تنتشر في جميع أنحاء العالم قيم ثقافية فريدة يتميز بها مكان معين أو مجموعة من الناس، والتقاليد الثقافية هي المعتقدات والسلوكيات والعادات والطقوس والأحداث والممارسات التي تنتقل من جيل لآخر، وبعض القيم لها معاني وقيمة رمزية وأهمية خاصة، في حين أن البعض الآخر يتم خلقه لأغراض سياسية أو ثقافية، وتتطور القيم الفريدة على مر الزمان، ويتمكن بعضها من البقاء ويتلاشى البعض الآخر من الوجود، ولأسباب مختلفة، أهمها الحداثة وحاجة الإنسان للتغير، وأحيانًا حاجته للمال، ومع ذلك تسعي الحكومات بكل جهدها للمحافظة على التراث والإرث الوطني في جميع الدول، وفي هذا الموضوع نذكر عددًا من أكثر القيم والتقاليد العالمية المهددة بالاختفاء قريبًا.
استكشف هذه المقالة
اختفاء تقليد غوص الأما الياباني (غوص نساء البحر)
غوص الأما أو كما تعني باليابانية نساء البحر هو عادة يابانية قديمة، يتم فيها في صيد السمك والمخلوقات البحرية الأخرى دون الحاجة لاستخدام أي معدات للتنفس تحت الماء، ويعد واحد من قيم ثقافية فريدة من نوعها حول العالم، وما يجعل هذا التقليد حقًا فريدًا من نوعه هو أن النساء وحدهم هم الذين يستطيعون أن يكونوا من غواصين الأما، تقليد غوص الأما خطير جدًا، حيث أنه في كل مرة يذهب الغواصين إلى المحيط لصيد السمك، فإنهم يعرضون حياتهم للخطر.
وتشير الأدلة الأثرية أن غوص الأما المعروف في اليابان فقط، وتحديدًا شبه جزيرة شيما، هو تقليد موجود منذ عصور ما قبل التاريخ، وأيضًا، وفي تلك الأزمنة، لم يكن باستطاعة النساء من هذه المنطقة في اليابان الزواج إلا إذا أصبحوا من غواصين الأما.
ولكن، ولسوء الحظ، فإن هذا التقليد الفريد على وشك الاختفاء، وذلك بسبب أن النساء في اليابان قد بدؤوا في الابتعاد عنه سعيًا وراء طرق ووسائل أخرى للمعيشة، ووفقًا لمتحف بحر توبا الشعبي، كان في اليابان أكثر من أربعة الآف من غواصين الأما في عام 1972، وقد أنخفض هذا العدد في السنوات الأخيرة بشدة حتي وصل إلى 800 غواص فقط، وقد تم ملاحظة الانخفاض في عدد الغواصين بداية من الستينيات والسبعينيات، وذلك عندما شهدت اليابان نموًا وحراكًا اقتصاديًا هائلاً في تلك الفترة، وذلك لأنه مع النمو الاقتصادي الكبير فقد سمح ذلك لنسبة كبيرة من النساء بالحصول على تعليم جيد وبالتالي وظائف مناسبة وذات قيمة أكبر، ورغم ذلك قامت الحكومة اليابانية بوضع مبادرات للحفاظ على هذا التقليد موجودًا وعلى قيد الحياة، إذ إنه واحد من قيم ثقافية فريدة تتميز بها البلاد.
اندثار قيم ثقافية فريدة بسريلانكا
الصيد الطائر كما تم تسميته عالميًا، هو تقليد نشأ بسريلانكا، وقد يبدو الصيد الطائر كطريقة قديمة لصيد الأسماك، ولكن ليست هذه هي المشكلة، وهذا التقليد الشاب بدأ فقط أثناء الحرب العالمية الثانية، في ذلك الوقت، استخدم سكان سريلانكا الأصليون حطام الطائرات والسفن لصيد والقبض على الأسماك، ولكن ومع الوقت تمكنوا من تعلم كيفية بناء ركائز من الشعاب المرجانية، وكانت الدعامات أو الركائز تكون من العصي والخيوط ويتم تركيبها في المياه الضحلة، وكانت الطريقة هي أن يجلس الصيادون على هذه الركائز، حيث يمكن أن يضربوا عشوائيًا مجموعة من الأسماك وذلك باستخدام قضبان خاصة لصيد الأسماك.
وفي عام 2004، ضرب توسونامي سواحل سريلانكا، وتسببت الكارثة المدمرة في عمل تغيير كبير في سواحل سريلانكا، مما أدي إلى انخفاض قدرة السكان على ممارسة طريقتهم التقليدية في عملية الصيد، وبعد أعقاب الكارثة المفجعة في 2004، تخلي عدد كبير من الصيادين عن التقليد، وبحثوا عن وظائف أخرى، مثل الزراعة أو بيع الأسماك في السوق، ولكن لا يزال هناك أمل في أن لا يختفي تقليد يعتبر واحد من قيم ثقافية فريدة موجودة على كوكب الأرض، ولا يتمثل هذا الأمل في الحكومة، ولكم من مصدر غير متوقع وهو السياح، فالعديد من السياح الأجانب معجبين بطريقة الصيد الطائر، ودائمًا متحمسون لالتقاط صور للصيادين، ومن الحقائق الغريبة عن هذا التقليد، أن العديد من السكان الأصليين الجالسين على العصي لا يصطادون حقًا، بل إنهم ناس عاديين قد تم الدفع لهم للتظاهر حتي يتمكن السياح من التقاط صور لهم.
تقليد فيكا السويدي
فيكا هو مصطلح سويدي يشير إلى وجود فنجان من القهوة والمعجنات، وعلى عكس نظيره الأمريكي، والذي تتم فيه الأمور على عجل، فهذه العادة السويدية الغرض منها دعوة الناس إلى الإبطاء، والعثور على بعض لحظات الاسترخاء، والتفكير في الحياة والتسكع مع الأصدقاء على فنجان من القهوة.
ولسوء الحظ، بدأ هذا التقليد في الموت ببطء، إذ لم يعد الشباب السويدي يعتبره جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والهوية الوطنية، فالشباب في السويد ينظر إلى التقليد كأنه شيء يقومون به فقط عندما يزورون أجدادهم أو عند محاولة دعوة شخص للخروج في موعد، فهذا التقليد الفريد من نوعه لم يعد يتم على أساس منظم مع أصدقائهم أو زملائهم في العمل، ويوجد عدة عوامل توضح لماذا تبدأ قيم ثقافية فريدة حول العالم في الاختفاء، ولكن ربما العامل الأكثر أهمية في السويد هو أن السويد الآن لديها عدد ساعات عمل أطول بالمقارنة مع الأوقات السابقة، حيث أن كثير من السويدين الآن ليس لديهم وقت للاهتمام بتقليد الفيكا.
موسيقي أغرا غرانا في الهند
الأغرا غرانا هي واحدة من الأشكال الرئيسية للموسيقي الكلاسيكية الهندوستانية، ولكن الأسف، فإن هذا التقليد الموسيقى الغني يموت ببطء بسبب انخفاض عدد كل من الرعاة والممارسين، وعلى الرغم من كون هذا النوع من الموسيقى يكاد يكون مختفي في السوق الهندية مقارنة بالاتجاهات الموسيقية الأخرى، فلا يزال هناك عدد من ممارسي الأغرا غرانا الشغوفين الذين لم يستسلموا بعد، ولا يزال كذلك الأستاذ عقيل أحمد سحاب، أبرز أنصار هذا التقليد الموسيقى العريق، والذي يصل تاريخه إلى أكثر من 400 سنة، يعمل على تعزيز نوع الموسيقى بتعليم عدد قليل من المطربين المحبين لهذا النوع على الرغم من عمره الكبير وكذلك الفقر الذي يعيش فيه.
وتظن جويتا خاندلوال، عضوة بالكونجرس الهندي، أن الحفاظ على أغرا غرانا يعادل إنقاذ التراث الموسيقى الوطني في الهند، وأعرب جيتيندرا راجفانشي من جمعية المسرح الشعبي الهندي عن خيبة أمله وحزنه تجاه ميل جيل الشباب إلى تجاهل قيم ثقافية فريدة في الهند كهذه الموسيقى لصالح الموسيقى الشعبية الحديثة، وهذا هو الأسوأ، و حتى المؤسسات التعليمية غير ناجحة في إحياء الاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية الهندوستانية، وعلى سبيل المثال، قررت جامعة أغرا إغلاق قسم الموسيقى الكلاسيكية الهندوستانية، ولكن ما زالت بعض الكليات مستمرة في تقديم عدد قليل من الدورات التعليمية الخاصة بالموسيقى، ومع ذلك يتقدم فقط الفتيات لهذه الدورات.
صناعة الزجاج التقليدية في رومانيا
من حيث الفن والتطور، ربما كان الزجاج التقليدي الروماني يعتبر من بعض أفضل الأنواع في العالم، وكان المنتج الزجاجي ذات شهرة عالمية واسعة حيث كان من أشهر المنتجات التي يسعى إليها الناس في المحلات التجارية الفاخرة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
تقليد صناعة الزجاج يعتبر من قيم ثقافية فريدة من نوعها حول العالم، وعلى الرغم من سمعة التقليد البراقة والتاريخ الغني، فإنه يواجه خطر الاختفاء من الثقافة الرومانية وذلك نظرًا لتضاؤل عدد الحرفيين المهتمين بهذا النوع من الفن، وقام عدد من صناع الزجاج خارج العاصمة الرومانية بوخاريست بعدة مبادرات لإظهار الجمال والتاريخ الغني لهذا التقليد للشباب، ولسوء الحظ فإن معظم الشباب ليس لديهم الاهتمام أو الالتزام الكافي للحفاظ على هذا الفن من الزوال.
وبدون أي دعم من الحكومة الرومانية، فإن صانعو الزجاج قلقون على اختفاء الحرفة وموتها قريبًا أكثر مما كان متوقع، ومع ذلك، لا يزال هناك أمل لصناع الزجاج الذين يأملون أن يكون الطلب القوي للزجاج الروماني في السوق العالمية قد يكون دافعًا كبيرًا للشباب على مواصلة التقليد والحفاظ عليه.
أعياد الميلاد في بوهول، الفلبين
“دايجون سا إيغو-إيغو”، أو “تمجيد الولادة”، هو واحد من عدة قيم ثقافية فريدة مهددة بالزوال حول العالم، وهو تقليد موسيقى شعبي يمارس في مقاطعة جزيرة ماريبوجوك في بوهول بالفلبين، والتقليد الموسيقى يصور ولادة يسوع المسيح، وسكان ماريبوجوك قلقون بشدة من اختفاء التقليد وذلك عند موت ممارسوه الأحياء، فأخر مرة تم ممارسة فيه التقليد بشكله الكامل ترجع إلى عام 2011 وكان ذلك خلال مهرجان بوهول للفنون.
وبصرف النظر عن عدم اهتمام الشباب الصغار بالتقليد، فإن الموسيقى الغربية الحديثة تمثل تحديًا لتقليد أعياد الميلاد ببوهول، وأشار البروفسور لوسبو من جامعة الاسم المقدس إلى أن التأثيرات من موسيقى الجاز وغيرها من الأنواع الموسيقية الغربية أدت إلى فقدان التفاصيل الأصلية والعديد من الصفات الأساسية من التقليد، وأضاف أيضًا أن أعياد الميلاد فقدت معناها الأصلي.
في الماضي، كان سكان ماريبوجوك يؤدون التقليد بدافع تمجيد ولادة يسوع المسيح، ولكن في الحاضر، فإن العدد القليل لممارسي التقليد دافعهم الوحيد هو المال، حيث يقومون فقط بتأدية التقليد مقابل بعض المال من أصحاب المنازل.
صناعة النسيج التقليدية بجمهورية لاوس
تعتبر لوانغ برابانغ هي مركز صناعة الغزل والنسيج في لاوس، والنساجون التقليديون، مثل أعضاء قبيلة كاتو، ما زالوا يصنعون نفس التصاميم ويستخدمون نفس التقنيات التي استخدمها أجدادهم منذ مئات السنين.
وفي السنوات الأخيرة، شهد البلد الآسيوي الفقير نموًا هائلاً في مجال السياحة، وفي عام 2012، رحبت لاوس بأكثر من 3.3 مليون سائح دولي، كان معظمهم من الصين وتايلاند، و على الرغم من أن الزيادة الملحوظة في الزوار الأجانب قد أفادت صناعة السياحة، إلا أنها أثرت سلبًا على صناعة الغزل والنسيج، وأدت الزيادة في عدد الزوار الأجانب إلى زيادة الطلب على منتجات المنسوجات اللاوسية، ومن أجل تلبية الزيادة المفاجئة في الطلب، لجأ التجار لبيع منسوجات لم تصنع بلاوس، وكانت هذه المنسوجات مصنوعة من حرير تايلاندي أو فيتنامين ومقارنة بالمنسوجات اللاوسية، فأنواع الحرير التايلاندي والفيتنامي أكثر لمعانًا وخشونة من أنواع الحرير اللاوسية، وكما أنها تتفكك بسهولة، وبسبب ذلك ظهرت بعض المبادرات لمعالجة المشكلة المتزايدة، فعلى سبيل المثال، تنظم منظمة غير ربحية تدعى “فيبر تو فابريك” معارض في لوانغ برابانغ لتثقيف الزوار الأجانب حول التاريخ الغني ومميزات المنسوجات اللاوسية الأصيلة، وتأمل المنظمة من خلال ذلك أن يتمكن السياح من خلال معرفة ملامح الحرير الأصلي اللاوسي والتاريخ وراء واحدة من قيم ثقافية فريدة تتميز بها البلاد التعرف على المنسوجات الأصلية وتجنب المنتجات المستوردة من الخارج.
مسرحيات الظل في الصين
لمئات السنين، كانت مسرحيات الظل بمثابة شكل من أشكال الترفيه للشعب الصيني، وذلك في معظم الأحيان خلال الاحتفالات والأحداث المختلفة مثل الحصاد الوفير والزواج والمهرجانات، ويرافق هذا التقليد الملون القديم الموسيقى، ويتم لعب الموسيقى بواسطة ستة أو سبعة ممثلين، والذين يقومون بمناورة الدمي من وراء الشاشة.
ومن المحزن أن الضحك والسعادة اللتين جلبتهما هذه المسرحيات الظلية قد تنتهي، لأن معظم جيل الشباب الصيني قد أعرب عن اهتمام ضئيل أو لا يهتم بتعلم هذا التقليد الغني، وقال هو تشانغيو، وهو رجل عجوز من قرية هوزانغ بمنطقة بينغغو ببكين، وهو واحد من أثنين فقط من أساتذة مسرحيات الظل في المنطقة، وعلى الرغم من كونه لاعب وممثل مسرحيات ظل شهير، فقد قال أنه لايستطيع أن ينقل خبرته ومعرفته الغالية لهذا التقليد لأطفاله، لأنهم وبكل بساطة غير مهتمين به.
و بدأت الحكومة الصينية في جمع وتأمين الفنون الشعبية الوطنية وإنشاء ملاذ للتراث الوطني الصيني في محاولة للحفاظ على التقاليد الثقافية مثل مسرحيات الظل، ووفقًا للخبراء الصينيين، اختفاء قيم ثقافية فريدة في الصين في اليوم الحالي يرجع إلى أسلوب الحياة الحديث والتصنيع والتحضر وتأثير ثقافة الأيام الحالية على الشباب بقوة.
قبعات بنما الأصلية في الاكوادور
تعرف القبعات أيضًا باسم مونتكريستيس، وقبعات بنما الأصلية لا تصنع حقًا في بنما، ولكن يتم تصنيعها في قرية ريفية بالاكوادور تدعي بايل، ولقرون، ازدهرت صناعة النسيج في الاكوادور بفضل قبعات بنما، ومع ذلك، عندما بدأت الصين في إنتاج كميات كبيرة من قبعات أرخص مصنوعة من الورق، بدأت صناعة النسيج بالاكوادور في الانخفاض بشكل كبير، وتصدر الصين قبعات مصنوعة من القش سنويًا بقيمة مليار دولار، وهذا كافي تمامًا للتغلب على القبعات المصنوعة بالاكوادور، والتي تصل قيمتها سنويًا إلى 2.3 مليون دولار، وتسيطر الصين حاليًا على 40 في المائة من السوق العالمية، في الحين الذي تمتلك فيه الاكوادور 1 في المائة من السوق العالمية.
وقد دفع هذا الوضع المخيف العديد من الناسجين الاكوادوريين للبحث عن مصادر بديلة للعيش، ومن المحزن أن أقل من 20 من النساجين الخبراء ما زالوا يواصلون التقليد المتمثل في صناعة قبعات بنما أصيلة، على الرغم من أن المراهقين المحليين قد تم تدريبهم على سلوكيات الصناعة منذ 2011، فعدد قليل منهم فقط مهتم حقًا بالعمل في الصناعة، وعلى الرغم من المجهود المبذول لإبقاء هذه الصناعة على قيد الحياة في الاكوادور، فمستقبل صناعة قبعات بنما لا يزال غير مؤكد إلى الآن.
فن رسم الوشم التقليدي في كالينغا
تعتبر أبو وانغ أود، وهي امرأة تبلغ من العمر 93 عامًا من جبال كالينغا، أخر فنان رسم وشم تقليدي في الفلبين، خلال شبابها، فقد قامت برسم العديد من الوشوم الرمزية على أجسام محاربي القبائل المختلفة، وذلك باستخدام عودين من البامبو فقط وبعض الحمضيات الصغيرة المعروفة محليًا باسم كالامانسي، وتعرف أيضًا باسم بوتوك، وكانت هذه الوشوم التقليدية أكثر من مجرد زخرفة بصرية لقبيلة كالينغا، فهذه الرسوم تمثل لهم الفخر والكرامة والشرف، فهي علامات رفعت من قيمة المحاربين الشجعان عن بقية الناس العاديين من المجتمع.
وكان يتم منح المحاربين هذه الوشوم التقليدية بشرط أن يكونوا قادرين على قطع رأس العدو والعودة بها للقرية، وبالنسبة للوشوم، فمحاربين قرية كالينغا، استلهموا الرسوم من الحيوانات، وفي الماضي، كان من الشائع أن يرسم المحاربين صورة لحشرة الحريش (أم أربع وأربعين) على أذرعهم للحماية ورسم الثعبان على أكتافهم للقوة، وكان رسم النسر على الصدر والظهر أيضًا شائعًا، وكان ذلك فقط للمحاربين الأكثر شجاعة، ولسوء الحظ، تحول تقليد يعد من قيم ثقافية فريدة تتميز بها القبائل في الفلبين إلى مجرد نشاط سياحي، وأي شخص لديه المال يمكنه الحصول على وشم من أبو وانغ أود، فليس هناك أي حاجة لقطع المحاربين لرؤوس الأعداء بعد الآن.
أضف تعليق