تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تجيد فن الاعتراف بالحب بطريقة أنيقة ومهذبة؟

كيف تجيد فن الاعتراف بالحب بطريقة أنيقة ومهذبة؟

الاعتراف بالحب شجاعة قد لا يتمتع الكثيرون بها، فهي تُحدد مصير علاقات وربما أُسر كاملة، ولذلك يتردد البعض في الإقدام على هذه الخطوة للكثير من الأسباب.

الاعتراف بالحب

يُعتبر الاعتراف بالحب بلا مبالغة نصف علاقة الحب، بمعنى أننا إذا ما شطرنا علاقة الحب إلى شطرين فسنجد أن الاعتراف بالحب يُمثل شطرًا كاملًا وبقية الأمور التي تحدث قبل وبعد الاعتراف تُمثل الشطر الآخر، والحقيقة أن ذلك الاعتراف يُمكن وصفه بقدرة خاصة لا يتمتع بها الكثيرين، فكم من علاقات حب كان مُقدرًا لها الاكتمال لولا أن أصحابها لم يأخذوا خطوة الاعتراف هذه، لتبقى كل الأمور كما هي وتُقتل العلاقة في مهدها، وبالطبع كانت أغلب الأسباب تصب في جانب الخوف من الرفض أو تبعات ذلك الاعتراف بشكل عام، لذلك، سوف نحاول خلال السطور القادمة أن نُذلل هذه العقبة التي تواجه الكثيرين ونُرشدهم إلى الطريقة الأمثل للاعتراف بالحب، والذي يُعد فنًا لا يقل عن باقي الفنون.

ما هو الحب؟

الحب هبةٌ من السماء، ليس بوسعنا أن نختلف على ذلك الأمر، فبالتأكيد الحياة كانت ستكون مكانًا أسوأ إذا لم يكن بها الحب، هذا إذا كانت ستقوم أصلًا بلا حب، ولذلك، نُلاحظ دائمًا أن أكثر الناس حظًا في العالم هم الذين يحظون بعلاقة حب ناجحة، أو يحظون بعلاقة حب عمومًا، لأنهم يشعرون تلقائيًا أن وجودهم على الأرض ذا غاية أو هدف، ثم يبدؤون بعد ذلك في التقاتل من أجل المحافظة على ذلك الحب حتى الرمق الأخير لهم في الحياة.

ظهور الحب ليس مُرتبط بوقت على الإطلاق، فالطفل يُحب والديه، والمراهق يُحب فتاته، والمتزوج يُحب زوجته، والأب يحب أولاده، والجد يُحب أحفاده، وهكذا دواليك كيلا يتوقف الحب أبدًا، فهو شُعور غريب بالراحة والإقبال على الحياة، لكن، مع كل هذا القدر الغير قليل من البهجة، نجد أن ثمة مشكلة عويصة تواجه المُحبين، وخاصةً أولئك الذين يقعون في حب أشخاص غرباء عنهم، وتلك المشكلة تتمثل ببساطة في العجز عن الاعتراف بالحب أو التعبير عنه.

مشكلة الاعتراف بالحب

الحب ليس مشكلة على الإطلاق، لكن الاعتراف بذلك الحب هو ما يُمثل المشكلة الحقيقية لدى الكثيرين، خاصةً أولئك الذين يتسمون بالتردد الدائم والخوف والقلق من كل ما هو قادم وجديد، لذلك، علينا أن نواجه هذه المشكلة ونسعى جاهدين للوصول إلى حل جذري لها، لأنها كما ذكرنا تتسبب في هدم علاقات كان من الممكن أن تستمر للأبد وينتج عنها أطفال وأسر كاملة ناجحة، ولنبدأ بالتعرض لهذه المشكلة من زاوية المرأة عندما تقع في حب رجل وتود الاعتراف له.

الاعتراف بالحب للرجل

هذه أصعب حالة للاعتراف بالحب يُمكن أن تواجهه على الإطلاق، فكافة الإحصائيات تقول أن نسبة عشرة بالمئة فقط من النساء يمكن أن يعترفوا للرجال بالحب، أما النسبة المتبقية فهي ترفض ذلك الأمر تمامًا وتعتبره ضربًا من التقليل من شأنها، والحقيقة أن الفطرة التي فُطر المُحبين عليها أن يُحب الرجل المرأة ثم يذهب للاعتراف لها بذلك وتكون هي في ذلك الوقت مُخيرة بين القبول والرفض لذلك العرض، لكن أن يحدث العكس فهذا أمر لم نشاهده كثيرًا، بل لم نُشاهده أصلًا، وهذا ما دفع البعض للقول بأن الجينات الخاصة بالمرأة هي التي تتسبب في ذلك الحرج من الاعتراف بالحب، وكل ما مضى يختلف تمامًا عندما يكون الرجل في مكان المرأة وحالتها.

الاعتراف بالحب للمرأة

الأمر يختلف تمامًا بالتأكيد عندما يكون الرجل هو الذي سيُقدم على الاعتراف بالحب للمرأة، فهذه أصلًا هي الفطرة والطبيعة، بل إننا لم نسمع إلا بهذا العرف منذ بداية الكون، فقط نادرًا إذا ما خالف أحدهم هذه العادة، إلا أن الجميع مُلتزمون بتطبيقها مهما كانت ديانتهم أو بلدهم أو أي شيء آخر، ولذلك نقول إنه عندما يقع الرجل في الحب ويُريد أن يصارح المرأة بهذا الحب فإن الموضوع لا يُصبح قضية صعبة على الإطلاق، لكن، في نفس الوقت، تكون هناك بعض الأمور الخاصة بالحرج والخجل والخوف وما شابه ذلك، وهؤلاء بالذات يجب أن يتعرفوا على طرق الاعتراف بالحب، وهي إما طريقة مُباشرة صريحة وطريقة أخرى غير مباشرة، ولنبدأ معًا بالطريقة المباشرة.

الاعتراف بالحب بطريقة مباشرة

لا شيء أسهل من الاعتراف بالحب بطريقة مباشرة، وإن كان هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الثقة وعدم الخوف، فكل ما عليك لكي تعترف بالحب مباشرة أن تذهب إلى الشخص المُراد الاعتراف له وتُخبره بأنك واقع في حبه، ولا ضير أن تذكر بعض الأمور التي جعلتك تقع في حبه وكيف بدأ الأمر معك، وقد تأخذ أيضًا طريقة الاعتراف بالحب مباشرةً صورة أخرى تتمثل في ذهابك إلى منزل الشخص الذي تُحبه وطلب يده للزواج، فهذا أيضًا اعتراف شرعي ورسمي بالحب، لأنك بالطبع لن تذهب للزواج من شخص دون أن تُحبه، أو على الأقل تتوقع أنك سوف تُحبه فيما بعد، وبعيدًا عن كل ذلك، ثمة عملية أصعب قليلًا إذا كان الاعتراف بالحب سيأتي بصورة غير مُباشرة.

الاعتراف بالحب بطريقة غير مباشرة

الطريقة الغير مباشرة للاعتراف بالحب هي الطريقة الأكثر إثارة بلا شك، والحقيقة أن ذلك الحُب إذا اكتمل وكُلل بالزواج فإن تلك الإثارة التي صاحبت الاعتراف بالحب سوف تظل خالدة للأبد، وسوف يرويها بالتأكيد الآباء لأبنائهم، والاعتراف بالحب بطريقة غير مباشرة يأخذ أكثر من صورة على حسب قدرة الشخص على الإبداع في الاعتراف، فالحب أصلًا حق خصب جدًا للإبداع بشتى طرقه، ولنبدأ بالصورة الأولى، للاعتراف بالحب بطريقة غير مباشرة، والتي تتمثل في الوسيط.

الاستعانة بوسيط

الاستعانة بوسيط واحدة من أهم طرق الاعتراف بالحب المعمول بها في كل مكان وزمان، فالشخص المُحب غالبًا ما لا تكون هناك علاقة تجمعه بمن يُحب، وبالتالي فإنه يلجأ إلى انتهاج ذلك الأسلوب، وهو الاستعانة بأحد الأشخاص المُقربين من المحبوب، من أجل طلب منه التوسط في حبه واستطلاع رأي الشخص ومعرفة الرد، سواء كان قبولًا أو رفض، والحقيقة أن ذلك الإجراء يُسهم كثيرًا في رفع الحرج حالة الرفض، سواء عن الرافض أو المرفوض، كما يؤسس لمعنى التعاون والسعي في قضاء حاجات الناس.

إرسال المراسلات المجهولة

ربما شاهدنا هذا الأمر كثيرًا في المسلسلات والأفلام، وربما نعتقد كذلك أنه قد أصبح عادة قديمة غير موجودة الآن، لكنها في الحقيقة ما زالت تحدث حتى الآن، بل وقد تودي لنتيجة طيبة أيضًا، وتقوم هذه الطريقة باختصار على كتابة رسالة عاطفية تحتوي على تصريح واضح بالحب، هذه الرسالة تُرسل بأي طريقة أخرى بخلاف تسليمها من قِبل المُحب نفسه، ويُستحسن أن تكون بلا توقيع في المرات الأولى حتى يُمكن استيضاح ردة فعل المحبوب وقابليته لوجود علاقة حب من الأساس، بعد ذلك تبدأ مرحلة التصريح وتوقيع تلك المراسلات باسم صاحبها، وفي النهاية، وبعد أن يكون الوضع قد تم التمهيد له بالصورة الكافية، يُقابل المُحب محبوبه ويبوح له بكل شيء وجهًا لوجه.

الورود والهدايا

الورود والهدايا كذلك يدخلان في طرق الاعتراف بالحب بالصورة غير المباشرة، حيث أننا قد شهدنا ذلك كثيرًا أيضًا في الأفلام والمسلسلات، وخاصةً إذا كنا نتحدث عن حب المرأة، فهي كائن يُأسر بسهولة عن طريق الورود تحديدًا، وربما هذا هو السبب الحقيقي حول المثل الشائع بأن قلب المرأة مجرد ورد، هذا بالإضافة إلى الأشياء المُساعدة كالهدايا المُمثلة في الحلوى والدباديب وغيرها من الهدايا التي تُعبر عن الحب، ومثلما هو الحال في طريقة إرسال المراسلات المجهولة، يقوم المُحب بالإفصاح عن هويته بعد فترة من إرسال الهدايا والورود، ليتلقى بعدها ردة الفعل من المحبوب، والتي عادةً ما تكون ردة فعل إيجابية، فبالطبع لن ترفض فتاة رجل يُقدم لها كل هذا الحب في صورة الورد.

الاهتمام الزائد عن الحد

الاهتمام الزائد عن الحد يُمكن اعتباره كذلك من أبرز طرق الاعتراف بالحب، فعادة ما يهتم شخص بآخر، لا تجمعهم صلة قرابة أو دم، ويقوم بتذليل كافة العوائق أمامه، ثم يبدأ في التقرب منه، ولا يكون المقصود من ذلك بالطبع صداقة، فالأمر يكون واضحًا وضوح الشمس، وغالبًا ما يشعر المُهتم به بعد فترة قصيرة بذلك الاهتمام ويُحدد إذا كان سيُكمل في العلاقة ويستجيب للآخر وبالتالي يقبل حبه، أم يبتعد ويُوصل رسالة للشخص المُهتم بأنه يرفض اهتمامه وبناءً عليه فإنه كذلك يرفض اهتمامه، وكما ترون، لقد تم الأمر برمته بصورة غير مُباشرة، حيث لم يُصرح أحد الطرفين بشيء مطلقًا.

طرق الاعتراف بالحب بدون كلام

هناك نوع من أنواع الاعتراف بالحب يُطلق عليه الحب دون كلام، وهو الذي يتمكن فيه المُحب من الاعتراف بحبه للمحبوب دون أن يتفوه بكلمة واحدة حتى، والحقيقة أنه قلما ما تنجح تلك الخاصية، خاصةً وأننا الآن في عصر النقلة الكلامية والنصية، وهي التي تتمثل في الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا لن يمنع بالتأكيد من التطرق بالحديث إلى طرق الاعتراف بالحب دون كلام، ولنبدأ بالطريقة الأولى والأشهر، وهي النظرة.

تبادل النظرات

تبادل النظرات بين المُحب والمحبوب من طرق الاعتراف بالحب دون كلام، بل هي واحدة من أقوى الطرق بهذا الصدد، فإذا تصادف مثلًا أن شخص التقى بآخر في مكان عام مُغلق مثل وسائل المواصلات، ولا يُمكنه التحدث إليه بصورة مُباشرة، فكل ما عليه أن يُصوب نظراته تجاه هذا الشخص ويبدأ في البوح بكل شيء دون كلام، وبالتأكيد أنتم الآن ربما تسخرون من ذلك الأمر واستحالة حدوثه، لكن لكم أن تعلموا أنه ثمة نظرات مُعينة تُفرزها العين في تلك الأوقات تكون بمثابة إشارات مُشفرة لا يفهمها سوى الأشخاص الذين يُحملقون في بعضهم، بل والأدهى أنها قد تجد صدها بالقبول أو الرفض من خلال إشارات العين أيضًا، ولهذا يعتبرون تبادل النظرات أصدق طرق الاعتراف بالحب بدون كلام.

إرسال البطاقات العاطفية

هي طريقة تتشابه كثيرًا مع أحد طرق الاعتراف بالحب بطريقة مباشرة، وهي إرسال المراسلات المجهولة، لكنها في الحقيقة تختلف قليلًا عن الطريقة الأولى في كونها رسائل غير مجهولة غالبًا، بل يكون المُرسل معروفًا من قِبل المُرسل له، كل ما في الأمر أن ثمة حرج وخجل يمنعه من القيام بالاعتراف بصورة مباشرة، ولذلك يكتفي بإرسال اعتراف نصي بالحب دون كلام، ثم ينتظر الموافقة أو الرفض، واللذان يكونان أيضًا في شكل نصي، فلا يُعقل بالتأكيد أن تتطلب الحب بالبطائق النصية ثم تحصل على الرفض وجهًا لوجه، فالطريقة من البداية تبتغي عدم التعرض للإحراج بأي طريقة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة عشر − 11 =