لهواة الحيوانات عادة ما تكون قطط الشوارع نقطة ضعف بالنسبة لهم ربما أكثر من القطط المنزلية العادية ذلك وأنهم لا يرعاهم أحد ولا يقدم لهم الطعام أحد بل ربما يواجهون البرد والضرب والعقاب من البشر طوال فترة تواجدهم في الشارع، لذلك هل من الممكن ترويض قطط من الشارع؟ هذا ما يدور في خلد أي شخص مهتم بالحيوانات ومحب للقطط، إن كنت تود أن تأخذ قطة من الشارع لتعيش معك فهذا أصبح متاحًا وإليك كل ما تريد معرفته عن قطط الشارع.
استكشف هذه المقالة
ترويض قطط الشوارع
ليس هناك أي أزمة في تحويل قطة الشارع إلى قطة منزلية أليفة، ولكن المشكلة تكمن في كيفية إمساكها وإقناعها أن تذهب معك إلى المنزل دون أن تصاب بأذى، يجب أن تجعلها تطمئن لك؟ كيف يحدث هذا.. من الأشياء الإيجابية في الأمر أن القطط عمومًا لا تحب الابتعاد عن موقعها فإن صادفت قطة في شارع يومًا وذهبت لتبحث عنها في اليوم التالي ستجدها في نفس المحيط تقريبا بالتالي لن تتعب كثيرًا، ستضطر لأخذ فترة في البداية كي يعتادوا عليك وعمومًا قطط الشوارع وأي قطط عمومًا تحب من يحنو عليها ويطعمها، فإن ظللت لمدة أسبوع على الأكثر تطعمها فسوف تطمئن لك وتألف إليك وفي مرة ضع الطعام في صندوق يحكم غلقه وخذها لتعيش معك، قص لها أظافرها واغسلها وحممها جيدًا، قد تأتي بالطبع بديدان في بطنها من أكل الشارع أو بحشرات في جلدها وفروتها، وكل هذه الأمور لها تطعيمات معينة يمكنك أن تسأل عنها أي طبيب بيطري أو أي شخص له خبرة بتربية القطط وهي عبارة عن أمبول حشرات موضعي، وقرص يتم بلعه من أجل الديدان، يمكن طحنه مع الطعام إن استلزم الأمر ولكن يفضل بلعه كاملاً.
كيف تربي قطط الشوارع
هناك صعوبة بالطبع في البداية في اعتياد قطط الشوارع على الرعاية المنزلية إلا أنه بالاعتياد نستطيع تربية هذه القطط إخضاعها وتعويدها على نظام المنزل وتصبح مثلها مثل القطط المنزلية بالضبط لا فرق بينها على الإطلاق، لكن قطط الشوارع تحتاج للمزيد والمزيد من المحبة والعطف حتى تعتاد على الأسلوب الجديد والمنزل الذي تعيش فيه.
إذن كيف أعرف أن القطة اعتادت على الحياة المنزلية؟ قم بحبسها في غرفة وضع لها صندوق الإخراج، فإن استخدمته في قضاء حاجتها فقد استوعبت الحياة المنزلية وهي الآن مستعدة للتعامل كقطة منزلية.
حتى اعتياد القطة على المنزل وحياة المنازل، ابعد عن طريقها الأشياء الثمينة القابلة للكسر، وابعد عنها الأسلاك أيضًا مثل أسلاك الكهرباء والهاتف لأنها قد تموت بسببها مشنوقة أو مصعوقة، أيضًا الأشياء التي يمكن أن تبتلعها وتقتلها بسبب التوقف في حلقها، والنصيحة الذهبية والأهم هي عرض القطة على طبيب بيطري قبل إحضارها المنزل وهذا إجراء احترازي هام جدًا لا غنى عنه.
الفرق بين قطط المنزل وقطط الشوارع
لا يكاد يوجد فرق جيني بين قطط الشوارع وقطط المنازل، كلاهما قطط غير أن قطط المنازل وجدوا أشخاصًا يرفقون بهم ويؤوونهم عندهم، إلا أن قطط الشوارع لم تجد هؤلاء الأشخاص وبالتالي هي تتعرض يوميًا لمواقف صعبة عديدة وتحاول باستمرار السيطرة على المنطقة التي تعيش فيها أو التعايش مع الحيوانات والقطط الأخرى التي فيها وإيجاد لقمة تأكلها فيها، وإن استلزم الأمر الصراع على هذه اللقمة، وبالتالي تكتسب قطط الشوارع عدائية في التعامل وتجدها تنفر من البشر نوعًا ما، وذلك بسبب البشر الذين كانوا يؤذونها ويضربونها، بعكس قطط المنزل الأليفة المألوفة الوديعة الطيبة بسبب ما وجدته منذ الصغر من رعاية وحماية منذ البداية.
وبسبب المخاطر التي تواجهها قطط الشوارع فإن المعدل العمري لها لا يتخطى الثلاث سنوات بينما المعدل العمري للقطط المنزلية يكاد يصل إلى 15 عامًا، وذلك بسبب ما تلاقيه الأخيرة من رعاية وأمان صحي وغذائي.
قطط الشوارع الصغيرة
يفضل بالطبع تربية قطط الشوارع الصغيرة على الكبيرة لأن الكبيرة تكاد تكون متعبة أكثر من الصغيرة بكثير خصوصًا وأنها تربت في بيئة من المخاطر والصراعات وتطبعت بطباع هذه البيئة لذلك من الصعب الاستقرار في مكان واحد والأكل بشكل منتظم وغير ذلك إلا أن القطط الصغيرة عادة تكون وديعة ولم تكن قد تطبعت بعد بطباع الشارع القاسية ولو لاحظت القطط الصغيرة تستغرب حينما ينهرها أو يبعدها أحد لأنها تظن بفطرتها أنها يجب أن تأكل وتتعامل مع المخلوقات بدون محاذير أو مشكلات لذلك يكون من الأفضل إنقاذ قطط الشوارع الصغيرة البريئة ولها الأولوية على الكبيرة القاسية النافرة بلا شك وأسهل من حيث التربية والتعلم.
إن لم يكن لديك رغبة في إحضار قطة شوارع إلى المنزل
وهذا وارد بالطبع وليس كل ما ترى قطة من قطط الشوارع تأخذها معك إلى المنزل، بهذا الشكل سوف يتحول منزلك إلى مستعمرة قطط كما أن معظمنا ممن يعيشون مع الأسرة حتى الآن يجدون مشكلة مع وجود حيوانات في المنزل وسط تحفظات الأهل حول ذلك، فماذا تفعل في هذه الحالة، أمامك ثلاث خيارات:
- أن تطعمهم باستمرار لأنهم كما ترى يجدون صعوبة في تناول الطعام ويخوضون صراعات ومعارك من أجل أكل من القمامة، وليس عليك أن تشتري لهم طعامًا باهظا، بل احضر أكلاً عاديًا لهم ودعهم يأكلونه بسلام وأمان بدلاً من الصراعات.
- أخذهم لأحد يحب أن يربي قطة: مهاويس القطط وتربية الحيوانات ليسو كثر، لذلك لن يجد أزمة في أخذ قطة من قطط الشوارع لديه وتربيتها واحتضانها.
- يوجد مراكز كثيرة لتربية قطط الشوارع وهم ليسو الأشخاص الذي يتبعون جمعيات الرفق بالحيوانات أو أي شيء من هذا القبيل بل أشخاص عاديين متطوعين مثلنا، يقومون بتأجير شقة وتحويلها لمكان لإيواء قطط الشوارع، ويعملون على رعاية قطط الشوارع والعناية بهم وإطعامهم وتطعيمهم وعلاجهم من الأمراض دون أي مشكلات، حتى يجدون شخصًا أمينًا يعطونه قطة وهكذا، هذه الجمعيات والمراكز تقبل التبرعات تستطيع أن تتبرع لهم بالذي تقدر عليه بالطبع وهم أشخاص مضمونين إلى أقصى درجة وما يحركهم هو حبهم للقطط فحسب.
خاتمة
قد تفكر أن العناية بالقطط رفاهية لا معنى لها وأن العناية بالإنسان أفضل وهذا منطق سليم نوعا ما ولكن يجب أن نتفهم أن الحيوانات عمومًا كائنات أعجمية أي لا تستطيع النطق أو الإبانة أو الإفصاح، الإنسان إذا أصابه مغص في بطنه فإنه سيستطيع وصف المرض بدقة ويأخذ العلاج ويسكن المرض، لكن القطط في كل الحالات سواء كان جوعًا أو عطشًا أو مغصًا، فإنه في كل الحالات مواء، وليس لأننا لدينا القدرة على هذه الحيوانات ولدينا السلطة عليها أن نستضعفها أكثر وأكثر، وعلى الجانب الإنساني فإن الاهتمام بالحيوانات ينعكس الإنسان بشكل عام لأنه تعجل مشاعره أرهف وأحاسيسه أكثر رقة ونبلا.
أضف تعليق