على عكس الانطباع الذي قد يتكون عندك للوهلة الأولى عند قراءة كلمة جراحات الأوعية الدموية حيث يخيل لك بأن تلك الجراحات تعتبر أمراً عسيراً على الجسم لتحمله إلا أنها في الحقيقة وبفضل وجود القسطرة القلبية أصبحت من الإجراءات الجراحية المبسطة. حيث تعتمد فكرة هذا النوع من الجراحات على الدخول بالقسطرة من خلال إحدى الأوعية الدموية والسير مع تيار الدم حتى الوصول إلى الشريان الذي يعاني من الضيق أو الانسداد لتقوم القسطرة بإزالة السبب وراء تلك الإصابة ويعود تدفق الدم بشكل طبيعي كما كان، أي أن الأمر أشبه إلى حد كبير بجراحات المناظير.
استكشف هذه المقالة
البقاء في الفراش لعدة ساعات
من أهم شروط التعافي من جراحات الأوعية الدموية هو بقاء المريض في فراشه لعدة ساعات داخل المستشفى بعد الانتهاء من الجراحة ، حيث أن حركة المريض في تلك الفترة تعتبر من الأمور الخطرة إذ أنها قد تسبب حدوث نزيف من الموضع الذي تم إدخال القسطرة القلبية من خلاله. إلا أنه في الوقت نفسه لن تظل على تلك الحالة لفترة طويلة حيث أن المريض من المفترض أن يتم تسريحه من المستشفى في غضون مدة لا تتعدى 24 ساعة بفرض عدم حدوث أية مضاعفات تستدعي بقائه داخل المستشفى. أيضاً بعد الانتهاء من الجراحة سوف تلاحظ وجود رباطة أو ضمادة طبية في موضع القسطرة بشكل قد يعيق حركته في البداية لذلك حاول ألا تغير موضعها أو تزيحها بأي شكل من الأشكال حتى يلتئم الجرح بشكل كامل.
الاستعانة بصديق
صحيح أن المريض بعد الانتهاء من جراحات الأوعية الدموية سينصحه الأطباء بالحركة بشكل طبيعي كي يعود معدل تدفق الدم خلال الدورة الدموية إلى عهده الطبيعي إلا أن الأمر لن يخلو من مساعدة صديق لك على الحركة؛ لذلك يجب أن يكون هنالك شخص ما يرافقك كصديق أو أحد أفراد العائلة كي يساعدك على النهوض والسير بعد التعافي. إن كنت ستعود إلى المنزل سيراً على الأقدام فيفضل أن تتوقف كل فترة لأخذ قسط من الراحة لا يتعدى عشر دقائق أما إن كنت ستركب السيارة فيستحب كذلك أن تتوقف السيارة كل فترة كي تخرج منها وتقف لدقائق معدودة ثم تعاود الجلوس مرة أخرى، أخيراً لا يستحب أن يستقل مريض القسطرة الطائرة إلا بعد مرور أسبوع على الأقل من تاريخ إجراء الجراحة كي يتم التأكد من عودة دورته الدموية إلى وضعها الطبيعي.
الحد من الأنشطة الجسدية بعد جراحات الأوعية الدموية
خلال الأسبوع الذي يلي جراحات الأوعية الدموية دائماً ما يفضل بأن يرتاح المريض ويبتعد تماماً عن أي أنشطة جسدية قد تكون مرهقة له حتى وإن كانت لا تبدو كذلك إلا أنها قد تؤدي إلى رفع درجة نشاط عضلة القلب وبالتالي تسارع معدل النبض وتدفق الدم بقوة خلال الشرايين بما قد يؤذي الشرايين التي خضعت لمرور القسطرة من خلالها؛ لذلك يفضل أخذ إجازة من العمل أو الدراسة لمدة أسبوع واحد والبقاء بالمنزل مع الحفاظ على الحركة بمعدلات بسيطة كالسير داخل المنزل ولكن لفترات بسيطة خلال اليوم مع البقاء داخل السرير بقية اليوم.
بعد انقضاء الأسبوع الأول عقب الجراحة يستطيع معظم المرضى العودة إلى نظام حياتهم اليومي الخاص بهم وممارسة كافة الأنشطة بحرية طالما لم يحدث أي مضاعفات خلال تلك الفترة، لكن دائماً ما ينصحون بالعودة إلى نظامهم التقليدي ولكن بالتدريج حيث يزيد مستوى النشاط الجسدي والعقلي شيئاً فشيئاً.
أما فيما يخص الأشخاص الرياضيين والذين لا يخلو روتين يومهم من القيام بتمارين رياضية تشمل رفع الأثقال فإنه من المستحب الابتعاد على مثل تلك الأنشطة بشكل كامل كي لا يتأذى القلب من جراء المجهود الشاق الذي يبذله الجسم، كما ينصح الأطباء مرضى جراحات الأوعية الدموية بتجنب صعود السلالم أكثر من مرتين في اليوم الواحد تجنباً أيضاً لتحميل القلب بمجهود أكبر من قدرته العضلية.
الالتزام بأخذ الأدوية
بعد الانتهاء من جراحات الأوعية الدموية فإن الطبيب غالباً ما سيوصي المريض بأخذ مجموعة معينة من الأدوية على رأسها تأتي الأدوية المضادة لتجلط الدم والتي تمنع تجمع الصفائح الدموية على موضع دخول القسطرة إلى الشريان – وهو ما يعتبر بالنسبة للصفائح الدموية من الأماكن التي يجب تكوين جلطة عليها – وبالتالي تمنع حدوث جلطات للدم، كذلك قد تعاني من بعض الألم بعد الجراحة وهو ما سيدفع الطبيب ليعطيك بعض الأدوية المسكنة متوسطة القوة حتى يزول هذا الألم. المهم هو ألا تتوقف عن أخذ هذه الأدوية أو تزيد أو تقلل من الجرعة التي يصفها الطبيب لك إلا بأمر مباشر منه.
إزالة الضمادة الطبية
من المفترض في الأحوال العادية أن الضمادة المغطية لموضع دخول القسطرة الطبية إلى الجسم يمكن إزالتها بداية من اليوم الذي يلي جراحات الأوعية الدموية، وبما أنها تكون ملتصقة بالجسم فقد يصعب إزالتها؛ لذلك يمكنك الاستحمام بماء ساخن حيث سيسهل ذلك إزالة الضمادة وقم بنزعها برفق لأن الأنسجة المحيطة بموضع القسطرة لن تكون قد استعادت كامل صحتها بعد وبالتالي فقد تتأذى من جراء نزع الضمادة بقوة. وبعد نزع الضمادة قم بفحص موضع القسطرة جيداً للتأكد من الجرح التئم بشكل كامل حيث ستجده جرحا صغيراً للغاية ربما لن تلاحظه مطلقاً ولن يترك علامة على الجلد، من الوارد أن تلاحظ وجود تورم طفيف في موضع القسطرة أو تشققات أو كدمات وهو أمر طبيعي 100% وسيزول مع الوقت تدريجياً. أما إن شعرت بارتفاع في درجة الحرارة أو صداع أو آلام غير طبيعية في موضع القسطرة فربما تكون تلك دلالات على حدوث التهاب في موضع دخول القسطرة وهو ما يتطلب استشارة الطبيب لعلاج الأمر وتداركه سريعاً قبل أن يتطور الأمر إلى مراحل أسوأ من ذلك.
تنظيف منطقة الجرح باستمرار
يعتبر جرح القسطرة في جراحات الأوعية الدموية مثله مثل كافة الجروح الأخرى يجب على الشخص أن يحافظ على نظافته باستمرار ويمنع عنها التلوث بالبكتيريا والميكروبات وذلك عن طريق تنظيف منطقة الجرح وغسلها باستمرار باستخدام الماء الدافئ والصابون الطبي المعقم ثم تجفيف المنطقة جيداً والتأكد من عدم ترك أي قطرات ماء متبقية عليها كي لا يتوافر الوسط الملائم لنمو البكتيريا، بعد ذلك يتم وضع القليل من المطهرات الطبية عليها ويمكن تغطيتها بقماش طبي معقم أو تركها مكشوفة كما هي لكن تجنب استخدام الكريمات أو المراهم حتى ولو كانت طبية.
الوقاية من أمراض الدورة الدموية
ولأن الوقاية خير من علاج فمن الأفضل بالطبع تجنب الخضوع إلى جراحات الأوعية الدموية تماماً وذلك عبر الالتزام بنظام غذائي صحي والبعد تماماً عن الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والكولسترول والوجبات السريعة والأغذية المحفوظة، وكذلك المداومة على ممارسة الرياضة بانتظام كل يوم وبالأخص الرياضة التي تقوي من عضلة القلب وتزيد من قوة وسرعة الدورة الدموية كالسير والركض. وإن كنت من الأشخاص الذين يهوون كمال الأجسام ورياضة رفع الأثقال فيستحب أن توازن بين تلك الألعاب وبين الرياضة التي تقوي عضلة القلب.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق