صناعة مستحضرات التجميل من التطبيقات الكيميائية في الصناعة، ويوجد آلاف المنتجات من مستحضرات التجميل في الأسواق، وتحتوي كلها على مكونات مختلفة، في الولايات المتحدة فقط هناك ما يقرب من 12500 مكون كيميائي يستخدم في تلك الصناعة، والمنتج النموذجي يحتوي على خمسة عشر أو عشرين مكون. قدر الباحثون أن المرأة تضع يوميا ما يقارب من 515 مادة كيميائية في المتوسط، وانتشر منذ عقد مضى الكثير من الأبحاث التي تحاول معرفة أضرار تلك المنتجات، لذلك علينا أن نعرف، ما الذي تضعه المرأة على بشرتها ومم يتكون؟ وما أضرار ذلك؟
استكشف هذه المقالة
مستحضرات التجميل قديما
على عكس ما يعتقد البعض، فإن مستحضرات التجميل ليست ابتكارا حديثا، فالبشر يسعون من القدم لبلوغ الجمال، وتغيير مظهرهم؛ فالنساء في مصر الفرعونية، كن يستخدمن الكحل لتزيين عيونهن وتغميق الجفن، وقيل أن الملكة كليوباترا كانت تغتسل في الحليب لتفتح بشرتها وترطبها، وفي الصين كان الرجال والنساء يصبغون أظافرهم بألوان تميز طبقتهم الاجتماعية، وفي اليونان، استخدمت النساء كربونات الرصاص السامة لتحصل على بشرة شاحبة لأنها كانت من علامات الجمال قديما، وفي بعض المجتمعات الإفريقية يحول الطين إلى معجون يستعملونه في أدوات التجميل، واستخدم سكان أستراليا الأصليين الصخور والمعادن المفتتة لطلاء الجسم أثناء الاحتفالات. واليوم أصبحت صناعة مستحضرات التجميل من الصناعات الكبيرة جدا، ومضمونة النجاح تجاريًا، فمثلا، تنفق استراليا سنويا حوالي 4.5 مليار دولار على مستحضرات التجميل، ولا يقتصر استخدام مستحضرات التجميل للتزين فقط، وإنما في الأعمال السينمائية أيضا لاستغلالها في عمل الجروح الوهمية، أو في الحفلات التنكرية كذلك.
مكونات مستحضرات التجميل
لنعرف تأثير ما نضعه على جلدنا، علينا أولا أن نعرف ما الذي نضعه؟ تتكون مستحضرات التجميل بشكل أساسي من الماء، المستحلبات، المواد الحافظة، الملطفات، المثخنات، مثبتات درجة الحموضة، العطر، اللون.
الماء
يشكل الماء أساس كل أنواع مستحضرات التجميل، ويشمل أيضا الكريمات وغسول الوجه والجسم، ومزيلات العرق والشامبو والبلسم، حيث يلعب كمذيب لباقي المكونات، ويكون المستحلب للتجانس المكونات، وعليك أن تعرف أن الماء المستخدم في صناعة مستحضرات التجميل ليس الماء اليومي المستخدم في الشرب والنشاطات اليومية الأخرى، وإنما ماء فائق النقاء خالي من البكتيريا والجراثيم وأي ملوثات أخرى، وهو الماء المعروف بالماء المقطر.
المستحلب
يستعمل المستحلب ليجانس بين مكونين لا يختلطان مثل الزيت والماء، وتجعل المستحلبات من الممكن للزيت والماء أن ينتشران في بعضهما، وتعطي المستحلبات طبيعة ملساء للمنتج.
المواد الحافظة
من المكونات الهامة حيث تطيل عمر المنتج، وتمنع نمو الكائنات الدقيقة التي تفسد المنت وتضر الإنسان، وتكون المواد الحافظة قليلة الذوبان في الماء لأن البكتيريا تعيش في الماء، وهي إما طبيعية إما صناعية. بعض المنتجات تحتاج مواد حافظة بنسبة قليلة حوالي 0.01% ومنتجات أخرى تحتاج إلى نسبة مرتفعة تصل إلى 5%.
المثخن
تمنح المثخنات للمنتج التماسك بصورة جذابة وهي أربعة أنواع:
- المثخنات الطبيعية: وهي مكونات طبيعية تمتص الماء فتتضخم وترفع لزوجة المنتج، مثل الجيلاتين.
- المثخنات الدهنية: تكون صلبة في درجة حرارة الحجرة، لكن يتم إسالتها وتنقل سمكها للمادة التي تخلط بها.
- المثخنات المعدنية: تمتص الماء والزيت لتزيد لزوجة المنتج.
- المثخنات الصناعية: تستخدم عادة في غسول الجسم والكريمات.
المرطب
تمنع المرطبات فقد الماء من الجلد فتعمل على ترطيبه والحفاظ عليه، مثل الجلسرين والفازلين وغيرها، وتستخدم بكثرة في أحمر الشفاه.
عوامل التلوين
تستخدم الصبغات والمواد الملونة في صناعة مستحضرات التجميل وهي إما مواد عضوية أو غير عضوية، المواد غير العضوية يتم استخلاصها من المعادن الموجودة في الأرض، والمواد العضوية يتم استخلاصها من جزيئات عضوية لها لون مميز، والصبغات العضوية أكثر بريقا ولمعانا لكنها أكثر ضررا من الصبغات غير العضوية.
العطر
توجد أكثر من 3000 مادة كيميائية تستخدم لصناعة العطور التي تدخل في صناعة مستحضرات التجميل فرائحة المنتج تؤثر في المشتري وتجعله يحدد إن كان سيبتاعه أم لا.
حقيقة أضرار مستحضرات التجميل
الأمر ليس محسوما، فعلى الرغم من كثرة المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل، والشكوك الكثيرة حول سمية هذا المواد وأضرارها، إلا أنه لم تعلن أي جهة حتى الآن أن لمستحضرات التجميل أضرار صحية على المدى الطويل، فمن الممكن أن تسبب هذه المنتجات تهيج الجلد أو حساسية العين، ولكن هذا ليس بالأمر الضخم الذي يستدعي القلق، فالإقلاع عن استخدام المستحضرات واستخدام علاجات مناسبة ستكون كافية للتخلص من تلك الأعراض، لكن يبقى السؤال، هل لمستحضرات التجميل أذى كبير على الصحة؟ قد وجد أن بعض المكونات المستخدمة في صناعتها سامة، ولكن الكمية المستخدمة قليلة جدا وغير كافية لإلحاق الضرر بمستخدمها. ومن المواد المثيرة للشكوك والموجة إليها أصابع الاتهام، البارابين، فقد اتهمه البعض بأنه مسؤول عن سرطان الثدي، لكن دحضت تلك الاتهامات ولم تعلن المنظمات الصحية عن مسؤولية تلك المادة في الإصابة بالمرض. وهناك الألومنيوم أيضا الذي يشيع استخدامه أكثر في صناعة مزيلات العرق، وتحيطه المخاوف أيضا والاعتقاد بأنه يسبب السرطان، وأوضحت بعض الدراسات أن له ارتباط بمرض السرطان، لكن أيضا لا يوجد دليل صريح على ذلك، فنحن نتعرض يوميا للألومنيوم الموجود في أواني الطهي والدواء، حتى الماء والهواء. فبذلك تكون أضرار مستحضرات التجميل مجرد شكوك غير مثبتة، لكن ينصح أيضا بعدم المبالغة في استخدامها للحفاظ على نضارة البشرة. ومن المنتجات المستعملة بكثرة والتي أثارت الشكوك أيضا، كريمات الوقاية من الشمس، وقد لا تعد تلك الكريمات من مستحضرات التجميل لكنها تستعمل كعلاج لتقي الجلد من أشعة الشمس الضارة التي تسبب السرطان، والمقلق في ذلك النوع من الكريمات هو وجود الجزيئات النانونية المرتبطة ببعض المركبات الكيميائية السامة، لكن الأبحاث والتجارب على الحيوانات والجلد البشري أثبتت أن الكريم لا يتغلغل للطبقة السفلية في الجلد مما يعني أنه لا خوف من ذلك.
صناعة مستحضرات التجميل بالمنزل
قد ترغبين في صناعة مستحضرات التجميل بنفسك في المنزل، تجنبا لأي أضرار أو إرهاق البشرة، ولتطمئنين إلى ما تضعينه على بشرتك، يمكنك صناعة أحمر شفاه من مكونات طبيعية موجودة بمنزلك، قومي بغلي الكاركاديه مع البنجر بكميات متساوية ثم تنثري عليها القليل جدا من دم الغزال ويقلب جيدا، ثم يوضع في علبة صغيرة ويطبق على الشفاة بفرشة صغيرة. ويمكنك صناعة بودرة الوجه بوضع معلقتين كبيرتين من النشا مع قليل من النسكافيه ويخلطون جيدا حتى يصبح لون الخليط أول درجات لون كريم الأساس ثم يوضع في علبة ويتم استخدامه. يمكنك أيضا الاستغناء عن مزيل العرق بتدليك أسفل الإبط بعصير الليمون.
الاهتمام بالغذاء وشرب الماء وصحة الجسم العامة وممارسة الرياضة بانتظام، يسببون نضارة البشرة وصفائها، والاهتمام بالعناية ببشرتك عن طريق حمامات الكريم الطبيعية وتنظيف البشرة بشكل منتظم، كل هذا سيجعلك تستغنين عن مستحضرات التجميل بالتدريج، مما يحافظ على مظهرك الطبيعي والبسيط، وتذكري دائما أن المبالغة في محاولة إظهار الجمال ينتج قبحًا.
أضف تعليق