الأغذية المفيدة للمخ تُعَد من العناصر المهمة لصحة الجهاز العصبي للإنسان، وتُعزَى أهمية تلك الأغذية إلى دورها الكبير في صيانة المخ والأعصاب ووقايتهما من التلف. ولا شك أن نوعية الطعام المُتَنَاوَل يؤثر بشدة على الصحة العامة والأداء العقلي والعصبي، لذلك يوصي الأطباء بضرورة الاهتمام بانتقاء الغذاء المناسب الذي يضمن رفع كفاءة الجهاز العصبي. ومن أجل تحقيق ذلك ينبغي معرفة الأغذية المفيدة للمخ وطريقة إعدادها على النحو السليم ومواقيت تناولها بشكل مناسب لضمان أكبر قدر من الاستفادة، وفضلاً عن ذلك يجب رفع الوعي أيضًا من حيث كيفية تنشيط وظائف المخ من خلال ممارسة الأنشطة الحياتية المختلفة التي تعمل على زيادة الحيوية في الأعصاب ومراكز المخ المسؤولة عن العديد من المهام والسلوكيات. وفي هذا المقال نستعرض بالتفصيل أهم الأطعمة المقوية للقدرات الذهنية والتي تساعد على زيادة معدلات الذكاء، لا سيما لدى الأطفال لأهمية ذلك بالنسبة لهم، وكذلك للبالغين أيضًا لحمايتهم من أعراض الشيخوخة المبكرة والإصابة بالخرف والألزهايمر.
استكشف هذه المقالة
الأغذية المفيدة للمخ والأعصاب
ثمة عناصر غذائية معينة ينبغي التركيز عليها بشكل يومي من أجل الحصول على الحد الأدنى منها اللازم لصحة المخ والأعصاب، وتحتوي الأغذية المفيدة للمخ على هذه العناصر بشكل مركز. وفي النقاط التالية نتناول أولاً أهم العناصر الغذائية الواجب توافرها في طعامنا اليومي حرصًا على سلامة الدماغ:
- الأحماض الدهنية غير المُشَبَّعَة: يؤدي هذا النوع من الأحماض دورًا مهمًا في صيانة الأعصاب وخلايا المخ حيث تساعد تلك الأحماض على زيادة كفاءة ونشاط النواقل العصبية ونمو الخلايا ما ينعكس على الأداء الذهني والعصبي.
- مجموعة فيتامين ب: تُعَد هذه المجموعة من الفيتامينات عنصرًا رئيسيًا في الأغذية المفيدة للمخ نظرًا لأهميتها الكبرى بالنسبة إلى الجهاز العصبي المركزي والطرفي؛ حيث تؤدي إلى سرعة تناقل الإشارات العصبية بين خلايا الأعضاء المختلفة للجسم ما يضمن التناغم والتوافق في الأداء الحركي والعقلي.
- اليود: لا شك أن عنصر اليود واحدٌ من العناصر الغذائية الواجب توافرها في الغذاء اليومي للإنسان؛ وتُعزَى تلك التوصية إلى فوائد اليود فيما يتعلق بنشاط الخلايا وأدائها ودوره في وقاية الأنسجة من التلف.
أفضل الأطعمة للدماغ
يوصي الأطباء بالانتظام في تناول الوجبات التي تحتوي على الأغذية المفيدة للمخ لضمان الحصول على القدر اليومي اللازم للحفاظ على اللياقة الذهنية والعصبية. وثمة بعض الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من العناصر المذكورة آنفًا التي تمد الجسم باحتياجاته الضرورية من هذه العناصر. وفي النقاط التالية نستعرض أهم الأطعمة التي ينبغي إدراجها في نظامنا الغذائي اليومي.
جميع أنواع الأسماك
تُعَد الأسماك من الوجبات المفضلة لدى الكثيرين من الناس، وتتميز لحوم الأسماك بأنها خفيفة على المعدة ولا تمثل عبئًا عليها. وفضلاً عن ذلك، يحتوي السمك على الأحماض الدهنية المفيدة مثل أوميجا 3 المفيد لصحة المخ والأعصاب؛ حيث أثبتت الدراسات أهمية تلك الأحماض في مكافحة الخرف والألزهايمر وحماية خلايا المخ من التلف نتيجةً للشيخوخة، ومن ثَمَّ يُنصَح بتناول السمك مرتين على الأقل أسبوعيًا لا سيما السلمون والتونة والرنجة نظرًا لارتفاع نسبة الأحماض الدهنية المفيدة في هذه الأنواع تحديدًا.
اللحوم الحمراء
تُعَد اللحوم الحمراء من الأغذية المفيدة للمخ حيث تشتمل على مجموعة غنية من العناصر الغذائية، لا سيما مجموعة فيتامين ب وحمض الفوليك، حيث تساعد هذه العناصر في النمو الصحي للخلايا العصبية وتقوية الأعصاب ورفع الكفاءة الوظيفية للجهاز العصبي بشكل عام.
البقوليات
تعتبر البقوليات مصدرًا غذائيًا نباتيًا مفيدًا للغاية وهو يناسب على وجه الخصوص النباتيين أو الذين يمتنعون عن تناول اللحوم لأسباب صحية أو عقائدية. ويُعَد العدس والفول والفاصوليا الجافة من أشهر البقوليات المفيدة في علاج أمراض الجهاز العصبي والوقاية من أمراضه وتدعيم الخلايا بالمدد الغذائي المحفز للنمو وزيادة المناعة.
الأطعمة المفيدة للذكاء
أثبتت الدراسات الحديثة إمكانية زيادة نسبة الذكاء، لا سيما لدى الأطفال والمراهقين، والقدرة على التحصيل والاستذكار من خلال اتباع حمية غذائية غنية بالمعادن والفيتامينات المهمة لزيادة القدرات العقلية. ومن هذا المنطلق يُوصَى بالاهتمام باختيار نوعيات الطعام المفيدة وانتقاء الأغذية المفيدة للمخ بعناية لا سيما في أوقات الامتحانات والاختبارات التي تستلزم قدرًا كبيرًا من التركيز وتحفيز مراكز التفكير والذاكرة في المخ. لذلك نوصي بالإكثار من تناول الأطعمة المفيدة للذكاء ومن ضمنها ما يلي:
المكسرات
تُعَد المكسرات واحدة من الوجبات المفضلة التي يمكن تناولها في أثناء الاستذكار، ويُعد الفول السوداني والجوز واللوز والبندق والكاجو من أشهر أنواع المكسرات المدرَجة ضمن الأغذية المفيدة للمخ نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الزيوت الصحية اللازمة لنشاط المخ ودعم مهارات التفكير.
الخضروات والفواكه
لا يخلو أي نظام صحي من حصة ثابتة من الخضروات والفواكه بسبب احتوائها على مجموعة مختلفة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة بشكل عام، فضلاً عن احتواء الفواكه على السكريات اللازمة للعمليات الحيوية والتي تتحول إلى مادة الجلوكوز من خلال التمثيل الغذائي حيث يُعَد الجلوكوز من العناصر المهمة التي تمد المخ بالمزيد من الطاقة والتحفيز ما يضمن أداءً صحيًا متوازنًا لأنه بمثابة الوقود التي تعمل به الخلايا.
العصائر والماء
يُعَد تناول السوائل على نحو منتظم من العادات الغذائية الجيدة وذلك لأن السوائل تزيد من نسبة سيولة الدم ما يضمن التدفق السلس للدم في العروق والشرايين ما يساعد على وصول الدم المُحَمَّل بالأكسجين والعناصر الغذائية في صورتها الأولية إلى جميع خلايا الجسم، لا سيما المخ، ما يرفع من كفاءة الوظائف الحيوية وزيادة الفائدة.
كيفية تنشيط خلايا المخ عن طريق الأغذية المفيدة للمخ
بطبيعة الحال ينبغي الحرص دومًا على تنشيط خلايا المخ بشتى الطرق سواء عن طريق تناول الأغذية المفيدة للمخ أو ممارسة بعض الأنشطة والطقوس اليومية التي تضمن رفع كفاءة المخ وزيادة القدرات الدهنية، وفي النقاط التالية نستعرض بعض النصائح التي من شأنها المساعدة على زيادة النشاط الوظيفي للدماغ.
تناول الطعام الصحي
لا شك أن نوعية الطعام المُتناوَل تنعكس على الأداء الذهني؛ لذلك يوصَى بتجنب الأطعمة ذات المحتوى الدهني المرتفع نظرًا للضرر الكبير التي تسببه الدهون للصحة العامة والدماغ على وجه الخصوص حيث تزيد الدهون من زيادة احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين وصعوبة وصول الدم إلى المخ بالقدر الكافي.
ممارسة الرياضة البدنية
تُعَد ممارسة الرياضة من الأمور المهمة التي يجب الحرص على اتباعها بشكل منتظم حيث أنها تعزز وصول الأكسجين والجلوكوز لجميع أعضاء الجسم فضلاً عن دورها في إفراز المواد الكيميائية والهرمونات والنواقل العصبية المسؤولة عن تحسين الحالة المزاجية للإنسان وزيادة شعوره بالراحة والسعادة.
ممارسة الأنشطة الذهنية
يوصي الخبراء بضرورة ممارسة العديد من الأنشطة الذهنية مثل حل الألغاز وممارسة الألعاب العقلية مثل الشطرنج من أجل تفعيل مراكز التفكير في الدماغ وحمايتها من الضمور الناتج عن الإهمال. وفضلاً عن ذلك، تشير بعض الدراسات إلى فوائد الاستماع إلى الموسيقى وأهمية ذلك بالنسبة إلى الشعور بالاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق والتقليل من سرعة تدفق الأفكار.
ممارسة الكتابة
تساعد كتابة النصوص المختلفة، المذكرات الشخصية مثلاً، على تطوير وتحفيز مراكز الذاكرة والابتكار في المخ بالإضافة إلى تحفيز الذكاء اللغوي وتفعيل مهارة الانتقاء اللفظي والتعبير الدقيق عن المعاني المختلفة.
ومما سبق يتبين لنا أهمية تناول الأغذية المفيدة للمخ وضرورة الحصول على النسبة المعقولة من العناصر الغذائية الغنية بالمواد المحفزة لوظائف المخ لضمان التحصيل الجيد لدى الطلبة والوقاية من أمراض الشيخوخة المتعلقة بالأداء الذهني لدى كبار السن ومقاومة ضعف الذاكرة والخرف.
أضف تعليق