تسعة
الرئيسية » سفر » كيف تقضي عطلة رائعة بدولة كوستاريكا بتكلفة قليلة؟

كيف تقضي عطلة رائعة بدولة كوستاريكا بتكلفة قليلة؟

كوستاريكا هي إحدى الدول المتقدمة الموجودة في أمريكا اللاتينية والتي تشتهر بجوها الرائع بسبب موقعها بالقرب من خط الاستواء وتشتهر أيضا بحدائها المميزة وشواطئها الخلابة.

كوستاريكا

كوستاريكا هي إحدى الدول الواقعة في أمريكا اللاتينية ، تحدها من ناحية الشمال جمهورية نيكاراغوا ومن ناحية الشرق البحر الكاريبي ومن الغرب منها يقع المحيط الهادئ أما من ناحية الجنوب فتحدها جمهورية بنما، وكوستاريكا هي كلمة أسبانية الأصل تحمل معنى الساحل الغني، وتعد كوستاريكا هي الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية المدرجة في قائمة أقدم 22 دولة ديمقراطية في العالم، هذا عطفاً على كونها أعلى دول العالم بمؤشر التنمية البشرية وذلك لأنها احتلت المركز رقم 69 على مستوى العالم خلال عام 2011، وأكثر بلدان العالم اهتماماً بالبيئة حيث توافرت فيها كل المعايير الخمسة التي تم إنشاؤها من أجل قياس مستوى اهتمام الدول بالبيئة واحتلت كوستاريكا المرتبة الخامسة على مستوى دول العالم والأولى على الأمريكيتين من حيث المؤشر العام للأداء البيئي.

تاريخ دولة كوستاريكا

كوستاريكا بدأ تاريخها كدولة في مطلع القرن الحادي عشر حيث قطنها الهنود الذين استقروا فيها قادمين من قبائل كوروبيسي، وخلال القرن الخامس عشر قدمت إلى كوستاريكا قبائل هندية أخرى مصل قبيلة بوروكا وهنود ناهاو والكاريب وشورتيغا وقد عاشت كل القبائل الهندية على صيد الحيوانات الصغيرة وزراعة المحاصيل الموسمية، وخلال القرن السادس عشر وصل كريستوفر كولمبوس إلى أراضي دولة كوستاريكا للمرة الأولى وتحديداً خلال عام 1502 حيث انتشرت في ذلك الوقت الشائعات التي روجت لوجود الكثير من الذهب في تلك المنطقة وهاجر آلاف الأسبان إلى الأرض الجديدة، وعلى الرغم من عدم عثور الأسبان على الكثير من الذهب إلا أن الكثير منهم قرر الاستقرار في البلد الجديد كوستاريكا وأصبحوا مزارعين وقام الحاكم الأسباني “خوان فاسكويز دي كورونادو” بتأسيس أول مستوطنة دائمة في كوستاريكا في عام 1564 وجدير بالذكر أن الزائرين الجدد من الأسبان حاولوا استرقاق الهنود واستعمالهم كعبيد ولكن معظم القبائل الهندية حاربت بشراسة من أجل الحفاظ على حريتها، ومن هنا وخلال تلك المرحلة تحديداً بدأ العهد الأسباني في كوستاريكا ولكنها كانت في ذلك الوقت منطقة شديدة الفقر حيث وصفها حاكم أسبانيا عام 1719 بأنها المستوطنة الأسبانية الأكثر بؤساً وفقراً ومن أهم العوامل التي عززت ذلك الفقر شح الموارد الطبيعية حيث هجم الأسبان الأوائل الذين جاوا إلى أرض كوستاريكا على كل الموارد الطبيعية كالذهب والفضة، كما حظرت أسبانيا وقتها التبادل التجاري بين كوستاريكا وبنما مما جعل كوستاريكا تعتمد في اقتصادها المتداعي على الزراعة فحسب وعليه تحولت كوستاريكا إلى مجتمع فلاحي تحكمه قيم الاستبداد والطبقية.

كوستاريكا لم تحارب الاحتلال الأسباني مثل بقية الدول في أمريكا اللاتينية، وعقب الهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها أسبانيا في الحرب المكسيكية للاستقلال(1810-1821) انضمت كوستاريكا للإمبراطورية المكسيكية هي وباقي المستعمرات الأسبانية في أمريكا اللاتينية، وفي عام 1823 انسحبت كل دول أمريكا اللاتينية من إمبراطورية المكسيك وشكلت الأقاليم المتحدة في أمريكا الوسطى، ولكن سرعان ما انهار هذا الاتحاد وفي عام 1838 تم الإعلان عن استقلال دولة كوستاريكا.

كوستاريكا بعد حصولها على الاستقلال حدثت بها عدة ثورات داخلية وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، فقد أطاح الجنرال “توماس غارديا” بالحكومة خلال عام 1870 وحكم البلاد حكماً استبدادياً لمدة 12 عام ومع استبداده السياسي فقد شجع على الزراعة واسعة النطاق وكان يعمل على تصدير البن وأدخل الكثير من التحسينات على نظام التعليم كام قام ببناء سكك حديدية جديدة، وفي عام 1917 أُجبر على تقديم استقالته وتولى “فدريكو تينوكو ” زمام الأمور ولكنه ترك السلطة في عام 1919 فتولى الرئاسة “جوليو أكوستا” ومنذ ذلك الوقت أضحت كوستاريكا نموذجاً قوياً للديمقراطية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.

مجال التعليم بدولة كوستاريكا

كوستاريكا عطفاً على كونها في مصاف الدول المتقدمة والدول الصديقة للبيئة وتقدمها الاقتصادي الكبير فإنها أيضاً من الدول التي تهتم كثيراً بمجال التعليم، فمعدل القراءة والكتابة في كوستاريكا يبلغ 94,9% وهو من أعلى المعدلات بين جميع بلدان أمريكا اللاتينية، فعندما قامت كوستاريكا بإلغاء الجيش في عام 1949 قات بأنها ستحل جيش من المتعلمين محل الجيش العسكري، وهذا ما حدث بالفعل فالمدارس والجامعات تتواجد في جميع أرجاء البلاد، ويضمن دستور كوستاريكا على الحق في التعليم ويعد التعليم الابتدائي والثانوي مجانياً وإلزامياً، كما يوجد في كوستاريكا الكثير من الجامعات الحكومية والخاصة وتعتبر الجامعات الحكومية هي الأفضل في كوستاريكا؛ ففضل عن كونها أحد أهم وسائل الحراك الاجتماعي فالجامعات الحكومية تنفق الكثير من ميزانية التعليم على دعم طلاب الأسر الفقيرة.

المعالم السياحية بدولة كوستاريكا

كوستاريكا من الدول التي تزخر بالعديد من المناطق السياحية والمعالم الأثرية الخلابة والطبيعة الرائعة؛ ومن أشهر المعالم السياحية في كوستاريكا؛ مدينة سان خوسيه التي تعد العاصمة الرسمية للبلاد وأهم المدن الواقعة بها، ومن أشهر المتاحف التاريخية بالمدينة: متحف الذهب الذي يحتوي على الكثير من التحف الذهبية والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام، كما تضم المدينة مبنى المتحف الوطني والكثير من المتنزهات فمدينة سان خوسيه بها أكثر من 20 متنزه، هذا عطفاً على أن أجمل بساتين البن في العالم موجودة في مدينة سان خوسيه بكوستاريكا، أما عن المناظر الطبيعية الخلابة فهناك منطقة الجبل الأخضر وهي عبارة عن غابات كثيفة ممطرة مشهورة بالنباتات النادرة وتحتوي أيضا على 400 فصيلة مختلفة من الطيور و100 نوع من الثدييات نادرة الوجود في باقي أنحاء العالم، والزائر لا يمكنه مغادرة منطقة الجبل الأخضر قبل العروج على المجموعة المبهرة من أزهار الأوركيد والتي تعد من أجمل وأروع عجائب هذا المكان، وبعد الانتهاء من زيارة منطقة الجبل الأخضر على المسافر العروج على غابة مانويل أنطونيو المطيرة؛ والتي تمتاز بجمالها الأسطوري حيث تعمر الغابة بالزراعات الجميلة والحيوانات البرية، وبالنسلة بمحبي الشواطئ فهناك شاطئ بلايا سمارا الذي يمتاز بالهدوء والمياه النقية وفي عمق مياهه الهادئة هناك الكثير من الشعاب المرجانية بألوانها المختلفة، كما يمكن أيضاً ممارسة رياضة اليوجا على شاطئ بلايا سمارا بسبب الهدوء والطبيعة، ولمحبي الصخب ورؤية الثقافات المختلفة هناك منطقة كوينا وهي منطقة تقع علة الساحل الكاريبي بكوستاريكا وتعد منطقة لتمركز الأفارقة القادمين من دولة جاماكيا وتمتلئ المنطقة بالأسواق والبضائع الإفريقية، وأما بالنسبة لأشهر وأجمل المنتجعات السياحية في كوستاريكا فهناك منتجع فور سيزون كوليبرا؛ الذي يقع في شمال غرب كوستاريكا وبه أكثر من 155 غرفة ويوفر المنتجع الكثير من الخدمات لرواده ولكن أسعاره مرتفعة للغاية، ولذا يُفضل أن يلجأ المسافرون والمغامرون من الشباب إلى الإقامة بالفنادق الصغيرة ويجب أيضاً التأكد من الحجز المسبق قبل السفر حتى لا يضطر المسافر إلى قضاء أيامه في فنادق باهظة الثمن.

ختاما؛ فدولة كوستاريكا دولة متقدمة واقتصادها قوي للغاية ولهذا فعملة الدولة مرتفعة الثمن وعليه يجب على المسافرين إلى البلاد أن يراعوا أن سعر المنتجات الغذائية وغيرها ربما يبدو مرتفع بالنسبة لعملتهم الرائجة ولكنه مناسب في كوستاريكا؛ فإذا قرر المسافرون قضاء عطلتهم في كوستاريكا فيمكنهم أخد أطعمة معلبة بحوزتهم ولكن يجب التأكد أولاً بأن شرطة المطار ستسمح بمرور تلك الأطعمة.

أسماء

محررة وكاتبة حرة عن بعد، أستمتع بالقراءة في المجالات المختلفة.

أضف تعليق

ثمانية − 5 =