تعتبر حبوب الكينوا من البدائل المفيدة لكلا من النباتيين والذين يعتمدون في غذائهم على تناول اللحوم. اختارتها منظمة الغذاء العالمي في 2013 كغذاء العام، للتعريف بمدى أهميتها وفوائدها الصحية.
وبالرغم من معرفتها القصيرة بحبوب الكينوا، إلا أن السكان الأصليين لأمريكا الجنوبية قاموا بزراعتها منذ ما يقارب من ثلاثة آلاف عام، وكانوا يعتمدون عليها كغذاء أساسي سواء مطهية أو مجففة ومطحونة. وعلى الرغم من تسميتها بحبوب الكينوا إلا أنها لا تدخل ضمن الحبوب بل هي أحد أنواع الخضر أو البقوليات. تستخدم الكينوا مع الخضروات المطهية مثل السبانخ أو تدخل ضمن السلطات، ويمكن تناولها كحساء منفرد، فالكينوا نبات ذو طعم شهي ويبعث على الشبع لفترات طويلة. ومن حيث قيمتها الغذائية، تحتوي الكينوا على كميات وفيرة من البروتين النباتي، والتي يمكن أن تزيد عن تلك الموجودة في اللحوم أو الحليب. فضلاً عن احتوائها على أحماض أمينية بكميات وفيرة. لاحتوائها على ألياف بدرجة عالية، تعتبر حلاً مثالياً للباحثين عن الرشاقة، ومتبعي الحميات الغذائية.
أما لأولئك المصابين بحساسية من القمح ومنتجاته، تعتبر الكينوا خالية تماماً من مادة الجلوتين، ويمكن لأولئك الأشخاص استخدام الكينوا المجففة وطحنها واستخدام دقيق الكينوا لعمل المخبوزات. تحتوي الكينوا على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية، مثل الحديد والصوديوم والفسفور والبوتاسيوم والليسين، وكذلك على فيتامينات مثل أ، ب، ومركبات مضادة للأكسدة ومجموعة دهون غير مشبعة. ونستعرض في المقال التالي كيف تساعد الكينوا على تغذية الجسم وما هي فوائدها العديدة للصحة؟
استكشف هذه المقالة
المكونات الغذائية لحبوب الكينوا
يحتوي الكوب المطبوخ من حبوب الكينوا على 200 سعر حراري، والذي يمكن استخدام مقدار نصف كوب مطبوخ منه للفرد كحصة مناسبة، مما يجعلها من الأغذية منخفضة السعرات الحرارية. أما من ناحية البروتين، فإن كوب مطبوخ من الكينوا يوفر 16% من الاحتياجات اليومية للبروتين للإنسان البالغ. تحتوي الكينوا على كميات كبيرة من المعادن، مثل الكالسيوم، الحديد، الفسفور، الماغنسيوم، البوتاسيوم، الزنك، السيلينوم، والمنجنيز. ورغم احتوائها على نسبة من الدهون إلا أنها تعتبر دهوناً مفيدة غير مشبعة، تعطي 5% مما يحتاجه الجسم من الدهون. معظم الكينوا من الألياف النباتية، والتي تزيد من فائدة الكينوا وتجعلها وجبة مشبعة متكاملة.
فوائد حبوب الكينوا
تعتبر حبوب الكينوا من أهم مصادر البروتين النباتي، وتعتبر بديلاً مناسباً للنباتيين، أو لأولئك الذين يبحثون عن بديل للحوم الحمراء في طعامهم.
تساعد حبوب الكينوا على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم، حيث أن الألياف الغذائية التي تشكل معظم تركيب الكينوا تحول دون امتصاص المعدة للكولسترول الموجود في الغذاء. وكذلك فإن الدهون الغير مشبعة الموجودة في الكينوا تشكل عاملاً مساعداً للوقاية من ارتفاع الكولسترول بالدم.
تعتبر حبوب الكينوا من المواد الغذائية المفيدة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، حيث يعمل البوتاسيوم والمغنسيوم الموجودان بكثرة في حبوب الكينوا على خفض ضغط الدم المرتفع والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
تعتبر مشكلة الصداع النصفي من أكبر المشكلات التي تسبب إزعاجاً وخاصة بعد استعمال العديد من الأدوية المسكنة، وهنا تعتبر حبوب الكينوا علاجاً تكميلياً لمرضى الصداع النصفي، حيث أن بذور الكينوا تحتوي غنية بعنصري الماغنسيوم والريبوفلافين والتي تعمل على بسط الأوعية الدموية وتحفيز خلايا المخ مما يقلل من نوبات الصداع النصفي بشكل كبير.
الكينوا وإنقاص الوزن: تعمل حبوب الكينوا بشكل كبير على إمداد الجسم بكمية الألياف التي تساعد على الإحساس بالشبع، حيث توفر حبوب الكينوا 21% من كمية البروتين التي يحتاجها الجسم، فضلاً عن ارتفاع محتوى البروتين في حبوب الكينوا مما يزيد من طاقة الجسم وقدرته على حرق الدهون. يمكن إضافة الكينوا لطبق السلاطة الخضراء أو إضافتها للخضروات مثل السبانخ والفول الأخضر للحصول على وجبة غذائية متكاملة تزيد من إحساسك بالشبع لفترة طويلة.
حبوب الكينوا ومرضى السكري: بالنسبة لمرضى السكري فإن حبوب الكينوا تساعدهم على ضبط نسبة الجلوكوز في الدم، حيث الألياف الغنية والدهون الغير مشبعة والمركبات المضادة للالتهاب، وفيتامين ه، التي تساعد بشكل كبير على وقايتهم من الآثار الجانبية التي تحدث لمرضى السكري.
الكينوا لمرضى القلب: تحتوي حبوب الكينوا على كميات من الدهون الصحية والتي تساعد بشكل كبير مرضى القلب على التقليل من تناول اللحوم، كما تعمل على تخفيض نسبة الكولسترول بالدم حيث تمنع الألياف الموجودة في حبوب الكينوا المعدة من امتصاص الدهون الموجودة في الوجبة الغذائية.
تحسين أداء الجهاز الهضمي: تعمل الكينوا على تحسين أداء الجهاز الهضمي، وتساعد من يعانون من مشكلات في الهضم أو مرضى القولون، وتفيد بشكل كبير من يشكو من الإمساك المزمن.
الكينوا ومرض السرطان: تحتوي حبوب الكينوا على مواد مضادة للأكسدة مما يساعد في الوقاية من مرض السرطان، وخاصة سرطان الجهاز الهضمي والقولون.
استعمالات الكينوا
تستخدم حبوب الكينوا بعد شرائها على هيئة حبوب أو بذور، حيث نقوم بغسلها ونقعها في الماء عدة ساعات حتى تلين، في تلك الأثناء نحرص على تغيير المياه المنقوع فيها حبوب الكينوا لإزالة المرار الذي قد يظهر أحياناً عند الطهي. بعد ذلك تغسل بماء جاري وتصفى. يمكن طهي الكينوا مثل طريقة طهي الأرز الأبيض أو الكسكسي أو الفريك. حيث يوضع كوب من حبوب الكينوا في إناء مضاف إليه كوبين من الماء المغلي، وتتبل بالملح والتوابل حسب الرغبة، وتطبخ لمدة 20 دقيقة على نار هادئة.
يمكن أيضاً سلق حبوب الكينوا في كمية كبيرة من الماء لمدة 15 دقيقة وتصفيتها، وإضافتها للسلاطة الخضراء، للخضروات المطهية، أو استخدامها كطبق إفطار أو عشاء خفيف مع إضافة الفواكه الطازجة والعسل أو قليل من اللبن الزبادي. تباع حبوب الكينوا السريعة التحضير على هيئة رقائق مثل رقائق الذرة، ويمكن استخدامها في عمل الحساء أو وجبات الإفطار بدون الحاجة لطهيها.
أما الطريقة الأخرى التي تستخدم فيها بذور الكينوا وهي استعمال البذور الجافة كبديل للقمح والذرة. نقوم بشراء بذور الكينوا وغسلها وتجفيفها لفترة كافية، بعد ذلك نطحن البذور حتى نحصل على دقيق ثم نعبئه في عبوات للاستخدام في أغراض الخبز والطهي. يذكر أن الخبز المصنوع من بذور الكينوا لا يحتوي على مادة الجلوتين والتي تسبب حساسية القمح لدى بعض الأشخاص.
خاتمة
تتعدد البذور النباتية من حيث القيمة الغذائية والاستخدام، وكما أن القمح يعتبر نباتاً مفيداً سواء تم طهيه أو تصنيعه ليصبح دقيقاً يدخل في صناعة الخبز والعديد من الوصفات، فإن حبوب الكينوا تعتبر في العصر الحالي من أفضل أنواع الحبوب المستخدمة في الغذاء. تتمتع حبوب الكينوا بكمية كبيرة من البروتينات، والألياف، والأملاح المعدنية، وتنخفض فيها نسبة النشويات، ولذلك تعتبر الخيار الأمثل للتغذية، ويمكن الاعتماد عليها كمصدر للبروتين للأشخاص النباتيين. يُنصح بإدخال الكينوا لمتبعي الأنظمة الغذائية، ولمرضى السكر والقلب. تتوافر حبوب الكينوا في معظم البلدان العربية، وقامت بعضها بزراعتها وتصنيعها.
أضف تعليق