فاكهة الكاكا يطلق عليها فاكهة الأساطير كونها معروفة منذ زمن بعيد قد يعود إلى قدماء اليونان الذين اعتبروها “ثمرة الآلهة”، وقد اختلفت تسميتها في عدة بلدان مثل التين الكاكي، الخرما، بيرسيمين، أو الفافا. تتواجد فاكهة الكاكا بكثرة في دول شرق وشمال آسيا بالتحديد في بلاد الشام وتركيا، كما يتم زراعتها في تونس، بينما يعود موطنها الأصلي في اليابان والصين. تتميز فاكهة الكاكا بالمذاق الشهي لاحتوائها على نسبة كبيرة من السكر، ولها أشكال وأنواع عديدة مختلفة في الحجم والمذاق، فمنها الهاشيا، وهي تتميز بوجود القشرة ذات اللون البرتقالي، وشكلها قلبي، وهناك نوع آخر يسمى فيويو يتميز بلب متماسك، وتشبه ثمرته حبة الطماطم، وهناك أنواع أخرى مثل التاموبان والهيلكومي.
تتميز فاكهة الكاكا باحتوائها على عناصر غذائية مفيدة جدا للإنسان، فهي غنية بالبروتينات واليود والرصاص، كما أنها غنية بالألياف الغذائية وبحمض الفوليك ومضادات الأكسدة مثل البيتا كاروتين واللايكوبين، وفاكهة الكاكا تحتوي على عناصر فيتامينات ومعادن هامة مثل الماغنسيوم، الكالسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم، والحديد والمنجنيز، وغنية بفيتامين أ، ب وفيتامين ج، إضافة إلى مركب الفلافونويد.
استكشف هذه المقالة
زراعة فاكهة الكاكا
تعتبر الكاكا من الفواكه المدارية المعتدلة أو تحت الاستوائية، فهي مناسبة في الأجواء المناخية التابعة لمنطقة البحر المتوسط، حيث أنها لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة جدا، وتجود زراعتها في التربة التي تمتاز بصرف جيد، كما أنها تختلف في مسافات الزراعة وفقاً لطبيعة الأرض وخصوبتها، وأنواع الكاكا نفسها، فمثلا صنف الهاشيا والتاموبان تحتاج إلى مسافة ما بين 4 إلى 6 أمتار، بينما يحتاج صنف الهياكومي إلى ما يعادل 3.5 متر لأنها من أنواع الكاكا قليلة النمو. تتورق أشجار فاكهة الكاكا في فصل الربيع وتتفتح أزهارها، بينما تنضج ثمرة الكاكا ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر، وتبدأ أوراقها بالتلون باللون البرتقالي أو الأحمر ثم تتساقط في فصل الشتاء لتصبح جاهزة للأكل.
فوائد فاكهة الكاكا وأضرارها
بفضل العناصر الغذائية المتكاملة من فيتامينات ومعادن ومضادات للأكسدة التي تحتوي عليها فاكهة الكاكا، اعتبرها علماء الطب أنها من أفضل أنواع الفاكهة التي المفيدة للإنسان من جوانب متعددة سنتعرف عليها تباعا عبر السطور التالية:
فاكهة الكاكا مقاومة للسرطان
أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية بأن الكاكا لديها القدرة على مقاومة السرطان لما تحتويه على نسبة عالية من المواد المضادة له، كما أن لها دور فعال في محاربة الجذور الحرة التي تسبب بشكل رئيسي مرض السرطان في الجسم، كما أن المركبات الفينولية التي تحتوي عليها فاكهة الكاكا تساعد على منع حدوث بعض أنواع السرطان، ولذلك يُنصح بتناولها لمرضى السرطان، للحد من انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم وتقليل حجم الورم الذي يعاني منه.
الكاكا تقوي الجهاز المناعي للجسم
تساعد الكاكا على تقوية المناعة في الجسم ومقاومة الأمراض المعدية التي تنتج عن تواجد البكتيريا الضارة والفيروسات، وذلك بفضل حمض الاسكوربيك وفيتامين سي الذي يتواجد في فاكهة الكاكا بنسبة تصل إلى 80% من حاجة الإنسان لها، ومن المعروف عن فيتامين سي أن له القدرة على تحفيز الجهاز المناعي وتنشيط إفراز خلايا الدم البيضاء المسئولة عن الجهاز المناعي.
الكاكا والرجيم
تحتوي الكاكا على نسبة كبيرة من الألياف الغذائية التي تساعد على تنظيم عملية الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى علاج أمراض الإسهال والإمساك، ومن المعروف أن الألياف الغذائية لها دور كبير في فقدان الون لأنها تساعد على التقليل من نسبة الدهون وتجعلك تشعر بالشبع والامتلاء لفترات طويلة، كما أن فيتامين ب وحمض الفوليك والثيامين والبيريدوكسين المتواجد في فاكهة الكاكا يساعد بشكل كبير على تحسين عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي يرفع من معدل حرق السعرات الحرارية وزيادة قوة العضلات وتحين عملية الهضم، ولهذا ينصح بها خبراء التغذية الأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي بهدف فقدان الوزن أو المحافظة على اللياقة والصحة العامة.
الكاكا وضغط الدم
فاكهة الكاكا غنية بالبوتاسيوم وهو من أهم العناصر الغذائية اللازمة لتنظيم ضغط الدم في الجسم، حيث أنه يساعد على توسيع الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم المرتفع، وتحفيز تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وبالتالي فإن فاكهة الكاكا تساعد أيضا على حماية القلب من الإصابة بالعديد من الأمراض، ولذلك يُنصح بتناول الكاكا للأشخاص المصابين بأمراض القلب وضغط الدم المرتفع.
الكاكا والأنيميا
تحتوي الكاكا على النحاس الذي يساعد بشكل كبير على تكوين كريات الدم الحمراء المسئولية عن نسبة الهيموجلوبين في الدم، كما أنها تساعد على نشاط الدورة الدموية، فمن المعروف أن نقص النحاس في الجسم يعمل على تقليل نسبة كريات الدم الحمراء وبالتالي خفض نسبة الهيموجلوبين مما يؤدي إلى الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا)، وتناول فاكهة الكاكا يوميا كافية للتخلص من الأنيميا لاحتوائها على نسبة عالية من النحاس.
الكاكا لعظام قوية
تعتبر فاكهة الكاكا من أكثر الفواكه الغنية بعنصري الكالسيوم والفسفور اللازمين لبناء عظام قوية وصحية، ولذلك فإن الحرص على تناول الكاكا باستمرار من شأنه أن يساعد على تقوية العظام وتقوية الأسنان والحفاظ على صحتها.
فوائد الكاكا للحامل
كما ذكرنا، فإن فاكهة الكاكا تحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تفيد الصحة العامة، وبالتالي فهي من أكثر أنواع الفاكهة التي يُنصح بتناولها أثناء فترة الحمل، فهي تساعد على ضبط ضغط الدم المرتفع الذي لطالما تعاني منه المرأة الحامل، كما أن فاكهة الكاكا غنية بالحديد والفيتامينات اللازمة للحامل التي تحميها من الإصابة بفقر الدم الذي تعاني منه الكثير من النساء الحوامل، ولفاكهة الكاكا دور فعال في التقليل من أعراض الحمل التي تتعرض لها الحامل خاصة في الفترة الأولى من مراحله. وعلى الرغم من الفوائد العظيمة التي تحتوي عليها فاكهة الكاكا للحامل إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى نتائج عكسية فالاعتدال واجب في كل ما تتناوله.
فاكهة الكاكا وفائدتها للبشرة
تساعد فاكهة الكاكا على محاربة الشيخوخة، ومنح البشرة مظهرا حيويا ونضرا، لما تحتويه من مواد مضادة للأكسدة وفيتامينات من شأنها أن تحافظ على نعومة الجلد ورطوبته، وتحد من ظهور الهالات السوداء تحت العين، كما أنها مفيدة جدا للقضاء على الحبوب والبثور في البشرة.
أضرار فاكهة الكاكا
فاكهة الكاكا والسكري
على الرغم من فائدة الكاكا في عملية تنظيم مستوى السكر في الدم لاحتوائها على عناصر غذائية وألياف طبيعية تساعد على ضبط نسبة الأنسولين في الدم، إلا أنه تم التحذير من الإفراط في تناولها لمرضى السكر وذلك لاحتواء فاكهة الكاكا على نسبة عالية من السكريات مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وهذا ما يشكل خطرا على مرضى السكري.
فاكهة الكاكا وانخفاض ضغط الدم
ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستوى ضغط الدم في الجسم بعدم الإفراط في تناول فاكهة الكاكا لأنها من الفواكه المساعدة على خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ كما ذكرنا أعلاه.
خاتمة
إذاً، يمكننا القول بأن فاكهة الكاكا فاكهة غنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة اللازمة للجسم، ولذلك فهي من الفواكه المفيدة جدا للإنسان، وبالرغم من ذلك نجد أن الإفراط من تناول فاكهة الكاكا يأتي بنتائج عكسية، فالاعتدال مطلوب في الطعام أيا كان نوعه كما أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق