من الطبيعي والبديهي أن ينتظر الإنسان بفارغ الصبر قدوم موعد الإجازة أو موعد السفر حتى ينال قسطاً من الراحة سواء من عمله أو من دراسته وهو ما يعتبر فرصة مثالية للقيام بالعديد من الأنشطة الترفيهية؛ وعلى ذلك فبمجرد انتهاء الإجازة والعودة إلى الروتين السابق يصاب الإنسان بحالة من الإحباط أشبه بالاكتئاب. بل هنالك الأسوأ من ذلك وهو أن العديد من الأشخاص يصابون بما يعرف بمصطلح الاكتئاب أثناء الإجازات وهو ما يجعلهم يفقدون الرغبة بشكل كامل في الترويح عن أنفسهم خلال فترة الإجازة.
استكشف هذه المقالة
اكتئاب السفر
سواء إن كنت مسافراً في إجازة شخصية خاصة بك أو رحلة عمل أو حتى رحلة تابعة للدراسة كالبعثات التعليمية فأنت معرض لما يعرف باكتئاب السفر والذي يندرج مع مجموعة كبيرة من الإحباطات تحت عنوان الاكتئاب أثناء الإجازات ، وهنالك أسباب عديدة تؤدي تباعاً إلى اكتئاب السفر والتي تشمل:
أن يكون الشخص مصاباً بالفعل بالاكتئاب قبل السفر لسبب ما وظن في اعتقاده أن السفر لعدة أيام قد يحسن من حالته النفسية والمزاجية ولكن إن لم يكن لديه الاستعداد النفسي الكامل الذي يؤهله للخروج من حالة الاكتئاب التي يعاني منها فلن تفلح رحلات السفر معه حتى وإن دامت طوال العمر.
بعض الأشخاص ممن لديهم طبيعة نفسية حميمية يكونوا مرتبطين بدرجة كبيرة بالأهل والأقارب والأصحاب والأماكن التي تألفها العين لتكرار رؤيتها كل يوم، وبالتالي فإن مفهوم السفر لدى هؤلاء الأشخاص يعني بالضرورة التخلي عن كل ما سبق والذهاب إلى مكان جديد لا يوجد فيه من يعرفهم على الإطلاق مما يوفر لهم شعوراً بعدم الراحة وأحياناً بعدم الأمان. وتلك الفئة من البشر في معظم الأحيان لا تجدهم يذهبون في رحلات سفر من تلقاء أنفسهم إنما يكونوا مجبرين عليها سواء لظروف العمل أو الدراسة أو أي ظروف أخرى.
فئة أخرى من الأشخاص دائماً ما ينتابهم نوبة من الهلع أو القلق بمجرد التواجد في مكان جديد لأول مرة خشية ألا ينجحوا في الاندماج مع هذا المكان أو أن يتعرضوا لموقف ما يشعرهم بالحرج وهو ما يمكن استنتاجه بمجرد إحساسهم بالشعور ذاته بمجرد الذهاب لمكان جديد حتى وإن كان في نفس المدينة دون سفر.
جميع الحالات السابق ذكرها حتى وإن كان صاحبها لا يعاني من الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب المعتاد عليه إلا أن الأمر قد يتطور أكثر لينذر بالإصابة بالاكتئاب الفعلي، ولذلك يجب على كل من يجد في نفسه أنه يصاب بالاكتئاب أثناء السفر أن يحدد أولاً السبب وراء ذلك ثم أن يحاول علاجه من خلال النقاط التالية:
- حاول دائماً ألا تسافر وحدك بل تصطحب معك أحداً من أصدقائك المقربين أو أسرتك كي تجد من تقضي معهم وقتاً ممتعاً.
- هنالك في العديد من الدول الأوروبية أشخاص يعرضوا خدماتهم من التنقل مع المسافر طيلة فترة إقامته في مقابل مادي.
- إن كنت تعاني من الاكتئاب لسبب ما لا تفكر تلقائياً في السفر قبل تخطي المرحلة الأولى من الاكتئاب وهي مرحلة الصدمة والتي تليها مرحلة الإنكار وهنا يمكنك قضاء أنشطة مختلفة تستنتج من خلالها أنه يمكنك تكوين حياة أخرى جديدة خاصة بك.
- أخيراً حاول دائماً أن تتحلى بصفة صنع الأصدقاء الجدد في كل مكان وهو ما يساعدك على الاندماج في أي وسط جديد.
اكتئاب ما بعد السفر
من أكثر أنواع الاكتئاب أثناء الإجازات شيوعاً، فكلما ذهب الشخص في رحلة سفر ما بحماس شديد عاد منها بإحباط واكتئاب وذلك لأنه يعلم جيداً أنه عائد إلى نفس الروتين القديم الذي انتظم عليه؛ ولحل تلك المشكلة هنالك مجموعة من النقاط يجب الالتزام بها:
- تنظيم مواعيد النوم: يقع الكثير من الأشخاص في الخطأ الشائع وهو قضاء وقت الإجازة أو السفر في السهر طوال الليل مما يصيبهم بحالة من الأرق واضطراب في مواعيد النوم بعد انتهاء رحلتهم.
- الاحتفاظ بالهدايا التذكارية: حاول دائماً خلال سفرك اقتناء صور أو هدايا تذكارية تذكرك برحلة السفر وتجعلك تستعيد جزء من السعادة التي كنت تشعر بها خلال ذلك الوقت.
- حاول أن تضبط موعد العودة من السفر قبل موعد انتهاء الإجازة بعدة أيام كي لا تفاجأ بمجرد رجوعك للمنزل أن عليك العودة للعمل أو للدراسة مرة أخرى، بل الأصح أن تقضي بضعة أيام في المنزل تستكمل خلالها أجازتك وإلا فسيوضع عقلك في حالة مقارنة ما بين مدى السعادة والرفاهية التي كانت موجودة خلال رحلة السفر وبين كم الالتزامات والواجبات المفروضة عليك الآن بعد عودتك.
- ممارسة الرياضة: حاول دائماً أن تخصص وقتا ولو بسيطاً من كل يوم لتمارس فيه قدراً من الرياضة سواء خلال فترة السفر أو بعد رجوعك وذلك حتى يستعيد جسمك نشاطه السابق ولا تصاب بالكسل أو الخمول الذي يمنعك عن أداء مهامك.
الاكتئاب أثناء الإجازات
إن كان هنالك قطاع كبير من الناس يعانون من الاكتئاب أثناء الإجازات فإن القطاع الأكبر يعانون من اكتئاب ما بعد الإجازات وهو أشبه إلى حد كبير باكتئاب ما بعد السفر حيث ينتقل العقل البشري من حالة الراحة والخمول إلى حالة النشاط والالتزام بمجموعة كبيرة من الأعمال التي يجب أن ينجزها مما يصيب الشخص بحالة من الاكتئاب قد تجعله يعرض عن أداء تلك الأعمال المطلوبة منه وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة في الأسابيع الأولى من العام الدراسي حيث تجد الطلاب بمختلف مراحلهم التعليمية لا يشعرون بحالة من الحماس لإنجاز فروضهم الدراسية أو مذاكرة دروسهم على عكس منتصف أو نهاية العام؛ ولتخطي تلك المشكلة يجب على الطلاب أن يخصصوا وقتاً ما طوال الإجازة في قضاء أنشطة تتضمن قدراً من التعليم كتعلم اللغات أو العزف أو ما شابه وكذلك أن يراعوا ضبط مواعيد نومهم لتصبح نفس مواعيد النوم الموجودة خلال فترة الدراسة.
العودة للعمل بعد الإجازة
سواء إن كانت إجازتك أسبوعية أو شهرية أو سنوية فسوف تجد دوماً قدراً من الصعوبة في العودة للعمل بعد انتهائها وخاصة إن كنت ممن يعانون من الاكتئاب أثناء الإجازات ؛ وذلك بسبب الميل العاطفي الطبيعي للإجازات والراحة وتفضيلها عن العمل وهو أمر شائع بل وعالمي يشتكي منه جميع الموظفين، ولتخطي تلك الأزمة سيتوجب عليك أن تجعل عملك محبباً إلى قلبك أكثر إما بتكوين صداقات مع الموظفين الموجودين معك في العمل أو بتحويل وظيفتك من مجرد عمل روتيني تقليدي إلى عمل يحتوي على قدر ما من التسلية والفرحة وهو ما يختلف من وظيفة لأخرى الأمر الذي ينتقل بنا بالضرورة إلى كيفية جعل الشخص يحب عمله ليصبح هوسه الأكبر بدلاً من كونه مجرد وظيفة يشعر دائماً أنها ملقاة على عاتقه وأن عليه القيام بمجموعة من الأعباء اليومية الثقيلة والمملة كي يتلقى راتبه في النهاية.
أضف تعليق