تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » أصدقاء » خذلان الأصدقاء : كيف تتأقلم مع الخذلان المستمر ممن حولك؟

خذلان الأصدقاء : كيف تتأقلم مع الخذلان المستمر ممن حولك؟

لا ريب أنك قد تعرضت لموقف خذلان الأصدقاء من قبل، إذا كانت الإجابة نعم فيجب عليك أن تتروى وتقرأ هذا المقال فربما غيرت نظرتك للأمر بعد الانتهاء منه.

خذلان الأصدقاء

خذلان الأصدقاء من المواقف التي نتعرض لها جميعًا فكيف نتعامل معها؟ في السطور السابقة نتحدث عن المواقف التي نواجه فيه مواقف غير متوقعة من الأصدقاء تصيبنا بالخذلان وعادة ما نغضب ونكتئب ونقول أننا ليس لدينا أصدقاء وربما نتهور ونقطع علاقتنا بهذا الصديق، فهل هذا هو الصواب؟ الحقيقة لا.. اقرأ معنا السطور التالية كي تتعرف على المواقف المخذلة كيف تتعامل معها، خصوصًا أنها ضرورة ولابد أنك ستواجهها يومًا

كيف تتعامل مع خذلان الأصدقاء ؟

التمس الأعذار

دائما التمس الأعذار للأشخاص الذين يخذلونك، لا يوجد شخص شرير بشكل كامل، ولكن فقط الظروف هي من تضعنا في مواقف تجعلنا نتصرف بشكل سيئ، لذلك التمس الأعذار مهما بدت واهية، فإنك ربما لو وضعت في نفس الموقف ستشعر بفداحته وهو يبدو لك الآن عذر تافه لا يبرر خذلان الأصدقاء لك، لذلك التمس الأعذار للصديق الذي خذلك ولتكن نيتك حسنة بدلا من أن تكون سيئة أو تملأ نفسك بغضًا وحقدًا على هذا الصديق الذي خذلك.

لكل شخص حياته

أنت وهذا الصديق الذي تشعر أنه يخذلك بإهماله لستما متزوجان حتى يفكر فيك باستمرار ويراعي مصلحتك ويشغل نفسه طوال الوقت بك، لكل شخص حياته ومصالحه التي يجب أن يرعاها ويعتني بها ويهمل باقي الأمور قليلا، لذلك الأصدقاء لا يعني أن يكون مهتمًا بك طوال الوقت أو تكون أنت شغله الشاغل وإلا تشعر بخذلان الأصدقاء لك، ولكن أن يجدك وقتما يقع في مشكلة مثلما تجده أنت بجوارك عندما تقع في مشكلة، أما دون ذلك فلكل شخص حياته ومساحته التي يحب أن يتحرك فيها بدونك، وأيضًا لأنه لابد وله أصدقاء آخرين وحياة أخرى قد تستهلك كل وقته وطالما أنه يوازن بين كل الأمور فليس هناك مشكلة، وعمومًا حاول ألا تكون الشخص الذي يشكل عبئًا على الآخرين، كن خفيفًا في حضورك.

انسحب من حياة من لا يهتم لوجودك كثيرا من عدمه

للأسف هناك الكثير من الأشخاص الذين تشعر أنهم أصدقاءك بينما هم ليسو كذلك، وليس كل من جلس معك في مجلس واحد يصبح صديقك لأن مفهوم الصداقة أكبر من هذا بكثير، وبالتالي حاول أن تعرف من هم أصدقاءك الذين يهتمون فعليا لأمرك وكن قريبا منهم، أما الذين لا يعتبرونك صديقا لهم بل مجرد معرفة فهؤلاء لا تعاتبهم من الأساس أو تنزعج من خذلان الأصدقاء لك لأنهم ليسو أصدقاء على الإطلاق ويجب أن تتوقف عن اعتبارهم أصدقاء في التو والذهاب الآن بعيدًا عنهم، لأن وجودك بالنسبة لهم لن يفرق كثيرا عن عدم وجودك.

تقبل الاعتذار واحرص على التسامح

مهما كان الموقف مؤذيا لك أو سخيفا احرص على التسامح بلا حدود لأن خذلان الأصدقاء مهما كان يظل خطأ واعتذار شخص عنه يعني اعترافه بهذا الخطأ وندمه عليه لذلك لا تتمادى في الغضب أو الخصام وتقبل الاعتذار والكريم فقط هو الذي يقبل اعتذار الآخرين أما الشخص الأهوج المتهور فإنه يتمادى في عناده وبهذه الطريقة لن يكون هناك أي شخص بجواره بعد ذلك، وكما قلنا فإن هناك مواقف كثيرة تجبرنا على التصرف بشكل سيء وبالتالي يجب أن نقبل الاعتذار والأسف ولا نحاول أن نشعرهم بالذنب أكثر من ذلك.

لا تحكي لأحد أو تخوض في سيرته

هناك من الأشخاص من يتعرض لموقف خذلان الأصدقاء له فتجده يهول الأمر ويدور على كل الأصدقاء المشتركين وغير المشتركين لكي يحكي لهم ما حدث ملقيا اللوم ومتذمرًا وساخطًا على هؤلاء الأشخاص الذين خذلوه وربما يتمادى ويقوم بالخوض في سيرة شخص ما أو إفشاء أسراره أو سرد تفاصيل سرية تخصه لا يحب أن يطلع أحد عليه أو عرض مواقف تدل كم كان واقفا بجواره أو معتنيًا به كأنه يعايره بها، وهذه بالطبع من التصرفات السيئة التي تضيع حقك وتجعلك تتساوى به، لذلك عندما تتعرض لموقف مثل هذا احتفظ به لنفسك لأن وقت الصلح ستجد أنك كنت ملتزما دائما بالاحترام في هذه الصداقة.

كن واضحا في العتاب

هناك من يلجأ عند خذلان الأصدقاء إلى اتباع وسائل ملتوية وألاعيب غريبة لتوصيل أنه غاضب أو يأخذ على خاطره منه أو يعاتبه بطريقة غير مباشرة وغريبة بعض الشيء، وهذه أمور صبيانية لا تليق بأشخاص ناضجين، عندما يأتي موقف يتطلب منك أن تعاتب الشخص الذي خذلك وضح له خطأك وسبب غضبك وخذلانك منه بوضوح وبدون مواربة أو تورية، هكذا يجب أن تكون الأمور، لا تلجأ للأساليب التي تضيع حقك وتمنع الناس من أخذك على محمل الجدية بل كن واضحًا حتى يتم احترامك والتعامل مع الأمر بالجدية اللازمة لتقدير غضبك وشعورك بالخذلان وتفهمه وتفهم أسبابه ودوافعه، وتفهم أن هناك بالفعل ما يبرره.

لا تهين أو تجرح كرامة أحد

ليس معنى أنك تعرضت لموقف جعلك تشعر بخذلان الأصدقاء لك أن تسمح لنفسك بأن تتجرأ على التعدي على كرامتهم أو جرح مشاعرهم، عن طريق إهانتهم أو معايرتهم بشيء أو ذكر شيء يكرهونه أو إفشاء أسرارهم أو تلقيح الكلام عليهم، كن دائمًا رجلا وتعامل بأخلاقك حتى وإن كان من أمامك قد قام بموقف سخيف مخذل فإنك تتعامل بأخلاقك أنت وبأسلوبك أنت الذي يحسب عليك، وبالتالي لا تجعل من نفسك شخص يجرفه الموج لما يكرهه بل كن ثابتا على موقفك وتعامل بأخلاقك الكريمة التي تمنعك من إهانة أي شخص أو جرح كرامته أو التعدي على مشاعره، حتى وإن فعل هو ذلك.

تعلم أن لا تخذل أحد

مثلما تعرضت أنت لخذلان الأصدقاء وذقت الشعور المر لهذا الخذلان هذا يجب أن يجعلك أكثر حساسية في التعامل مع الآخرين ويجعلك أكثر حرصًا على ألا تخذلهم أيضًا وتكون أنت الطرف الذي دائمًا ما يقدم الخير والثقة والكلمة الطيبة والتصرف الحسن والوقوف بجوار أصدقاءك وقت الشدة، لا العكس لأن طعم الخذلان لاذع ولا تحب أن يذوقه أحد كما تذوقته أنت، وبالتالي تعلم من تجربتك السيئة بخذلان الأصدقاء لك على ألا تكون خاذلا لأحد وتكون دومًا عند ظنه الطيب بك.

لا تحمل الكراهية لأحد

قالوا قديما ألا تجعل تعاملك من الوحش يجبرك على التوحش مثله، بالتالي تعرضك لخذلان الأصدقاء يجب ألا يجعلك تكن البغضاء لأحد حتى وإن خذلك، لأن الكراهية التي يحملها قلبك لن تضر أحدا مثلما تضرك أنت، فهي تقضي على رهافة حسك ودماثة خلقك وبراءة روحك وطهارتك وصفاءك ونقاؤك بالتالي، لا تحمل الكراهية لأحد وكن محبا حتى لمن خذلوك، لأن القلب المحب دائما ما يكون طاهرًا وصافيًا ونفيًا، بعكس القلب المليء بالكراهية الأسود المليء بالحقد والغل.

خاتمة

تعرضك لخذلان الأصدقاء لا يجعلك شخصا كارهًا للناس فالعالم يمتلئ بالبشر الجيدون الذين يجبرونك على احترامهم ومحبتهم وتمتلئ قلوبهم بالمحبة والعطاء وتستطيع أن تمنحهم ثقتك دون أن يخذلونك مثلما فعل الآخرون.

محمد رشوان

أضف تعليق

تسعة عشر − 6 =