إن ما يُكسب حقيبة المدرسة كل هذه الأهمية التي نتحدث عنها ليس حجمها كبر أو صغر، فالحمار يحمل الكثير من الأسفار بلا فائدة له، لكن الأهمية الحقيقية للحقيبة بما تحتويه بجعبتها من أدوات مدرسية هامة، ولا نقول بما تحتويه داخلها من كتب لأنه من البديهي أن تحتوي الحقيبة على بعض الكتب التي تُحددها المرحلة التعليمية التي يخوضها الطالب، لكننا هنا نتحدث عن الأدوات الأخرى التي تختلف من طالب إلى آخر، تلك الأدوات التي من شأنها أن تجعل الطالب جاهز لخوض غمار الحرب التعليمية والانتصار أو الهزيمة والفشل في أهم حرب قد يخوضها الإنسان في حياته، وهي حرب العلم والتعلم، ولذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على حقيبة المدرسة والطريقة التي يمكن من خلالها جعل تلك الحقيبة سلاح علم حقيقي وليس مجرد قطعة من القماش.
استكشف هذه المقالة
ما هي حقيبة المدرسة؟
بالتأكيد لسنا في حاجة إلى وضع تعريف لشيء محوري وهام مثل حقيبة المدرسة، فتلك الحقيبة إما أن تكون قد حملتها من قبل في حياتك أثناء رحلتك التعليمية وإما أن تكون قد رأيت من يحملها من قبل، في النهاية ستراها وستدرك منذ الوهلة الأولى أنها قطعة من القماش أو أي مادة أخرى تحتوي على الكثير من الجيوب، تلك الجيوب أو الفتحات يتم استخدامها في تخزين الكتب والأقلام والكراريس وكل شيء له علاقة بالعملية التعليمية من قريب أو من بعيد.
بداية الحقيبة المدرسية كانت منذ زمنٍ بعيد، ربما نقول إنها كانت من أيام الفراعنة، فقد كان من البديهي أن يذهب طالب العلم من بيته إلى المدرسة وهو يُمسك بحقيبته التي يحمل فيها أدواته المدرسية، لكن ما كان يختلف في كل مرحلة من مراحل التاريخ هو شكل تلك الحقيبة واستخداماتها والطلاب الحاملين لها.
أشكال الحقائب تاريخيًا
لم تبدأ الحقيبة بالتأكيد من حيث انتهت إليه، فقد بدأت قبل آلاف السنين، وكان انتشارها الأكبر في الحضارة الفرعونية، وطبعًا طالب العلم في كل زمان ومكان يظل في حاجة إلى حقيبة يحمل بها أغراضه ومُعداته، فمثلًا أيام الفراعنة كانت الحقيبة عبارة صندوق خشبي، أجل كانت كذلك، وقبل تلك المرحلة بوقت قصير كانت جزء من الجسم، بمعنى أن قلمك بيديك وكراستك ملفوفة على ملابسك، وبمناسبة الملابس، جاء فترة من الفترات كانت الحقيبة بها جزء من ملابس الشخص، بمعنى أنه يكون لديه ملبس مُخصص به جزء لحمل المعدات المدرسية، هذا الجزء يتم تخصيصه أثناء الخياطة، وطبعًا من كانوا يفعلون ذلك هم الطلاب فقط، فقد كان من غير اللائق أبدًا أن يسير أحد الكبار بحقيبة مُعلقة في ظهره أو بطنه كجزء من ملابسه، حتى ولو كان ذلك الشخص طالب، لكنه في النهاية لم يعد طفلًا.
مع الوقت تطورت الحقيبة وأصبحت قطعة من القماش التي تُحمل بشكل مُنفرد في الزراعة، كانت قطعة قماش مُغلقة على نفسها وتمتلك القابلية لاحتواء أي نوع من المعدات، وكان الطفل يحملها ويذهب بها إلى كل مكان يحصد فيها العلم، ولقد استمر ذلك النوع من الحقائب لفترة طويلة نظرًا لعدة أسباب منها سهولة الحمل وإعطاء شكل جيد، ثم مؤخرًا بدأت حقائب الظهر في الظهور، وتعددت أشكالها وتصميماتها، لكنها في النهاية تظل حقيبة تُحمل على الظهر، لكن يا تُرى ما هي الفائدة المرجوة أو التي يحصل عليها الطالب من حمل الحقيبة.
فوائد حقيبة المدرسة
تحدثنا عن أشكال الحقائب وتعريفها، وسوف نتحدث عن كيفية استغلالها استغلالًا أمثل، لكن، ثمة شيء في المنتصف يجب ألا نغفل عنه وأن نعره كل الاهتمام، وهو المتعلق بمجموعة الفوائد التي يحصل عليها عامل حقيبة المدرسة، أو بتعبير آخر مُختلف، ما هي الحاجة أو الأسباب التي دعت إلى ظهور حقيبة المدرسة، وطبعًا تلك الفوائد كثيرة، لكننا سنكتفي فقط بذكر أشهرها وأكثرها انتشارًا، وعلى رأس تلك الفوائد الفائدة البديهية المتمثلة في حمل الكتب والأدوات.
حمل الكتب والأدوات
لن تُدركوا القيمة الحقيقية لشيء هام مثل حقيبة المدرسة إلا عندما ترون بأعينكم الطلبة الذين يذهبون إلى المدارس دون حمل الحقائب لعدم امتلاكهم لأموال من أجل شرائها، فهؤلاء لا يستطيعون التخلص من الوجع الذي يُصيب أيديهم بسبب حمل الكتب والمعدات، وما تنجزه الحقيبة ببساطة أنها تركز كل هذا الحمل في الظهر، والذي خُلق أصلًا من أجل هذه الأمور، كما أن الحقيبة تتمكن من تخفيف الحمل وما يليه من إراحة اليدين وعدم الانشغال بحمل شيء، فمع الوقت تُصبح الحقيبة التي تحملها على ظهرك جزء من جسمك، لا يُضيرك وجوده من عدمه، فهو في النهاية غير مؤثر.
الدلالة على ماهية الطفل
الطفل طفل، لكن، إذا كان يحمل حقيبة المدرسة على ظهره فهذا يعني أنه طفل أو طالب مُتعلم، وطبعًا هناك فارق فالحالتين، فمثلًا، عندما ترى سرب من الأطفال الحاملين للحقائب على ظهورهم وهم يُسيرون في الشارع فسوف تحكم عليهم دون تردد بأنهم أطفال جيدين ذاهبين إلى فعل أمر جيد وهو التعلم، سوف تحكم كذلك على تربية آبائهم لهم، لكن، على العكس تمامًا، لن تستطيع تقبل مجموعة أطفال يسيرون دون حقائب، وسوف تجد نفسك عاجزًا عن تحديد هويتهم وتربية آبائهم لهم، بل هناك اعتقاد سائد بأن الطفل الذي لا يذهب إلى المدرسة طفل فاشل متشرد، ولهذا قلنا أن حقيبة المدرسة تتكفل بالدلالة على ماهية الطفل، الجيدة بكل تأكيد.
الحفاظ على الكتب والأدوات
تحمل حقيبة المدرسة الكثير من الكتب والأدوات بداخلها، تلك الكتب والأدوات إذا كانت في الخارج فإنه من الوارد جدًا أن تُعرض للتلف، ولذلك فإنها تجد في الحقيبة طريقة مُناسبة جدًا للحفظ، سواء من الهواء والأتربة أو أي نوع آخر من أنواع التلوث، وقد يكون الحفظ من الضياع، فذلك القلم الصغير لا تضمن إذا تركته في جيبك هل ستجده مرة أخرى أم لا، لكن إذا تركته في حقيبتك فإن نسبة العثور عليه مجددًا تكون مضمونة، وكذلك يمكن الحفظ من التلف، فمثلًا أداة مثل المسطرة، من المعروف طبعًا أنها تمتلك حجم كبير، وقد تتعرض للكسر إذا لم يتم الحفاظ عليها، ولذلك فإن الحقيبة تحفظها بداخلها وتُقلل من احتمالات تلفها هي وأي أداة أخرى موجودة بالحقيبة.
إخفاء ما بداخلها
الهدف من الحقائب، أي حقيبة بشكل عام، ليس فقط حمل الأشياء، وإنما أيضًا إخفاء ما لا تود ظهوره للناس، فالحقيبة شيء مُغلق على نفسه بنفسه، والحقيقة أن البعض قد يتعجب من أمر كهذا، فما مصلحة الطفل مثلًا في إخفاء ما يحمله بحقيبته؟ الإجابة ببساطة أنه قد يكون طالب راسب مثلًا هذا العام ويحمل كتب العام الماضي ولا يُريد أن يعرف أحد من جيرانه بهذا الأمر والطريقة الوحيدة لكشفه هي رؤية ما هو بداخل الحقيبة، وقد يكون الأمر أيضًا أن ذلك الطالب يحمل كراريس من النوع الرديء بسبب عدم امتلاكه للأموال الكافية لشراء الكراريس الجيدة، لذلك فهو يُخفي الأمر من خلال الحقيبة، وهكذا الكثير من الأمور الأخرى التي لا يُريد الطلبة أو أولياء أمورهم معرفة أحد بها.
كيفية تنظيم حقيبة المدرسة
نحن الآن نصل للمحطة الأخيرة في موضوعنا، وهي المتعلقة بكيفية تنظيم حقيبة المدرسة حتى تبدو في النهاية أشبه بسلاح علم حقيقي، ولن نبالغ إذ نقول إن ما نطلبه الآن فن، لا يُمكن للجميع الالتزام به أو فعله، كما أنه يرجع في الأصل إلى الرؤية الجيدة للوالدين وكذلك أطفالهم الذين يحملون الحقائب، عمومًا، كي تجعل حقيبة المدرسة أشبه بسلاح العلم عليك السير على بعض الخطوات، أهمها مثلًا استغلال الجيوب بطريقة جيدة.
استغلال الجيوب جيدًا
أهم شيء سوف تبدأ ملاحظته في الحقيبة بعد شراءك لها مباشرةً هو أنها تحتوي على الكثير من الجيوب، تلك الجيوب في الحقيقة هي ما يُمكننا أن نُطلق عليه اسم المفاتيح السحرية، فعند حصرها وتنظيمها جيدًا نكون قد أنجزنا نفس المهمة، وتنظيم الجيوب يأتي من خلال معرفتك بحجم كل جيب وخباياه، وبناءً على ذلك تُقرر ما الذي يجب أن يُوضع في كل جيب وما الذي يجب ألا يقترب من ذلك الجيب، فمثلًا الكبير جدًا للكتب، والأقل حجمًا للكراريس، والأقل للمذكرات الصغيرة، أما الجيوب صغيرة المساحة جدًا فمعروف أنها مخصصة للأدوات المدرسية كالأقلام والمساطر وهكذا.
التزم بجدول المدرسة
هناك أطفال وأولياء أمور يعتقدون أن حقيبة المدرسة صندوق كبير يُمكن أن يوضع فيه أي شيء بأي حجم وأي كمية، لكن هذا بالطبع ليس صحيحًا، والدليل على ذلك هو وجود الجداول الدراسية، والتي تقول أنه في يوم كذا فسوف يدرس الطلاب مواد كذا وكذا فقط، ولهذا يجب عليك أن تُراجع الجدول مع طفلك وتضع في الحقيبة ما سيحتاج إليه بناءً على الجدول الذي تحصل عليه، وإلا فإنك بعدم فعل ذلك سوف تكون سببًا في تعذيب طفلك وحمله للكثير من الكتب والأدوات التي سيحتاج إليها، وهذه ليست اختصاصات الحقيبة التي يجب أن تضعها في رأسك، كما أن فكرة التنظيم هذه سوف تجعل طفلك أكثر تركيزًا، ولن يبحث كثيرًا عن كتاب عندما يُطلب منه في مئات الكتب التي يحملها بسبب عدم التزامه بالجدول، وطبعًا سيحدث العكس تمامًا إذا التزم بالجدول وبات بإمكانه إحضار الكتاب المطلوب وسط قليل من الخيارات.
خذ فيها بعض الاحتياطات
نقول في رأس موضوعنا أننا نريد أن نجعل من حقيبة المدرسة سلاح علم حقيقي، وبمناسبة السلاح والحرب، هل تعرفون أنه من الواجب عليك خلال الحرب أخذ بعض الاحتياطات اللازمة، تلك الاحتياطات فيما يتعلق بحقيبة المدرسة يُمكن أن تكون قلم زائد أو كشكول جديد لاحتمالية أن يجد أمر في أي وقت، كأن يدخل مدرس جديد ويطلب كشكول نظيف غير مُستعمل، وفي هذه الحالة فإن جاهزيتك وما تحمله في حقيبتك لن يضعانك في موقع مُحرج غالبًا ما سيوضع به الكثير من زملائك الطلاب، ولا تنسى أن تضع فيها طعامك وشرابك بطريقة منظمة، فهما نوع من أنواع الاحتياطات أيضًا.
حافظ على نظافة السلاح
اتفقنا من قبل على أن حقيبة المدرسة سلاح علم، وهذا السلاح إن بقي مُتسخًا فإنه لن يؤتي مفعوله، ولذلك يجب عليك كجندي طالب أن تقوم بتنظيف حقيبتك في كل وقت، وألا تترك من الأساس فرصة للأوساخ والأتربة من أجل الدخول، وطبعًا التخلص من الزوائد أمر مفروغ منه.
أضف تعليق