تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تتعامل مع الأقارب العدوانيين والسلبيين بكفاءة؟

كيف تتعامل مع الأقارب العدوانيين والسلبيين بكفاءة؟

معظمنا يواجه أشخاص عدوانيين في حياته اليومية، لكن يصبح الأمر أكثر صعوبة حين تواجه الأقارب العدوانيين . فكيف الحل لهذه المشكلة؟

الأقارب العدوانيين

هل عانيت من قبل من مشكلة وجود الأقارب العدوانيين ؟ يعد التواصل جزء أساسي من تماسك الأسرة وترابطها، لكن الأمور لا تسير دائمًا على نحو سلس نتيجة وجود بعض الأقارب الذين يفتقرون إلى مهارات التواصل ويميلون إلى العدوانية بالصدام مع الآخرين والسلبية بكثرة الشكوى. لذا في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه حنونًا ومتفهمًا لحالتهم، من المهم ألا تنجرف من قبل تلاعبهم الخبيث بمشاعرك، حيث أن السلبي العدواني هو نوع من الشخصيات يكشف عن شخص غير راغب في التعامل مع الاستياء والغضب وغيرها من المشاعر السلبية بطريقة مباشرة. وبدلًا من ذلك، يعتمد كوسيلة للتفاعل على الشكوى وإقامة جدالات وإظهار نفسه على أنه غير مقدر من قبل أقاربه بشكل كافي. وبالطبع فإن هذه الطريقة ليست صحية للتعامل وستحتاج منك العثور على استراتيجيات مرنة لتجنب الانجرار في دوامة العدوانية والسلبية تلك. وفيما يلي نستعرض مفاتيح للتعامل مع الأقارب العدوانيين السلبيين.

الجزء الأول يشتمل على تحديد سلوك الأقارب العدوانيين السلبيين

مراقبة أقاربك: في كثير من الأحيان نتصرف بشكل سلبي وعدواني لأسباب مثل الإرهاق وضغط العمل والخوف أو عدم الثقة، لكن يصبح هذا السلوك إشكالية عندما تكون تلك هي الطريقة الثابتة التي يتواصل بها الشخص ويتعامل مع الآخرين، وبعض العلامات التي يمكنك البحث عنها في الشخص تشمل: الشكوى المتكررة من عدم التقدير والندب المستمر على مصائبه الخاصة، وعندما تحاول مناقشته في هذا السلوك وحل مشكلاته بطريقة عقلانية، يتفق معك ثم يذهب ويفعل أشياء مغايرة تمامًا للاتفاق. راقب كذلك استجاباته لأخبار العائلة والمعلومات الجديدة في حياتكم؛ إن التظاهر بعدم الاهتمام أو حتى تجاهل الأخبار بشكل صريح أو الانتقاد أو إغراق إنجازاتك تحت طبقات “الفكاهة” أو السخرية والنكات يمكن أن يكون علامة على السلوك العدواني السلبي. فالشخص العدواني السلبي يميل إلى عدم الثقة في نجاح الآخرين، وسوف يفعل الكثير للتقليل من شأنها أو الإشارة إلى أن النجاح كان نتيجة للحظ أو الغش، بدلا من قبول أن شخصًا ما قد عمل بجد من أجل ذلك، وسوف يتم كل ذلك بمهارة عالية، كي لا نتوقع منه ازدراء صريح. كذلك عدم الاعتراف بالجميل أو الثناء على أي عمل جيد هي علامة أساسية على السلوك العدواني السلبي. قد يميل أيضًا إلى جرح مشاعر الآخرين بتعليقات سخيفة أو غير لائقة ويتصرف بعدها كأن شيئًا لم يكن، بينما يبيت هو سوء نية في تفسير كلام الآخرين وأفعالهم. أحيانًا أخرى تجده يهون من مشكلاتك بحجة أنه واجه أصعب من ذلك بكثير، فمثلًا حين تشكو من صعوبة مادة في الكلية تجده يرمي الحمل على عاتقك ويُشعرك بالتقصير وأنه حين كان في مثل عمرك كان يحصل مواد أصعب منها بكثير. تجده أيضًا دائم الحديث عن كم هو بائس بينما الآخرين محظوظين بحياتهم، ويردد باستمرار: “لو فقط حدث كذا، كنت سأصبح كذا وكذا”، وعند سماعك أنت إلى هذا النوع من الكلام، تشعر أنك قريب من شخص غير مسئول ولن يحقق أي هدف في حياته إطلاقًا، لأنه غير مشغول بتحسين وضعه، بل مشغول بتحطيم الآخرين.

تقييم الدوافع وراء سلوك الأقارب العدوانيين السلبيين

ربما لا تستطيع معرفة الحقيقة الكافية عن دوافع الأقارب العدوانيين للقيام بمثل هذه التصرفات، إلا أنه يمكنك بناء صورة احتمالية عن الأشياء التي تزعجه من خلال حديثه معك، وهذا سيمكنك من تحديد ما يعانيه الشخص داخليًا، وكيف يرى نجاح الآخرين ويتفاعل معه، وكذلك موقفه تجاه حياته ومدى توفقه في تحقيق أهدافه الشخصية.

لماذا يتصرف الأقارب العدوانيين بهذه الطريقة؟

من الممكن أن تكون العمة قد حلمت وهي صغيرة بالالتحاق بالجامعة كي تصبح طبيبة، لكنها تزوجت مبكرًا ولم تكمل تعليمها، لذا تشعر بالاستياء من ابنة أخيها الطالبة في كلية الطب، وتزرع بداخلها كلمات محبطة عن صعوبة الدراسة ومشقة المهنة، وعن كونها بنت وقريبًا ستتزوج ولن تستطيع الموازنة بين العمل كطبيبة والاهتمام بزوجها وأبنائها. هذا بالطبع ليس عذر لتصرف العمة، لكنه محاولة لفهم الطبيعة النفسية لسلوكها. من الممكن أيضًا أن يوظف الأقارب العدوانيين تجاربهم السيئة بشكل خاطئ لإثنائك عن عمل تحب أن تخوضه، هم يفعلون ذلك بنية الخوف والرغبة في حمايتك مما تعرضوا له، دون أن يدركوا أنهم يحرموك حق التجربة والتعلم بتعميم تجربتهم على كل الأشخاص. في بعض الحالات الأخرى، يسعى الأقارب العدوانيين إلى فرض سيطرتهم على باقي أفراد الأسرة، لأن لديهم شعور دائم أن مكانهم مهدد في الأسرة، وللتغلب على خوفهم هذا يمارسون سلطتهم على الآخرين كي يشعروا بالرضا من تأثير كلماتهم وقرارتهم في التضييق على حياة عائلتهم. وهناك دافع آخر محتمل للتصرف العدواني وهو الغيرة البسيطة من نجاح الآخرين، أو تحقيق حلم امتلكوه هم من قبل لكنهم فشلوا في الوصول إليه. لذا كن على وعي بهذه الدوافع، لأن مثل هذه التصرفات هدفها الأول هو مهاجمتك أنت وتحطيمك والسخرية من أحلامك، وطريقة إطلاق النكات وخفة الدم والحكمة الزائفة، هدفها هو التغطية على الأذى المتعمد الذي يلحقونه بك.

استراتيجيات للتعامل مع الأقارب العدوانيين السلبيين

حافظ على هدوء أعصابك ولا تسمح لنفسك بأن تكون جزء من لعبتهم

واحدة من الصفات الأكثر شيوعًا في الأقارب العدوانيين؛ هي الرغبة في إثارة غضبك، والشعور بالتمكن منك، والسيطرة على أفكارك، وإفقادك توازنك، ومن خلال استجابتك لسلوكيتاهم تعطي لهم الفرصة لاستغلالك ومعرفة نقاط ضعفك. لذا تكمن القاعدة الأولى في الحفاظ على هدوئك، وعدم الاستجابة لتصرفاتهم، وإذا وجدت نفسك على وشك الصدام معهم أو التأثر بحديثهم؛ تنفس بعمق واعتمد على العد ببطء من واحد إلى عشرة، حتى تستعيد في هذه المدة رباطة جأشك وثباتك في التعامل معهم بدلًا من تفاقم المشكلة. وإذا كنت لا تزال مستاء، اخرج بعيدًا عنهم حتى تهدأ وتعيد النظر في المسألة في وقت لاحق. وإذا لزم الأمر، استخدم عبارات مثل “سأعود إليك …” أو “اسمحوا لي أن أفكر في ذلك …” لكسب المزيد من الوقت، فمن خلال الحفاظ على ضبط النفس، يمكنك الاستفادة من المزيد من السلطة لإدارة الوضع.

حافظ على مسافة خاصة بك وحافظ على خياراتك مفتوحة

ليس كل الأقارب العدوانيين أو السلبيين يستحقون وقتك، وقتك هو قيمة وسعادتك ورفاهيتك فوق كل شيء. فإذا لم يكن هناك أمر على المحك أو موضوع خطير، فلا تنفق وقتك في التعامل مع شخص سلبي، وحافظ على مسافة صحية من هؤلاء الأقارب ولا تشتبك معهم في أحاديث طويلة إلا إذا استدعى الأمر ذلك. فهناك أوقات تشعر فيها بأنك عالق مع شخص صعب جدًا، وأنه ليس هناك من مخرج. في هذه الحالات، حافظ على خياراتك مفتوحة. استشر الأصدقاء الموثوق بهم حول مسارات مختلفة من العمل، مع وضع راحتك الشخصية كأولوية رقم واحد.

اعرف حقوقك الأساسية

إن الفكرة الحاسمة التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الأقارب العدوانيين هي معرفة حقوقك حتى لا يتم انتهاكها، فطالما أنك لا تضر الآخرين، لديك الحق في الوقوف لنفسك والدفاع عن حقوقك. من ناحية أخرى، إذا جلبت الأذى للآخرين، يمكنك التخلي عن هذه الحقوق. وفيما يلي بعض حقوق الإنسان الأساسية:

  • لديك الحق في أن تعامل باحترام.
  • لديك الحق في التعبير عن مشاعرك وآرائك ورغباتك.
  • لديك الحق في تحديد أولوياتك الخاصة.
  • لديك الحق في أن تقول “لا” دون الشعور بالذنب.
  • لديك الحق في الحصول على مقابل ما تدفعه.
  • لديك الحق في الحصول على آراء مختلفة عن الآخرين.
  • لدیك الحق في الاعتناء بنفسك وحمایتھا من التعرض للتهدید بدنیًا أو نفسیًا أو عاطفیًا.
  • لديك الحق في خلق حياة سعيدة وصحية خاصة بك.

وتمثل حقوق الإنسان الأساسية هذه حدودك. وبطبيعة الحال، فإن مجتمعنا مليء بالأشخاص الذين لا يحترمون هذه الحقوق. فالأفراد العدوانيون والمتسلطون، على وجه الخصوص، يريدون حرمانك من حقوقك حتى يتمكنوا من السيطرة عليك والاستفادة منك. ولكن لديك القدرة والسلطة الأخلاقية أن تعلن أنه أنت، وليس الآخر، من هو مسؤول عن حياتك. والتركيز على هذه الحقوق يسمح بالحفاظ على قضيتك عادلة وقوية.

توقف عن الاعتماد على أقاربك للقيام بأي مهمة لك

إذا كنت في موقف وتحتاج إلى المساعدة واقترح أحد أقاربك العدوانيين مساعدتك، فلا تأخذ كلامه على محمل الجد، وقم بأداء عملك بنفسك أو ابحث عن شخص آخر أكثر ثقة لإنجازها معك.

لا تدع قريبك العدواني يهزمك، تحايل عليه

إذا أخبرك أحد أقاربك العدوانيون أنك أصبحت حساس أكثر هذه الأيام، فتأكد أن هذا النوع من الحديث هدفه الانتصار عليك ولا أساس له من الصحة. وبدلًا من اتخاذ موقف الدفاع عن نفسك، أخبره بأنك تهتم لرأيه، وتقدره وأنك تريده أن يشاركك أفكارك بالفعل، وستجد أن هذا مستغرب من جانبه. فكثير من الناس السلبيين العدوانيين يتصرفون بالطريقة التي يقومون بها لأنهم يفتقرون إلى الثقة للتعبير عن أنفسهم ومواجهة الخلاف المحتمل. وإذا أخبرت قريبك أن رأيه له قيمة، فإنه قد ينزل من السلوك الدفاعي ويأتي ببطء للتفاعل معك بشكل مختلف.

واجه أقاربك العدوانيين بصراحة وأدب

بمجرد أن تصل إلى أن السلوك العدواني السلبي هو وسيلة قريبك في التواصل (أو عدم التواصل) معك، وهذا أمر مزعج لك؛ انتظر حتى يقوم قريبك أو يقول شيئًا سلبيا عدوانيًا، ثم، وبطريقة هادئة وودية، اسأله “لماذا تقول ذلك أو تفعل ذلك؟” .إذا كان قريبك يدعي أنه لم يفعل أي شيء، قل “قلت أو فعلت (كرر ما قاله أو فعله) الآن، ألا تعجبك فكرتي (أم أن كلامي يزعجك)؟”

شارك مشاعرك الخاصة

إذا كان قريبك ينكر أنه يزعجك، ابق هادئ، قل شيئا مثل: “حسنا، عندما قلت أو فعلت كذا جعلتني أشعر بالرفض أو السخافة، وأن ذلك يضر مشاعري”. ، هذه طريقة غير عدوانية لتبين له أن السلوك العدواني السلبي يؤذيك، وسيتعين على قريبك أن يشرح أفعاله. في كثير من الأحيان يشجعه ذلك على المبادرة بالاعتذار أو قول أشياء مثل: “لم أقصد مضايقتك”، “تعرف كم أحبك”، “أنا فقط أهتم بمستقبلك”، ومن الجيد كون هذه الأشياء البسيطة خرجت من هذا الشخص العدواني، فبادره أنت أيضًا بالتشجيع وبأنك سعيد بأن تسمع منه هذا الكلام.

في النهاية، تكتشف أن معرفة كيفية التعامل مع العدوانية، والترهيب، والسيطرة على الناس هو حقًا فن من فنون التواصل. وكلما أمكنك الاستفادة من هذه المهارات، ستواجه حزن أقل، وتزداد ثقتك بنفسك، و تكون لديك علاقات أفضل، وبراعة تواصل أعلى.

هاميس البلشي

مدونة مصرية، وطالبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، مهتمة بالعلوم الإنسانية خاصة الأدب والفلسفة.

أضف تعليق

14 − 2 =