جذب الاهتمام داخل المستشفى بشكل فوري، قد يكون مطلبك الأول عند التعرض لحالة صحية مستعجلة. مع ذلك، يعد الحصول عليه من المستحيلات لأن المستشفيات في العادة تكتظ بالمرضى وأعداد الأطباء قليلة. خاصة إن وجد حادث كبير على مقربة من المستشفى، وأعداد المصابين الوافدين أعلى من قدرة احتمال قسم الطوارئ. في تلك الحالة عليك جذب الاهتمام داخل المستشفى بنفسك، ولا تنتظر دورك وتدهور حالتك الصحية.
استكشف هذه المقالة
متوسط الانتظار في قسم الطوارئ
في عام 2008 تم إجراء إحصاءات على مجموعة كبيرة من المستشفيات في مختلف الدول، سواء الكبيرة أو المتوسطة. وذلك لحساب متوسط انتظار الفرد في قسم الطوارئ حتى يتم إجراء فحص طبي له. وكانت النتيجة صادمة، إذ يحتاج الفرد إلى أربع ساعات وثلاث دقائق بالمتوسط، حتى وقت تقديم الرعاية الطبية. يزيد أو يقل الوقت بحسب عدد الوافدين، قدرات المستشفى الطبية، عدد الأطباء أو الممرضين، وحالتك الصحية.
هذه الإحصائية تدل على ضرورة إتقان فن جذب الاهتمام داخل المستشفى، حتى تتجنب المخاطر الصحية. ولكن علينا أن نحذر، أننا لا ندعو إلى الكذب بشأن الحالة الصحية في تلك الاستراتيجيات. فلابد أن تستغلها وقت وجوب جذب الانتباه الفوري. لا تأخذ الاهتمام من مريض أشد مرضًا منك، ولا تضع نفسك أو من معك في وضع رفض الحالة تمامًا إن لم يجد الطبيب حالة صحية تتطلب السرعة.
المعارف
إن كنت تعرف شخصيًا يعمل بالمستشفى من المعارف أو الأقارب، فلا تتردد بذكر اسمه وطلب المساعدة منه. ففي العادة يهتم موظف الاستقبال بمن لهم معارف داخل المستشفى أكثر من الباقيين. حتى إن كانت معرفتك سطحية، أو أخر محادثة معه منذ وقت طويل، سيكون عونًا لك في هذا الظرف العصيب.
جذب الاهتمام داخل المستشفى بكثرة الأعراض
يميل بعض الأشخاص إلى تقليل حجم الأعراض التي يعانوا منها، خوفًا على قلل أقربائهم. ولكن تلك الاستراتيجية لا تنفع أبدًا داخل المستشفى. بل عليك أن تزيد من حجم الأعراض حتى يتم الالتفات لك. لا تقل “أواجه آلامًا في المعدة أو صداعًا نصفيًا“. بل قل “أواجه آلامًا في الصدر، قد تكون نوبة قلبية” أو “أواجه صداعًا لا يتوقف، قد يكون ارتجاجًا”. بهذا الشكل قد تحظى بالاهتمام، ولكن لا تنسى أن تكون صادقًا في شعورك بألم خطير.
الكلمات المفتاحية هنا لوصف الأعراض هي: آلام في الصدر، صعوبة في التنفس، آلام في البطن، صعوبة في البلع، صعوبة في التبول، صعوبة مفاجأة في النطق، صداع مزمن لا ينتهي، رعشة لا إرادية وتشنجات، تقرحات غير اعتيادية واحمرار بالجلد وتضخم في الأطراف. نزيف حاد (إن كنت بالفعل تنزف الدماء).
استغل أقربائك
جذب الاهتمام داخل المستشفى يتطلب مساعدة من الجميع. فإن كان بجانب المريض بعضًا من أقربائه أو أصدقائه، فعليهم أن يساعدوه. وقد وجدت الإحصائيات أن موظف الاستقبال يميل إلى الاهتمام بالمريض الذي لا يتحدث هو عن نفسه، بمعنى أخر يوجد من هم قلقون عليه ويطلبون من الموظف تقديم مساعدة طبية. على من مع المريض أن يكرروا الطلب من الأطباء أو موظفي الاستقبال، ويصفون الحالة الصحية بوضوح كما ذكرنا. ويذكرون مرارًا أنهم لم يشاهدوا المريض بهذا التعب والضعف من قبل.
تكلم لغة الأطباء
هناك لغة يفهمها الأطباء عن غيرهم وينتبهون لها. وكلما كنت تتكلم بها ستكون أقرب إلى جذب الاهتمام داخل المستشفى. تلك اللغة تعتمد على ذكر المصطلحات الطبية كما لو كنت طبيبًا. على سبيل المثال: ذبحة قلبية، نزيف داخلي، ارتجاج من الحادث، حروق من الدرجة الأولى، تخثر الدم، تشنجات عصبية، أسماء الأمراض بمصطلحاتها الطبية، وغيرها من المصطلحات الطبية التي تعطي الطبيب معرفة فورية عن أهمية الحالة. على كل مريض أن يعرف المصطلح المثالي لحالته وذكره بدون تردد.
كما يعتمد الأطباء في فهمه للحالة الصحية على لغة الأدوية. فأدوية القلب، المخ والأعصاب، الحساسية، الأدوية المخدرة للآلام، الأدوية التي تحمل نسبة من السموم في تركيبها، كلها أنواع من الأدوية التي تجذب اهتمام الطبيب عند سماعها. لما لها من وزن ثقيل في عالم الأدوية الحرجة، التي قد يحدث من جراءها مشاكل كبيرة. وعلى الأطباء أن ينتبهوا في استخدامها ووصفها. لا تتردد في ذكر الأدوية التي تأخذها، خاصة إن كانت المرة الأخيرة قبل احتياجك للمستشفى بقليل.
لا تكن غليظ الكلام
لا تتوقع عزيزي المريض، أن الغضب والصوت العالي سيجذب الاهتمام الفوري لك. بل بالعكس، لأن الأطباء يميلون لتكذيب الشخص الغليظ ويظنون أنه لا يحتاج حقًا للمساعدة الفورية. كن مصرًا على جذب الاهتمام داخل المستشفى، ولا تكن غير مهذب في كلامك مع الموظفين. فلا تنسى أن الاكتظاظ بالمستشفيات قد يجعل يوم هؤلاء الموظفين سيئًا، ولا يحتاجون لشخص أخر يطلب الاهتمام بفظاظة.
طلب إعادة تقييم
توضح الإحصائيات العالمية، أن المريض المصر يحظى باهتمام أكبر، وذلك باعتراف من أغلبية العاملين في قسم الطوارئ. فإن تم تقيم حالتك الصحية بالفعل، لا تفقد الأمل في جذب الاهتمام داخل المستشفى، بل عد واطلب تقييم أخر لحالتك الصحية. موضحًا أن الأعراض تزداد سوءًا، وقد لا يكون الوقت في صفك.
بحث صغير قد ينقذ حياتك
استغل الهاتف المحمول في يدك، وادخل على الإنترنت لتتعرف على كبار مسؤولي هذه المستشفى. ثم توجه إلى موظف الاستقبال، وقل له أن هذا الطبيب أو المسئول هو من طلب إليك أن تجري الفحص الطبي بأسرع وقت. قد لا تكون خطة ذكية جدًا ويسهل اكتشافها، ولكنها يمكن أن تنقذ حالتك الصحية عند نفاذ الاختيارات منك. يميل الموظف إلى تصديق الطلب عندما يأتي من كبار المسئولين، خوفًا من صدق الحالة الحرجة أو خوفًا على وظيفته.
ولكي يكون الأمر أكثر قبولاً تأكد من أن الشخص المختار هو طبيب متمرس في الأعراض التي تعاني منها بالفعل. أي لا تذكر اسم طبيب أعصاب وأنت تعاني من آلام في الصدر، الكذب سيكون واضح. وإن تم سؤالك عن كيفية مقابلاتك لهذا المسئول، قد تجاوب ببساطة بأنك زرت عيادته الخاصة منذ فترة، أو بأنك طلبت استشارة هاتفية منه.
ابحث عن مستشفى أفضل
بعد كل هذه المحاولات قد لا تنجح أيضًا في جذب الاهتمام داخل المستشفى، وذلك قد يكون لتقاعس الموظفين أو اكتظاظ المكان بشكل كبير. لا تفكر في انتظار دورك، بل ابحث عن أقرب مستشفى أو عيادة خارجية إن كنت قادرًا على ذلك. لأن الأخطار التي قد يواجها المريض نتيجة تأخر الكشف الطبي، قد لا يوجد علاج لها أو حتى مميتة.
خاتمة
لا تتكاسل في جذب الاهتمام داخل المستشفى بأي طريقة، مهما وثقت في قدرة هذه المستشفى وطاقمها الطبي. لأن عادة البشر هي الانتباه لمن يصر عليه، لا من يتقاعس عن طلبه. خاصة لو تعرضت لحادث، فهناك حالات طبية حرجة لا يظهر على المريض أعراض كبيرة سوى بعد وقت طويل. فيجب القيام بفحص طبي شامل في أسرع وقت.
أضف تعليق