مزج الألوان هو أحد النشاطات التي يساعد القيام بها على إضفاء الكثير من السعادة والبهجة في الحياة، فالألوان مهمة في حياتنا لأنها تلعب دوراً كبيراً في نشر الجمال والتفاؤل بين البشر، فلولا وجودها لانعدم المعنى من حياتنا ولصارت بالغة الكآبة، والطبيعة هي أجمل وأكبر لوحة فنية باحتوائها على الكثير من الألوان المنسجمة معاً في تناغم بديع، كما تعد الطبيعة هي الملهم الأول والرئيسي للإنسان التي ساعدته على فهم فلسفة الألوان وطرق مزجها معاً، فدمج الألوان الأساسية يمكننا الحصول على الملايين من الألوان التي لا يمكننا إحصائها أو عدها.
وجدير بالذكر أن مزج الألوان له الكثير من القواعد التي يجب اتباعها مع مراعاة شديدة للنسب والمقادير المحددة وذلك حتى يتسنى الحصول على الألوان المرغوبة.
استكشف هذه المقالة
أنواع الألوان
أنواع الألوان تنقسم إلى اثنين؛ أولهما الألوان الأساسية وهي الأصفر والأحمر والأزرق هذا عطفاً على درجات الأسود والأبيض، والألوان الثانوية وهي الألوان التي تنتج عن مزج لونين أو أكثر للألوان الأساسية فعلى سبيل المثال وليس الحصر عند مزج اللون الأصفر مع اللون الأحمر ينتج اللون البرتقالي، وعند مزج اللون الأصفر مع اللون الأزرق ينتج اللون الأخضر أما عند مزج اللون الأزرق مع اللون الأحمر حينها ينتج اللون البنفسجي، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن الحصول على ألوان لا يمكن حصرها ولا عدها عند مزج الألوان الأساسية مع الألوان الثانوية فاللون البني على سبيل المثال ناتج من مزج اللون الأخضر مع اللون الأحمر.
وتجدر الإشارة إلى أن الألوان لها خصائص أساسية؛ فهناك مثلا كنة اللون وهذه الخصيصة تميز بين الألوان من خلال المسمى؛ كالأخضر والأزرق، والخاصية الثانية هي قيمة اللون وهي التي تعكس درجة عتامة اللون واستضاءته وتصنف الألوان وفقا لهذه الخاصية إلى ألوان فاتحة وأخرة غامقة، وأخيراً هناك خاصية شدة اللون ووفقا لتلك الخاصية يتم تصنيف الألوان بناء على مدي الوضوح والنقاء الكامن بها.
نتائج خلط الألوان
نتائج خلط الألوان تتوقف عادة على الكثير من العوامل أهمها الوسيط فخلط الألوان عادة لا يتم من دون وجود وسيط ففي حال خلط الألوان المائية يكون الوسيط في هذه الحال هو الماء وعند الرغبة في تخفيف حدة اللون أو تثقيله ينبغي استخدام الماء ويجب الابتعاد عن درجة الأبيض، أما في حال خلط الألوان الزيتية فيكون الوسيط إما زيت بذرة الكتان أو مادة التربنتين وهي مادة يتم استخدامها لخلط الألوان الزيتية ولكن يجب أن يتم الانتباه لنوعية الألوان ويجب ملاحظة وجود طبقة من الزيت على علبة الألوان بمجرد فتحتها حتى لا تتعرض للجفاف.
نتائج خلط الألوان كذلك تخضع للكثير من المعادلات فهي لا تتم بعشوائية ويجب أن يتم الخلط على يد خبير متمرس أو فنان يعلم خصائص الألوان جيداً وإلا لن يتم الحصول على النتيجة المطلوبة؛ وقبل التعرف على نتائج خلط الألوان يلزم التمييز بين ثلاثة أنواع لتصنيف الألوان؛ أولها الألوان المحايدة وهي الأبيض والأسود، والألوان الحارة وهي الأصفر والأحمر والبرتقالي والألوان الباردة وهي البنفسجي والأزرق والأخضر. هذا عطفاً على التقسيم المعروف لتصنيف الألوان إلى أساسية وفرعية.
وبالنسبة لمعادلات مزج الألوان فعند مزج لون أساسي مع لون أساسي آخر نحصل على لون فرعي، وعند مزج لون أساسي مع لون محايد نحصل على لون فرعي أيضاً، وعند مزج لون محايد مع لون محايد نحصل على لون فرعي، وعند مزج لون فرعي مع لون لون فرعي مع لون محايد نحصل على لون أساسي.
جدير بالذكر أنه وفي مجال رسم اللوحات تكون الألوان الباردة مناسبة لرسم اللوحات الليلية والألوان الحارة مناسبة بالنسبة للوحات النهارية.
جدول خلط الألوان
جدول خلط الألوان يأتي على الشاكلة التالية؛ فعلى سبيل المثال عند خلط اللون الأحمر مع اللون الأزرق تكون النتيجة هي الحصول على اللون البنفسجي، وعند خلط الأصفر مع الأحمر يكون البرتقالي، أما نتيجة خليط الأصفر مع الأزرق فهي الأخضر، وعند خلط الأزرق الغامق مع الأبيض يكون اللون الناتج هو الأزرق السماوي، وعند خلط الأحمر بالأبيض نحصل على اللون الوردي، وفي حال تم خلط الأزرق الفاتح مع الأخضر يأتينا اللون التركواز، كذلك عند خلط الأخضر بالأصفر نحصل على الأصفر الموزي، وخلط الأخضر بالأحمر تكون حصلته اللون البني.
يُذكر أيضاً أن خلط الأصفر مع البرتقالي يكون اللون الأحمر المصفر، وللحصول على اللون الأخضر الفسفوري يمككنا خلط اللونين الأزرق والتركواز، ومن أجل الحصول على اللون الأصفر الكموني نخلط كل من الأصفر والبنفسجي معا، والأبيض والأسود يكون لنا اللون الرمادي، أما عند خلط الأحمر مع الأزرق الفاتح والأصفر فيتكون البني الداكن، وخلط الأبيض بالأصفر يكون نتاجه اللون العاجي أو الكريمي أو سن الفيل، أما بالنسبة للون البيج فيأتي من خلط الأبيض مع اللون البني وأخيراً عند لخط الأزرق الداكن مع الأصفر والأحمر نحصل على الأسود شديد القتامة.
مزج الألوان لدهان الجدران
مزج الألوان لدهان الجدران أضحى من المجالات التي تتنافس الشركات التجارية على تطوير منتجاته على المستويين المحلي والعالمي، حيث ظهرت الكثير من المنتجات التي تعتمد على مزج الألوان لتغطي كافة احتياجات المستهلكين وشملت تلك المنتجات؛ دهان الجدران والموبيليا والسيارات والأثاث والمعادن بألوان متعددة ومختلفة حسب اللون الذي يطلبه المستهلك وبالدرجة المناسبة، وجدير بالذكر أن مزج الألوان لدهان الجدران من الأمور التي تحتاج لمهارة عالية وتتم عبر طريقتين أساسيتين؛ أولهما مزج الألوان في المصنع للحصول على اللون الرئيسي للطلاء حيث تعتمد المصانع على مشاغل كبيرة تحتوي على ألوان الدهانات والطلاء وتقوم بتحضير اللون المطلوب عبر مزج صبغات الألوان الأساسية مع الطلاء المطلوب من قبل المستهلك ولإنتاج اللون المطلوب تلجأ المصانع لبرنامج على الكمبيوتر حيث تقوم بإدخال رمز اللون المراد الحصول عليه إلى البرنامج الخاص فيقوم الكمبيوتر بتحريك الماكينات وذلك من أجل إضافة صبغات الألوان بنسب متباينة إلى الطلاء الأبيض، وبعد عمل الكثير من المعادلات على الكمبيوتر يخرج اللون الذي طلبه المستهلك.
أما الطريقة الأخرى لمزج الألوان فهي تعتمد على إيجاد محل دهان تتوفر لديه جميع درجات وألوان دهان الجدران، والدهّان الناجح المتميز في عمله هو الذي يستطيع الحصول على درجة الدهان المطلوبة من قبل المستهلك عبر التلاعب في الألوان من خلال خلطها معاً بشكل مدروس بعناية فائقة، ويجب أن يتوفر في الدهّان الذي سيلجأ إليه المستهلك معرفته العميقة والشاملة بالألوان الأساسية والألوان الفرعية وطريقة خلطها معاً ونسب هذا الخلط وكمياته وعادة ما تكون أدوات الدهّان هي ألوان الدهان الأساسية على شكل معجون أو سائل وعصا التحريك للحصول على ألوان الدهان المختلفة، واللون الأبيض والماء.
ختاما، تجدر الإشارة إلى أن عملية مزج الألوان من أجل الرسم أو دهان الجدران لا تقتصر على أصحاب المهنة حيث يمكن للمتمرس العادي القيام بتلك المهمة إذا كان متمكناً، كما يمكن أيضاً أن يتم تخصيص ركن بالمنزل من أجل تجربة مزج الألوان يلجأ إليها الوالدين أو الأبناء كل فترة من أجل إضفاء البهجة والسعادة على أركان البيت، وفي هذا الركن المميز لا تشترط الجدية أو التمكن، فربما مجرد المحاولة يجعل أفراد البيت سعداء، فالألوان لها تلك القدرة العجيبة والساحرة على منح السعادة والجمال دون مقابل كبير، فقط الاستعداد للمغامرة.
أضف تعليق