تُعتبر السكتة الدماغية أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة المباشرة، وبكل أسف تأتي تلك السكتة بلا أي مُقدمات أو ربما تظهر أعراض أو أسباب بسيطة لها لكن أغلبها لن يكون كافيًا لتفادي أضرار تلك السكتة، والتي يكون الدماغ، كما هو واضح من اسمها، المتسبب الرئيسي فيها أو نقطة التحكم الأولى، والواقع أن المفاجأة هي أهم وأول أسلحة تلك السكتة، ولهذا نجد أن بعض الأطباء يُحاولون تحذير مرضاهم وجعلهم يأخذون كافة الاحتياطات قبل الدخول في مرحلة التعرض لتلك السكتة، ومع أن كبار السن هم الأكثر عرضة لها إلا أن بعض الشباب والصغار لا يسلمون منها، وإن كانت النساء تُعتبر الفئة الأقل تعرضًا لها، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على السكتة الدماغية وأسبابها وأعراضها وأهم طرق العلاج المتوقع أن تُجدي نفعًا عند حدوث تلك الجلطة.
استكشف هذه المقالة
ما هي السكتة الدماغية؟
السكتة الدماغية أو الجلطة كما يُطلق عليها البعض نوبة فجائية شديدة الخطورة تحدث في الرأس وتؤدي إلى حدوث خلل في الوعاء الدموي الموجود في الدماغ، سواء كان ذلك الخلل انسداد أو تمزق، في النهاية ينقطع الرابط الذي يُغذي الرأس بالدم، في النهاية يحدث الشيء الأبرز وهو الشلل أو فقدان الوعي، وخطورة تلك السكتة تكمن فيما ذكرناه بادئ الأمر، وهو أن كل ما يحدث للدماغ يحدث في وقت قصير جدًا وبصورة مفاجئة أكثر من أي شيء آخر.
تُصنف السكتة الدماغية في كل مكان في العالم على أنها واحدة من أبرز الطوارئ الطبية، بل يُقال إن أكبر عدد من حالات الوفاة يحدث نتيجة لهذه السكتة، ولقد كان البعض قديمًا يموت بتلك السكتة وسط زعم البعض بأنه قد مات نتيجة فعل سحري أو ما شابه، فلم يكن في مخيلاتهم أن أمر مفاجئ يحدث في ثوانٍ معدودة سوف يودي بحياة إنسان، والشيء الآخر الذي ظل محل لغز كبير هو السبب المباشر أو مجموعة الأسباب المُؤدية لحدوث تلك السكتة.
أسباب السكتة الدماغية
بالرغم من كون السكتة الدماغية عرض مفاجئ يأتي دون أي مقدمات إلا أن البعض قد خرج ببعض الأسباب التي يُتوقع أنها تُسهم بنسبة كبيرة في حدوث السكتة، ومنها مثلًا معاناة الأوعية الصغيرة الدموية من الانسداد بأي شكل من الأشكال، أو من الممكن جدًا أن يكون الشريان السباتي هو السبب من خلال وقوع جلطة دموية بها، وطبعًا هذا الشُريان مُعرض بشدة لمثل هذه الجلطات، حيث يُقال إنه الشريان الأضعف عمومًا.
السبب الأعظم على الإطلاق والمتسبب بكثرة في حالات السكتة الدماغية هو النزيف الداخلي، والحقيقة أن هذا النزيف في الأصل يحدث بسبب الكثير من الأمور، منها مثلًا ارتفاع الضغط، والذي قد يحدث عند الشجار أو الغضب لأي سبب من الأسباب، وكذلك من ضمن أسباب النزيف الداخلي الدماغي إصابة الرأس، وهو عرض ظاهر طبعًا، فلا تتوقع أنك سوف تتشاجر أو تدخل في حادثة تشج رأسك وتُحدث فيها نزيف ثم لا تكون مُعرض للسكتة، بل بالعكس هذا سبب قوي لها، أضف إلى ذلك احتمالية انفجار الوعاء الموجود في رأسك، الدموي على وجه التحديد، كل هذا سيأخذك للسكتة.
أعراض السكتة الدماغية
من مميزات السكتة الدماغية أنها تحتوي على بعض الأعراض التي يُمكن من خلالها اكتشاف السكتة في بدايتها وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، والحقيقة أنه بالرغم من أن السكتة لا تأخذ أكثر من ساعات معدودة حتى يجري مفعولها وتفعل ما تفعل إلا أنه خلال تلك الساعات لو تمت ملاحظة الأعراض وعمل الإسعافات فمن الممكن جدًا منع أو حجب بعض الشرور، وطبعًا لأن السكتة في الدماغ فإن أغلب الأعراض تكون ضمن نطاق الرأس والمخ، ومن بينها مثلًا الثقل بالكلام والفهم.
ثقل الكلام والفهم
أول شيء يمكنك بعد ملاحظته إدراك أن الشخص الذي أمامك مُصاب على الأغلب بمرض السكتة الدماغية هو أنه لن يكون قادرًا على الكلام، أو بمعنى أكثر دقة، لن يكون قادرًا على الكلام بالصورة الطبيعية، حيث سيبدو له وكأنه شيء ثقيل جدًا عليه، والحقيقة أن الأمور لا تتوقف على الكلام، فالاستماع أيضًا سيكون مشكلة لأن المُصاب بالسكتة لن يكون بمقدوره فهم ما يُقال له، إنه شلل دماغي من الدرجة الأولى بكل تأكيد.
نمنمة الأطراف وتهدل الفم
العرض الثاني الذي يمكنك من خلاله ملاحظة السكتة الدماغية هو ذلك الذي يتعلق بالنمنمة الشديدة التي ستشعر بها في أطراف جسدك، وغالبًا ما سيحدث ذلك الأمر في جهة واحدة، لكن في كل الحالات سوف تشعر بأن الأطراف ليست طبيعية، أما الأمر السيئ الثاني فستكتشفه إذا حاولت الابتسام، فسوف يتهدل الفم معك بطريقة غريبة يُفهم منها أن الأمور لا تسير بطبيعتها أبدًا، وهو المطلوب كي تُسارع في اتخاذ خطوات الإنقاذ.
إعتام أو غباش في الرؤية
الرؤية كذلك لن تنجو من تلك السكتة الدماغية وسوف تقودك إلى الشعور بأنه ثمة خطب ما يجري، حيث أن أغلب الذي يُصابون بالسكتة يشعرون بالغباش أو الإعتام، والبعض منهم قد يشعر وكأن بصره غير موجود من الأساس، والواقع أنك إذا تعرضت لهذا الأمر بصورة مفاجئة ودون أي مُقدمات فلا مفر من الذهاب إلى أقرب مستشفى وبدء محاولات الإنقاذ.
الدوخة وعدم الاتزان
آخر شيء من التأكيدات التي تدل على وجود السكتة الدماغية هي أن تشعر بأن رأسك ثقيلة وأن قدمك غير قادرة على حملك، وبالتالي عدم الاتزان والسقوط المتكرر، وطبعًا أنت لا يمكنك التغاضي عن أمر خطير كهذا مهما كانت درجة الثقة لديك، فعلى الأقل يُمكنك تفسير الوضع بأنه هبوط حاد في الدورة الدموية ثم تهرع سريعًا للإسعافات الأولية.
علاج السكتة الدماغية
يختلف علاج السكتة الدماغية باختلاف نوعها، فالجلطة التي يتعرض لها الانسان نوعان، نوع نزفي ونوع انسدادي، وكل جلطة تحتاج إلى إنقاذ من نوع خاص، لكن في النهاية يجب خضوع الحالتين إلى الطوارئ المشددة، ففي النهاية يظل الخطر قائمًا، وسوف نبدأ معًا بعلاج السكتة النزفية.
علاج السكتة النزفية
أهم شيء يجب التركيز عليه جيدًا عند حدوث السكتة النزفية أن يتوقف الدم، فنزيف الدم أمر خطير جدًا ويتطور في لحظات، لذلك يبحث الأطباء في المقام الأول عن سُبل إيقافه، ثم بعد ذلك يبحثون عن طرق تعويضه، وكلا الأمرين يتمان بشكل طارئ سريع، وإلا، فإن المريض سوف يكون مفارقًا للحياة.
علاج السكتة الانسدادية
الجلطة الانسدادية هي النوع الثاني من أنواع السكتة الدماغية، وفي هذه الحالة يتم إعطاء المُصاب أدوية من شأنها إذابة الجلطة التي تُحدث حالة الانسداد، والحقيقة أن نفس الخطر يظل قائمًا في حالة عدم المسارعة بفعل هذا الأمر، والأهم من كل ذلك مسارعة الاكتشاف من خلال الأعراض التي ذكرنا بعضها، وطبعًا لا نحتاج للتأكيد على أن الوعي هو السلاح الأول الذي يتم من خلاله مواجهة السكتة، وعي المريض والمُحيطين به تحديدًا.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق