إذا كان أحد أصدقائك أو أقاربك يعاني من الإصابة بمرض السرطان، فقد تتساءل عن أفضل وسيلة من أجل دعم المصابين بالسرطان . وعلى الرغم من رغبتك الجادة في المساعدة، ستجد أنه من الصعب عليك معرفة ما يمكنك قوله أو عمله. لذا من المهم أن نتذكر دائمًا أنه لا توجد قواعد محددة، فكل صداقة تختلف عن الأخرى، لكن تأكد من التفكير في ديناميكية مميزة ومناسبة لعلاقتكما وشخصية المريض، واتخذها دليلًا في محاولتك لدعم صديقك. واحرص على أن تكون طريقتك بسيطة، فالأشياء الصغيرة لها تأثير كبير وذات قيمة عالية.
استكشف هذه المقالة
إعداد النفس قبل البدء في المساعدة
معالجة مشاعرك هي الخطوة الأولى لدعم المصابين بالسرطان. فمعرفة أن شخص قريب منك مصاب بالسرطان، هو خبر سيئ وصعب التلقي، لذا خذ وقتك للانتهاء من كافة انفعالاتك وحزنك الشخصي، حتى يكون تركيزك بالكامل على صديقك المصاب.
سؤال الشخص المريض عن حالته الصحية قد يكون أمر مرهق نفسيًا وعصبيًا عليه، لأنه سيكون بحاجة إلى تكرار نفس المعلومات لأشخاص مختلفين. لذا حاول قدر المستطاع ألا تثقل عليه بمثل هذه الأسئلة، وحاول التواصل مع شخص آخر قريب منه لإمدادك بهذه المعلومات، وقم بكتابتها وكررها مرة أخرى كي تتأكد من حصولك على المعلومات الصحيحة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت هناك معلومات غير معروفة أو لم تتم مشاركتها، لا تسأل عن مزيد من المعلومات.
دعم المصابين بالسرطان يتطلب تقدير مشاعرهم والضغط النفسي الواقع عليهم. فكر في ذلك من وجهة نظر صديقك. تذكر الوقت عندما كنت خائفًا أو شعرت بالمرض. فكر في ما شعرت به. عم أردت التحدث؟ كيف كنت تريد أن يتعامل الآخرون معك؟ قد تحتاج أيضًا إلى إعداد نفسك للتغييرات في مظهر صديقك؛ التعب، وتغيرات الوزن، وفقدان الشعر وغيرها من الآثار الجانبية الشائعة للسرطان والعديد من العلاجات المستخدمة. فعند زيارته للمرة الأولى قل: “من الجيد أن أراك”، أو “اشتقت إليك” بدلاً من التعليق على أي تغييرات جسدية.
نصائح مفيدة لدعم المصابين بالسرطان
على الرغم من اختلاف شخصيات المرضى وطرق تلقيهم للدعم، ستجد هنا بعض الاقتراحات العامة لدعم المصابين بالسرطان:
طلب الإذن
هذه الخطوة أساسية قبل تقديم أي نصيحة لدعم المصابين بالسرطان أو طرح سؤال أو حتى الحصول على موافقة بالزيارة. وإذا تم الرفض من قبل المريض، تأكد أن ذلك أمر طبيعي ولا تأخذه بشكل شخصي أكثر من اللازم، فالموقف لا يحتمل أي عتاب أو خصام. وإذا قمت بالزيارة، فتأكد أنك لا تتجاوز فترة الترحيب بك، ولا تشعر صديقك بأنه ملزم للترفيه عنك. وإذا لم تكن متأكدًا من مدة البقاء، قم بسؤاله: “هل يمكنني البقاء أطول؟”، أو “هل تريد مني العودة مجددًا؟”.
وضع خطط
أثناء دعم المصابين بالسرطان ؛ لا تشعر بالخوف من اقتراح خطط مستقبلية أو مناقشة طموحات وأحلام صديقك معه، فهذا سيعطيه شعورًا يتطلع إليه، وسيبعد تفكيره عن المرض، خصوصًا إذا كان العلاج سيستغرق مدة طويلة. أما بالنسبة للخطط قصيرة الأجل مثل الخروج للتنزه أو السينما أو تناول الغداء، فاحرص على أن تكون مرنًا مع صديقك في حالة ظهور شيء ما، أو أنه أراد تغييرها أو إعادة الجدولة.
الحفاظ على روح الدعابة بينكما
اضحك مع صديقك وحاول التخفيف عنه بالقصص المضحكة أو المواقف الطريفة التي من الممكن أن تصنع يومه، واسمح أيضًا لمشاعر الحزن ورغبته في الكلام عن ضيقه متى احتاج هو إلى ذلك.
مواعيد المكالمات الهاتفية
ليس من الضروري أن يكون الوقت مناسب لك، مناسب أيضًا لصديقك المريض. لذا من الأفضل سؤاله عن الأوقات المناسبة للاتصال به للاطمئنان عليه. وكن ذو صدر رحب أيضًا وتقبل رفضه لمكالمتك في وقت معين أو عدم الرد.
تقديم المساعدة
عند قيامك بدعم المصابين بالسرطان؛ ستجد أن الكثير من الناس يواجهون صعوبة في طلب المساعدة. ومع ذلك، سوف يقدر صديقك عرضك ذلك. كما يمكنك أن تقدم المساعدة في مهام محددة، مثل رعاية الأطفال، أو رعاية الحيوانات الأليفة، أو إعداد وجبة، أو القيام بالتسوق بدلًا عنه، أو إحضار الأطفال من المدرسة. يمكنك أيضًا عمل جروب جماعي على الواتساب لأصدقائك المتحمسين أيضًا للمساعدة، وعمل قائمة بالمهام التي يمكنكم المساعدة فيها، واسأل كل صديق أن يختار مهمة لإنجازها. ومثلًا، عند قيامك بالتسوق لأسرتك، قم بالاتصال بصديقك واسأله إذا كان بحاجة إلى أي شيء. وإذا رفض صديقك المريض عرضك، فلا تأخذ الأمر بشكل شخصي. ومن المهم أيضًا أن تلتزم بوعدك تجاه صديقك في تقديم المساعدة، لا أن يكون العرض مجرد حماس لحظي.
تحدث عن مواضيع أخرى غير السرطان
اسأل عن المصالح والهوايات، وغيرها من المواضيع التي لا تتعلق بالسرطان. فالمصابون بالسرطان يحتاجون في بعض الأحيان إلى استراحة من الحديث عن المرض.
الهدايا المناسبة من أجل دعم المصابين بالسرطان
ربما قد تكون فكرت في إعداد بعض الأطعمة الشهية والمخبوزات كنوع من دعم المصابين بالسرطان . ولكن يجب أن تضع في اعتبارك أن صديقك يجب أن يتبع نظام صحي خاص أثناء تلقيه العلاج، ومثل هذه الأطعمة قد تسبب له الغثيان أو فقدان التوازن، وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. لذا يفضل الابتعاد تمامًا عن مثل هذا الخيار. قد لا تكون الأزهار أيضًا اختيار مناسب لشخص جهازه المناعي ضعيف. كذلك الهدايا مع عطر قوي أو رائحة يمكن أن تكون ساحقة لشخص مريض بالسرطان. ولكن الكتب والمجلات والأفلام المضحكة، أو الألغاز قد تكون موضع ترحيب خلال العلاج الكيميائي. يمكنك أيضًا الاشتراك مع بعض أصدقائك في صنع هدية من نوع خاص. مثلًا عمل دفتر ملون، يقوم كل شخص فيه بالحصول على صفحة وملئها مع سمات يحبها في المريض، وصور، واقتباسات ملهمة، وذكريات مضحكة، فهذه فكرة جميلة. وهنا نستعرض قائمة هدايا أخرى يمكنها مساعدتك في الاختيار:
- جوارب ناعمة أو حريرية.
- ملابس نوم أو رداء.
- جهاز تدليك.
- وسادة مريحة، أو غطاء للتدفئة.
- بطاقات بريدية مختومة.
- مناشف أو ملاءات ناعمة.
- لوازم استحمام أو مستحضرات العناية بالجسم.
- دفاتر تلوين.
- أسطوانات موسيقية هادئة.
مرض كل شخص مختلف عن الآخر
هناك خطأ شائع أثناء دعم المصابين بالسرطان وهو مقارنة مرض صديقك مع مرض شخص آخر تعرفه أو سمعت عنه. لذا ضع في اعتبارات أن الأعراض المرضية للسرطان تختلف من شخص لآخر، ولا داعي للعثور على روابط مشتركة بين المرضى. فمثلًا تجنب مثل هذه الأقوال:” أعرف شخصًا يعاني من سرطان القولون مثلك ويؤدي بشكل جيد جدًا”، فهذه الجملة قد تكون محبطة أكثر منها مشجعة، وتؤثر بشكل سلبي على نفسية صديقك وتشعره بالعجز.
دعم مقدمي الرعاية وأفراد الأسرة الآخرين أيضًا
أثناء دعم المصابين بالسرطان ننسى الأشخاص الذين يقومون على رعايتهم والذين يحتاجون إلى الدعم والراحة أيضًا، فهم الآن يجمعون بين مسئولياتهم الأساسية، والمسئوليات التي كان المريض يقوم بها. ويمكن مساعدتهم بتبادل الأدوار معهم في الأوقات التي يقضوها مع المريض في المستشفى مثلًا حتى يتمكنوا من المواصلة أو جلب الأشياء الضرورية من المنزل، أو حتى الخروج لشرب فنجان قهوة والمعاودة. كما بالإمكان قضاء مأمورية ما نيابة عن القائم على رعاية صديقك، فمثل هذه الأمور مفيدة بدرجة مساعدة صديقك، وإن كانت بشكل غير مباشر.
مواصلة تقديم الدعم بعد التشخيص الأولي
يتطلب دعم المصابين بالسرطان أن يكون مستمرًا لا أن يكون مجرد رد فعل أولي عند تلقي خبر المرض الخاص بصديقك. ويشير أحد مرضى السرطان أن الشخص المصاب بالمرض قد لا يحتاج إلى المساعدة في أيام التشخيص الأولى بقدر ما يحتاجها بعد ذلك. ففي كثير من الأحيان تنهار فيضانات من المساعدات في بداية المرض، ثم تصبح هزيلة جدًا بعد ذلك. لذا من المهم السؤال على الشخص المريض بصورة مستمرة، وتنظيم مجموعة تتناوب على تلبية احتياجاته التي يعجز عن القيام بها. والأهم من ذلك هو وضع الشخص المريض في بالك، ومراعاة شخصيته وحالته النفسية وما يحب وما يكره وما هي احتياجاته الضرورية التي تلمس حياته بالفعل.
الانصات لصديقك
كثير من الأشخاص لا يعرفون كيف تقوم محادثاتهم بتحقيق هدف دعم المصابين بالسرطان . لكن الأهم من معرفة ما يتوجب عليك قوله، هو استعدادك في البداية إلى الاستماع. حاول أن تسمع وتفهم ما يشعر به صديقك، واجعله أيضًا يحس بأنك منفتح للحديث معه كلما شعر بذلك، وحتى إذا كان لا يرغب في الحديث، اجعله يشعر أن ليس هناك مشكلة من ذلك أيضًا. وهنا بعض الأفكار لإدارة المحادثة:
- توجيه المحادثة إلى اهتمامات صديقك كي لا يشعر بالذنب أو الإرهاق من عدم قدرته على مواكبة الحديث.
- مساعدة صديقك حول ما يبرز من مشاعر جيدة جديدة مثل الرياضة أو القرب من الله أو الاهتمام بالدراسة.
- ساعد صديقك في الحفاظ على دور نشط في الصداقة من خلال طلب المشورة والآراء والأسئلة – حتى لو لم تحصل على الاستجابة التي تتوقعها.
- إعطاء مجاملات لطيفة عما يبدو عليه مظهره اليوم.
- دعم مشاعر صديقك مهما تكن حزينة أو سلبية، وقاوم رغبتك في تغيير الموضوع ، حتى ينتهي من تفريغ شحنة الأفكار تلك.
- لا تحث صديقك على مقاومة المرض إذا كان يشعر أنه من الصعب عليه القيام بذلك.
- لا تخبرهم عن مدى قوتهم؛ فقد يدفعهم ذلك إلى التظاهر بالقوة بينما يشعرون بالتعب والحزن والاستنفاد.
- تأكد من مشاركة صديقك في الحديث عند التحدث مع أصدقاء آخرين.
- لا تقدم المشورة الطبية أو آراءك حول أشياء مثل النظام الغذائي والفيتامينات والعلاجات العشبية.
- لا تذكرهم بالسلوكيات السابقة التي قد تكون مرتبطة بالمرض، مثل الشرب أو التدخين. فبعض الناس يشعرون بالذنب على تلك الأشياء.
- افترض أن صديقك يستمع إليك حتى لو بدا متعب أو نائم، ولا تضغط عليه.
الاعتناء بنفسك
أخيرًا، بينما تقوم بدعم المصابين بالسرطان ، ستجد نفسك أيضًا بحاجة إلى الدعم والحفاظ على صحتك النفسية من الضغط الواقع عليك، خصوصًا إذا كان المريض أحد أفراد أسرتك. لذا يجب عليك ألا تهمل نفسك وأحلامك الشخصية وعملك، لأن نجاحك في حياتك العملية سيمنحك القوة للتحمل ومواصلة تقديم العون. وللنجاح في التكيف مع الظروف الطارئة الجديدة، يجب عليك تنظيم وقتك، ووضع وقت خاص بك للراحة، مع محاولة ممارسة روتينك الطبيعي قدر الإمكان. يمكنك أيضًا البحث عن طرق لدعم نفسك، من خلال ممارسة هواية أو الحديث مع أحد أصدقائك والتنفيس عما تشعر به، أو حتى زيارة أخصائي نفسي إذا بدأت تشعر بأي اضطرابات أو أزمات نفسية.
أضف تعليق