تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف استطاعت زها حديد الوصول للعالمية بتصميماتها المعمارية؟

كيف استطاعت زها حديد الوصول للعالمية بتصميماتها المعمارية؟

زها حديد هي أيقونة النجاح ومثال لتفوق الإنسان العربي في مجال العمارة، كما تعد زها حديد رابع أقوى امرأة في العالم. فهيا نتعرف على ما حققته.

زها حديد

زها حديد هي معمارية عراقية – بريطانية ولدت بمدينة بغداد 31أكتوبر عام1950، والدها هو “محمد حديد” وزير المالية العراقي الأسبق وواحد من قادة الحزب الوطني الديمقراطي العراقي، وقد ذاعت شهرة زها حديد كمصممة معمارية من الطراز الأول حيث نفذت قرابة ال950 مشروع في أكثر من 44 دولة، واشتهرت أعمال زها حديد بالخيال حيث انسابت تصاميمها في خطوط حرة لا تحددها خيوط أفقية أو رأسية، يُذكر أن زها حديد قد توفيت على إثر أزمة قلبية ألمت بها عن عمر يناهز 65عاما بمستشفى ميامي الأمريكية:

زها حديد : حياتها

زها حديد تلقت تعليمها من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية بمدرسة الراهبات الأهلية، وقد ذكرت زها حديد في حوار مسجل لها بأن تلقت تربية مستنيرة من والديها ودعما كبيرا وكانا بالنسبة لها أكبر ملهمين بالحياة؛ ففي الوقت الذي كانت تعمل فيه والدة زها حديد كربة منزل قامت بتعليمها الرسم وغيرت كثيرا في نظرتها للألوان والأشكال، وفي سن السادسة اصطحبها والدها إلى دار الأوبرا ببغداد وذلك لمشاهدة معرض خاص لفرانك لويد رايت، وقد انبهرت حديد بالعرض بشكل هائل وفي سن الحادية عشر قررت زها حديد أنها ستصبح معمارية وقامت بتصميم ديكور غرفتها، كما كانت تراقب تصميمات المباني المعمارية.

في عام 1971 حصلت زها حديد على ليسانس الرياضيات من الجامعة الأمريكية ببيروت، كما درست العمارة في الجمعية المعمارية بلندن في الفترة من 1972 حتي عام 1977 منحت على أثرها شهادة الدبلوم، بعدها قامت زها حديد بالتدريس في الجمعية المعمارية؛ وقد أقامت زها حديد العديد من المعارض الدولية بهدف نشر أعمالها الفنية والتي تشتمل على التصاميم المعمارية واللوحات الفنية والرسومات وكان عام 1983 هو أول معرض أقامته حديد بمدينة لندن.

زها حديد : سيرتها الذاتية

زها حديد هي أول أمرأة تحصل على الميدالية الذهبية الممنوحة من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، كما حصلت كذلك على جائزة بريتزكر للعمارة خلال عام 2004، وبحسب المتخصصين في مجال العمارة تعادل هذه الجائزة الرفيعة جائزة نوبل.

تميزت أعمال زها حديد باتجاه معماري في جميع أعمالها وهو ما يطلع عليه التهديمية أو التفكيكية وهو اتجاه يرتكز على نظام معقد وهندسة غير منتظمة، ومن الجدير بالذكر أن هذا الاتجاه المعماري قد ظهر عام 1971 ويعد من الحركات المعمارية المهمة التي ظهرت خلال القرن العشرين ويدعو هذا الاتجاه إلى هدم كل الأسس التي تقوم عليها الهندسة الإقليدسية؛ نسبة إلى عالم الرياضيات اليوناني الشهير إقليدس، وذلك عبر تفكيك المنشآت إلى أجزائها الأصغر ولهذا الاتجاه العديد من الرواد والذين على الرغم من أنهم يختلفون فيما بيتهم إلا أنهم يتفقون على أمر واحد وهو هدم كل ماهو تقليدي ومألوف.

يُذكر أن زها حديد تأثرت في تصميماتها بأوسكار نيمايير تأثرا شديدا، حيث اقتدت به في بحثها عن الانسيابية في كل الأشكال وهذا ما مكنها بشكل كبير من تنفيذ تصميمات حرة وجريئة في الوقت ذاته، وكانت حديد ترى أن تصميماتها تتفاعل بانسجام مع البيئة المحيطة.

زها حديد : التصاميم المعمارية

زها حديد قامت بتصميم العديد من المشروعات العالمية كما فازت بالكثير من المسابقات المعمارية، ومن أهم تصاميم زها حديد المعمارية:

محطة إطفاء حريق فيترا بدولة ألمانيا (1991 – 1993)

تعد محطة فيترا بألمانيا أولى التصاميم التي أنجزتها زها حديد وساهمت في تحقيق شهرتها الواسعة، يُذكر أن هذا التصميم قد قُوبل بانتقادات شديدة وتم وصفه بالقبح وذلك لأنه لا يحتوي على أية نوافذ، ولكن في الوسط المعماري كان المبنى بمثابة عبارة عن تعبير عن إنشاء يشبه المطافي الجاهزة، وقد تم بناء المحطة في الفترة من 1991 حتى عام 1993، وتعتز حديد كثيرا بهذا التصميم لأنه عملها المعماري الأول.

مركز روزنتال للفن المعاصر بمدينة سينسيناتي (1997 – 2003)

كان هذا التصميم هو التصميم الأول الذي اعتمدت فيه زها حديد على الفلسفة التفكيكية، وللمرة الثانية قوبل التصميم بانتقادات واسعة النطاق ووصفه البعض بالتقليدية؛ وعلى الرغم من أن المبنى من الخارج يوحي بالفعل بالتقليدية فهو مجرد عقار مكون من ستة طوابق إضافة إلى القبو، وهو مبنى ملون باللون الأبيض المائل إلى الرمادي، إلا أن المبنى من الداخل يعكس براعة زها حديد؛ حيث أن القاعات الداخلية للمبنى تشتبك في كتلة فراغية ثلاثية الأبعاد يتوسطها مصعد كهربائي يستمر بالصعود لتشعر وكأنك دخلت للتو متاهة لن تنتهي.

محطة قطار ستراسبورج بألمانيا (1998- 2001)

في عام 1998 بدأت زها حديد مشروع محطة قطار ستراسبورج بألمانيا وقد طُلب من حديد أن تقوم بتصميم محطة قطار وموقف للسيارات يتسع لحوالي 800 سيارة، وقد انتهت زها حديد من المشروع عام 2001 وتحتوي محطة القطار على مكان انتظار رئيسي وأماكن للدراجات ودورات مياه إضافة إلى المحال التجارية، وقد اعتمدت حديد في تصميم هذا المشروع على تجميع مجموعة من الخطوط الأساسية على شكل ثلاثي الأبعاد وذلك لتتحد في تكوين واحد، وقد عملت هذه الفكرة على خلق فراغ جذاب.

قاعة العقل بقبة الألفية بمدينة لندن (1998 – 2000)

قاعة العقل هي واحدة من ضمن أربعين قاعة بقبة الألفية والتي تم بناؤها في مدينة لندن ببريطانيا بمناسبة دخول الألفية الثالثة سنة 2000، وقد قامت حديد بتنفيذ هذا التصميم البديع الذي جاء على هيئة عمل العقل البشري، حيث يوحي التصميم بكيفية عمل العقل وتتداخل القطاعات الإنشائية المستخدمة في بناء التصميم مع بعضها لكي تخلق سطحا مسطحا، ويوضح التصميم عناصر الوظائف العقلية الثلاثة؛ المدخلات وعملية التفكير في الوسط وأخيرا الناتج.

دار الأوبرا في غوانزو بالصين (2003 – 2010)

قامت زها حديد بتصميم دار الأوبرا في غوانزو في جنوب الصين لتصبح أكبر دار أوبرا بجنوب الصين وثالث أكبر دار أوبرا في الصين وذلك بعد المركز الوطني بمدينة بكين للفنون المسرحية ومسرح مدينة شنغهاي الكبير، ويتكون التصميم بشكل أساسي من كتلتين رئيسيتين، وقد استوحت حديد شكل التصميم من تأثير المياه على الصخور والرياح حيث تقع دار الأوبرا بالقرب من نهر بيرل، وتتسع قاعة الأوبرا الرئيسية لأكثر من 1800 شخص، ويعتمد التصميم بالداخل بشكل أساسي على الإضاءة الطبيعية.

زها حديد : البنك المركزي العراقي

زها حديد تعاقدت مع البنك المركزي العراقي نهاية عام 2012 وذلك من أجل تصميم البنك المركزي العراقي الجديد، وقد حضر التعاقد ممثلين عن السفارة العراقية وتم تشييد البناء الجديد على ضفاف نهر دجلة بالعراق، وقد اختارت زها حديد تصميم المشروع ارتكازا على فكرة رئيسية تقوم على أهمية دور البنك لنهوض البلاد اقتصاديا ومن ثم سياسيا، كما كانت زها حديد تلمح إلى أن العراق سيعيد ترميم نفسه مرة أخرى وسينهض من كبوته قريبا، وقد تأثرت زها حديد تأثرا شديدا جراء هذا التصميم بالذات وأعربت عن أملها الشديد بأن يكون لها دور في إعادة إعمار العراق، وقد مزجت حديد في تصميمها التراث بالمعاصرة، واستقت إلهامها من حدائق بابل المعلقة والتراث الإسلامي بالعهد العباسي وتكون المبنى من 40 طابقا.

كانت زها حديد بمثابة مثل أعلى وقصة نجاح بطلتها امرأة من أصول عربية ومعمارية تمكنت من الوصول للعالمية، كما حصلت زها حديد على العديد من الجوائز والأوسمة والألقاب الشرفية كما تم اختيارها كرابع أقوى امرأة في العالم لتخط اسمها بحروف من ذهب في كتب التاريخ

 

أسماء

محررة وكاتبة حرة عن بعد، أستمتع بالقراءة في المجالات المختلفة.

أضف تعليق

واحد × 1 =