يعتبر العرق واحداً من الوسائل الطبيعية التي حبانا الله بها كي تقلل من درجة الحرارة الزائدة في الجسم، والذي يجب ألا تزيد درجة حرارته عن 37 درجة كي تستطيع أجهزتنا الحيوية العمل بشكل صحيح. ويعتبر إفراز العرق في درجات الحرارة المرتفعة شيء طبيعي، والذي تختلف كميته من شخص لآخر تبعاً للوزن والسن والنشاط البدني المبذول، وكمية المياه التي يتناولها الشخص. لكن يشكو بعض الأشخاص من زيادة إفراز العرق مع انخفاض درجات الحرارة، وكذلك تعرق بعض الأجزاء في الجسم مثل باطن اليد، باطن القدم، فروة الرأس، الجبين، ومنطقة تحت الإبطين بشكل ملحوظ، وتزداد تلك المشكلة عند تعرضهم للتوتر النفسي أو عند اجتيازهم للاختبارات أو حتى بمجرد جلوسهم دون بذل أي مجهود يذكر، فيما يطلق عليه فرط التعرق. في معظم الحالات يحدث فرط التعرق للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، من يتعرضون للضغط والتوتر النفسي، المراهقين، المصابون بالأنيميا وفقر الدم. وقد يكون فرط التعرق إشارة لمرض أكثر خطورة مثل أمراض القلب والدورة الدموية، مرض السكر، زيادة نشاط الغدة الدرقية، وسرطان الدم. تصاب النساء بفرط التعرق عند دخولهم في سن اليأس، والذي يزول تدريجياً بعد بضعة سنوات.
وعلى الرغم من أن فرط التعرق يمكن علاجه بسهولة سواء بالأدوية الطبية أو بالمواد الطبيعية في المنزل إلا أنه يعتبر مشكلة اجتماعية تتسبب بالحرج للكثيرين، وخاصة إذا ما كان العرق مصحوباً برائحة غير مستحبة.
استكشف هذه المقالة
أسباب فرط التعرق
لنتناول أولاً أسباب فرط التعرق، تلك الظاهرة التي تنتشر بنسبة تصل إلى 6% بين المراهقين، وتزداد لتصل إلى 10% في البالغين من النساء أو الرجال على حد سواء. على الرغم من أن فرط التعرق قد يكون طبيعياً في البداية إلا أنه مع زيادة الوزن تزيد حدته بشكل كبير. وفي بعض الأحيان قد يكون فرط التعرق راجعاً لخلل في عملية الأيض، زيادة نشاط الغدة الدرقية، الإصابة بمرض السكري، النقرس، وعند دخول المرأة في سن اليأس.
وعلينا أن نفرق بدقة بين فرط التعرق كمرض وبين ما يحدث من زيادة إفراز العرق عند تناول بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للالتهابات والتي تحتوي على مادة الباراسيتامول، وبعض أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات. يؤثر النظام الغذائي بشكل كبير على من يعانون من فرط التعرق، حيث أن الإكثار من تناول السوائل، وتناول المشروبات الساخنة في فصل الصيف، تناول المشروبات الكحولية، كل ذلك يؤدي بدوره إلى زيادة إفراز العرق.
أما فرط التعرق الموضعي والذي يظهر على هيئة تعرق مفرط في راحة اليد أو القدمين وتحت الإبطين، فإنه يرجع في الغالب للتوتر النفسي، وينتشر هذا النوع من فرط التعرق بشكل كبير بين المراهقين والأطفال الذين يعانون من مشكلات أسرية.
كيف تتخلص من فرط التعرق بطرق طبيعية في المنزل؟
يمكن التخلص من مشكلة فرط التعرق بطرق طبيعية في المنزل، والتي ينصح بإتباعها لفترة وعند عدم الشعور بتحسن، يوصى باستشارة الطبيب المختص للوقوف على الأسباب المؤدية لفرط التعرق.
تناول السوائل
على عكس ما يشيع فإن تناول الماء وبكثرة قد يكون حلاً لمشكلة فرط التعرق، فللماء قدرة على تنظيم درجة حرارة الجسم، ويمكن تناول الماء سواء منفرداً أو على هيئة عصائر طبيعية مثل عصير الليمون، الأعشاب المهدئة، وماء جوز الهند.
زيت أوراق الشاي
ينصح باستخدام زيت أوراق الشاي للتخلص من فرط التعرق في منطقة الوجه والكفين، ويتم استخدامه على هيئة دهان موضعي للمناطق التي يزداد فيها التعرق. يعمل زيت شجرة الشاي على علاج الفطريات المسببة لرائحة العرق المزعجة كما يؤدي إلى تضييق المسام الخارجية للبشرة مما يجعلها أكثر جفافاً.
خل التفاح
يحتوي خل التفاح على مواد قابضة والتي تعمل على تقليل مشكلة فرط التعرق، ويعمل خل التفاح كذلك على توازن نسبة الحموضة في الجسم، ويستخدم على هيئة دهان على البشرة الخارجية للجسم.
البابونج
يعتبر البابونج أو الكامويل مصدر طبيعي غني بالمواد التي تعمل على تضييق مسام البشرة، كما يتميز أيضاً برائحته المنعشة وقدرته على محاربة الجراثيم التي تسبب رائحة العرق الغير مستحبة.
أوراق الشاي الأسود
يعتبر الشاي الأسود من الأعشاب الطبيعية الغنية بحمض التانيك، ذلك الحمض الذي يتمتع بخاصية قابضة للمسام وتعمل بشكل أساسي على كبح نشاط الغدد العرقية في الجسم.
زيت جوز الهند وبيكربونات الصوديوم
يمكن مزج ملعقة من بيكربونات الصوديوم مع 100 مليلتر من زيت جوز الهند واستخدامهم كدهان موضعي على الأماكن التي تعاني من زيادة إفراز العرق.
منقوع عشبة القمح
يعمل منقوع عشبة القمح على مد الجسم بكمية كبيرة من فيتامين ب، والذي يعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم، والحفاظ على تعادل نسبة الحموضة في الدم، ولذلك يعتبر من أكثر الطرق الطبيعية تأثيراً لعلاج فرط التعرق.
عشبة الساج
تشتهر عشبة الساج بقدرتها على قبض مسام البشرة، وبذلك تقلل من نشاط الغدد العرقية بالجسم. تنقع عشبة الساج في 250 مليلتر من الماء الدافئ وتترك لساعات ثم تصفى، يدهن بالمحلول على الأماكن التي يزداد فيها إفراز العرق.
الغذاء المتوازن
لا شك أن النظام الغذائي اليومي يؤثر بشكل كبير في مشكلة التعرق، وقد يكون فرط التعرق إشارة إلى نقص عنصر الماغنسيوم في الجسم، ولذلك يُنصح من يعانون من فرط التعرق بالحرص على تناول الأنواع الغنية بالماغنسيوم مثل حبوب القمح الكاملة، البطاطس والبطاطا، المكسرات، بذور القرع والكتان.
عشبة المرمرية
تتميز المرمرية بخواصها المطهرة والمضادة للالتهابات، كما تعمل على انقباض مسام البشرة مما يساعد في التخلص من فرط التعرق. تحتوي المرمرية على فيتامين ب والماغنسيوم، اللذان يساعدان بشكل كبير في الحد من مشاط الغدد العرقية بالجسم. تستخدم المرمرية كغسول موضعي بإضافة ملعقة من المرمرية الجافة إلى كوبين من الماء وتغلى. بعدما تبرد يمكن إضافتها لماء الاستحمام. يمكن أيضاً شرب عشبة المرمرية بإضافة بضعة أوراق منها إلى كوب من الماء المغلي وتركها تنقع لعدة دقائق وتحليتها وشربها دافئة.
الإقلال من المنبهات والنيكوتين
على مريض فرط التعرق الإقلال من تناول المشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي، وكذلك إذا كنت مدخنا فعليك الإقلاع عن التدخين، حيث تعتبر مادتي الكافيين والنيكوتين من المواد التي تزيد من تعرق الجسم.
خاتمة
يعاني مرضى فرط التعرق من الحرج الشديد وخاصة عند التواجد في أماكن عامة، ولكن مشكلة فرط التعرق تعتبر من المشكلات السهلة والتي يمكن حلها والتخفيف من وطأتها بسهولة. أولاً على من يعاني من فرط التعرق الحرص على تناول وجبات غذائية صحية ومتوازنة، والابتعاد عن تناول الدهون والتوابل. ويعتبر الماء هو العلاج الأساسي لمريض فرط التعرق، حيث يحافظ الماء على درجة حرارة الجسم، ويقلل من نشاط الغدد العرقية. استخدام بعض الأعشاب والزيوت كعلاج موضعي لفرط التعرق يساعد في تقليل نسبة إفراز العرق والقضاء على الفطريات والمسببة لرائحة العرق الغير مستحبة. وينصح كذلك بالابتعاد عن التوتر النفسي والتي تزيد من حدة فرط التعرق. في حالة عدم الشعور بتحسن ينصح باستشارة الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة للوقوف على الأسباب الكامنة وراء زيادة إفراز العرق في الجسم.
أضف تعليق