خطر تسلخات الأطفال المتكررة مشكلة تؤرق كل أم حديثة الولادة. فهي مشكلة كثيرة الحدوث وقد يكون لها مضاعفات خطيرة على جلد الطفل، كما أنها تمنع الطفل من التنعم بنوم هادئ في الليل ليظل مستيقظًا وبكاءه لا ينقطع، مما يدفع الأم إلى الجنون والإرهاق. وفي ذات الوقت لا يمكن الاستغناء تمامًا عن الحفاظات خاصة في الشهور الأولى. لذلك تخلصي تمامًا من المشكلة ومضاعفاتها بتلك الخطوات والأفكار البسيطة.
استكشف هذه المقالة
تسلخات الأطفال الرضع
الأطفال الرضع معرضين بشدة للتسلخات، وحتى السنوات الأولى من حياتهم. وهي التهابات جلدية سطحية تتركز في منطقة أو أكثر في الجسم. ويمكن ببساطة معرفة ما إذا كان الطفل مصاب أم لا، عن طريق فحص كامل جسد الطفل. ستجد الأم أن جلد الطفل ملتهب أو يميل للون الأحمر. وكلما زادت درجة اللون كلما زاد حجم الخطر. يمكن أيضًا ملاحظة بعض البثور أو التقشر بالجلد كما لو أنه محترق، إن كانت التسلخات قد تطورت في حدته وخطورتها. كما ستلاحظ الأم محاولة الطفل لفرك المنطقة المصابة من جسمه، وكثرة البكاء الغير منقطع بالأخص حين يتم التلامس بين المنطقة المصابة والحفاظات أو يد الأم نفسها.
والسبب الرئيسي في حدوث تسلخات الأطفال هو التجمع البكتيري أو الفطري على الجلد أو كثرة الاحتكاك. هذا التجمع طبيعي جدًا عند كل البشر، ولكن النقطة الفاصلة هي كيفية تنظيف الجسد ومنع البكتريا أو الفطريات من النمو، وعدم توفير بيئة مناسبة لها. فحتى الكبار معرضين للتسلخات، إلا إنهم قادرون على تحديد منطقة الوجع بسرعة وعلاجها أو تنظيفها، بعكس الأطفال الصغار. كما يتمتع الكبار بطبقات جلدية أقوى تمنع استمرار البكتيريا في النمو. بعكس الأطفال وأجسامهم الرقيقة الحساسة جدًا.
تسلخات الأطفال بسبب الحفاظ
تسلخات الأطفال بسبب الحفاظات هو السبب الأشهر لانتشار المرض وتكراره. ويعاني أكثر من 90% من الأطفال بسبب الحفاظات. خاصة حين تعتمد الأم على الحفاظات بشكل أساسي طيلة اليوم، ولا تعطي مجال لتنفس الجلد. ومهما كانت جودة الحفاظات عالية ولديها قدرة على امتصاص السوائل، ستظل سبب أكبر ومهم لحدوث التسلخات. وتتركز منطقة الإصابة حول الحفاظة أو تحتها. وتزيد الإصابة كلما أحكمت الأم غلق الحفاظة أكثر من اللازم.
أسباب أخرى لحدوث تسلخات الأطفال
بالإضافة إلى الحفاظات، هناك عدة أسباب أخرى ينتج عنها تسلخات الأطفال. أهمها البلل وعدم التجفيف الجيد لجلد الطفل بعد كل غسيل. أو ترك الحفاظة المبللة لفترة طويلة، خاصة أثناء النوم. وعدم استخدام الوسائل المناسبة لتجفيف الجلد. لأن البلل وأملاح البول أو مكونات البراز، هم البيئة المناسبة لنمو البكتريا والطفليات.
الملابس الضيقة على الطفل، وستجد الأم تسلخات منتشرة في كامل جسد الطفل ومناطق متفرقة. مثل الركبة أو الإبط وليس فقط عند الخصر.
وكذلك، كثرة استخدام بعض المنتجات الغير ملائمة لبشرة الأطفال. مثل العطور وكريمات البشرة. وقد يعاني الطفل من الحساسية تجاه منتجات للأطفال ليس من المفترض أن يحدث معها حساسية جلدية. وهنا يأتي دور الأم على ملاحظة كل منتج وردة فعل الطفل تجاه استخدامه. فإن وجدت تزامن متكرر من التسلخات بعد استخدام منتج معين، يجب وقف استخدامه فورًا ومراجعة طبيب، لتأكد من حساسية الطفل تجاه هذا المنتج.
بعض الأمراض تزيد من تكرار تسلخات الأطفال، مثل الإسهال المتكرر والحساسية الجلدية الموسمية.
مضاعفات خطيرة بسبب التسلخات
إن تكررت الأم تسلخات الأطفال دون علاج، وقالت إنها ستختفي بمفردها، فيمكن أن يتطور الوضع إلى مضاعفات خطيرة. أهمها:
- التهاب بكتيري موسع في كامل الجسم. وقد ينتج عنه ارتفاع في درجة الحرارة.
- صديد أو خراج في المنطقة المصابة، نتيجة التهابات جلدية غائرة.
- التهاب فطري على الجلد، ويتميز بوجود تجمعات فطرية قاسية الملمس على الجلد، مما قد تحتاج لتدخل جراحي فوري.
- ألم شديد وبكاء لا ينقطع، مما يعرض الطفل للإرهاق والتقيؤ والدخول في مشاكل أكبر بكثير من التسلخات.
تسلخات الأطفال وعلاجها
تتراوح مدة علاج تسلخات الأطفال من 3 أيام إلى 7 أيام. وذلك بحسب شدتها وامتثال الأم لجميع الملاحظات. أما في حالة الحساسية من منتج معين، فإن الشفاء يحدث بمجرد وقف الاستخدام، أو عند مراجعة الطبيب إن تطور الأمر. وهذه بعض الأدوية والإرشادات التي يجب تمتثل لها الأم.
أدوية لعلاج تسلخات الأطفال
هذه الأدوية توجد بأي صيدلية، ولا تحتاج لوصفة طبيبة عند صرفها. ولكن يجب مراجعة الطبيب الصيدلي ووصف الحالة له بالكامل لزيادة الاطمئنان والاستخدام الصحيح لكل منتج.
في حالات تسلخات الأطفال المتوسطة أو البسيطة: يمكن استخدام كريم أو لوشن “Zinc olive” أو “زنك أوليف”. وذلك لاحتوائه على مواد طبيعية مثل زيت الزيتون والخروع، اللذان يساعدان على ترطيب وتنعيم الجلد، ومنع كثرة الاحتكاكات المسببة للتسلخات. وكذلك يعمل كمادة عازلة للبكتريا، مخدر موضعي لتخفيف الألم.
توجد منتجات أخرى مماثلة مثل “بيبي كريم”، كريم “جونسون” للأطفال أو الزيت من نفس العلامة التجارية، أو “بيبي جارد كريم”. ويتم وضع هذه المستحضرات برفق ثلاث مرات يوميًا بعد التنظيف والتجفيف الجيد، حتى تمام العلاج.
أما في حالات تسلخات الأطفال الفطرية فيمكن استخدام: “كينا كومب مرهم”، “كوادريدرم كريم”، أو كريم “بانديرم”. وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب الصيدلي أولًا، للتأكد من ملائمة المنتج لجلد طفلك.
أما في حالات التهاب البكتيري، فلابد من استشارة طبيب لوصف مضاد حيوي موضعي مناسب.
الإرشادات التي يجب مراعاتها لعلاج تسلخات الأطفال
هذه الإرشادات والطرق البسيطة، هي علاجات منزلية متوفرة لكل أم. وهي فعالة أمام جميع أنواع التسلخات. سواء كوسيلة للعلاج أو الوقاية:
- يجب الحفاظ على منطقة الحفاظات، نظيفة وجافة تمامًا. عن طريق تغير الحفاظات المبللة أو الغير نظيفة. وحتى إن لم تكن مبللة فيجب تغيرها لتنظيف الجلد واستنشاقه للهواء الجاف. فترك الحفاظة يعني حرمان الجلد من الهواء، وزيادة تعرضه للرطوبة والعرق.
- غسل مؤخرة الطفل عند تغير كل حفاظة بالماء الساخن أو الدافئ. وإن رغبت الأم باستخدام الصابون، فيجب اختيار نوع يخلو من العطور، ويكون رقيق على جلد الطفل أي بدون مواد كيميائية قلوية شديدة مثل الصابون العادي. وعدم الاعتماد على المناديل المبللة المعقمة بشكل دوري. لأنها لا تؤدي نفس الغرض، والماء الدافئ أفضل بكثير.
- تجفيف الطفل باستخدام منشفة جافة وجديدة برفق. وترك الطفل لدقيقة أو اثنتين قبل وضع الحفاظة الجديدة أو الملابس. والتأكد من جفاف ثنايا الجلد، حتى تطمئن الأم الجفاف التام لجلد الطفل لمنع تسلخات الأطفال بأي منطقة.
- يفضل التوقف عن استخدام الحفاظات أثناء فترة العلاج، ليأخذ الجلد راحته الكافية.
- عدم استخدام الحفاظات بشكل دوري على مدار اليوم، يجب أن تعطي طفلكِ بعض الراحة كلما أمكن ذلك. حتى إن استدعى ذلك تغير الملابس بين الحين والأخر. فالملابس أيضًا يمكن أن تكون سببًا في التسلخات إن لم يتم تنظيفها، ولكنها ليست بخطورة الحفاظة.
- إن كان طفلك يعاني من تسلخات الأطفال بشكل متكرر، يمكن وضع المرهم أو الكريم الموصوف من الطبيب قبل كل حفاظة. فهو سيعمل كعازل بين الجلد والحفاظة لمنع الاحتكاك ومقاومة البكتريا والفطريات. وقد يكون الفازلين النقي الطبيعي أفضل من جميع المنتجات الدوائية الأخرى. وذلك لقدرة الفازلين على خلق طبقة عازلة قوية، بدون التأثير على بشرة الطفل. يمكن وضع الفازلين بقطنة نظيفة قبل ارتداء الحفاظة الجديدة، ثم تركه للحظات حتى يجف.
- يجب أن تغسل الأم يدها جيدًا قبل وضع الحفاظة أو بعدها. ولذلك لمنع نقل العدوى بين اليد وباقي أجزاء الجسم الغير مصابة. ويمكن استخدام غسول ومطهر لليد، أو المناديل المعقمة.
- في الماضي، كان يتم استخدام بودرة الأطفال، مثل بودرة جونسون للأطفال أو بودرة التلك. وذلك لأنها تمتص الرطوبة وتحافظ على جفاف الجلد. ولكن في هذه الأيام لا ينصح الأطباء باستخدام أو منتج يحتوي على بودرة، لأنها يمكن أن تتنقل إلى الجهاز التنفسي للطفل وتتسبب في تهيج الغشاء المخاطي أو الرئة. وإن وصف الطبيب بضرورة استخدام البودرة، فلابد من وضع حاجز من القماش بين المنطقة المراد وضع البودرة عليها، وأنف الطفل وفمه. ومحاولة وضع البودرة بالقرب من المنطقة لعدم طيرانها في الهواء.
- يمكن استخدام نشا الذرة بديلًا عن بودرة التلك، وذلك لقلة الأضرار على الجهاز التنفسي.
- غسيل ملابس الطفل في الماء الساخن، بإضافة كوب من الخل الأبيض. يعمل الخل على تعقيم ملابس الطفل من الفطريات، بدون استخدام مواد منظفة تهيج بشرة الطفل.
علاجات طبيعية لتسلخات الأطفال
- زيت جوز الهند، زيت الزيتون النقي، زيت الخروع، كلها زيوت طبيعية مفيدة جدًا لبشرة الطفل، سواء للعلاج أو الوقاية.
- أضيفي مستخلص البابونج إلى مياه الاستحمام، لحمام منعش ومفيد لطفلكِ. وذلك عن طريق إضافة معلقتين من البابونج إلى كوب من الماء الدافئ، ثم تركهما لفترة وإضافة المستخلص إلى مياه الاستحمام.
- تشطيف الطفل بماء يحتوي على صودا الخبز، يساعد بشدة في منع نمو البكتريا والالتهابات. وذلك بإضافة ملعقتين من صودا الخبز إلى ماء التشطيف. ثم إعادة تشطيف الطفل بالماء فقط، ثم التجفيف كما ذكرنا سابقًا.
- أيضًا دقيق الشوفان له فوائد عديدة على جلد الطفل. بسبب احتوائه على البروتينات اللازمة لبناء الجلد بشكل صحي وسليم، أو احتواءه على مادة تسمى “السابونين” وهي مادة تسبب رغوة تزيل الأوساخ من داخل المسام. فيمكن إضافة معلقتين في حوض الاستحمام، وترك الطفل داخل الحوض لمدة 10 أو 15 دقيقة. كما يعمل الشوفان كمهدئ طبيعي من الألم، ليوفر راحة ونوم هادئ للطفل بالليل.
- قشر الموز والتفاح والبطيخ، لهم جميعًا فوائد عديدة وخصائص مضادة للأكسدة. ويمكن فرك هذه القشور باليد وتدليك منطقة المصابة برفق. ثم تشطيف المنطقة وتجفيفها قبل كل تغير للحفاظة.
- زبدة الشيا من أفضل العلاجات المنزلية للتخلص من تسلخات الأطفال التي يوصي بها جميع الخبراء. وذلك لخصائصها المضادة للطفيليات. كما إنها تساعد على تجدد الخلايا وإعادة الصحة والنضارة لها والتئام الجروح سريعًا. وتحسن وصول الدورة الدموية للمنطقة المصابة مما يسرع من عملية الشفاء. وتستخدم عن طريق وضع القليل منها على الجلد بعد التجفيف، وعمل مساج دائري برفق حتى جفاف الكمية.
ختام
تسلخات الأطفال حالة منتشرة بين جميع الأطفال، ولكن الأم هي من تقرر كيفية حماية طفلها من خطر التسلخات. فجلد الأطفال رقيق وحساس ويحتاج إلى عناية فائقة. وإن لم تصلح جميع العلاجات السابقة، فيجب مراجعة الطبيب فورًا فقد يكون الطفل مصاب بنوع من الأمراض الجلدية الخطيرة أو مرض بكتيري مستعصي.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق