كثيرا ما نتعرضللكثير من الأعطال المنزلية ، وأعطال في الأدوات المنزلية، يكون بعضها بسيطا، وبعضها الآخر معقدا، نحتاج في بعضها لاستشارة المتخصصين، وبعضها الآخر نتكلف عناء التكلفة وأجر المتخصصين دون الحاجة إليهم، فقد يكونالأمر مجرد سلك عارٍ أو زر متعطل، أو مفتاح يحتاج لوضعه في الزيت، أو تغيير لإحدى مسامير الجهاز المتعطل، أو إفساح مجال أوسع ليعمل المبرد، أو تقليل درجة حرارة الأجهزة أو إراحتها قليلا لتعاود نشاطها من جديد.
استكشف هذه المقالة
ما هي الصيانة؟
والصيانة هي إبقاء المعدات والأدوات تعمل بكفاءة عالية مدة أطول من المقرر لها، والتعامل معها إذا حدث فيها عطل أو خلل، ومرت الصيانة والتعامل مع الأعطال المنزلية وغيرها بمراحل عدة، أولها التعامل مع الأعطال بمبدأ ردة الفعل، وهو إصلاح العطل بعد وقوع الخلل فيه دون الالتفات إلى الوقاية منها، أما إذا كانت تعمل ولو بكفاءة ضعيفة فإن الصيانة لها تكون مستبعدة.
ومع التطور التكنولوجي المتزايد منذ نهايات القرن السابع عشر ظهرت الحاجة للصيانة الوقائية، وهي معالجة المشكلات التي تحدث نتيجة الاعتماد على الأسلوب القديم، مثل توقف الإنتاج لفترات كبيرة، وحدوث خسائر كبيرة في الماكينات نتيجة التعطل المفاجئ، وتعتمد الصيانة الوقائية على العمر الافتراضي لأجزاء الماكينات الذي يُحسب بشكل تقريبي.
على الجانب الآخر، كانت المنازل تعتمد في صيانتها على اجتلاب خبراء صيانة، حتى ولو كانت الأعطال بسيطة، وفي عصور ما قبل ثورات التحرر في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي كانت الوظائف كثيرة ومتعددة، وانقسم المجتمع إلى ما يعرف بطبقة السادة، الذين لا يعملون، ويكتفون بمباشرة أعمالهم الكثيرة بواسطة عاملين لهم، وتتعدد وظائف العمالة في مجتمع ما قبل ثورات التحرير بدءا من الجنايني وانتهاء بمدير الأعمال أو ما يُعرف بناظر الأعمال.
لكن تزامنا مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وزيادة التضخم، وارتفاع الأسعار في كثير من بلدان العالم بشكل عام، والبلدان العربية بشكل خاص، ومكابدة رب الأسرة في الحصول على الأموال اللازمة لاستكمال أيام الشهر دون الحاجة للاستدانة قبل نهايته، لجأت الأسر إلى الاعتماد على رب البيت “السوبر مان”، الذي يعمل نهارا “ومن المحتمل أن يستكمل العمل حتى ساعات متأخرة من الليل”، وتساعده زوجه في استكمال مصروفات المنزل، ثم يعودان للبيت ليبحثا سبل إصلاح ما فسد وما تعطل في البيت، وما يمكن حله دون دفع مصروفات إضافية، وما لا يمكنهم حله وإصلاحه بأنفسهم يضطرون للعودة فيه لمتخصص.
الأعطال المنزلية الكهربائية
التعامل مع الكهرباء من أخطر الأشياء التي تواجه الإنسان؛ إذ إن الكهرباء تتعامل مع من يعاملها بالطريقة نفسها، فمن يتعامل معها بطرق علمية سليمة تتعامل معه بالمثل، ومن يتعامل معها باستعلاء وتمكُّن قد تودي بحياته وتجعله أثرا بعد عين.
وكثيرا ما تُفاجأ بانقطاع الكهرباء في بيتك دون سابق إنذار، وقد يحدث الخلل في جزء معين من الشبكة، أو في جهاز يعتمد في تشغيله على الكهرباء كالمكواة والسخان الكهربائي والغسالة والثلاجة وغيرهم، وأول أساليب التعامل مع الأعطال الكهربائية المنزلية أن تبحث عن السبب وراء العطل، وأن تتبع الخيط الدقيق لتصل إلى أصل المشكلة، فقد يكون العطل بفعل الحمولات الزائدة، أو بفعل العوامل الجوية المختلفة كالحرارة والرطوبة والبرودة، وقد يكون عاملا داخليا كـ”تملُّح الأسلاك” أو تمزق أجزاء منها، أو تلفٍ نتيجة سوء التوصيل أو بسبب عدم استقرار الكهرباء في المنزل.
ويمكن تجنب الأعطال المنزلية الكهربائية وقائيا باختيار مقاطع أسلاك كهربائية مناسبة وجيدة التوصيل ومعزولة بشكل سليم لا تضر أحدا إذا لامسها، وكذلك أن تتحمل الأمبير الذي يتم استهلاكه للمنزل عند إنشاء الشبكة في بدايتها؛ حتى لا تتعرض للانصهار.
وكذلك من الصيانة الوقائية أن نختار المفاتيح الكهربائية بعناية بحيث تتحمل درجة الحرارة الناتجة عن استخدامها، واحتوائها على واقٍ من الأطفال إذا لعبوا فيها، واختيار اللمبات النيون التي توفر الطاقة، والتي تُضيء إضاءة بيضاء إذا أردنا أن نستخدمها للإضاءة المعتادة.
أما صيانة رد الفعل، فإذا حدث عطل نبحث في أماكن الخلل الرئيسية، ويمكننا معرفتها بالرجوع إلى لوحات القواطع الرئيسية، ونستخدم فيها مفاتيح الفحص لاستكشاف توصيل الكهرباء للقاطع من عدمه، وحينما نتوصل لمكان العطل ونحدده يجب أن نفصل التيار الكهربائي عن المنزل بأكمله، ومن ثمَّ نحل المشكلة ثم نعيد التيار الكهربائي مجددا.
وعادة ما نستخدم أدوات صيانة بسيطة، كمفاتيح الفحص “مفك تيست”، ومجموعة من المفاتيح المختلفة “الصليبة والعادة” التي عادة ما تكون متعددة المقاسات للوصول إلى كل الأماكن السطحية منها والغائرة، إضافة لكماشة ودائرة لاصق عازل للكهرباء.
صيانة المنازل
عادة ما تتعرض المنازل لبعض المشكلات التي لا تحتاج إلى تدخل متخصص، مثل انسداد بالوعة المطبخ، أو تعطل سلك الثلاجة، أو تلف الثرموستات، أو حدوث تمزق في جدار كراسي غرفة الجلوس “الأنتريه أو الصالون”، وغير ذلك من الأشياء التي يمكن حلها دون دفع مصروفات كبيرة.
فقط اكتشف السبب، وواجه مخاوفك من الفشل فيما لا تعرف، وتمسك بأدوات الصيانة سواء أكان ذلك خيطا وإبرة، أو مفاتيح كهربائية، أو شفاط البالوعات، وحاول إصلاحه بنفسك، ثم كرر العملية مرتين أو ثلاثة حتى تصل للحل، ولهذه الخطوة مبررات وهي أن التلف قد وقع بالفعل ومحاولتك لن تزيد حجم الخسارة وقد تنجح في حلها، ولتعلم أن محاولتك إن لم تنجح في حل المشكلة فقد نجحت في إكسابك مهارات قد تحتاج إليها في قادم الأيام، وإن نجحت وتوصلت للحل فقد وفرت كمية من النقود كنت ستدفعها للمختص، الذي لن يبذل مجهود في حلها.
معلومات عن الصيانة المنزلية
ولتتعامل مع الأعطال المنزلية مهارات وفنيات يجب إدراكها قبل الشروع في المخاطرة والسعي لحل المشكلات البسيطة، نفصلها في الآتي:
- قدِّر حجم العطل بشكل دقيق، وابحث عن السبب الذي قد يؤدي لهذا العطل، وقِس حجم إمكانياتك للتعامل معه، فإن رأيت مقدرة بنسبة 50% ويزيد للتعامل مع العطل، فلتكن المجازفة، وإن رأيت أن نسبة تزيد عن 10% تؤدي إلى تفاقم العطل وزيادة تأثيره على بقية أجزاء المنزل، فلا تجازف، ولا تزيد من فرص زيادة التكلفة المفروضة عليك، واطلب الأخصائي يعالج لك الخلل.
- ابحث عن حلول للمشكلة التي تواجهك، وتتبع الأساليب العلمية في حلها، ولا تخجل أن تسأل، واستعن بمحرك البحث “جوجل أو غيره” للاستفادة من خبرات غيرك الذين تعرضوا للمشكلة ذاتها.
- الأعطال المنزلية عادة ما تأخذ شكل صدمات مؤقتة، تحتاج إلى إعادة إنعاش، أو تغيير لجزء من الآلة المعطلة، أو إحداث تغيير في المكان المسبب للمشكلة، وعادة ما يقف عند هذا الحد ولا يتعدى لمشكلة كبيرة إلا إذا تدخلت فيه عوامل أخرى فاقمت الأعطال المنزلية عن طريق التدخل الخاطئ، أو المعالجة بأسلوب غير علمي، ما يحولها مع الوقت لمجموعة متشابكة من الأعطال.
- الاستعانة بالخبراء تقدم حلولا للمشكلة بشكل مباشر وسريع، لكنها في الوقت ذاته تكلفك مقابلا ماديا، إضافة لعدم تمكنك من حل المشكلة في المستقبل إذا تكررت، وبناء عليه، فيجب عليك أن تكون يدا بيد مع المختص، تشاهد ما يفعله، وتراقب ما يقوم به، فإذا تكرر العطل بالطريقة نفسها كنت على دراية بما يجب عليك فعله.
أضف تعليق