تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كيف تجيد كتابة منشور طويل أو تدوينه على مواقع التواصل الاجتماعي؟

كيف تجيد كتابة منشور طويل أو تدوينه على مواقع التواصل الاجتماعي؟

لا بد أنه قد خطرت ببالك يومًا فكرة ما أردت أن تعبر عنها عبر كتابة منشور طويل على موقع التواصل الاجتماعي ولكن هذه الفكرة محاطة بالمخاوف لديك، فكيف تتخطاها؟

كتابة منشور طويل

لا ريب أن هناك كتابة منشور طويل على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا فيسبوك أصبح من الأمور الهامة جدًا والذي لا غنى عنه حيث أنك تريد أن تشرح وجهة نظر ما لديك ولا تريد أن يساء فهمك أو يلتبس الأمر على الأصدقاء الذين ستشارك معهم هذا المحتوى أو حتى ستحكي موقف ما حدث لك أو توضح حدوث طارئ في حياتك أو غير ذلك ويستلزم هذا كتابة عشرة أسطر أو خمسة عشر سطرًا مثلاً لتوضيح هذا، فكيف تستطيع كتابة منشور طويل وما هي العقبات التي تقف في طريقك والأدوات اللازمة لك.

ملل الكتابة

لعل أبرز ما يواجه الشخص الذي ينوي كتابة منشور طويل شعوره بالملل تجاه الكتابة لفترة تتجاوز عدة دقائق حيث أنه معتاد على مشاركة ما يكتبه الآخرين أو رفع الصور والفيديوهات وحتى الكتابة تكون في حدود كلمات قليلة لا يتعداها، لذلك بالنسبة له فإن كتابة منشور طويل سيصيبه بالملل لا محالة، وهذا بالطبع لأنه يظن أن الكتابة شيء غير ممتع والحقيقة أنها ممتعة جدًا إن كنت تتحدث عن موضوع يشغلك، مع كل اختلاجة شعورية لديك أو كل فكرة متخبطة توضحها في هيئة كلمات وتنفخ فيها الروح تشعر بأنك تفهم ذاتك أكثر بل على العكس ستجد نفسك لا تستطيع التوقف عن الكتابة وربما ظنك أنك لن تستطيع كتابة أكثر من 10 أسطر تجاوز إلى صفحات، لذلك للتغلب على ملل الكتابة يجب أن تختار الموضوع الذي يعبر عنك ويشغلك فعلا.

لا أحد سيهتم ويقرأ

هذه الفكرة كثيرًا ما تراودك عند كتابة منشور طويل، أنه لا أحد سيهتم ويقرأ كل هذه الكلمات، صحيح أن سمة مواقع التواصل الاجتماعي هي التغريدات القصيرة التي لا تتجاوز في عدد كلماتها ثلاثون أو أربعون كلمة ولكن هذا بسبب ثقل ظل الموضوع على الناس، وبالتالي يجب أن تختار موضوعًا جذابًا، ولكن مسألة الاختيار هذه تليق أكثر بكاتب محترف وليس بشخص يعبر عن نفسه على صفحته الشخصية، وبالتالي يجب أولاً أن تتفهم أن المتعة الحقيقية والغاية الأساسية في أنك تشعر أنت بالمتعة لأنك أخرجت ما يدور في رأسك، وصدقني طالما كتبت ما في رأسك بالفعل ستجد من يقرأ لأن الناس يحبون قراءة الأفكار الصافية هذه وكلما كنت صادقًا في كتابته، أي كلما كنت تكتب المنشور من أجل أن تخرج ما بداخلك وتعبر عن نفسك دون ابتغاء أي غرض آخر كلما وجدت حماس الناس يزداد لك أكثر، لأن عادة ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب مباشرة، لذلك لا تهتم أنت بمن سيهتم أثر الكتابة الهام هو على شخصك لا على الآخرين.

الفكرة أهم عناصر كتابة منشور طويل

يجب عند الإقبال على كتابة منشور طويل أن تحدد الفكرة التي تريد أن تتحدث عنها، ما هو الموضوع الذي تريد الحديث عنه تحديدًا، ما هو جوهره؟ ما الذي تريد توضيحه بالضبط، هذه هي الفكرة الرئيسية والأساسية للموضوع، وإن سبب الأزمة الكاملة في الكتابة أنك لابد قد جربت من قبل الكتابة في موضوع ما ثم وجدت أنك كتبت كثيرًا لكنك لم تصل لشيء وذلك بسبب أنك انجرفت مع أفكارك ولم تستطع الدخول في الموضوع لأنك لم تحدد حتى الآن النقطة التي تريد فيها الحديث بالضبط بالتالي وجدت نفسك تسبح مع أفكارك دون ضابط أو رابط مثل قارب صغير تتقاذفه الأمواج المتلاطمة، في ليلة ظلماء، لذلك قبل أن تقبل على كتابة المنشور حدد الفكرة والأفضل أن تضع لها عنوان، مثلاً لو كنت مقبلاً على ترك عملك وتود توضيح الأسباب التي من أجلها ستترك العمل، وتريد أن تحدد الأسباب فحسب ولا يهمك ماذا ستفعل بعد ترك العمل أو سرد تاريخك المهني منذ البداية، إذن ستضع عنوان “لماذا سأترك عملي الحالي؟” بهذا ستستطيع كتابة المنشور الطويل حول أسباب ترك عملك دون الانجراف في أمور جانبية.

تحديد عناصر الموضوع

قلنا عند كتابة منشور طويل يجب تحديد الفكرة ووضع عنوان لها، بعد أن تحدد الفكرة يجب أن تحدد عناصر هذه الفكرة، يمكنك أن تحولها إلى عناصر مرقمة: 1، 2، 3، 4… إلخ أو أ، ب، ج، … بحيث تفصل كل عنصر عن الآخر وتفصل كل عنصر عن شوائبه، مثلاً لو أخذنا الموضوع السابق كمثال “لماذا قررت أن أترك عملي الحالي”، ها أنت قد حددت الموضوع الذي تود الحديث فيه، والآن تحدد عناصره كي لا تتداخل معه، مثلاً 1- يأخذ مني وقتًا زائدًا عن اللازم 2- ليس به مواعيد محددة 3- مقدار ما أجنيه منه لا يتناسب مع المجهود الذي أبذله 4- أواجه عنت المدير وتسلطه، 5- لا أشعر أن زملائي يتحلون بالروح الطيبة التي تجعلني باقيًا على رفقتهم…. إلخ

تحت كل عنصر من هذه العناصر قل ما بداخلك تجاهه، المسألة بسيطة جدًا وتشبه حبات عقد ينفرط.

اللغة

هناك دائمًا أزمة كبيرة اسمها اللغة أي الحصيلة اللغوية التي تستطيع التعبير بها عما يجول بداخلك، ليس كل شعور له لفظ يعبر عنه وحتى إن كان له لفظ فإنك لا تستطيع الإلمام بكافة الألفاظ، وبالتالي يصيبك الإحباط وتشعر أنك شخص ليس بجيد كفاية لكتابة منشور طويل، وهذه أزمة، أولاً أنت لا تكتب مقال بالتالي لا مشكلة في كتابة المنشور باللغة الدارجة بمنتهى البساطة، ثانيًا ما لم تستطيع التعبير عنه بالألفاظ الواضحة تستطيع التعبير عنه بالوصف، قم بوصف شعورك، ما لم تستطيع التعبير عنه بلفظ واحد دقيق تستطيع وصفه في جملة من 5 كلمات مثلا، لا مشكلة على الإطلاق، المهم أنك ستعبر عما بداخلك، وبالقراءة المستمرة وممارسة الكتابة ستجد نفسك تمرست وأصبحت جاهزًا أكثر ولديك حصيلة لغوية محترمة ستزداد قوة كلما كتبت أكثر وأكثر وأكثر، ليس من المنطقي الآن في عصر أصبح لكل شخص فينا منصة يعبر فيها عن نفسه وعن حياته وعن وجهات نظره وعن فلسفته ورؤيته للحياة أن يقوم فقط بدور المتفرج يقوم بضغط الإعجاب أو مشاركة أفكار الآخرين ومواقفهم متحسسًا نقاط التماس معهم، يجب أن تكتب أنت بنفسك وليس المطلوب منك أن تصبح شاعرًا أو روائيًا، اكتب كما لو كنت تتحدث مع أصدقائك.

الأسلوب

عند كتابة منشور طويل لا تهتم كثيرًا برأي الناس في أسلوبك ولا في كتابتك، في النهاية أنت ستتحدث إلى أصدقائك الذين يعرفونك جيدًا ويعرفون مستواك الثقافي، وبالتالي اكتب مثلما تتحدث إليهم بشكل مباشر، فقط ما عليك سوى أن تنقل الكلمات المنطوقة إلى كلمات مكتوبة وعليك أن تبتعد عن التكلف والتصنع ومحاولة جلب تعبيرات قوية أو ألفاظ فخمة حتى يقال عنك أنك تمتلك أسلوبًا رصينًا، كما قلت أن الغاية هو التعبير عما بداخلك قبل أي شيء، كما قلت أن أهم شيء البساطة والتلقائية والصدق، لأنك لا تحتاج سوى إلى صوتك الخاص ولا تحتاج إلى استعارة صوت آخر للتعبير عنك، لن يعبر عن حالتك غيرك، وبالتالي لست في حاجة إلى أسلوب مميز، لأنك تكتب إلى أصدقائك بالأساس ولا داعي للتكلف والتصنع والابتذال.

التكثيف

عند كتابة منشور طويل يجب أن تراعي التكثيف، والتكثيف بمعنى كتابة الموضوع دون تطويل أو مط أو تكرار، الجملة تحاول أن تكتبها مرة واحدة وتكتب كل لوازمها حتى لا تضطر أن تكتبها مرة أخرى يعيب دائمًا على الكتابة التكرار الذي يجعلك أنت تمل وأنت تكتب ويجعل القارئ يمل وهو يقرأ والتكثيف بالشكل الأدبي له مدلولات أكثر عمقًا وأكثر رحابة لكن هنا على مستوى كتابة منشور طويل على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي فإننا نقول فقط عدم تكرار عناصر الموضوع أي عدم تكرار الجمل مرة أخرى بحيث تكتب الجملة مرة واحدة ولا تقوم بتكرارها مرة أخرى لأي سبب.

الطول المناسب للموضوع

عند كتابة منشور طويل يجب مراعاة عدم أن يطول الموضوع منك زيادة عن اللزوم، يجب أن تراعي أن يكون الطول مناسبًا قدر الإمكان، وبالتالي يجب عليك أن تعرف أن هذا ليس دراسة بحثية بحيث يكون المنشور عبارة عن 4 صفحات أو خمسة، يجب الاكتفاء بـ500 كلمة كحد أقصى توجز فيها موضوعك باختصار وتحاول حذف ما ليس له أهمية أو ما سيعيقك عن إبراز فكرتك وتوضيحها وتصفيتها من الشوائب التي ستشوبها والتي ستبعدك عن جوهر الفكرة الرئيسي وفي نفس الوقت ستجعل الفكرة مبهمة غير واضحة أو بارزة.

الإلمام بالموضوع الذي ستتحدث فيه

إذا كنت ستتحدث في قضية عامة بها معلومات عليك معرفتها فيجب عليك الإلمام بهذه المعلومات جيدًا ودراستها وتحليلها، واستنباط رؤيتك من خلالها بعد مرور وجهة نظرك عليها ومدى الأثر الذي طرأ على وجهة نظرك هذه بعد معرفتك لهذه المعلومات، إياك أن تدفع وتذهب مباشرة إلى كتابة وجهة نظرك في موضوع لا تفهم فيه شيئًا أو تنبري في عرض رؤيتك عن قضية أنت تجهل أبعادها تمامًا، أولاً تجنبًا للانفعال الوهمي الذي يفرز آراءً غبية لا قيمة لها على الإطلاق وثانيًا تجنبًا لأن يقوم أحدهم بإحراجك بعرض المعلومات التي فاتتك وجعلت من وجهة نظرك منعدمة القيمة، لذلك قبل أن تقدم على كتابة منشور طويل عليك أن يكون لديك إلمام بالموضوع الذي ستتحدث فيه وقمت بعمل دراسة عنه.

توقع رد فعل القارئ

هذا المستوى هو مستوى متقدم من مهارة الكتابة وتستطيع الوصول إليه بعد فترة طويلة من الكتابة في قضية عامة تستلزم النقاش، فعندما تعرض وجهة نظرك التي تقتنع بها، هذا لا يمنع أبدًا ألا ترى وجهات النظر الأخرى التي لا تقتنع بها، بمعنى أن اقتناعك بزاوية الرؤية التي ترى منها لا ينفي وجود عدة زوايا أخرى وبالتالي تضع نفسك مكان المقتنعين بالرؤى الأخرى هذه وتستنتج ما الذي يمكن أن يقولونه وبناءً عليه تقوم بالرد على هذه الرؤى من تلقاء نفسك هذا بالطبع سيعطي انطباع عنك أنك أكثر تفهمًا وتمكنًا مما تقول وتمتلك رؤية متماسكة ووجهة نظر تحترم، وستكسبك القوة والصلابة بالطبع، وهذا يليق أكثر بمقال لا كتابة منشور طويل، ولكن لم لا وقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات للنقاش وتبادل الآراء.

خاتمة

قدمنا لك أبرز النصائح لكتابة منشور طويل على مواقع التواصل الاجتماعي والآن تستطيع أن تبدأ وتكتب حالاً كل ما يدور في رأسك دفعة واحدة.

محمد رشوان

أضف تعليق

16 − 7 =