعلها أكثر ليونة وأسهل نزفًا.
من ناحية أخرى تُسبّب أحماض المعدة الناتجة عن القيء كأحد أعراض الحمل في تآكل طبقة مينا الأسنان والتسبُّب في نزيف اللثة. ويُزيد تفريش الأسنان بعدها مُباشرةً نزيف اللثة سوءًا.
كما يتسبّب ارتفاع ضغط الحامل وسكري الحمل أو الحامل المُصابة بالسكري مع عدم ضبط مُعدلات السكري وضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية، والخوف أو عدم الاهتمام بزيارة طبيب الأسنان عند مُلاحظة تورم أو تهيُّج أو احمرار ونزيف اللثة أيضًا في زيادة حالة النزف سوءًا بشكل قد يؤثر مع الوقت على أنسجة وعظام الأسنان ويتسبّب في سقوطها تدريجيًا في مرحلة مُتقدمة.
الإصابة بجيوب وخراريج اللثة الصديدية، التأثير على نمو الجنين والذي يظهر في صورة ولادة مُبكّرة أو ولادة طفل قليل الوزن أو حدوث مُضاعفات خطيرة أثناء الحمل.
أسباب نزيف اللثة المستمر
هل تُعاني من نزيف اللثة بشكل متواصل في نومك، في صحوك، أثناء تفريش أسنانك أو مضمضة فمك أو حتى تناول طعامك وشرابك؟ وهل لا زلت ترى أن الأمر بعد كل ذلك لا يتطلب الاهتمام أو طلب مشورة طبية لمعرفة سببه من ضمن أسباب نزيف اللثة المُتعددة؟ عادةً ما يُفسّر أطباء الفم والأسنان النزيف المُستمر للثة بحدوث التهاب لثوي أو الإصابة بأحد أمراض اللثة أو عيوب الأسنان التي قد تقود إلى نزفها مثل:
- تسوس وحساسية الأسنان وعدم مُراعاتها بتناول أطعمة ومشروبات مُثلَّجة أو ساخنة أو سُكّرية.
- استخدام فرشاة أسنان قاسية.
- الضروس المطمورة تحت اللثة واللثة المحشورة بين الأسنان المُتجاورة.
- زيادة أحماض المعدة بشكل مُزمِن نتيجة الإصابة بالقرح والحموضة وعسر الهضم والتهاب القولون وما يُصاحبها من تجشؤ يؤثر على سلامة الأسنان واللثة.
- التدخين الذي يُسبّب انحصار البكتريا بين اللثة والأسنان.
- عدم اهتمام مرضى السكري وارتفاع الضغط بمُتابعة وضبط وضعهم الصحي.
- نقص مُعدلات فيتامين سي في الجسم مما يؤدي لضعف جدران الأوعية الدموية عامةً والمؤدية للأسنان واللثة خاصةً باعتبارها موضوعنا اليوم.
- وعادةً ما تظهر انخفاض مستويات فيتامين سي في الجسم لدي الكبار في مجموعة من الأعراض نذكر منها:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الإسهال وفقدان الشهية وبالتالي ارتفاع فرص الإصابة بالجفاف وخسارة الوزن.
- سرعة التنفس.
- الحساسية الجلدية.
- سرعة التنفس.
- نزف اللثة والأسنان.
علاج نزيف اللثة ورائحة الفم
بعد أن تناولنا باستفاضة أسباب الإصابة بعرض نزيف اللثة، الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به، الظروف والأوقات التي تشهد ارتفاع في وتيرة النزيف، آن الأوان لتناول سُبل العلاج والوقاية، ولكن علينا أولًا شرح طرق التشخيص.
تشخيص نزيف اللثة
يعتمد تشخيص طبيب الأطفال أو الفم والأسنان لعرض نزيف اللثة من خلال الوسائل التالية:
- سؤال المريض أو والديه إن كان طفلاً عن الأعراض التي يُعاني منها.
- معرفة التاريخ المرضي للمريض من حيث الإصابة بأمراض لثة وأسنان سابقة أو حالية، الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، الإصابة بأي من الأمراض الكبدية أو السرطانية أو أمراض المناعة والجهاز الهضمي.
- الفحص السريري بأخذ مسحة من الفم واللعاب في حال ظهور قروح باردة داخل الفم تدل على وجود عدوى لتحليلها ومعرفة نوع البكتريا أو الفيروس المُسبّب للعدوى.
- تحليل لعينة من الدم لفحص مستويات فيتامين سي بالدم، وكذلك مُعدلات الحديد، إن شكّ الطبيب في مُعاناة المريض من أمراض أخرى تُسبّب نزيف اللثة قد يطلب تحاليل مُعينة تثبت أو تنفي شكوكه مثل: فحوصات الفيروسات الكبدية ودلالات الأورام، أشعة سينية على اللثة والأسنان أو سونار أو منظار للمعدة.
علاج نزيف اللثة طبيًا
عادةً لن تخرج روشتة طبيب الأسنان عن وصف:
- مُضادات حيوية للفيروسات في حال كان سبب نزيف اللثة عدوى فيروسية أو بكتيرية.
- التوصية بتناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين سي و ك أو وصفها كمُكملات غذائية إن كانت الحالة تستدعي ذلك، مع العلم أن جرعة فيتامين سي تختلف حسب سن المريض ولكن على أية حال لا يجب أن تزيد عن جرام يوميًا حفاظًا على صحة الكلى.
- وصف معجون للأسنان الحساسة وغسول للفم خالي من الكحول وعلى الحامل أن تُخبر الطبيب بذلك.
- إجراء تنظيف للأسنان من الجير المُتراكم عليها.
- في حال كشفت الأشعة والتحاليل عن وجود مرض أخر تسبّب في حدوث نزيف اللثة سيوجهك طبيب الأسنان لزيارة الطبيب المُختص.
علاج نزيف اللثة بالطب البديل
يُمكن علاج نزيف اللثة بالوصفات المنزلية والتي نذكر منها:
- تذويب نصف ملعقة ملح في كوب ماء دافئ والمضمضة بها.
- تدليك اللثة المُصابة بالعسل أو هلام الصبار أو زيت الخروع أو زيت فيتامين هـ “يُمكن الحصول عليه من خلال زيت الزيتون أو زيت جوز الهند أو عصارة كبسولات الفيتامين نفسه”
- المضمضة بمنقوع أوراق الجوافة مرتين يوميًا.
- خلط ملعقة صغيرة من نبات الأملج بكوب ماء والمضمضة به.
- استخدام زيت البابونج أو زيت النعناع كغسول للفم.
- تناول التفاح الأخضر بدون تقطيع.
- تدليك اللثة والأسنان بالسواك.
للوقاية من مُضاعفات نزيف اللثة
- الاهتمام بتفريش الأسنان مرتين يوميًا صباحًا وقبل النوم ليلاً باستخدام معجون أسنان غني بالفلورايد، ولأصحاب الأسنان الحساسة استخدام معجون خاص للأسنان الحساسة مع فرشاة يدوية ناعمة أو استبدالها بفرشاة كهربائية.
- ترك المعجون على الأسنان ساعة قبل تفريشها، وعدم تفريشها قبل ساعة على الأقل من التقيؤ أو تناول فاكهة حمضية.
- استخدام خيط طبي لإزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
- الإقلاع عن التدخين والكحوليات.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي.
- استخدام غسول للفم مرتين يوميًا مع اختيار الحامل لغسول يتناسب مع وضعها.
- زيارة طبيب الأسنان بصفة دورية كل ستة أشهر للفحص وإزالة البلاك.
- اللجوء للطبيب بمجرد حدوث نزيف اللثة أو أي أعراض مُرتبطة به.
وختامًا، فقد تناولنا معكم أشهر أسباب نزيف اللثة، وكيف يُمكن علاجها والوقاية منها بكل سهولة، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق