تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » الخوف من الالتزام : كيف تتعامل مع شريك علاقة لديه رهاب الالتزام؟

الخوف من الالتزام : كيف تتعامل مع شريك علاقة لديه رهاب الالتزام؟

يستحسن قبل أن تضطر لقراءة المقال الابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون الخوف من الالتزام أما إذا كنت متورطًا بالفعل في علاقة مع أحدهم فعليك بقراْة هذا المقال.

الخوف من الالتزام

الخوف من الالتزام حالة تصاحب العديد من الناس، وهو على نسب يتحول أحيانًا إلى حالة مرضية مزمنة ربما تستحق الدخول إلى المصحة النفسية إذا زادت عن الحد، والخوف من الالتزام هو أن يكون لدى الإنسان رهبة من تحمل المسئولية أو الشعور بالمشقة الشديدة لمجرد إلزامه بأي شيء وبالطبع يزداد هذا التخوف عند الارتباط لأن الارتباط مسئولية والتزامات بالطبع بالتالي أي صورة من صور الارتباط بشخص آخر مرفوضة من حيث المبدأ، لذلك دخول شخص من هؤلاء في علاقة أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى تعامل خاص، إذن ماذا نفعل إذا ألقانا حظنا العثر في دخول في علاقة مع هذا الشخص؟ إليك أبرز النصائح إذا تورطت في علاقة مع شخص لديه خوف من الالتزام

لماذا يحدث الخوف من الالتزام في معظم العلاقات؟

عدم استنزافه

يخشى الأشخاص الذين يعانون الخوف من الالتزام أن يتم استنزافهم أو تحولهم إلى أشخاص ملزمون بأشياء تجاه آخرين لذلك أولى النصائح للمرتبطين بأشخاص يعانون من هذه الأزمة عدم استنزافهم أو تحميلهم ما لا يطيقون أو الضغط عليهم بأي شكل ومحاولة تجنيبهم تحمل أشياء فوق طاقتهم حتى لا يسبب لهم هذا صدمة نفسية بالطبع.

عدم انتزاع وعود منه

العلاقات العاطفية مبنية على الإخلاص والعهد على أن تبقيان سويًا والوفاء إلى الأبد وبالتالي أي علاقة صحية لابد أن يتضامن طرفاها ويتعاهدان على البقاء والرعاية والاحتواء، أما الذين لديهم الخوف من الالتزام فإنهم يجنحون إلى عدم قطع وعود على أنفسهم حتى لا تلزمهم بأي التزامات تجاه أي شخص في المستقبل، لذلك يستحسن عدم الضغط عليه ومحاولة حثه أن يعدك بشيء سيكون ثقيلا على قلبه أن يعدك به، لا يود أن يقول أي شيء قد يؤخذ عليه في المستقبل بمثابة وعد واجب النفاذ، لذلك يجب أن تحاول ألا تأخذ منه أي وعود.

عدم إرهاقه بالتخطيط للمستقبل

أي اثنين طرفين في علاقة عاطفية ليس بالضرورة أن يكون لديهما خطة شاملة للتعامل مع المستقبل، ولكن على الأقل أن يكون لديهما تصور مشترك للمستقبل، لا نقول تفصيلي، ولكن تصور كلي من خلال المعطيات التي أمامهما للمستقبل، أما الأشخاص الذين يعانون الخوف من الالتزام يرهقهم أن تقوم بالتخطيط للمستقبل لأنه لا يضمن المستقبل ومعظم الذين يخافون من الالتزام أصلا لديهم عدم استيعاب لضمانة هذه الخطط ويجدان أنفسهما منزعجين من الأقدار وألاعيب الزمن، بالتالي أي تخطيط للمستقبل أمامهم قد يجعلهم مستثيران وغير مرتاحين على الإطلاق، لذلك يجب أن تشعره أنكما طالما سويًا، هذا يعني له كل شيء بغض النظر عن ما قد يحدث في المستقبل، هذا سيجعله مرتاحًا أكثر.

عدم إكراهه على شيء ضد رغبته

محاولات الابتزاز العاطفي التي تحدث ومتبادلة بين المرتبطين تأتي بشكل عكسي لدى الذين لديهم خوف من الالتزام، لأنهم يجدون أنفسهم في أسوأ نتيجة للالتزام أو تحمل المسئولية وهو أن يفعل شيء ضد رغبته ولأنه واجب عليه ومحمل بالتزام أنه لابد أن يفعله حتى وإن كان يكرهه، وكمثال على هذا الواجبات الاجتماعية المختلفة أو الذهاب لمكان معين لا يحب أن يذهب له، كل هذه الأمور تجعله مستاءً وحزينا وربما يدخل في حالة من الاكتئاب بسبب دخوله في علاقة وإلزام نفسه بأن يفعل أشياء لا يريدها.

عدم الضغط عليه للحديث

الخوف من الالتزام عادة يأتي من خلال دوافع نفسية وترسبات منذ الطفولة، ولا تأتي أبدًا لشخص تربى في بيئة سوية ومناخ صحي وعادة هؤلاء قد تحزنهم أشياء صغيرة جدا وربما يشعرون بأن كل من حولهم لا يفهمونهم ويحاولون الضغط عليهم، وبالتالي عندما يكون حزينًا أو مزاجه سيئًا لا تحاول الضغط عليه لكي يحكي ما الذي يحزنه، إذا لم يرغب في الحديث عنه لا تضغط عليه أو تلح عليه أن يتحدث لأن ذلك سوف يحزنه أكثر ويصعد من حزنه أكثر وأكثر.

لا تنفذ كل طلباته أيضًا

عن طريق هذا التعامل الخاص لمن يعانون الخوف من الالتزام قد يجدون أنفسهم مدللين بعض الشيء ويلقون معاملة غير عادية متحللين فيها من كل الواجبات والمتطلبات، وبالتالي ربما يصور لهم أنهم إن طلبوا شيء سيجابون في الحال، وهذا خطأ إن أجبت متطلباته، لأنك بذلك ستعطيه مزايا العلاقات وتتحمل وحدك عبئها، وعن طريق ذلك ستفهمه أن عدم الالتزام سيحرمك من أشياء كثيرة وأنه لا شيء يأتي بسهولة ويسر وأنت جالس لا تفعل شيء ولا تهتم لأمر أحد ولا تحب غير نفسك، وأنه لابد من تحمل بعض المصاعب من أجل الآخرين حتى تجد المثل، لذلك مع الخوف من الالتزام لا تلبي له كل طلباته حتى لا تجد نفسك مستهلكًا أنت أيضًا في العلاقة.

لا تشعره أنه حالة خاصة

من الأشياء الخاطئة عند الدخول في علاقة مع شخص لديه خوف من الالتزام أنك تشعره أنه حالة خاصة بذلك سيكون الأمر جيدًا معه لأنه سيتعامل على هذا المنوال باستمرار ودون أدنى شعور بالمسئولية ومع شخص يحبه ويهتم لأمره دون مجهود منه لكن أن تشعره أن هذا اختياره الخاص وأنت تحترمه لأنه شخص واعي ومدرك هذه طريقة أخرى من طرق العلاج والتي عليك أن تكون أنت أكثر عنصر فعال فيها لأنك الأكثر ضررًا منها، وفي نفس الوقت الأكثر استفادة إن تخلص هو من هذه العقدة ومن هذا الرهاب من الالتزام.

إن لم تكن عاشقًا له اتركه

بداية يجب التشديد على أن الأمر صعب جدا إن لم يكن بالغ الصعوبة، لذلك الارتباط بشخص لديه خوف من الالتزام من الأمور السيئة جدا والتي تستلزم مجهود وصبر فإن لم تكن عاشقًا له ولديك نية حقيقية في تغييره وجعله شخص سوي فأنت بالطبع في غنى عن إضاعة الوقت والاستهلاك، وستشعر بالملل بعد القليل من المحاولة معه لتغييره، لذلك إن لم تكن عاشقًا له اتركه في هدوء وسلام ودون توبيخ له أو لوم أو تحميله مسئولية أي شيء.

محاولة إفهامه ماهية الالتزام

لدى هؤلاء رعب من فكرة الالتزام ربما دون أن يجربوها من الأساس، يجب أن يكون هناك سعي لإفهامه ماهية الالتزام وإعطاءه ثقة بنفسه بأنه يستطيع أن يتحمل المسئولية، إكسابه الوعي أن الأمر بسيط ولا يستلزم تحمل الأهوال وقدر كبير من الضغط من اجل الالتزام شيء هام جدا لتعافيه من هذه الحالة.

استشارة الطبيب المختص باستمرار

كما أشرنا سابقًا أن الخوف من الالتزام يتحول في كثير من الأحيان إلى حالة مرضية تستدعي تدخل طبيب نفسي مختص والمتابعة معه باستمرار واستشارته بشكل دوري والاستماع لنصائحه والالتزام بها لأن هذا أفضل بكثير بالطبع وأقل إضاعة للوقت.

خاتمة

الخوف من الالتزام أمر بالغ الحساسية ويجب التعامل معه بالمزيد من الوعي والصبر والحب والرغبة الحقيقية في تغيير هذا الشخص وتخلصه من هذا المرض، وأعان الله من تورط في علاقة مع شخص من هذا النوع.

محمد رشوان

أضف تعليق

اثنان × أربعة =