تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف تسهلين نوم الطفل في غرفته وتبعديه عن النوم معك؟

كيف تسهلين نوم الطفل في غرفته وتبعديه عن النوم معك؟

نوم الطفل في غرفته يصبح أمرا ضروريا وحتميا عند وصول الطفل إلى سن معين، ولكن مع ذلك فإن فصل الطفل عن والديه ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى عدة خطوات وتحضيرات.

نوم الطفل في غرفته

من الضروري التعود على نوم الطفل في غرفته وذلك حتى يصبح لدى الطفل شخصية قوية ومستقلة عن والديه، ويجب البدء في تعويد الطفل على الانفصال عن والديه في سن مبكرة نسبيا حتى يكون الأمر أسهل، وهناك عدة نصائح وأفكار تساعدك على تعويد الطفل النوم بمفرده سوف نذكرها في هذا المقال، بالإضافة إلى مخاطر نوم الطفل مع والديه وفوائد نومه مستقلا.

مخاطر نوم الطفل مع والديه

من أكبر المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل عند نومه مع والديه هو خطر الاختناق، وخاصة إذا كان الطفل رضيعا يكون معرضا إلى متلازمة موت الرضع المفاجيء، ولذلك تنصح الأم في حالة عدم رغبتها في فصل رضيعها عنها في غرفة مستقلة بوضعه في سرير خاص بجانبها بحيث تتجنب إصابته بالاختناق، كما أن نوم الطفل مع والديه يعد خطرا من ناحية أخرى وهي إمكانية أن يرى الطفل والديه في أحد الأوضاع المخجلة، وهذا يؤدي بدوره إلى العديد من الأضرار والآثار النفسية السيئة على الطفل لأن عقله الصغير لا يمكنه فهم هذه الأمور مما يسبب له الخوف وفقدان الشعور بالأمان، وقد يستمر معه هذا الشعور ويدفعه لرفض الزواج من أساسه فيما بعد نتيجة الخوف المترسخ بداخله منذ الصغر، كما أن هناك رد فعل آخر للطفل فقد يرغب بتقليد ما يراه مع طفل آخر مما يسبب لكلاهما أضرارا نفسية وسلوكية، علاوة على أن الطفل الذي يكون معتادا على النوم مع والديه دائما يكون عرضة للإصابة بالأمراض وانتقال العدوى إليه من والديه.

تعليم الطفل النوم في غرفته

التحاور مع الطفل

من الضروري أن تقوم الأم بتهدئة طفلها وتوفير الأمان له بوجودها أولا، فتقوم بحمله وتعانقه ثم تتحدث معه وتحاول أن تتحاور معه بطريقة مبسطة ليقتنع بسبب نقله إلى غرفة أخرى وأنه أصبح كبيرا ولكن بدون إجبار له حتى لا يصاب بعقدة نفسية، ويجب أن تعبر له عن حبها له ليشعر بالاطمئنان أو تقوم بقراءة القصص له حتى يشعر بالرغبة في النوم، وعندها يمكنها تركه بمفرده في الغرفة، وفي حالة قيامه بالبكاء وتركه للسرير يجب عليها أن تعيده مرة أخرى كلما فعل ذلك حتى يتعب في النهاية وينام.

اختفاء الأم تدريجيا

حتى يعتاد الطفل على النوم بمفرده بدون الأم يجب أن يتم ذلك تدريجيا، ففي البداية عندما تقوم الأم بنقل ابنها إلى سريره يمكنها أن تنام بجانبه لفترة قصيرة والاستمرار على ذلك لعدة أيام، ثم تنتقل إلى الخطوة التالية وهي الجلوس بجانب سرير طفلها حتى يطمئن ويبدأ في التعود على النوم بمفرده ثم تركه للنوم بمفرده نهائيا.

تنظيم مواعيد النوم

يعد تنظيم مواعيد الأم من أهم الخطوات في تعويد الطفل على النوم بمفرده، فيجب أن يعتاد على الذهاب إلى السرير في وقت محدد يوميا، وينبغي على الأم تهيئة الطفل لاقتراب موعد النوم عن طريق طقوس معينة مثل الذهاب إلى الحمام وغسل الأسنان وارتداء ملابس النوم المخصصة وتجهيز السرير للنوم وخفض الإضاءة، وبهذه الطريقة لا يمكن للطفل التهرب من موعد النوم، كما أن تنظيم موعد القيلولة يساعد على تنظيم مواعيد النوم مساء، فيجب أن تكون القيلولة في وقت محدد في منتصف النهار بعيد عن وقت النوم المسائي بفترة كافية حتى لا يؤثر على يقظة الطفل ويمنعه من النوم مساء.

تشجيع الطفل وعدم معاقبته

هناك عدة وسائل تساعد على تشجيع الطفل على النوم في غرفته مثل قراءة القصص له أو النوم بجانبه حتى يشعر بالنعاس كما ذكرنا سابقا، ويمكن أيضا تشغيل أحد أفلام الكرتون حتى تجذب اهتمامه وتساعده على النوم، وكذلك منحه بعض المكافآت عند قيامه بالنوم في سريره بدون مشاكل، ومع ذلك فقد يترك الطفل سريره فجأة في منتصف الليلة ويتسلل إلى غرفة والديه، فعندها لا يجب معاقبته أو الضغط عليه بالنوم في سريره فقد يكون خائفا نتيجة لرؤية الكوابيس أو التخيلات المخيفة.

مراقبة سلوك الطفل

عند انتقال الطفل إلى النوم في غرفته قد تلاحظ الأم بعض التغيرات السلوكية لدى طفلها مثل الكسل والخمول أو السلوك العدواني مع الآخرين، وعندها يجب على الأم مراقبته جيدا والتدخل مباشرة لعلاج المشكلة حتى لا تتطور إلى مشاكل نفسية معقدة.

فصل الطفل عن الوالدين في النوم

هناك عدة تحضيرات هامة من أجل فصل الطفل عن والديه، فيجب أولا أن يحب الطفل الغرفة التي سوف ينام فيها ولا يكون خائفا منها، فلا تكون هذه الغرفة التي يحصل فيها على العقاب عن أخطائه، كما ينبغي تزيين الغرفة وأن تحتوي على الألوان الجميلة والصور الجذابة التي يحبها الطفل، بالإضافة إلى وجود الألعاب الجميلة المفضلة لدى الطفل، ومن الضروري أن تكون هذه الغرفة قريبة من غرفة الوالدين حتى يشعر بالأمان ولا يشعر بالانعزال عن والديه، وأيضا حتى يتسنى للأم مراقبة طفلها والاطمئنان عليه من وقت إلى آخر، كما يمكن وضع أحد الأشياء أو الألعاب الناعمة التي يحبها الطفل حتى يتمكن من احتضانها ليشعر بالأمان، ولكن مع الحذر من عدم احتواء هذا الشيء على الأتربة التي قد تصيب الطفل بحساسية الصدر والحذر من إمكانية تسبب هذا الشيء باختناق الطفل أو صعوبة تنفسه، وأخيرا فيجب توفير الإضاءة المناسبة للغرفة عن طريق أحد المصابيح الخافتة أو استخدام أباجورة جميلة ذات ألوان جذابة ورسومات مبهجة.

سن نوم الطفل في غرفته

يعد نوم الطفل في غرفته بمفرده من الأمور الصعبة للغاية وخاصة إذا كان الطفل شديد التعلق بأمه ومعتادا على عدم تركه إياها مطلقا، ولذا فمن الأفضل البدء بتعويد الطفل على ترك سرير والديه مبكرا قدر الإمكان حتى يكون الأمر سهلا، وعدم الانتظار حتى يصل الطفل إلى سن السنتين أو الثلاث سنوات لأن عندها سوف يزداد الأمر صعوبة، وبالنسبة للسن المناسب من أجل نوم الطفل في غرفته فإن هناك اختلاف في الآراء حول ذلك، فهناك من يرى أنه يجب تعويد الطفل منذ شهوره الأولى على النوم بمفرده لأنه يكون غير واعيا ويمكن التحكم فيه بسهولة، أما الرأي الآخر فيرى ضرورة الانتظار لما بعد السنتين من أجل نقل الطفل لغرفته بحيث يكون وقتها قادرا على الحركة والفهم وتحمل المسئولية، والقرار الأخير يعود إلى الأب والأم فهما أكثر دراية بطفلهما وظروفه ومصلحته.

وأخيرا فإن نوم الطفل في غرفته يعد أمر ضروريا وهاما وله العديد من الفوائد، حيث أنه يعلم الطفل الاستقلالية والاعتماد على النفس، وعندما يكون له غرفة خاصة فسيصبح حريصا على ترتيبها ونظافتها مما يعلمه القدرة على الترتيب والتنظيم، كما أن نوم الطفل في مواعيد معينة وإتباع الطقوس قبل النوم يجعله معتادا على الانتظام في حياته وإتباع القواعد، بالإضافة إلى أن نوم الطفل في غرفة منفصلة يحميه من مخاطر النوم مع والديه مثل الاختناق وانتقال العدوى وأيضا حمايته من رؤية ما لا يستطيع عقله أن يستوعبه، وبالتالي يمكن تجنيبه من التعرض للصدمات والمشاكل النفسية.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

6 − 2 =