مما لا شك فيه أن حلم أي شاب مصري موهوب الآن هو الفوز بجائزة مسابقة إبداع التي يُشرف على تنظيمها وزارة الشباب بالتعاون مع إدارة الجامعات ومكاتب رعاية الشباب بها، والحقيقة أن المُغري في تلك المسابقة ليس فقط المقابل المادي الكبير إلى حدٍ ما، وإنما في المقام الأول التسليط الإعلامي الكبير الذي يتم منحه للمتقدمين في المسابقة وطبعًا الفائزين في التصفيات النهائية، حيث تُبث الحلقات على التلفزيون المصري كما يتم نشر الأخبار عنها في الجرائد الكبرى، وفي النهاية يأتي التكريم على يد لفيف من الوزراء ورؤساء الجامعات، إنها مسابقة مُغرية بحق وتستحق أن تكون حلم لكل شاب موهوب مُجتهد يؤمن بأن الفرصة سوف تأتيه في يوم من الأيام، ولهذا نحن هنا نقدم يد العون ونُشير إلى كافة المعلومات المتعلقة بهذه المسابقة وكيف يُمكن الفوز بها، فدعونا نتعرف على هذا سويًا في السطور الآتية.
استكشف هذه المقالة
ما هي مسابقة الإبداع؟
في البداية يجب علينا تعريف مسابقة إبداع التعريف الذي يليق بها، فهي مسابقة حكومية مصرية كانت تُقم في البداية بدعم من حكومة الشارقة الإماراتية ثم أصبحت بعد ذلك مسابقة مصرية خالصة تابعة للحكومة المصرية الممثلة في وزارة الشباب، وهي مسابقة معنية بإبداعات الموهوبين الموجودين في الجامعات المصرية، حيث تُقدم يد العون لهم وتقف بجانبهم حتى يُمكنهم إيصال إبداعهم إلى كل مكان في العالم، والأهم من كل ذلك أنه في نهاية المسابقة يتم تكريم الفائزين ماديًا بجوائز مُجزية إلى حدٍ كبير، بالإضافة إلى التسليط الإعلامي أيضًا.
بدأت مسابقة إبداع في عام 2012، ففي ذلك العام تم تحضير وإقامة المسابقة لأول مرة، وطبعًا لم تكن بالشكل الموجودة عليه الآن، بل كانت مسابقة مغمورة لا تلقى الصدى الكبير، ولذلك كان عدد المشاركين في المسابقة صغير، كما عانت بعض الشيء في الوصول الإعلامي، لكن كل هذه الأمور لم تستمر كثيرًا، إذا بدأت المسابقة تحجز مكانها وسط المسابقات العملاقة بداية من الدورة الثانية.
رحلة مسابقة الإبداع
انطلق قطار مسابقة إبداع كما ذكرنا في عام 2012، وهو العام الذي شهد بداية ضعيفة بعض الشيء، وفي العام الثاني بدأت الأمور تتغير بعض الشيء، إذا بدأ التسليط الإعلامي على المسابقة وعرف الشفاف أن ثمة حدث كبير مُقام خصيصًا من أجل تقديم يد العون لهم، وبالفعل مع بداية الدورة الثالثة في بداية عام 2015 كانت مسابقة إبداع محط أنظار الجميع، وكان جليًا جدًا أن شباب الجامعات بات لهم مسابقة تبحث عن مواهبهم المدفونة.
مع بداية الدورة الرابعة ازدادت المسابقة توهجًا وانتشارًا، فبدلًا من أن يتقدم خمسمائة طالب تقدم في هذه الدورة أكثر من ألفي طالب، وفي الدورة الأخيرة التي انتهت مطلع العام 2017 كان عدد الموهوبين المتقدمين في المسابقة يفوق الأربعة آلاف طالب، لكن قبل أن نصل إلى الدورة الأخيرة دعونا نتحدث عن كل شيء مُتعلق بهذه المسابقة المتأنقة، ولتكن البداية مع مجالات المسابقة التي يتسابق فيها طلاب الجامعات.
مجالات مسابقة الإبداع
تتعدد مجالات مسابقة إبداع حتى تحتوي على أكبر عدد ممكن من الموهبين، فهناك من الناحية الفنية الموسيقى والغناء والانشاد الديني والرسم والتمثيل المسرحي والفنون الشعبية، بالإضافة إلى الكثير من المجالات الأخرى، وأيضًا هناك في المجالات الأدبية الكتابة المسرحية والكتابة الروائية والكتابة السينمائية والقصة والمقال، والمميز حقًا في مسابقة إبداع أنها تُطور من نفسها في كل عام وتُزيد من مجالات التسابق، فمثلًا في الدورة الأخيرة تم إضافة مجال دوري المعلومات الذي يختبر الطلاب في المعلومات العامة، وفي الدورة الثانية كانت هناك إضافة مجال المراسل التلفزيوني، لكن، وبعد أن ذكرنا المجالات، لا زلنا بالتأكيد في حاجة إلى ذكر أهم الشروط حتى يُمكن الاشتراك في المسابقة.
شروط مسابقة الإبداع
مسابقة إبداع ليست مسابقة عشوائية تُقام في عام من الأعوام لمرة واحدة ثم تفقد بريقها، بل إنها مستمرة في التوهج حتى الدورة السادسة التي من المرجح انطلاقها مع نهاية العام الحالي، والحقيقة أن السبب الرئيسي في نجاح تلك المسابقة هو وضع بعض الشروط والسير عليها حتى الآن بكل شفافية ممكنة، وعلى رأس تلك الشروط أن يكون التقديم في المسابقة لمن هم ضمن طلاب الجامعات فقط، فالمسابقة في الأصل أُقيمت لهم، وطبعًا لا مانع من انضمام طلاب المعاهد العليا والأكاديميات، المهم في النهاية أن يكون المتقدمين تحت المظلة التعليمية، وأيضًا من ضمن الشروط الواجب توافرها أن يكون المتقدم في المسابقة طالب لا يزيد عمره عن الثمانية والعشرين عام ولا يقل عن الثمانية عشر عام.
شروط مسابقة إبداع تشمل أيضًا أن يكون الطالب قد قدم إبداعًا أصيلًا له وغير منقول، وأن كل جامعة مسموح لها بتقديم ثلاثة أعمال فقط من كل مجال مع التأكيد على منع الاستعانة بمن هام خارج الجامعة، كما تشترط المسابقة أن يكون المتسابق جاهز للحضور في كل التصفيات التي ستُخاض في المراحل المتقدمة من المسابقة، وذلك بعد أن يشترك أولًا.
الاشتراك في مسابقة إبداع
لكي تشترك في مسابقة إبداع وتأخذ الخطوة الأولى في طريقك لتنفيذ حلمك فكل ما عليك هو التوجه إلى أقرب مكتب رعاية شباب في جامعتك وتقديم أصل وثلاث نسخ من عملك بالإضافة إلى قرص مدمج صغير يحتوي على العمل بجودة رقمية كي يُمكن الرجوع له في حالة تلف النسخة الورقية أو ضياعها، وكما نرى فإن التقديم يكون من خلال الجامعة أو الكلية التي تتبعها، أما إذا صادف وكانت جامعتك غير مُهتمة بالمسابقة أو التقديم بها فليس عليك القلق أبدًا، بل يُمكنك الذهاب والتقديم في المسابقة بنفسك في مقر وزارة الشباب، كي تستعد بعدها لخوض مراحل التنافس في المسابقة.
مراحل مسابقة الإبداع
بعد أن اشتركنا في مسابقة إبداع الآن نحن أمام الخطوة الأهم، وهي المرور بمراحل المسابقة المُختلفة، والحقيقة أن تلك المراحل التي يمر بها المتسابقين هي من أمتع الأشياء التي تحدث في المسابقة بشكل عام، بل هي المسابقة بعينها، ولتكن البداية مع المرحلة الأولى، وهي مرحلة تلقي المشاركات.
مرحلة تلقي المشاركات
تبدأ المرحلة من مسابقة إبداع في شهر أكتوبر من كل عام، ولعلكم تلاحظون أن هذا الوقت يُواكب بداية العام الدراسي، وفي هذه المرحلة يتم إرسال منشورات المسابقة من قِبل وزارة الشباب إلى مكاتب رعاية الشباب الموجودة في كل الجامعات والأكاديميات والمعاهد، وهي التي تقوم بدورها بتعليق المنشورات أمام الطلاب كي يعم العلم بها، وأيضًا لا يتم الاكتفاء بهذا، بل يتم توزيع المنشورات الدعائية في الشوارع العامة وتعليق البوستر الخاصة بالمسابقة في كل مكان، وأيضًا يكون التلفاز حاضرًا مع وسائل الإعلام الأخرى ببثهم لأخبار المسابقة، بعد ذلك يقوم الطلاب بإرسال مشاركاتهم حتى نهاية شهر نوفمبر وبداية ديسمبر على أقصى التقدير، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية الهامة.
مرحلة التصفيات الأولى
تمر مسابقة إبداع بعدة مراحل من التصفيات تبدأ من مرحلة التصفيات الأولى التي تتم داخل الجامعة طوال شهر ديسمبر، حيث تقوم كل جامعة بفرز جميع المشاركات والاستقرار على أفضل ثلاث مشاركات للتقدم بها إلى المسابقة الأم في وزارة الشباب، ومنذ نهاية تلك المرحلة تبدأ المسابقة الحقيقية، حيث يتعامل المتسابقين المرشحين من الجامعة مع وزارة الشباب وليس الجامعات، ويكون التنافس أشمل وأقوى وأكثر إثارة.
مرحلة التصفيات النهائية
بمرحلة التصفيات النهائية بمسابقة إبداع تكون كل جامعة قد حددت المشاركين منها، وطبعًا ذكرنا أن تحديدهم يتم من خلال إجراء مسابقة، بعد ذلك يذهب المتسابقون بعد نهاية شهر يناير إلى معسكرات مغلقة بأماكن معينة مثل فنادق وزارة الشباب أو مدينة شبابية بأحد المحافظات، وهناك يتم إجراء التصفيات النهائية من خلال تقييم الأعمال المتنافسة على مستوى جميع الجمعيات من لجنة مكونة من كبار الشخصيات المتخصصة في كل مجال من المجالات.
مرحلة إعلان النتائج وتوزيع الجوائز
في هذه المرحلة يكون حدث مسابقة إبداع يقترب من نهايته، فبعد إجراء المعسكرات المغلقة للمتسابقين في شهري فبراير ومارس تبدأ الوزارة بإخطار الجامعات بأسماء الفائزين مع بداية شهر أبريل، والذي يُقام في منتصفه الحفل الضخم الذي يشهد حضور الكثير من الشخصيات البارزة من الوزراء ورؤساء الجامعات، والحقيقة أن الجوائز والحدث وكل شيء يُنقل على الهواء مباشرةً، بالإضافة إلى إغراق الصحف المصرية بأخبار المسابقة وتسليط الضوء على الفائزين، والذين يتم استضافتهم بعدها في البرامج الشهيرة من أجل التحدث عن تجاربهم في المسابقة وكيف تمكنوا من الفوز، وهذا هو السؤال الذي تريدون بالطبع التعرف على إجابته من أجل اللحاق بركب هؤلاء المُبدعين.
كيفية النجاح في مسابقة إبداع؟
في الحقيقة أن النجاح في مسابقة إبداع ليس دواء سنصفه لكم ثم تذهبون إلى الصيدليات وتحضرونه لتضمنوا النجاح، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير، لكننا فقط سوف نرشدكم إلى الطريق الذي يمكن من خلاله تحقيق ذلك الحلم، مع التأكيد بالطبع على أهمية وجود الموهبة كشرط رئيسي، والواقع أن أول خطوة أو نصيحة من أجل النجاح في تلك المسابقة هي العمل على المحتوى الإبداعي بصورة جيدة.
خلق عمل مُبدع
إن مسابقة إبداع في الأساس قائمة من أجل الوصول إلى المبدعين، لذلك لا تتوقع أن تصنع عمل عادي، سواء كان أدبي أو فني، ثم تتوقع النجاح، بالتأكيد يجب أن يكون ذلك العمل مبدع بكل ما تعنيه الكلمة من معان، وتذكر أن المنافسة تكون بين جميع الطلاب على مستوى مصر، أي أنها منافسة شرسة مختلفة تمامًا عن تلك التي خضتها في جامعتك.
طالع أعمال الفائزين
نحن الآن بانتظار الموسم السادس من مسابقة إبداع، أي أنه قد مرت خمس دورات سابقة فاز فيها الكثيرين، وطبعًا عليك أن تُطالع كافة الأعمال التي فازت من قبل في المجال الذي تنوي الترشح به، فهذا من شأنه أن يجعلك تقف على الأسباب التي أدت إلى نجاح العمل الفائز وتحاول تقليدها بكل الطرق الممكنة.
كن واثقًا من نفسك
تضع مسابقة إبداع عدد كبير من الدرجات كتقييم لك عند مسولك أمامها في التصفيات النهائية، فاللجنة في هذا الوقت إذا رأت ثقتك في نفس وفي إبداعك فلن تتردد بالتأكيد في منحك الدرجة كاملة، وإذا كان العكس فإنها سوف تشعر بالريب في أن العمل الذي تتقدم به للمسابقة ليس من إبداعك الشخصي، ولذلك نكرر أن الثقة شيء مهم جدًا في هذا الظرف.
أضف تعليق