مع مرور الشريكين في الزواج أو الخطبة بمشاكل متعددة خلال علاقتهم معاً فإن احتمالية حدوث اهتزاز في ثقة الشريك بشريكه تتزايد بشكل مستمر مما يوقع على عاتق الطرف الآخر مسئولية محاولة استعادة تلك الثقة مرة أخرى؛ وذلك لأنه ليس من الممكن أبداً أن تستمر علاقة بين طرفين خالية من ثقتهم في بعضهم البعض. وبالطبع تختلف درجة اهتزاز الثقة أو غيابها بناء على طبيعة المشاكل الموجودة فهنالك مشاكل لا ترتبط بمسألة الثقة ولا تتعارض مع وجودها بينما هناك مشاكل أخرى كالخيانة أو إخفاء الأسرار أو حتى إفشاء الأسرار الخاصة للغير قد تتسبب في فقدان ثقة الشريك والتي قد لا يكون من الممكن استعادتها مرة أخرى.
استكشف هذه المقالة
اهتزاز الثقة بين الزوجين
نظراً للطبيعة الشرقية الطاغية على مجتمعاتنا العربية فإن بعض المشاكل التي قد تقع بين الشريكين أو الزوجين قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء العلاقة بينهما للأبد خاصة وإن تعلقت تلك المشاكل بالخيانة في مختلف صورها على عكس المجتمعات الغربية التي قد ينجح أحد الشريكين في تجاوز تلك المشكلة ومسامحة الطرف الآخر على ما فعله وبالتالي تعود ثقة الشريك فيه مرة أخرى. ولأن الوقاية خير من العلاج فمن الأفضل بالطبع أن يحرص الشريك من البداية على الحفاظ على ثقة شريكه به وألا يخاطر بأي شكل من الأشكال فيما قد يعرض تلك الثقة للضياع تحسباً لأي أضرار مستقبلية.
هل تعود الثقة بعد الخيانة؟
كما هو موضح بالفقرة السابقة فإن استرجاع ثقة الشريك بعد مشكلة تتعلق بالخيانة قد يكون أمراً صعباً وربما مستحيلاً نظراً لطبيعة وعادات المجتمعات الشرقية. ولكن في المقابل هنالك بعض صور من الخيانة قد يتجاوز عنها الطرف الآخر ويصفح لشريكه ولكن سيتعين على المخطئ أن يحاول بكل جهده استعادة تلك الثقة مرة أخرى بشكل كامل؛ لذلك فكان من الأفضل أن تكون العلاقة من البداية قائمة بين الشريكين على الصراحة الكاملة وعدم الكذب وتجنب إخفاء الأسرار عن بعضهما وهو ما يتحقق عندما ينجح كلا الطرفين في تقبل الطرف الآخر بكامل عيوبه ومساوئه وبالتالي لن يجد شريكه حرجاً في إخباره بكل شيء دون خجل.
استرجاع ثقة الشريك بعد الخيانة
لأن لمحاولة لن تضر بأي شكل فيمكن للمخطئ في العلاقة أن يسعى جاهداً من أجل استعادة ثقة الشريك به وهو ما قد يكون أمراً صعباً وربما يحتاج إلى فترة طويلة من الوقت تختلف تبعاً لشخصية الطرف الآخر ومدى مقدار مسامحته وطبعاً تبعاً لنوع الخيانة؛ لذلك فإن الطرف المخطئ سوف يتعين عليه القيام بالآتي:
- الاعتراف بالخطأ: أول ما يجب فعله بعد خيانة الشريك أن يعترف المخطئ بخطئه كاملاً وأن يقر بشعوره بالذنب ورغبته في التكفير عما فعله وهو ما ينبغي أن يكون نابعاً من أعماق الشخص وليس فقط مجرد كلمات تخرج من فهمه دون أن يشعر بها.
- إصلاح الضرر: كل خطأ أو خيانة يترتب عليه ضرر واقع على الطرف الآخر وطالما كنا نسعى إلى استعادة ثقة الشريك فينبغي أن نصلح هذا الضرر سواء أكان ضرراً نفسياً أو عاطفياً أو حتى ضرراً مادياً.
- عدم تكرار هذا الخطأ مجدداً: إن نجح المخطئ في استعادة ثقة الشريك بشكل كامل في أول مرة فإنه يجب أن يكون على يقين كامل بأن تلك الثقة على وشك الضياع بشكل لا رجعة فيه إن كرر مثل هذا الخطأ مجدداً أو حتى أي أخطاء مشابهة؛ لذلك يجب عليه أن يتوخى الحذر في كل أفعاله وأقواله.
اللجوء إلى الاستشارات الزوجية
في كثير من الأحيان يكون ضياع ثقة الشريك نابعاً من سوء تفاهم بين الطرفين حيث يظن كل طرف أن الطرف الآخر هو المخطئ وأنه عليه أن يعتذر ويصلح خطؤه أو أن يكون هنالك بعض القضايا الشائكة بين الشريكين والتي تتطلب وسيط ذي خبرة في حل مثل تلك الأمور وهو ما تقدمه خدمات الاستشارات الزوجية حيث يجتمع الشريكين بشكل دوري مع طبيب نفسي متخصص في تلك العلاقات والمشاكل ويقوم كل طرف بالإفصاح عما بداخله بمنتهى الصراحة وقد يتطلب الأمر أن يجلس الطبيب في جلسات منفردة مع كل طرف للاستماع لما يدور في باله دون حرج حيث يحاول الطبيب توصيل الأفكار ببعضها وتقريب وجهات النظر بين الشريكين واقتراح بعض الحلول التي قد تساهم في حل المشاكل المتفاقمة بينهما واستعادة ثقة الشريك في الشريك الآخر.
وضع أساس سليم لكل علاقة
ينبغي أن نشير إلى أهمية وجود أساس سليم لكل علاقة بين طرفين مهما كان نوع تلك العلاقة وهو ما يتم وضعه في البداية بالأفعال لا بالأقوال؛ بمعنى أنه إن اعتاد الشريكين على الإفصاح عما بداخلهما بشكل كامل تجاه بعضهما البعض واعتاد كل طرف على التعامل بجدية مع ما يدور بعقل وقلب الطرف الآخر ستجد بأن معظم إن لم يكون جميع المشاكل التي تحدث بينهما مشاكل سطحية طفيفة يتم حلها في ثوان معدودة وينتهي الأمر على عكس الأزواج الذين يعتادون طوال حياتهم على إخفاء ما يشعرون به أو ما يفكرون فيه فتجد بأن معظم المشاكل التي تحدث بينهم تتفاقم إلى أمور عميقة وأكثر تعقيداً. كما يجدر الإشارة إلى أنه طالما كان الشريكين قادرين على حل مشاكلهما بنفسهما فلا يجب عليهما اللجوء إلى قبول وسيط بينهما حتى وإن كان طبيب متخصص في تلك الأمور فكلما كانت العلاقة بين الطرفين لا يتدخل فيها أحد كلما صمدت لفترة أطول.
التعامل وفقا لشخصية الطرف الآخر
بالطبع تختلف شخصيات وطباع البشر عن بعضهم البعض بمدى واسع للغاية وهو ما ينبغي أن يدركه كل طرف في علاقة أن التعامل مع الشخص الذي أمامه يحتاج إلى طريقة معينة تتلاءم مع شخصيته؛ فهنالك الشخصيات العاطفية أو التي تميل إلى قلبها أكثر من عقلها وبالتالي فالأسلوب الأسلم للتعامل معها هو الرومانسية وغلبة الأقوال على الأفعال حيث أن تلك الشخصيات تقتنع بالكلام الصادق بشكل أكبر بكثير من الأفعال وهو ما لا يعني ألا تتوافق الأفعال والأقوال معاً ولكن أن تكون الأقوال جزء أساسياً من محاولات استعادة ثقة الشريك. بينما على الناحية الأخرى الشخصيات العقلانية التي تميل إلى تحكيم عقلها أكثر من قلبها تجدها لا تكترث بالأقوال على الإطلاق ولكن كل ما يهمها ويشغل تفكيرها هو الأفعال وهو ما يجب أن يحذوه الشريك لاستعادة ثقة الشريك الآخر فيه.
لا مجال للمبررات
في معظم المشاكل التي تحدث بين طرفين يلجأ الطرف المخطئ إلى إطلاق سيل من المبررات في محاول يائسة منه إلى التعويض عما حدث ولكنه لا يدري أن تلك المبررات على قدر ما تبدوه من عقلانية إلى أنها لن توفق في حل تلك المشكلة طالما اهتزت ثقة الشريك بشريكه؛ لذلك فأول ما يجب فعله المخطئ هو أن ينحي تلك المبررات جانباً ويبدأ في محاولة استعادة ثقة الشريك فيه على أن تؤجل المبررات إلى ما بعد استعادة الثقة.
أضف تعليق