تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف لا ترتبك عند زيارة الأماكن لأول مرة وتصل إليها بسهولة؟

كيف لا ترتبك عند زيارة الأماكن لأول مرة وتصل إليها بسهولة؟

هل لديك مشكلة مع زيارة الأماكن للمرة الأولى وتجد أزمة في الوصول إليها والتجول فيها؟ في السطور التالية سنتحدث عن زيارة الأماكن لأول مرة وكيف تتعامل معها.

زيارة الأماكن لأول مرة

لا ريب أن هناك أزمة كبيرة في التعامل مع زيارة الأماكن لأول مرة سواء كانت هذه الأماكن مدن جديدة أو حتى دول أخرى، وبالنسبة للدول الأخرى فإنك عادة تكون في فوج سياحي فلا يكون الأمر به الكثير من المشقة وعادة ما تذهب إلى دول سياحية معتادة على وجود الأغراب بها، وهذا بالطبع يختلف عن الهجرة إلى مكان جديد تمامًا، أما المدن الأخرى التي تضطر لزيارتها سواء لعمل أو لقضاء مصلحة ما أو حتى سوف تذهب إلى منطقة جديدة في المدينة أو حتى ستجلس في مقهى لا تعرفه من قبل، فهذه أولى خطوات التعامل مع كل هذه الأمور بالتفصيل:

الهجرة إلى مكان جديد

الهجرة إلى مكان جديد عادة يمر على مرحلتين، مرحلة الرحيل من بلدك، ومرحلة التأقلم على العيش في مكان آخر وزرع جذورك التي اقتلعتها من البلد الأم وزرعها في تربة جديدة وريها بماء جديد تمامًا مختلف في كل شيء لتنبت بشكل مختلف أيضًا، ولذلك سنتحدث بالتفصيل عن كل مرحلة

المرحلة الأولى: مرحلة الرحيل من بلدك

الهجرة عادة من أكثر الأمور التي تصيب الإنسان بالقلق والكآبة، وهي تختلف عن زيارة الأماكن لأول مرة لأن زيارة الأماكن لأول مرة مهما طالت أو قصرت تعتبر مؤقتة بينما الهجرة فهي معناها أن تترك المكان الذي أنت فيه بشكل نهائي حيث ستترك أسرتك وأهلك وأصدقاءك ومعارفك وأيامك الأولى ونشأتك المبكرة والأماكن التي لعبت فيها والأماكن التي مشيت فيها وتذهب إلى مكان آخر تمامًا، تزرع نفسك فيه مع أشخاص لا يتحدثون لغتك ولا يعتادون عاداتك وتقاليدك ولا يأكلون طعامك المعتاد وليس لديهم نفس ثقافتك ولا نفس أفكارك ومعتقداتك وتشعر بالغربة بينهم، لذلك بشكل مبدأي يجب أن تكون جاهزًا نفسيًا لترك أهلك وبلدك والهجرة إلى مكان جديد ويجب أن تكون محددًا تمامًا النية التي ستذهب بها لهذا المكان الجديد، مثلا أنت مسافر من أجل دراسة أو عمل، أو لأنك لم تعد قادرًا على البقاء في بلدك أكثر من هذا لعدة أسباب، إذن مسألة اقتلاع جذورك من البلد التي نشأت وتربيت وترعرعت فيها وعشت فيها أيام جميلة وأيام أخرى بائسة لا تعني لك شيء بالتالي أنت بخير في هذه اللحظة وجاهز للهجرة.

المرحلة الثانية: التأقلم في العيش في مكان آخر

وهذه النقطة بالطبع بسيطة لأنك في هذه الحالة يكون لديك على الأقل صديق واحد أرشدك إلى المكان الذي أتيت منه يجب أن تعلم أن في البداية سوف تلاقي متاعب كثيرة والهيئات المختصة بشئون المهاجرين ستجد لك سكنًا مؤقتا وعملا مؤقتا لحين معرفة كيف تسير الأمور معك، ربما ستسكن في مكان منخفض القيمة بعض الشيء وربما ستعيش مع أشخاص من كل دول العالم ربما سيكونون متواضعين المستوى الثقافي والتعليمي والهيئة وربما ستعمل في أعمال بسيطة بعض الشيء ولكن عليك أن تصبر على كل هذا وربما ستنسيك هذه المتاعب والانشغال بها نقطة عدم القدرة على الاعتياد والتأقلم في بادئ الأمر، حيث قد تراها هذه أمر ضار ولكنها في الحقيقة نافعة من أجل هذه المسألة بالذات.

الذهاب للعمل في دولة أخرى لأول مرة

تختلف هذه النقطة عن الهجرة حيث يمكنك أن تسافر إلى دولة أخرى من أجل العمل ولكن يظل لديك شعور أيضًا أن وضعك فيها مؤقت فأنت ستعود يومًا مهما مكثت في هذه الدولة لعام أو اثنين أو ثلاثة، في كل الأحوال سوف تعود، وعادة تكون هذه الدول دول قريبة وتتحدث لغات متشابهة وحتى إن لم تكن كذلك فلابد أن هناك شخص واحد على الأقل من معارفك يسكن هذه الدولة وهو الراعي لهذه الرحلة منذ بدايتها حتى تستقر أمورك في هذه البلد وتعثر على عمل، وقد تعتاد على هذه البلدة وتصبح مثل وطنك، ولكن بالطبع سيأتي يومًا وستعود إلى موطنك الأم مهما حدث.

الذهاب لأول مرة إلى دولة أخرى برفقة فوج سياحي

إذا كنت ستذهب لبضعة أيام في رحلة سياحية فهذه خالية من كل المتاعب السابقة وليس فيها مشاعر الاغتراب أو الوحشة أو الرحيل حيث لا يوجد شخص مغترب في زمن الإنترنت، تستطيع أن ترى بلدان العالم من خلال الصور والفيديوهات والخرائط الموجودة على الإنترنت تستطيع أن تتصفح صور ومعالم أي مدينة في العالم وتعرف تاريخها وحالتها الاقتصادية ومستوى الأمان فيها وعادات أبناءها، وكما أسلفنا فإنك أثناء تواجدك في فوج سياحي سيكون لديك مشرف على الرحلة بالتالي لا يُشكل زيارتك لهذه الدولة لأول مرة أزمة كبيرة، بالعكس ستكون بأمان ربما أكثر من المواطنين العاديين في هذه الدولة وبالتالي لا يكون لديك مخاوف زيارة الأماكن لأول مرة بل سيكون لديك فرحة ورغبة في الاستكشاف.

الذهاب لأول مرة إلى دولة أخرى بمفردك

ربما يجب أن تنتابك رهبة زيارة الأماكن لأول مرة عندما تكون مسافرًا وحدك متقمصًا دور الرحالة الذي يمر عبر البلدان وهذه بالمناسبة من الأشياء الرائعة والكثير من الشباب ينتهجون هذه الطريقة من أجل عدم وجود إمكانيات مادية تمكنهم من السفر بالطريقة السياحية التقليدية التي تتكلف مبالغ باهظة، وأيضًا لكي يعيشوا جو المغامرة، بالنسبة إليهم زيارة الأماكن لأول مرة تعتبر فرصة للاكتشاف وإحياء الدهشة لكنها تكون محفوفة بالتخوفات التي تصاحب هذه الزيارة، لذلك عليك قبل السفر أن تبحث جيدًا حول ما يخص هذه الدولة والمدن التي تنوي الذهاب إليها وعاداتها وقوانينها ومدى معدلات الأمان فيها، بكافة أشكال البحث صور وفيديوهات ومقالات ومراجعات حول هذه الدولة والمدن التي زاروها، حيث هناك أكثر من موقع للسفر ومجموعات على موقع فيسبوك لتبادل الخبرات حول السفر، أيضًا إن كنت تعرف أحد الأشخاص الذين سافروا إلى هذه الدولة من قبل دعه يحدثك عنها لمعرفة كل ما يختص بها وبالتالي تكون لديك فكرة عنها قبل زيارتها.

الذهاب لأول مرة إلى مدينة أخرى

زيارة الأماكن لأول مرة فيما يختص بالمدن الأخرى التي تقع في نفس موطنك، غالبا أنت عندما تذهب إلى مدينة أخرى فأنت لديك مميزات كبيرة تختلف كل الاختلاف عن الذهاب لدولة أخرى، وهي أنك تمتلك نفس اللغة بالتالي تستطيع التفاهم والتواصل مع الأشخاص هناك وبالنسبة للطابع الثقافي والعادات والتقاليد فأنت متفهمًا لها تمامًا كما أن عادة أبناء الدولة الواحدة يكونون معتادين على احتكاكهم ببعضهم بعضًا فما من مشكلة في الذهاب إلى هناك وبالطبع إن كنت سوف تمكث هناك لمدة طويلة فإنك ستحتاج إلى أيام كي تعتاد على المكان وعلى الأشخاص المحيطين بك وعلى جيرانك ولكن بعد ذلك تتطبع بطباع المكان وتعتاد عليه وما من مشكلة تجدها فيه، أما إن كنت ستذهب لقضاء مصلحة وتعود مرة أخرى فما من أزمة كبيرة ستجدها هناك ولا يستحق ذلك الارتباك لأنك عادة ستجد ناس مثلك وستجد أشخاص مثلك وليس هناك مشكلة أن تسأل عما تريد من أجل إنجاز أسرع بالطبع.

الذهاب لأول مرة إلى مقهى أو منتزه أو متجر أو غير ذلك

زيارة الأماكن لأول مرة ليس في الدول أو المدن فحسب، بل في المتاجر والأماكن الترفيهية والخدمية التي يفتتحونها يوميًا على طرز حديثة وغريبة وبالتالي لأنك لا تألفها فهي ليس المقهى الشعبي مثلا وليس الدكان الذي تذهب لشراء السلع منه بل هو شيء جديد وغريب وبالتالي لكسر رهبة المكان عليك بزيارته ولو مرة واحدة، في البداية عند الدخول سواء كان متجر أو مقهى جديد أو مكان ترفيهي للألعاب أو غير ذلك، عليك أن تتوجه ببساطة لأي شخص يعمل هناك وتقوم بسؤاله عن أي سؤال يخطر في بالك مهما كان تافهًا، هل ستبدو محرجًا؟ هل ستبدو جاهلاً؟ حسنًا أعلم أن الكثيرون لا يحبون أن يسألون عن أي شيء، لأنهم لا يريدون أن يظهروا بمظهر المحدث عديم الدراية، ولكن هل أن تعلم عن كل شيء في العالم؟ هل العالمون بكل الأمور ولدوا كي يعلموها؟ هل الشخص الذي يستطيع تركيب السيارة وتفكيكها في أقل من ساعة بالضرورة يستطيع صنع قدح قهوة مضبوط؟ لا بالطبع.. لذلك ما عليك سوى أن تذهب مباشرة للشخص الذي يعمل هناك أو أحدهم وتسأله باختصار: “ماذا تبيعون هنا؟ ماذا تقدمون هنا؟ كم أسعار الخدمة التي تقدمونها؟” هكذا ببساطة، هل يبدو لك هذا محرجًا؟ هل تتجنب زيارة الأماكن لأول مرة وتشعر بالارتباك لأنك تتحرج أن تسأل الأشخاص الذين وظفوا خصيصًا ليكون جزءًا من عملهم الإجابة على سؤالك؟ حسنًا، ماذا عن حرج الذهاب لمتجر أو مقهى أو مكان ترفيهي لأول مرة وتقوم بالتصرف بشكل خاطئ؟ هل ستكون وقتها سعيدًا؟

الذهاب لأول مرة إلى بيت

بالطبع زيارة الأماكن لأول مرة تشتمل زيارة البيوت، وإذا كانت الذهاب إلى بيت أحدهم يحتاج إلى إتيكيت خاص يطول المقام بسرده لكننا سنلخص إجمالاً كيف لا ترتبك عند زيارة بيت لأول مرة، أولاً يجب أن تتفهم جيدًا أن شقة العزاب تختلف تمامًا عن منزل أسرة بالتالي عند الذهاب لبيت بنية قضاء مصلحة عليك أن لا تكون مرتبكًا أبدًا، فقط اتبع التعليمات، عندما تطرق باب أحدهم كن متأكدًا أنه هو هذا البيت في البداية، يمكنك أن تسأل حارس العقار أو أي شخص يقطن الشارع الذي فيه البيت، عندما تفتح تتأكد من أنه هذا هو البيت المطلوب، بعدها تعرف نفسك وتخبرهم المهمة التي أتيت من أجلها وبعدها إن قالوا لك أن تتفضل فتفضل وإن طلبوا منك أن تنتظر لحظة فعليك أن تنتظر، أما إن كنت ذاهبًا مع أحد أصدقائك إلى منزله، إن كان يسكن وحيدًا فهذه فرصة لكي تكون على راحتك، مع طبعًا عدم إحداث الفوضى أو التعدي على خصوصيته أو فتح الأدراج أو الخزائن دون إذنه، أو استخدام أدواته الشخصية أو النوم على سريره بالحذاء أو غير ذلك، عليك أن تكون متحفظًا في البداية أيضًا، إن كنت ذاهبًا إلى بيت أقرباء لك فعليك أن تلتزم أيضًا بالمكان الذين يجلسونك فيه ولا تتحرك منه سوى إن طلبوا منك ذلك أو سمحوا لك بذلك، وعمومًا زيارة البيوت لأول مرة في الغالب لها حرمتها وعليك أن تراعيها، وحتى تعتاد على هذا البيت إن تكررت الزيارة.

كيف تصل إلى عنوان بسهولة

بالطبع يمكنك أن تتوه في في الشارع الذي يقبع خلف منزلك ما لم تكن قد ذهبت إليه من قبل لذلك زيارة الأماكن لأول مرة لا يتعلق فقط بالأماكن البعيدة بل بالأماكن الغريبة أيضًا لذلك عليك ألا تقلق من الذهاب إلى مكان لأول مرة فهو فرصة جيدة لكي تألف أماكن جديدة ولا تشعر أنك سجين بسبب شعور الغربة مع الأماكن الجديدة الناشئ عن عدم زيارتها، لذلك عليك أولا أن تفهم تخطيط الشوارع، وفي العادي الشوارع لدينا عبارة عن شوارع رئيسية تتفرع منها شوارع جانبية تربط شوارع رئيسية ببعضها أيضًا، والشوارع الجانبية هذه تتفرع منها شوارع أخرى تعتبر شوارع خلفية للشوارع الرئيسية، ومن درس هندسة فراغية يستطيع استيعاب هذه النقطة بسهولة، بالتالي عليك أن تفهم ما مغزى أن يكون هناك عنوان، أي تحديد نقطة معينة وسط كل هذه الشوارع، فمثلا في البداية سيقول لك عن الشارع الرئيسي وهو شارع سهل وأي شخص يستطيع الوصول إليه، ثم الشارع الفرعي وهنا سيقول لك ما ترتيبه في الشوارع المتفرعة منه، بعد ذلك سيقول لك علامة مميزة بجانب المكان المحدد، عليك أن تعرف من العنوان ما معنى “بجوار” هل ملاصق له أم قريب منه؟ يمكنك حتى السؤال عن تفاصيل صغيرة، ما هو لون واجهته هل بابه صغير أم كبير وغير ذلك بالطبع، وعمومًا زيارة الأماكن لأول مرة يجب أن يصاحبها بعض الصعوبة ولكن بعد ذلك سيكون الأمر بسيطًا.

استخدام الـ gps

من نعم الله علينا أن هدانا للتكنولوجيا لكي تسهل حياتنا ويسخرها كي تجعل معيشتنا أيسر وأسهل ويجعل عملية زيارة الأماكن لأول مرة تجربة بديعة جدًا، ب وهناك عدة صور تبين مدى أن الجي بي إس من الأمور التي جعلت حياتنا أيسر بكثير، أولاً هناك عدة أمور يتم استخدامها فيه وهو الخرائط التي تعمل في وضع اتصال ومن خلالها تستطيع معرفة العنوان أسرع وأيضًا الخرائط التي تخبرك موقعك وكيف أنت سائر وما هي أكثر الطرق اختصارا للوصول للعنوان كما أن هناك أيضًا المواقع المعتمدة على هذه الخرائط مثل موقع 4square وهو موقع يهتم بالأماكن وموقعها على الخرائط سواء كانت أماكن سياحية أو مقاهي أو مطاعم أو شوارع أو ميادين أو متنزهات أو حدائق أو غير هذا، بمراجعات الناس عليها والتقييم العام لها، ويغطي هذا الموقع معظم البقاع في العالم كما أنه يقدم خدمة جميلة وهي أن هناك بعض من المستخدمين يرفعون صورًا للمكان أو التقطوها فيه مما سيبين لك هذا المكان ويعرفك به قبل حتى أن تزوره.

من يسأل لا يضل عند زيارة الأماكن لأول مرة

المثل العربي الشهير المناسب لزيارة الأماكن لأول مرة من لا يسأل لا يضل يخبرنا بأنه في نهاية المطاف السؤال أفضل من عدمه، والحقيقة أن الشعوب العربية عمومًا يبلغ بها الحرج أن تقول لشخص يسألها على عنوان ما أنها لا تسأله فتحاول مساعدته بأي شكل من الأشكال حتى وإن وصفت له عنوان خاطئ، ومن أجل تجنب هذه المسألة عليك أن تقوم بشيئين: وصف العنوان الدقيق بالضبط، لأن هناك عدة أماكن بأسماء متشابهة يمكن أن تلتبس على المسئول، وأن تسأل شخصًا جالس أمام محل أو أمام منزل، حاول ألا تسأل شخصًا يمر بالفعل في الشارع لأنه يمكن أن يكون غريبًا مثلك ويحاول أن يساعدك فيصف لك عنوانًا خاطئًا.

خاتمة

زيارة الأماكن للمرة الأولى قد تصبح مغامرة لطيفة إذا تعاملت معها على أنها فرصة لاكتشاف بقاع ومناطق جديدة، والآن أصبحت وسائل كثيرة متاحة لك لاكتشاف بقاع جديدة لم تزرها من قبل.

محمد رشوان

أضف تعليق

13 + 19 =