يُعتبر فن الانتقام من الحبيب الخائن أحد الفنون المسموح بها في كل مكان وزمان، فالشخص الذي تحبه ويُحبك ويُقنعك أن الكون كله تحت تصرفك ليس من المعقول أبدًا أن يخذلك ويخونك ويُذيقك الأمرين بينما تكتفي أنت فقط بالمشاهدة، إذا كنت قادرًا على المسامحة فبالطبع لا توجد مشكلة وهذا أمر جيد، لكن، إذا لم تكن قادرًا على فعل ذلك فإن الحل الوحيد الذي يُصبح أمامك في مثل هذه الظروف هو الانتقام، ولكي تنتقم يجب أن تتعلم فن الانتقام كما يجب أن يكون، فليس كل أذية أو ضربة يُمكن أن تُصنف تحت تصنيف الانتقام، فيجب أن تكون تلك الضربة موجعة وفي نفس الوقت لا تخرج خارج النطاق الأخلاقي، هذا هو الانتقام الذي نتحدث عنه، الألم مُقابل الألم والبادئ أظلم، لكن كيف نفعل ذلك الأمر؟ هذا ما سنحاول التعرف سويًا خلال السطور الآتية، حيث فن الانتقام وكيفية الثأر من الحبيب الخائن.
استكشف هذه المقالة
ما هو الانتقام؟
الانتقام أو الثأر معنيين مترادفين يُقصد بهما ارتكاب فعل يُمكن من خلاله التفشي من فعل آخر، وغالبًا ما يكون هذا الانتقام ردة فعل لا فعل، وهناك من عرف الانتقام أيضًا بأنه رغبة جامحة في التدمير، تلك الرغبة تجيء إثر شحن نفسي كبير تجاه شخص من المفترض أنه قد تسبب في أذية الشخص الذي يسعى للانتقام منه، وبالطبع قد تبدو العملية بالنسبة لكم معقدة لكننا قادرين على تلخيصها في أمر واحد، وهو أن فن الانتقام يقصد به رد ألم لمن تسبب لك في الألم بأي شكل من الأشكال، ويُفضل أن يكون الانتقام بنفس القدر، لا أكثر ولا أقل.
معرفة الإنسان للانتقام جاءت مع انتشار الغل والحقد والكره، فكل هذه العوامل لم تكن لتفرز شيء بخلاف الانتقام، والواقع أن الإنسان فطن سريعًا إلى أن أي شخص يُمكن أن يتسبب لك في خسارة من الخسائر أو ألم مهما كان قدره فإنه يُصبح مستحقًا لألم مشابه لما سببه له أو أكثر، بمعنى أدق، يستحق رد الصاع صاعين، لكن، ولمزيدٍ من التفصيل، متى كانت أول واقعة تم استخدام الانتقام فيها؟
أول حادثة انتقام في البشرية
بالتأكيد جميعنا يعرف أن أول حاثة انتقام في تاريخ البشرية كان ضحيته ابن سيدنا آدم هابيل، والذي فقد حياته على يد ابن آخر من أبناء سيدنا آدم، وهو قابيل، ففي يوم من الأيام حدث خلاف بين الشقيقين على الزواج واستقروا على استخدام القربان، حيث تقرب كل فرد منهما بما يمتلكه، فكانت جمل وقطعة زراعية، فأكلت النار قربان هابيل مما أدى إلى اغتياظ قابيل وتفاقم رغبة الانتقام من أخيه، فقام بقتله بالفعل ليكتب بذلك أو قصة انتقام في التاريخ.
حادثة قتل قابيل لهابيل لا تندرج أبدًا تحت فن الانتقام الذي نتحدث عنه، فما حدث جريمة قتل إثر غضب شديد، لكن كل ما نعنيه من حديثا هو إيجاد طريقة يمكن من خلالها تسبيب الألم لمن تسبب في الألم لنا، فقط مجرد ألم، دون أن يكون هناك أي تجاوز أو أذية خطيرة قد تصل لحد القتل مثلما حدث بين الأخوين المنتمين لسيدنا آدم، واللذان سجلا أول حادثة انتقام وقتل في نفس الوقت، هذا إذا ما تغاضينا عن انتقام إبليس من سيدنا آدم لتفضيل الله له، ذلك الانتقام الذي بدأ منذ طرد إبليس واستمر حتى الآن وسيستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
الحب وأسباب الانتقام
أكثر أنواع الانتقام التي سنركز عليها خلال السطور الآتية هي تلك التي يكون الحب ضلعًا رئيسيًا فيها، فهذا هو الانتقام الذي يُسمح فيه بمساحة جيدة، لأنه مما بلغ فلن يصل إلى أمور كبيرة وخطيرة كالقتل أو الأذية البشرية، وإنما هو انتقام نفسي ومعنوي بحت، لكن، قبل أن نذكر لكم طرق ذلك الانتقام يجب التطرق أولًا إلى الأسباب التي قد تدفع أي شخص إلى السعي للانتقام من حبيبه، وعلى رأس تلك الأسباب بالطبع الهجر أو الرحيل المفاجئ.
الرحيل دون أسباب
أول شيء يُمكن أن يدفع حبيبك القديم إلى السعي للانتقام منك هو أن تقوم بهجره بطريقة مفاجئة ودون أي أسباب، والويل كل الويل إذا كان سببك هو أنك قد وجدت شخص آخر صالح أفضل منه وأحببته، ففي هذه الحالة أنت لا تُخبره فقط بهجرك له، وإنما أيضًا تخبره بأن ثمة من هو أفضل وأجدر منه، وبالطبع لا أحد يتحمل أن يكون هناك من هو أفضل منه، ولهذا يحدث الانتقام، أو بمعنى أدق، تكون هناك الرغبة العظيمة في الانتقام والثأر.
الغدر خلال العلاقة
علاقات الحب من المعروف أنها تُبنى على أساس من الثقة المتبادلة والإخلاص من الطرفين، لكن، أن تقل أسهم تلك الثقة بسبب الغدر فهذا يعني أنه قد أصبح لدينا مبرر قوي للانتقام، لأن هدم الثقة أمر لا يُمكن أن يمر بصورة مجانية دون وقفة حقيقية، وكما يقال، الثقة سلاح، عليك أن تتخير الشخص الذي ستعطيه له، لأنه إما أن يُحافظ عليه أو يقتلك به، وهذا ما يتعلق بالشخص الذي لجأ إلى الغدر بك وخيانتك بأي شكل من الأشكال.
رد الاعتبار
من أهم الأسباب التي قد تدفع المُحب إلى استخدام فن الانتقام مع الشخص الذي كان يكن له الحب سابقًا أن يقوم ذلك الشخص بتسبيب جرح كبير له فيما يتعلق بالكرامة خاصةً، ففي هذه الحالة يكون رد الاعتبار هو الشغل الشاغل للمُنتقم، والحقيقة أنه في سبيل تحقيق هذا الهدف يُمكن له فعل أي شيء مُتصور أو غير مُتصور، ولهذا فإنه من الشائع في علاقات الحب أن تنتهي دون تسبيب جرح، أو هكذا يحرص العشاق حتى لا ينقلب السحر على الساحر فيما بعد ويخرج الطرف المُهدر كرامته باحثًا عن طريقة لرد اعتباره وكرامته، هذه هي أغلب الأسباب وأكثرها شيوعًا، لكن ذكر الأسباب فقط بالتأكيد لن تكفي لسد ظمأة الشخص الذي فقد كرامته ويستعد للانتقام ويسعى له بكل ما يملك من قوة، وهذا تحديدًا ما سنحاول شرحه وتحليله من خلال السطور القادمة، حيث طرق الانتقام من الحبيب في نطاق محدود غير مؤذي.
طرق الانتقام من الحبيب
الآن نحن اتفقنا أن لديك أسبابك التي تجعلك مُصممًا على الانتقام من حبيبك القديم، أو يمكن القول إنه عدوك، لأنه إذا كان حبيبك فعلًا فلن تُفكر في مجرد تسبيب الأذية له، على كلٍ، لديك أسبابك المقنعة، أصبحت مُتحمسًا لاستخدام فن الانتقام بأفضل طريقة ممكنة، كل ما ينقصك هو تعلم كيفية استخدام سلاح الانتقام على أكمل وجه، أو الطرق الأصح للانتقام، ولنجعل البداية مثلًا بذلك الانتقام الذي يتعلق بالحبيب الغدار.
الانتقام من الحبيب الغدار
بالنسبة للنساء، فالانتقام من الحبيب الغدار هو الشيء الأهم الذي يجب من أجله تعلم فن الانتقام، والحقيقة أن طرق الانتقام من النساء متوفرة أكثر من الرجل، فمثلًا هناك الانتقام بالتظاهر.
الانتقام من الحبيب
يمكن للفتاة أن تُظهر علاقة، ولو صوريًا، بشاب آخر، وهذا بعد أن يغدر بها حبيبها مباشرةً، فحتى ولو كان ذلك الحبيب لا يكن لها القدر الكبير من الحب فإن رجولته سوف تتوجع كثيرًا من هذه العلاقة وسيندم ألف مرة على هذا الأمر.
النجاح طريقة للانتقام
كما يُمكن للفتاة أيضًا تحقيق الانتقام من الحبيب الغدار عن طريق حذف كل طرق التواصل معه والتركيز في دراسته وعملها، بل وبلوغ ذروة النجاح إذا أمكن، فهذا الأمر يضمن أن يعتصر الشاب الغدار ألمًا لتركه لتلك الفتاة الناجحة، أو التي أصبحت كذلك بعد أن تركته، وعمومًا، فالنجاح كما يُقال دائمًا هو أفضل طريقة للانتقام.
الانتقام من الرجل بالتجاهل
كذلك يمكن للفتاة أن تستخدم أسلوب جديد من فن الانتقام مع الرجل الذي غدر بها وتركها، وذلك الأسلوب هو التجاهل، فالرجل يظن أنه محور العالم وأن العالم لا يتحرك سوى بوجوده، لكن ما أن تتجاهله الفتاة يدرك أنه عكس ما يظن.
الانتقام من الحبيبة الخائنة
دعونا الآن نعكس الموضوع، ولنفترض أن فن الانتقام مُستخدم من الرجل، وأن الخائن في هذه الحالة هي المرآة التي تُصنف بتصنيف الخائنة، والخيانة كما نعلم فعل شنيع من قِبل مُرتكبه، وفعل جارح جدًا لمن تم ارتكابه معه، ولهذا فإن أقسى شيء قد تمر به في حياتك هو أن تنتقم من شخص تُحبه لأنه قد أقدم على خيانتك، لكن، في النهاية لا مفر من فعل ذلك من أجل التخفيف على نفسك ورد الصاع لمن أنزل الألم بك، فكيف تفعل ذلك؟
الانتقام من الحبيبة بالزواج
لقد جربت الآن علاقة فاشلة وتريد استخدام فن الانتقام؟ الحل بسيط جدًا، ليس عليك سوى الزواج من شخص آخر وإيصال رسالة للحبيبة الخائنة بأن هذا كان من المفترض أن يكون مصيرها لكنها بما فعلته من خيانة أضاعت على نفسها ذلك المصير بينما حظي به شخص آخر.
الانتقام من الحبيبة بالنجاح، فن الانتقام الهادئ
كما ذكرنا بالنسبة للحبيب الخائن فإن الحبيبة الخائنة أيضًا تتأذى جدًا من نجاح الشخص الذي خانته، فبالطبع كل شخص يُريد أن يكون حبيبًا لشخص ناجح، فماذا يا تُرى ستكون ردة فعله إذا حقق الحبيب القديم النجاح بعد خيانته، أولًا سيشعر بشعور الخسارة وثانيًا ستصل رسالة مفادها أنه كان سبب الفشل، وبزواله زال الفشل عن الشخص الذي خانه.
الانتقام والشريعة الإسلامية
لم تُجز الشريعة الإسلامية استخدام فن الانتقام بالمعنى الذي قد يتبادر في أذهانكم الآن، هي فقط قد أجازت ما يُدعى بالقصاص، وهو قريب في المهمة من الانتقام، فمثلًا، عندما يقتل شخص آخر عمدًا لأي سبب من الأسباب فإن المسامحة في هكذا أمور لن تؤدي إلا لزيادة مُعدل ارتكاب الجرائم، فقد تخيلوا أن المُجرم كان متيقنًا من أنه لن يُحاسب، كم جريمة قتل سوف يقوم بارتكابها في اليوم الواحد؟ ولهذا كان القصاص، أو التعبير الجميل البديل للانتقام.
الشريعة الإسلامية حددت من يمكنه القيام بعملية القصاص، فهو أمر مقصور على ولي الأمر أو الحاكم، وليس بإمكان أي شخص آخر القيام به حتى ولو كان تابع لمن تم قتله، وإلا ففي هذه الحالة سوف يكون الأمر انتقامًا وليس قصاصًا، وهذا ما ترفضه الشريعة، لأننا لسنا في غاب كي يقوم أي شخص بالثأر لنفسه بنفسه.
أضف تعليق