دائما ما يرتبط التفكير والتخطيط لمشروع ما أو الاستعداد لكتابة موضوع معين أو حتى إجراء عملية حسابية باللجوء إلى عمل مسودة الكتابة قبل تدوين وكتابة الصيغة النهائية للموضوع أو المخطط الذي يتم تدوينه، وتشتمل المسودات على الرتوش الأولية والمراحل التي تتضمن التخطيط المبدئي الذي يدور بعقل الإنسان، وكثيرًا ما ينصح المفكرون وبعض المتخصصين بضرورة الاحتفاظ بتلك المسودات التي يتم وضع ملامح الكتابة أو التخطيط بها، باعتبارها قد تحتوي على كثير من المعلومات والأفكار الهامة التي لم يتم تضمينها في الصيغة الكتابية النهائية والتي قد تمثل مرجعية هامة مستقبلًا، أو قد تكون وسيلة لمخطط آخر عقب ذلك خاصة وأن تلك المعلومات الأولية تكون قائمة على تفكير هام بشأن موضوع ما في توقيت قد تتكرر ظروفه المحيطة به مستقبلا، ويتم اللجوء لتلك المعلومات المدونة بالمسودات للاستفادة منها في اتخاذ قرارات ربما تُحدث بعض التغيرات الإيجابية سواء للشخص أو المؤسسة التي تستعين بالرتوش الأولية في كتابة موضوعها، وهو ما يدفع كثير من المعلمين لمطالبة الطلاب في المرحلة التعليمية الأولى وحتى في المراحل الجامعية للاعتماد على المسودات الكتابية أثناء تأدية الامتحانات أو حتى في الأنشطة التعليمية اليومية التي يؤديها الطلبة باستمرار.
استكشف هذه المقالة
ما هي مسودة الكتابة ؟
عدد كبير من التعريفات تطرق إليها كثير من المتخصصين في هذا الشأن، ورغم ذلك فهناك شبه اتفاق على بعض العناصر المحددة لتعريف المسودات، والتي تتخلص في كونها الصيغة الأولية التي تم كتابتها لغرض ما، ثم يتم التناقش والتحاور بشأنها من أجل الوصول إلى صيغة نهائية تحمل كافة الأهداف والطريقة المثالية للهدف الذي تم كتابة المسودة من أجله، وقد تكون المسودة هي رتوش لخطة محورية تابعة لجهة ما بالدولة مثل تلك التي يتم إعدادها لوضع استراتيجيات ومشروعات الحكومات كل عام، وقد تتعلق بشركة خاصة لتحديد برامج عملها ومجال العمل الذي سيتم التركيز عليه في بداية كل سنة مالية جديدة، وقد ترتبط بأفكار شخصية لأفراد يلجأون إلى عمل المسودات لتدوين أفكار معينة أو لكتابة قصص وكتب خاصة بهم، وأيضًا قد تكون لحل مسائل حسابية وغيرها أثناء المذاكرة أو تأدية الامتحانات، هذا التعريف ليس الوحيد الذي تطرق إليه المختصون في هذا الشأن، لكنه ربما الصيغة التي اتفق عليها عدد كبير من أولئك الذين على يقين بجدوى تلك المسودات في الوصول إلى نتائج إيجابية قد تستند إليها الجهات المختلفة في إعداد الصيغة النهائية والفكرة التي دونت مسودة الكتابة من أجلها.
من الطبيعي أن يعتمد كل منا على نظام المسودات في تدوين أفكار وموضوعات معينة وحتى قبل إعداد مخططات كبريات الشركات باعتبارها تؤتي نتائج وثمار إيجابية للجهة التي تعتمد على هذا الأسلوب في التفكير، ومن السلبي تجاهل هذا الأسلوب المنظم في تدوين المعلومات وكتابة الاستراتيجيات لضمان الخروج بصيغة تفكير متناسقة ومتلائمه مع تفكير وتوجهات المؤسسات المختلفة بالدولة.
كتابة مسودة قصيرة
كتابة المسودة القصيرة هي جزء أساسي من عملية الكتابة، حيث تعد فرصة للحصول على الأفكار الأولية والأفكار التي يتم تدوينها على الورق الأولي الخاص بالإعداد لكتابة موضوع ما، وقد يكون من الصعب الغوص مباشرة في كتابة مقالة أو قطعة إبداعية، مثل رواية أو قصة قصيرة، بدون التفكير بها بشكل مبدئي قبل الكتابة، يجب أن تبدأ المسودات الكتابية القصيرة من خلال العصف الذهني لأفكار المشروع للحصول على العصائر الإبداعية الخاصة بك كي تتدفق الأفكار والمعلومات الجديدة المرتبطة بآليات تنفيذ المخطط الذي يتم إعداده، وقد تأخذ في كثير من الأحيان بعض الوقت لوضع مخطط مسودتك، لذا يجب أن تكون على استعداد أفضل للجلوس والكتابة لتدوين مسودة الكتابة القصيرة الخاصة بك.
حين تفكر في كتابة مسودة ما، عليك أن تقوم بإنشاء خريطة عنقودية حول الفكرة أو الموضوع، وتعد الخريطة العنقودية هي العصف الذهني الذي يقوم به الشخص، والذي يسمح لك بتحديد الكلمات والعبارات التي يمكنك استخدامها بعد ذلك في كتابة موضوعك أو الخطة الخاصة بك.
كما يمكن أن تساعدك الخريطة العنقودية على تحديد المكان الذي تقف فيه على فكرة أو موضوع معين، وخاصة إذا كنت تكتب مقالًا مقنعًا أو خطة مقنعة لجهة ما، في نفس الإطار إذا كنت ستستخدم طريقة التجميع، فإنك ستضع كلمة تصف موضوعك في وسط الورقة، ثم كتابة الكلمات الرئيسية والأفكار حول الكلمة المركزية ورسم خطوط بعيدة عن المركز إلى كلمات رئيسية وأفكار أخرى، ثم تقديم مجموعة من الحلول لكل كلمة وفكرة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحاول كتابة قصة قصيرة حول موضوع مثل الغضب، فسوف تكون مضطر لكتابة بعض الكلمات التي تحمل مدلول يرتبط بتلك الكلمة مثل الانفعال، ردة الفعل، التسرع، وغير ذلك من الكلمات التي قد ترتبط بشكل أو بآخر بكلمة الموضوع الرئيسية، وهنا يمكن أن نطلق على ذلك مسمى مسودة قصيرة، والتي تكون تمهيد لموضوع بسيط لكن كان من الواجب عمل مسودة كتابية له كي يخرج بشكل لائق ومنظم يسمح بالاستفادة منه، وتقديمه كورقة تحليلية أو قصة قصيرة حول موضوع ما يرتبط بحياتنا اليومية سواء في مقر العمل أو في كافة تعاملاتنا اليومية في البيئة المحيطة بنا.
كتابة مسودة البحث
قراءة الكثير من الموضوعات حول الموضوع الذي تود إجراء مسودة الكتابة له تعد من الأولويات التي لابد من اتباعها للخروج بموضوع أو قصة أو بحث مُكتمل الأركان، فإذا كنت تكتب مقالًا أكاديميًا، فمن المحتمل أن تحتاج إلى القيام ببعض أشكال البحث من خلال قراءة النصوص العلمية حول الموضوع أو البحث، فقراءة هذه النصوص يمكن أن تساعدك أيضا في الحصول على مصدر إلهام وإعداد للمشروع الخاص بك، ويمكنك أيضا تدوين كثير من الملاحظات من خلال النصوص التي تطلع عليها، بما يتيح لك الفرصة لخلق كثير من النقاط الرئيسية للمواضيع التي قد تُستكشف لاحقا في المسود.
فإذا كنت تكتب قطعة إبداعية، يمكنك البحث عن نصوص مكتوبة حول فكرة أو موضوع معين تريد استكشافه في كتاباتك، حيث يمكن البحث عن النصوص حسب الموضوع الذي يتم القراءة من خلاله، ومن المؤكد أنك ستجد العديد من النصوص التي تمنحك القدرة على الحصول على أفكار لقصتك، وقد يكون لديك العديد من الكتب المفضلة التي تعود إليها باستمرار والتي تمنحك في أوقات عديدة الإلهام للكتابة والإبداع، لكن هذا لا يمنع البحث عن الكتب الجديدة للذين يقومون بأشياء مثيرة للاهتمام تتعلق بالموضوع الذي ترغب في كتابة مسودة خاصة به كي ينطلق عنانك وتبدع في كتابة بحثك أو قصتك، وقد يكون من الجائز لك استعارة بعض العناصر من نهج الكاتب واستخدامها في مسودة الكتابة الخاصة بك، يضاف إلى ذلك قد يمكنك العثور على موارد ونصوص إضافية عبر الإنترنت وفي المكتبة التي تتردد عليها، فقط يكفيك أن تتحدث إلى أمين المكتبة المرجعي في مكتبتك المحلية للحصول على مزيد من المعلومات حول الموارد والنصوص التي تساعدك في وضع الرتوش الخاصة بمسودة كتاباتك.
ومن الضروري ألا تقلق بشأن ارتكاب الأخطاء أثناء كتابتك للمسودة، فهي مجرد محاولة لترتيبك عناصرك وأفكارك بطريقة منظمة وشيقة، وليست وسيلة للوصول إلى الكمال، كما يجب عليك أيضا محاولة عدم قراءة ما تكتبه وتُدقق في كل جملة لدقائق معدودة، فعليك ألا تفحص كل كلمة قبل الانتقال إلى الكلمة التالية، بدلا من ذلك، ركز على المضي قدما في مسودة الكتابة الأولية والحصول على أفكارك أسفل الصفحة، وكثيرًا ما يشير البعض إلى أن المسودات هي عبارة عن طريقة كتابة غير دقيقة باعتبارها قابلة للتعديل والتطوير وتغيير جزء كبير مما تم كتابته، ففي كثير من الأوقات يكون بإمكاننا تعديل ما تم تدوينه في المسودة أكثر من مرة حتى يتم الوصول إلى المرحلة النهائية من البحث أو القصة التي يتم كتابتها.
أضف تعليق