تسعة
الرئيسية » وسائل نقل » سيارات » كيف أصبحت فكرة السيارات الطائرة قريبة جدًا من التحقق؟

كيف أصبحت فكرة السيارات الطائرة قريبة جدًا من التحقق؟

حلم الإنسان يومًا بالطيران فصنع الطائرات وطورها وجعلها مهيأةً لراحة الإنسان التوقعات، لكن هل من الممكن أن نتطور لنحصل على فكرة السيارات الطائرة الخاصة بنا؟

السيارات الطائرة

بالتأكيد سمعت من قبل عن فكرة السيارات الطائرة وأعجبت بها، هل كنت عالقًا ذات يومٍ في زحامٍ ضخمٍ لعدة ساعات لدرجة أنك فكرت في ترك سيارتك مكانها والنزول منها لتصل إلى وجهتك؟ ما الذي راودك بعد تلك الفكرة التي من المؤكد أنك لن تنفذها مهما حدث فليس من المنطقي أن تهجر سيارتك وتتخلى عنها لمجرد أنك عالقٌ في الزحام، وبما أننا في صدد الأفكار اللامنطقية فلا تنكر أن خيالك مرةً أو مرتين اتجه لفكرةٍ رأيناها العديد من المرات في الرسوم المتحركة حينما كنا صغارًا، زرٌ صغيرٌ خفيٍ في السيارة تضغطه ببساطة ليصبح لسيارتك أجنحة فتقلع بها وتطير فوق الزحام حتى تصل لوجهتك، يا لجمال الخيال وأنت في الواقع ما زلت محاصرًا في نفس البقعة، لكن هل هو خيالٌ حقًا أم أن الإنسان قادرٌ على تحقيق ذلك الحلم؟

هل السيارات الطائرة أصبحت من الواقع ؟

هل نكون قادرين أخيرًا على تجنب الزحام والوصول إلى أعمالنا في مواعيدٍ مضبوطة والاستفادة من الساعات التي نقضيها بلا هدفٍ ولا إنجازٍ كل يومٍ في واحدةٍ من الأزمات المرورية؟ السؤال الأهم هنا هل الفكرة قابلةٌ للتحقيق أساسًا أم أننا نحلم بدون أن نضع حسابًا لما يمكن تحقيقه ولحدود العلم والتكنولوجيا التي تقيدنا رغمًا عنا؟

رؤية الواقع

الآن صارت فكرة السيارات الطائرة اقتراحًا متاحًا وخيالًا حاضرًا في الأذهان طمح إليه الكثير من أصحاب شركات السيارات العالمية بل إنني قد أدهشك بالقول أن العديد من تلك الشركات تتنافس فيما بينها في الوقت الراهن في محاولة الوصول إلى أول سيارةٍ طائرةٍ وتقديمها للناس لكن كل تلك التجارب ما زالت قيد التنفيذ ولم تتمكن إحداهن بعد من الوصول إلى سيارةٍ طائرةٍ نهائية جاهزةً لعرضها في الأسواق.

لكن كل تلك الشركات بمهندسيها ومصمميها وصنّاعها اتفقوا على شيءٍ وهو أن فكرة تحويل السيارة العادية التي تسير على أربع عجلاتٍ تلك إلى طائرة أو إضافة أجنحةٍ لها هي فكرةٌ خياليةٌ قليلًا يصعب تحقيقها وكان هنالك القليل من نماذج التجارب التي حاولت تحقيق تلك الفكرة وإضافة أجنحةٍ يتم فضها وطيها إلى السيارات لكن الأساسي الذي ركز عليه الجميع هو إيجاد مركبةٍ صغيرةٍ تكون قادرةً على الطيران على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ من المدن والمناطق المأهولة بالسكان وهو ما لا تستطيع الطائرات العادية القيام به وعلى ذلك الأساس تجد أغلب النماذج تشبه الهليكوبتر أكثر من السيارة.

عقباتٌ في الطريق

من المنطقي أن تحقيق فكرة السيارات الطائرة هو عقبةٌ بحد ذاتها لكن هنالك العديد من العقبات الأخرى التي تحتاج منا للدراسة والفحص قبل أن نبدأ في تنفيذها وإنتاج تلك المركبات الخاصة الطائرة مثل مهمة إنشاء مساراتٍ جويةٍ كاملة منخفضة مهمتها تنظيم سير أو طيران تلك المركبات، في حالة الطائرات العادية يعمد المسئولون لتنظيم مسار الطيران والحرص على ألا يتقاطع مسار طائرتين في نفس الوقت وأن تتوافر أماكن إقلاعٍ وهبوطٍ كافيةٍ للطائرات والاهتمام بكل العوامل المانعة لسقوط الطائرة فأنت حين تركب سيارتك وينتهي بنزينها فجأة تتوقف بك السيارة في وسط الطريق لكن ماذا لو تكرر الأمر في طائرتك فأين ستسقط؟ وما نوع الطاقة التي سيتم استخدامها في تلك المركبات من الأساس وما هي القوانين التي سيتم وضعها لهذه المسارات الطائرة وكيف سنمنع تحقق نفس كارثة الزحام الأرضي لكن هذه المرة في الهواء؟ كل تلك الأشياء ليست بسيطة وتبدو كثورةٍ مجتمعيةٍ كاملة في الفكر والثقافة والتكنولوجيا.

لا تنحاز العقبات بأكملها في الجانب التصنيعي والتكنولوجي فمن ناحيةٍ أخرى هناك عقباتٌ كبيرة تكمن في إعداد الأجيال القادمة لاستخدام ذلك النوع من المركبات المختلفة تمامًا عن كل ما تم استخدامه من قبل والتمكن من تغيير ثقافة حضاراتٍ للتعامل معها.

عندما تصبح متاحةً للاستخدام

التكلفة التي قد تحملها تلك السيارات الطائرة غير معروفةٍ بعد ولا يمكن توقعها خاصةً أن إنتاجها بشكلٍ كاملٍ لم يصبح ممكنًا وتكلفة إنتاجها النهائية غير معروفة بجانب طاقتها وبرامجها واختلاف أنواعها وضرائب الطرق الجوية التي ستمر فيها، الأمر أكبر من أن نعطي رقمًا ولو تقريبيًا حتى لذلك ما زالت تلك الأشياء من ضمن المجهول، لكن يعتقد أنها عندما تكون متوفرةً ومتاحةً من الممكن أن يكون البعض منها متاحًا للاستخدام الشخصي أو للملكية الخاصة بمعنى أن يستطيع شخصٌ شراء مركبةٍ طائرةٍ بدلًا من السيارة، إلا أن المتوقع هو استخدامها بشكلٍ تجاري في الأغلب ليعود بالربح على أصحابها ويحقق الفائدة في مقابل السعر الذي سيدفعه لها، أيضًا بعض تلك البرامج التي ستعمل بها المركبات قد يكون آليًا وتم إعداد سير الرحلة مسبقًا عليه فتذهب المركبة وتعود من نفسها بينما ستتوافر برامج أخرى بإمكان الإنسان استخدامها والتحكم فيها.

بعض الآراء الخبيرة

يرى الكثير من الخبراء والمختصين في هذا المجال أن حلم السيارات الطائرة ليس بعيد المجال وأن الإنسان بالفعل استطاع قطع مسافةٍ لا بأس بها في بداية ذلك الطريق، ويعيد الكثير منهم الفضل في ذلك إلى تطور الكمبيوتر والذكاء الآلي والتقني بشكلٍ كبير والذي جعل الكثير من أحلامنا الخيالية ممكنة التحقق على أرض الواقع، مشيرين إلى أنهم يحاولون الوصول إلى تقنياتٍ جديدةٍ في طريقة تحرك تلك المركبة تعطيها تحكمًا أعلى وأسهل من الطائرات والسيارات معًا لتجعل التغلب على أي عائقٍ أو زحامٍ جويٍ في متناول الجميع فلا يتكون زحامٌ من الأساس، بعض المصممين أثناء عملهم على هذا المشروع الضخم كذلك صرحوا بأنهم يتوقعون انتشار وسائل نقلٍ طائرة خلال 10 أو 15 عامًا على الأكثر.

واحدةٌ من العوائق التي يحاولون التغلب عليها هي وسيلة إمداد تلك المركبات بالطاقة متجهين بأنظارهم إلى بطارياتٍ خفيفة الحجم صممت خصيصًا لها والتي تستطيع حتى الآن الإبقاء على مركبةٍ في الهواء ما بين ربع ونصف ساعة لكنها ليست فترةً كافيةً للتنقل على الإطلاق لذلك يسعون لتطويرها وإمداد عمرها وطاقتها أكثر من ذلك لتصبح عمليةً ومفيدة.

والآن يحاول الخبراء تحقيق مركبةٍ طائرةٍ بأقل ضجةٍ ممكنة وتشبه ضجة السيارات لا أكثر من ذلك فمن المعروف أن الطائرات كلها تحدث ضجيجًا مرعبًا ولها حدودٌ في الارتفاعات لا تستطيع تجاوزها وإلا يتم معاقبة المسئول عن ذلك التجاوز ومجرد فكرة أن نحصل على مركباتٍ مخصصةٍ للارتفاعات المنخفضة بهذا الضجيج ستحول أي منطقةٍ سكانيةٍ إلى كابوسٍ وستدفع الناس إلى الجنون لا محالة من الضوضاء اللا محتملة.

ومن المنتظر كذلك أن تنتهي وكالة ناسا من إعداد نظامٍ ممكنٍ ومقبولٍ لسير تلك المركبات الحديثة داخل الشوارع وفي سماء المدن بشكلٍ واقعيٍ وعملي يكون وفقًا لنظامٍ من السهل تطبيقه واتباعه، فأحدهم قال متفاخرًا بالقدرات والتكنولوجيات التي وصل إليها الإنسان أننا بلا شكٍ قادرون على صناعة مركبةٍ طائرةٍ تحقق أغلب الشروط المطلوبة لكن الصعوبة الحقيقية تكمن في التمكن من صناعة مركبةٍ يستطيع كل الناس استخدامها بشكلٍ عمليٍ في شوارع مدنهم والذهاب بها إلى أماكن عملهم بدون مشكلة.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

سبعة + 1 =