من منا لا تُبهره الزهور بألوانها وأشكالها المُختلِفة وعطرها الفوّاح الذي لا يقل اختلافًا، من منا لم تأتيه باقة من حبيب أو صديق، من منا تزوج ولم تكن باقة الورد واحدة من أهم حضور الحفل، ولكن هكذا دومًا الأشياء الجميلة لا تكتمل حتى النهاية؛ فحياة الورد الطبيعي قصيرة للغاية، بضعة أيام هي الفيصل بين حياته وبين شيخوخته ثم موته.
ولكن هل هُناك طريقة تمُّده بالحياة لوقتٍ أطول؟ بالطبع، فالحاجة أم الاختراع فلِمَ يسلم الورد من اختراعات البشر؟ فقط تابع معنا الموضوع التالي وتعرف على أهم الحيل للحفاظ على حيوية ونضارة الورد الطبيعي لأطول فترة مُمكنة.
استكشف هذه المقالة
الورد الطبيعي كيف يعيش؟
في العام 2011، تم إجراء تعداد وحصر لأنواع الورود الطبيعية حول العالم انتهى إلى وجود ما يزيد عن ثماني مليون زهرة، منها ما يتعدى الست مليون زهور برية مُقابل اثنين مليون زهرة مائية.
على الرغم من اختلاف أنواع وطبائع الأزهار والبيئة التي تتبناها ما بين نباتات تحتاج إلى ظل، وأخرى تحتاج إلى ضوء شمس لطيف، وثالثة تحتاج إلى الري بصورة أكبر من زهرة أخرى، إلا أن جميعهم يحصلون على التغذية وسُبل العيش بنفس الطريقة.
فالنباتات معروفة بكونها كائنات ذاتية التغذية والتكاثر، تُكوّن مصدر غذائها بنفسها من ضوء الشمس، الذي تُحوّله إلى عنصر الكلوروفيل الأخضر عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية مُستمدَّة من الطاقة الحرارية للشمس داخل خلايا وأوراق النبات. هذا إلى جانب ما توفره لها التربة الخصبة المروية لها من عناصر تُساعدها على النمو. بينما تتكاثر وتُنتج براعمها بغرس حبوب اللقاح على سطحها بواسطة النحل من جهة والرياح الربيعية من جهة.
وتحصل الأزهار على حاجتها من الماء حسب المناخ المزروعة فيه، فإن كانت في بيئة حارة احتاجت للماء يوميًا، وإن كانت في بيئة مُعتدلة فيكفيها الارتواء ثلاث مرات أسبوعيًا، بينما تحتاج الأزهار الباردة إلى مياه أقل بحكم رطوبة الأجواء المُحيطة.
وإن كانت النباتات العُشبية مصدر غذاء جيد للإنسان والحيوان، فالأزهار مصدر غذاء مُباشر للنحل وغير مُباشر للإنسان، هذا إلى جانب فوائدها الجمالية والتجميلية.
كم عمر الورد الطبيعي ؟
يختلف عمر الورد الطبيعي في بيئته الطبيعية حسب طبيعة كل زهرة والظروف التي تعيش فيها، بينما تعيش الزهور المقطوفة من يومين إلى أربعة أيام، وفي أحسن الأحوال عشرة أيام كحد أقصى مع حُسن الرعاية.
وتتشابه أسباب ذبول الورد الطبيعي في حال وجوده في بيئته الطبيعية أو وضعه في المزهرية، ويُمكن حصرها في:
- التعرُّض للجفاف الشديد بسبب تعرضه لمصادر الحرارة العالية كأشعة الشمس، مُجففات الشعر والسخانات ومُعدّات تسخين الطعام بالمطبخ، وضعه أعلى أجهزة التلفزيون، عدم ريه بالشكل الكافي الذي يُساعده على الحياة.
- غمر الورد الطبيعي بكميات مياه أكثر من اللازم مما يعمل على تكوين البكتريا على ساقه.
- عدم تقليم سيقان الورد الطبيعي أو تقليمها بشكل قاسي وغير سليم قبل وضعه في المزهرية مما يُقلل من امتصاص الأزهار للمياه.
- آفات الزراعة أو شراء زهور قديمة وغير طازجة من البائع “فالأزهار الطازجة قاعدتها قاسية الملمس وليست هشة” أو عدم الاهتمام بإزالة الأوراق الذابلة أو المُتساقطة من المياه أو عن الزهرة أو غمر أوراق الورد بالمياه مما يتسبب في انتشار العفن بين الأزهار السليمة.
- عدم تغيير المياه بشكل دوري، إذ لا بد من تغيير المياه عن الورد الطبيعي يوميًا، ويستحسن وضعه في مياه تم غليها ثم تبريدها.
- عدم الاهتمام بتنظيف المزهرية أو تعقيم أدوات تقليم سيقان الأزهار مما قد يُصيبها بالبكتريا، يُمكنك تنظيف المزهرية عبر فركها بقليل من المسحوق مع قشور البيض المسلوق والماء الفاتر ثم شطفها بالماء الساخن.
وعلى خلاف كل أزهار العالم، تمتلك الإكوادور الورد الطبيعي الذي يعيش لسنوات بدون قطرة مياه واحدة، ويعتمد “الورد الأبدي” كما يُسمونه على العيش في تربة بركانية خصبة لينتج في ألوان غير معهودة مثل الأخضر، الأسود، أو زهرة مُتدرّجة الألوان. وبعد أن يتم قطف هذه الزهور العجيبة يتم توريدها لبريطانيا لتطعيمها بمادة خاصة وغير مُعلَّن عنها حتى هذه اللحظة، لتعيش لفترة تمتد من ثلاث إلى عشر سنوات بعيدًا عن مصادر الحرارة والمياه والرطوبة.
ولكن هل هُناك من حيل تجعل الورد الطبيعي يعيش مثل تلك الزهرة الأبدية لسنوات طويلة؟! بالطبع لا، إلا إن تم تجفيفه، يُمكن فقط ببعض الحيل مدّ عمره حتى شهر أو ثلاثة أشهر كحد أقصى.
إطالة عمر الورد الطبيعي
لإطالة عمر الورد الطبيعي لأشهر من خلال اتباع إحدى الطرق التالية:
- تجنب الأسباب التي تؤدي إلى ذبول الورد.
- الحصول على الورود من البائع محفوظة في ماء غزير وتركها هكذا لمدة ست ساعات قبل تغيير الماء، أو لف الجذور بالقطن بعد إشباعها بالماء؛ حيث يمتص القطن الماء الزائد من الجذور المُشبّعة ويوفّر للورد الرطوبة اللازمة، تقليم السيقان بآلة حادة بشكل كافي بزاوية ميل 45 درجة لرفع كفاءة امتصاص الورد الطبيعي للماء.
- يُمكن حفظ الزهور بالثلاجة صباحًا إذ تعمل برودة الثلاجة على توفير الرطوبة اللازمة للأزهار وتكوين قطرات الندى التي تُحافظ على نضارة الزهرة لأطول وقت.
- السكر من أكثر الأشياء التي تمنح الورد الطبيعي عُمرًا أطول؛ فهو يمدّه بالطاقة التي كانت مخزن تغذيته ورونقه حينما كان في بيئته الطبيعية، ويُمكن مد ورد المزهرية باحتياجاته من السكر من خلال خلط كميات متساوية من السكر وخل التفاح “ملعقتين كبيرتين” وإضافتها لماء حفظ الورد في كل مرة يتم تغييره فيها.
- يُمكن أيضًا تذويب ثلاث ملاعق من السكر وملعقتين من الخل الأبيض في ربع لتر ماء دافئ وتروية الورد به حتى تنغمر السيقان لارتفاع 10 سم، إضافة ربع كوب من الصودا الشفافة التي تحتوي على السكر إلى ماء سقاية الورد، وضع مكعب من السكر مع بعض العملات النحاسية لمنع نمو البكتيريا على السيقان.
- وأخيرًا مزج ملعقة صغيرة من السكر بثلاث قطرات كلور الملابس وإضافتها لكل لتر ماء مُضاف للورد.
- رش قليل من مُثّبت الشعر على نهايات أوراق الورد الطبيعي وبتلاته.
- إضافة ثلاث حبات أسبرين مطحونة للماء قبل غمس الأزهار به مع تغيير الماء على فترات.
- شراء مواد حافظة ومبيدات خاصة بالأزهار من بائعها أو أحد المشاتل أو السوبر ماركت، ويُمكن استخدام مواد منزلية كالسكر، الخل، الكلور لمد الورد الطبيعي بالطاقة ومعادلة حموضة المياه والحفاظ على اللون، ويُمكن استخدام زيت الروز ماري لقتل الحشرات التي تتعرض لها الورود أو استخدام مبيد لمقاومة الفطريات النباتية.
- انتقاء الأزهار شبه المُتفتّحة مع وجود بعض البراعم معها لضمان بقائها لوقتٍ أطول.
ماذا تفعل بأوراق الورد الطبيعي الذابلة والضعيف المُتساقطة؟
لا داعي للتخلص من الزهور الذابلة أو الأوراق المُتساقطة بعد اليوم، فقط اشتري بلورات جل السيليكا من بائع الأزهار، وقم بتفتيتها بعض الشيء وضع الأوراق بينها لمدة يومين حتى يتحول لون البلورات من الأزرق أو الأبيض إلى الوردي ثم انتشل الأوراق من بينها، أو ترك الأوراق لتذبل تلقائيًا دون ري.
وختامًا عزيزي القارئ، نتمنى أن نكون قد أفدناك عبر خطوات بسيطة في تقديم أسهل وأبسط الطرق المنزلية وأقلها تكلفة لحفظ الورد الطبيعي لأطول فترة مُمكنة، والاستمتاع وإمتاع أحبائك بجماله ورونقه.
أضف تعليق