تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » كيف تتوصل إلى اختيار الهواية المناسبة لشخصيتك وإمكانياتك ؟

كيف تتوصل إلى اختيار الهواية المناسبة لشخصيتك وإمكانياتك ؟

كيف تستغل مهاراتك وقدراتك الشخصية والإمكانيات المتاحة في البيئة المحيطة بك كي تصل إلى الهواية المناسبة لك بناءً على شخصيتك وميولك.

الهواية المناسبة

دائماً ما يفيد ممارسة الهواية المناسبة أولاً في قضاء وقت الفراغ بعمل شيء ممتع ومسلي بدلاً من الشعور بالملل والضجر الذي قد يدفع صاحبه إلى الإحباط والاكتئاب. بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للترويح عن النفس وتفريغ الطاقة الزائدة وكسر حاجز الروتين اليومي الذي نعاني منه سواء في العمل أو الدراسة أو حتى خلال موسم الإجازات. لكن ما قد يتعارض مع ذلك هو أن بعض الهوايات قد تحتاج إلى تكاليف مادية باهظة نسبياً أو إلى أماكن خاصة لممارستها وهو ما لا يتوافر في مختلف الأوساط والبيئات؛ فكيف حين إذ تتمكن من العثور على الهواية المناسبة لك؟

أنواع الهوايات المفيدة

بداية يجب أن نعلم جيداً بأن ليس كل ما يمارسه الفرد خلال وقت فراغه يمكن تصنيفه تحت خانة الهوايات أو بالتحديد الهواية المناسبة بل نزيد من الشعر بيت بأن ليس جميع الهوايات المتاحة للممارسة تعتبر مفيدة في تنمية القدرات العقلية أو الجسدية. بل على العكس هنالك العديد من الهوايات والتي بالمناسبة تحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الشباب بينما هي في المقابل لا يمكن أن نطلق عليها هواية مفيدة أو حتى أن تنف كهواية في الأساس.

فأنشطة كألعاب الورق وألعاب الكمبيوتر والفيديو قد تكون حقاً وسيلة لقضاء وقت ممتع خاصة عند تجمع عدد من الأصدقاء سوياً حيث توفر لهم وسيلة للاستمتاع بوقتهم بحق ولكن في المقابل لا يمكن أن تكون تلك هي إجابة هؤلاء الأشخاص عند سؤالهم عن هوايتهم المفضلة.

فالهواية في الأساس هو نشاط ترفيهي يمارسه الفرد خلال وقت فراغه لقضاء الوقت في القيام بشيء ممتع وفي نفس الوقت يساعد على تنمية القدرات العقلية أو الجسدية أو كليهما في آن واحد؛ على سبيل المثال ألعاب الشطرنج من أقوى الهوايات التي تساعد على تدريب العقل ورفع مستوى الوعي والإدراك لديه بشكل فائق الأمر الذي يتضح عند مقارنة الوظائف العقلية العليا بمن يهوون لعب الشطرنج بشكل متواصل وبين من لا يمارسها على الإطلاق أو حتى يمارسها بين الحين أو الآخر على فترات متقطعة ومتباعدة. على صعيد آخر هنالك مجموعة من الهوايات التي تعمل على تنمية القدرات الجسدية والفيزيائية للجسم وهي مجموع الألعاب الرياضية وبالأخص ألعاب القوى وبالطبع لا يخفى على أحد الفارق الجسدي والعضلي بين من يمارس الرياضة بانتظام وبين من يعرض عنها.

كما أن هنالك مجموعة من الهوايات قد يعتقد البعض أنها ليست الهواية المناسبة له لمجرد أنه يرى أنها لا تعمل على تنمية القدرات العقلية أو الجسدية مثل هوايات التجميع كتجميع الطوابع أو العملات لكن ما يخفى عنهم أن تجميع الشخص لعدة أدوات من نفس الفئة تجعله يتمتع بقدرات عالية للغاية في الحفظ والتلقين ويكسبه ذاكرة حديدية وهو بالتأكيد ما سيفيده في حياته العملية. أخيراً توجد خانة تعرف بالهوايات الأدبية والتي تعمل على تنمية الذوق الأدبي والفني للفرد وهي لا يستهان بها على الإطلاق حيث أن تنمية هذا الجانب في الشخص يساعده على تحمل جوانب الحياة الشاقة الأخرى سواء في العمل أو الدراسة ويكسبه قدرة على تذوق الفنون بمختلف أنواعها ومعرفة كيفية الاستمتاع بها بحق في حين أن غيره لا يرى فيها أي ضرباً من ضروب المتعة. ولعل أشهر الأمثلة على تلك الهوايات الأدبية هوايات الرسم والكتابة والقراءة والفنون التشكيلية كالنحت.

ما هي الهواية المناسبة لك؟

نأتي هنا للسؤال الأكثر أهمية والذي يطرحه الكثير من الشباب والمراهقين وكثير من الآباء ممن يسعون للبحث عن الهواية المناسبة لأطفالهم منذ الصغر. فاكتشاف الهوايات التي يمكن للفرد أن يستمتع بها ينبع في المقام الأول من التعرف إلى شغفه الخاص وما يهوى متابعته؛ على سبيل المثال إن كان الشخص يهوى متابعة كرة القدم فيمكن أن يستغل شغفه هذا ويقوم بتحويله إلى هواية يمارسها وإن كان الشخص يهوى القراءة بكثرة فيمكنه أن يقدم على تجربة الكتابة بحيث يستلهم من مجموع قراءاته تجربة كتابة خاصة به. لكن بالطبع كل ذلك ليس قاعدة عامة يمكن تطبيقها على أي شخص لديه شغف خاص فهنالك على سبيل المثال العديد من الأشخاص ممن يهوون متابعة كرة القدم في حين أنهم لا يستمتعون بممارستها بالإضافة إلى أنه إن كان الوالد يبحث عن الهواية المناسبة لطفله فمن الصعب تحديد شغفه خاصة كلما كان حديث السن.

تجربة هوايات مختلفة

بالطبع مع تعدد الهوايات المتاحة ومع وجود ميول عديدة تجاه أنشطة مختلفة خاصة في فترة المراهقة التي يلعب فيها الاضطراب الهرموني دوراً رئيسياً في تكوين ميول عديدة مختلفة ومشتتة وهي ربما السمة الرئيسية لفترة المراهقة؛ وعلى هذا الأساس فإن أي فرد بشكل عام والمراهق بشكل خاص دائماً ما سيتعين عليه تجربة هوايات عديدة ومختلفة ومن فئات متنوعة تشمل الألعاب الرياضية وألعاب الذكاء والمهارات العقلية والفنون الأدبية والتشكيلية حتى يجد ضالته أخيراً في الهواية المناسبة له.

البحث عن نوابغ في مجال هوايتك

بعد أن تقرر الهواية المناسبة لك يمكنك أن تقوم بعملية بحث سريعة لمعرفة الرواد أو النوابغ في تلك الهواية والذين جعلوا منها حرفة أكثر من كونها مجرد هواية أو تسلية لوقت الفراغ. بعد التعرف إلى الرموز والأعلام لتلك الهواية حاول أن تحضر لقاءات وندوات خاصة بهم أو مشاهدتها عبر الإنترنت أو التلفاز حتى تتعرف إلى المسار الذي اتبعوه هؤلاء الأشخاص لتطوير هواياتهم وتحويلها إلى مواهب فذة ترفع لها القبعات. وفي ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية يوجد تجمع شبيه بهذا يقام سنوياً يشهد تواجد أبرز المشاهير في مختلف الألعاب والهوايات والذين يقومون بعقد اجتماعات وندوات مع الحضور والرد على أسئلتهم واستفساراتهم.

مشروعات تجارية لاستكشاف المواهب

انتشر في الآونة الأخيرة فكرة إقامة مشروعات تجارية بهدف توفير مجموعة متنوعة من الهوايات بحيث يقوم الشخص بتجربة عدة هوايات مختلفة كي يتعرف على أكثر الهوايات التي يجد فيها المتعة وبالتالي تكون هي الهواية المناسبة له. ولعل أشهر تلك المشروعات مركز Hardware المنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعرض على رواده باقة مختلفة من الهوايات من فئات متنوعة وهي فكرة رائعة وفرصة مثالية لتجربة هوايات مختلفة وأنشطة متعددة ما بين الألعاب الرياضية والفنون الأدبية والتشكيلية وغيرها.

مراعاة التكلفة المادية

للأسف الشديد هنالك مجموعة من الهوايات والتي تتطلب تكلفة مادية معينة قد تكون مرتفعة نسبياً بالنسبة لمجموعة من الأشخاص وبالتالي فيصعب على بعض الأفراد ممارستها؛ لذلك عند اختيار الهواية المناسبة لك يجب مراعاة التكلفة المادية التي ستتكبدها عند ممارسة تلك الهواية. فبعض الهوايات تتطلب زياً معيناً أو ملعباً خاصاُ لمواصفات خاصة أو أدوات الرسم والنحت التي تكون باهظة الثمن. لكن في المجمل لا يضر أن تخصص قسماً ولو بسيطاً من مصروفاتك الشهرية لتوجهها إلى هواياتك الشخصية حيث أنها لا تقل أهمية عن أي بند من بنود إنفاقك. كذلك يمكنك أن تبحث عن سبل أقل إنفاقاً لممارسة الهوايات دون تغيير نوع الهواية.

هشام بكر

طالب مصري مهتم بالشعر والتاريخ والأدب.

أضف تعليق

16 + ثمانية عشر =