تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تقوم بعوضة الأنوفيلية بنقل الأمراض مثل مرض الملاريا؟

كيف تقوم بعوضة الأنوفيلية بنقل الأمراض مثل مرض الملاريا؟

أهم المعلومات التي يجب عليك معرفتها بخصوص بعوضة الأنوفيلية ومرض الملاريا ودورة حياة بعوضة الأنوفيلية ومراحل التطور وطرق الإصابة بالمرض وبعض الحقائق الهامة.

بعوضة الأنوفيلية

تبدأ معرفتنا بحشرة بعوضة الأنوفيلية أو )الأجمية( في القرن التاسع عشر وذلك على يد عالم الحشرات الألماني الشهير يوهان فيلهيلم مايجن وتحديدًا في عام 1818. لنكتشف أننا أمام قاتل هادئ ومحترف أكثر فتكًا من الحيوانات المفترسة جميعها في عدد الضحايا، ولتبدأ رحلتنا في تتبع بعوضة الملاريا القاتلة وكشف مراحل تطورها وحيلها الخاصة في نقل المرض، وفي الفقرات التالية سنتعرض أهم المعلومات اللازم معرفتها حيال تلك الحشرة خاصةً ما يتعلق بطريقة الإصابة بالملاريا ومراحل التطور والتكوين والتوزيع الجغرافي ومتوسط فترة الحياة.

بعوضة الأنوفيلية

للبعوضة مظهر مميز، فتظهر بأقدام شعيرية رقيقة، وأجنحة مرقطة، ومجسات طويلة بالإضافة لوضعية ارتكاز مختلفة مع الجسم المقابل. وحدها بعوضة الأنوفيلية هي التي تستضيف طفيليات الملاريا البشرية؛ تلك التي تنقل المرض بدورها إلى الإنسان في حال لدغته البعوضة في الحال.

مراحل تطور بعوضة الأنوفيلية

تسلك البعوضة مسلك سائر البعوض في تطور مراحل الحياة، فتبدأ بطور البيضة، فاليرقة، فالشرنقة، حتى الطور الأخير وهو طور النضوج. تتم الأطوار الثلاثة الأولى في وسط مائي بمدة تتراوح من 5 إلى 14 يوم. أما طور النضوج فيكون لاحقًا لهذه الأطوار الثلاثة ويبدأ مع تطور البعوضة لتصبح ناقلة للملاريا. عندها يكون قد اكتمل طور نضجها، وطورها الأخير لتعيش بعدها فترة تقارب الشهر – هو متوسط عمر أنثى الأنوفيلية – والأغلب لا يعيش مدة تجاوز الأسبوعين.

البيض

تضع الأنثى الناضجة ما بين 50 – 200 بيضة بأحجام صغيرة للغاية، ليستقر البيض في بيئته المائية طافيًا على أحد جانبيه.

اليرقة

تمتلك يرقة البعوضة رأس مكتمل وفم مُفرَّش ليساعد في التغذية، بالإضافة لقفص صدري ضخم وبطن مجزأة بتسعة خطوط عرضية ولا تمتلك أقدام. تتنفس اليرقة عبر فتحات متموضعة على خطوطها البطنية الثمانية؛ لذلك لابد وأن تتردد على السطح سريعًا كي تستطيع التنفس. بينما تعتمد في غذائها الرئيسي على الطحالب والبكتيريا. تمر اليرقة بأربع مراحل وفي نهاية كل مرحلة، تطرح قشرتها الخارجية لتمهد الطريق لمرحلة جديدة في النمو والتطور لتنتهي بنهاية المرحلة الرابعة ويتدرج طول اليرقة من 1 مم في المرحلة الأولى، ليصل إلى ما يقارب 5 – 8 مم في المرحلة الأخيرة قبل طور الشرنقة.

الشرنقة

تستمر هذه المرحلة من يومين إلى ثلاثة أيام في محيط معتدل مناخيًا. أهم ما يميز هذا الطور هو اندماج الرأس والقفص الصدري معًا، مع التجويف البطني ليصبح شكل الشرنقة مقابل لشكل الفاصلة. كما تسلك مسلك اليرقة في التنفس بما يعني ترددها الدائم على السطح لتحصل على حصتها من التنفس، لكن التنفس هنا يتم من خلال زوج من أبواق للتنفس.

النضوج

كما هو الحال في التكوين الظاهري للبعوض، تظهر الأنوفيلية الناضجة بقوام هش، ذو رأس وتجويف صدري وبطن. تختص الرأس بتلقي المعلومات المتعلقة بالغذاء، بالإضافة إلى العيون فإن الرأس مزودة بزوج من قرون استشعار طويلة ومجزأة. تكتسب قرون الاستشعار أهميتها من كونها ضرورية للتعرف على رائحة المضيف، كما رائحة الأماكن التي تضع فيها الإناث بيضها.

التكوين

يكون التنقل والحركة من اختصاص المنطقة الصدرية في الأنوفيلية؛ حيث يتواجد 3 أزواج من الأرجل وزوج من الأجنحة متصلين بالمنطقة الصدرية. بينما يكون هضم الغذاء ونضج البيض من اختصاص المنطقة البطنية المجزأة التي تنتفخ بوجبات الغذاء الدسمة من دماء البشر أو الحيوانات ليمدها بالبروتين اللازم لإنتاج البيض. ما تنفرد به بعوضة الأنوفيلية عن باقي البعوض هو مجساتها الطويلة، وأجنحتها المرقطة، بالإضافة لوضعية ارتكازها التي تجعل من باطنها معلقًا في الأعلى بدلاً من أن تكون في وضعية توازٍ مع الجسم الذي ترتكز عليه.

التوزيع الجغرافي

لا تختص بعوضة الأنوفيلية بمناطق جغرافية معينة دونًا عن أخرى، إنما تتوزع حول العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية لانخفاضها الشديد في درجات الحرارة. بالطبع يتكاثر تواجد البعوضة في الأماكن التي يتوطن فيها وباء الملاريا، رغم وجود أبحاث تؤكد توطن البعوضة في بعض المناطق التي استئصل منها المرض.

الطبق المفضل

تختلف فصائل بعوضة الأنوفيلية فيما يتعلق بمورد غذائها الرئيسي؛ فبينما تجنح بعض الفصائل للتغذي على دماء البشر، تميل أخرى لأن يكون مضيفها من الحيوان، فيهتم النوع الأول بنقل طفيليات الملاريا من شخص لآخر. على أنه من الصعب تواجد فصائل من الأنوفيلية متخصصة وبشكل حصري لأحد النوعين. ومع ذلك نجد أن أولى الاكتشافات بعوضة الأنوفيلية الناقلة للملاريا في أفريقيا وهما أنوفيلية جامبياي وأنوفيلية فينستوس يكون مضيفهما من البشر وعليه يكون نشاطها متمثلاً في نقل طفيليات الملاريا من شخص لآخر.

فترة حياة الأنوفيلية

بمجرد أن تتغذى البعوضة على طفيليات الملاريا، تبدأ الطفيليات بدورها في استكمال مراحل تطورها داخل البعوضة، وما أن تستكمل دورتها التطورية داخلها – والتي قد تمتد من 10 إلى 21 يوم معتمدة على فصيلة البعوضة ذاتها ودرجة الحرارة – حتى تصبح مُعدية وجاهزة للنقل عن طريق لدغات الأنوفيلية. حتى نستطيع أن نحدد تقريبيًا متوسط فترة حياة الأنوفيلية، علينا أن ندرك أنه ليس من المحتمل الوصول إلى ذلك مباشرةً، ولكن بطريقة غير مباشرة نستطيع أن نقدر فترة البقاء اليومية للبعوضة. على سبيل المثال: بعوضة “أنوفيلية جامبياي” في تنزانيا تم تقدير فترة بقائها اليومي بما يعادل 0.77 إلى 0.84؛ مما يعني أنه بنهاية اليوم سيظل هناك من 77% إلى 84% منها على قيد الحياة.

حقائق هامة عن بعوضة الأنوفيلية

هناك ما يقارب من 430 فصيلة من الأنوفيلية، فقط 30 – 40 منهم هم مضيفين لطفيليات الملاريا، وينقلون الإصابة للبشر عن طريق لدغات خفيفة تنقل الطفيليات الناضجة إلى البشر ومن ثم يكون الشخص مصابًا بالملاريا. هناك الكثير من هذا النوع من البعوض ممن يكتسبون مناعة تجاه المبيدات بعد سنوات من تكرارها. وينشط هذا النوع في فترتين من اليوم؛ قبل الشروق وبعد غروب الشمس مباشرة في الأماكن المفتوحة.

لا يزال هذا النوع موجودًا في الأماكن التي انتُزعَ منها الملاريا وكذلك الطفيليات الناقلة للمرض. وطالما ظل متواجدًا تظل المنطقة مهددة بخطر الإصابة مجددًا. غالبًا ما تعيش أنثى الأنوفيلية الناقلة للملاريا فترة تقارب الأسبوعين. بعض الأحيان تعيش لما يقارب الشهر، ويتحكم في ذلك: المناخ، أطباق غذائها الرئيسية المتوافرة وأسباب أخرى. بينما يعيش ذكر بعوضة الأنوفيلية فترة لا تجاوز أسبوع واحد. والمحرك الرئيسي لذكور بعوض الأنوفيلية هو التكاثر، وكذلك بالنسبة للإناث بالإضافة إلى وضع البيض في حالة الإناث. يتغذى كلا الجنسين على رحيق النباتات ويتحصلا على الطاقة من السكر المتواجد في الرحيق. بينما تحتاج الإناث لطبق إضافي من الدماء لتتحصل على البروتين الكافي لنمو البيض.

خطر الملاريا

في 2015 تم رصد 212 مليون حالة إصابة بالملاريا، و429000 حالة وفاة جراء الإصابة بالمرض. وفي نفس العام أيضًا تم رصد 303000 حالة وفاة لأطفال أفارقة لم يجاوزوا الخمس سنوات. مع ذلك نجد أن الصورة ليست بهذه القتامة، فبالخطط والاستراتيجيات الفعالة لمواجهة المرض والسيطرة عليه نجد أن نسبة انتشار المرض تتضائل، فمنذ عام 2010 نجد أن نسبة تفشي المرض تضائلت بنسبة 29% بين مختلف الفئات العمرية، وبنسبة 35% في شريحة الأطفال تحت سن الخامسة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثلاثة × اثنان =