يجب على كلا الوالدين تعويد الطفل على الصلاة منذ الصغر،وتشجيعهم على الصلاة بطرق محببة ولينة لهم،والبعد كل البعد عن استخدام أسلوب الترهيب في النصيحة لأن الهدف الأساسي هو جعلهم يحبون أداء الصلاة بكل شغف وحب من قلبهم،فلا يحدث أن يبتعدون عنها طوال فترات حياتهم.
لماذا يجب تعويد الطفل على الصلاة منذ بداية حياته؟
أمر من الله عز وجل
يجب القيام بتعويد الطفل على أداء فريضة الصلاة منذ بداية حياته لأن الله عز وجل قد أمر بذلك،ويعتبر تعويد الطفل على القيام بطاعة أوامر الله هي أساس الإسلام،حيث تعتبر أساسياتتبر الإسلام مبنية على الطاعة التامة لأوامر الله والبعد كل البعد عن ما ينهي عنه.
إتباع سنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أيضاً أمرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالصلاة،وذكر ذلك في حديث له بكل وضوح حيث قال صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر.
تبرئ ذمة الوالدين
فقد ذكر حديث للإمام ابن تيمية رحمه الله فيما معناه أن من كان لديه صغير ولم يأمره بالصلاة،فإن الله عز وجل يعاقب هذا الكبير لأنه لم يأمر صغيره بالصلاة،ويكون عقابه شديد لأنه لم يتبع كلام الله ورسوله،ولذلك يجب أن يقوم الوالدين بتعليم أبناءهم الصلاة حتى يبرأون ذمتهم أمام الله ورسوله ويبتعدون عن كونهم آثمين.
الصلاة هي حلقة الوصل بين العبد وربه
يجب حرص الوالدين على تعويد الطفل على الصلاة لأن الصلاة تعتبر حلقة الوصل بين العبد وربه،ولأن الوالدين دائماً يخافون على أولادهم من الفتن والأمراض يجب عليهم المحافظة على حياتهم من جميع الجهات،فكيف يكون الحال وهم غير مرتبطين بالله عز وجل،ولذلك لن ترتاح قلوب الآباء إلا إذا رأوا أولادهم متقربين من الله عز وجل ومتوكلين عليه في كل أمورهم.
المحافظة على الأبناء ليكونون من أهل الجنة
كل الآباء يخافون على أبناءهم من فتن الحياة ومصائب الدنيا فكيف لا يخافون عليهم والعياذ بالله من نار جهنم وبئس المصير؟ وكيف يمكن أن يتركوهم ليكونون في غفلة عن صلاتهم ودينهم ويصبحون من المشركين بالله؟ لذلك يجب حرصهم الشديد على تعليمهم الصلاة وغيرها من تعاليم الدين التي تقربهم من الله عز وجل وتبعدهم عن دائرة المنافقين والكفار،وليصبحون من أهل الجنة بإذن الله.
الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد
ذكر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة تعتبر أول عمل يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله جميعاً،ويجب تعويد الطفل على الصلاة وتحبيبه لها من قلبه لأنها نور له في الدنيا والآخرة كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت قرة عيني في الصلاة.
الطفل أمانة في رقبة والديه
وهبنا الله عز وجل أطفالنا وجعلهم أمانة في رقبتنا،ويحرص جميع الآباء أن يكون أطفالهم من الأطفال الصالحين، ويتمنون من الله عز وجل أن يوفقهم في حياتهم دينياً ودنيوياً على طاعته وفي رضاه.
تعويد الطفل على الصلاة أثناء مرحلة الطفولة المبكرة وهي من عمر الثلاث سنوات وحتى الخمس سنوات
عندما يصل الطفل إلى عمر الثالثة يكون لديه الرغبة في تقليد الكثير من الأشياء وخاصة تقليد الأب والأم لأنهم أقرب شخصان إليه كما أنه في هذا العمر يبدأ استقلاله بذاته وإحساسه بكيانه،ولذلك إذا قام الطفل بالوقوف بجانب والديه ليقلدهم في الصلاة يجب تركهم له يقلد كيف يشاء ويشجعونه على فعله لذلك كالتصفيق له مثلاً،وأيضاً قد يقوم الطفل بالوقوف للصلاة ولكنه لم يقوم بالركوع أو السجود وقام بالتصفيق أو اللعب،كما أنه قد يتحرك أمام المصلي أو يعتلي ظهره كل هذه الأفعال ردود أفعال عادية تخرج من الطفل في هذا السن،ولذلك لا يجب علينا أن نوبخهم أو ننهر أفعالهم في هذه المرحلة العمرية،وأخيراً يمكن تحفيظ الطفل أثناء هذه المرحلة بعض سور القرآن الصغيرة مثل الفاتحة،الإخلاص والنصر.
تعويد الطفل على الصلاة خلال مرحلة الطفولة الوسطى وهي من عمر الخمس سنوات وحتى السبع سنوات
في خلال هذه المرحلة يمكن مناقشة الطفل بأبسط طرق الكلام عن مدى كرم وفضل الله تعالى علينا،وذكر نعمه الكثيرة التي يغمرنا بها،بالإضافة إلى حب الله تعالى لنا ورحمته الواسعة التي يغمرنا بها مع ذكر العديد من الأمثلة التي تدل على فضل ورحمة الله علينا،وكثرة كلام الوالدين لأولادهم في هذه المرحلة على قدرة الله تعالى وأسمائه الحسنى التي يتميز بها جميعاً تحفز الطفل وتجعله يسعى لمحاولة إرضاء ربه،وأيضاً لا يمكن أن ننسى أثر القدرة الصالحة على الطفل فعندما يجد أن كلا والديه ملتزمان بالصلاة ويحرصان على القيام بها في أوقاتها دون كلل أو زهق يؤثر ذلك بكل إيجابية على الطفل،ويحفزه ويدفعه لحب الصلاة والسعي للقيام بها في أوقاتها تقليداً لقدوته الحسنة.
تدريب الطفل على الصلاة
يجب مراعاة التدريج في تعويد الطفل على الصلاة فيتم تدريب الطفل أداء صلاة الصبح يومياً،ثم يتم تعليمه وتعويده على صلاة الصبح والظهر،وهكذا إلى أن يتم تعلم الصلوات الخمس جميعها،كما يتم تدريبه في البداية على الصلاة عند أي وقت إلى أن يتعود على الصلاة تماماً،ثم يتم تدريبه على أدائها في أوقاتها مع مراعاة قدرته وإمكانيته على الاستيعاب،ولا ننسى عامل التحفيز للطفل فيجب مكافئة الطفل بأي نوع من المكافآت كالتصفيق مثلاً عند قيامه بصلاة الخمس فروض،وأيضاً مكافأته بمكافئة أخرى مثل لعبة يفضلها أو مكافأة مالية إذا قام بالصلاة في وقتها،ويمكن تعليم الطفل أثناء هذه المرحلة بعض سور القرآن الصغيرة الإضافية،بالإضافة إلى بعض آداب وأحكام الطهارة مع شرح مبسط لأهمية الطهارة وعلاقتها بالصلاة.
تعويد الطفل على الصلاة أثناء مرحلة الطفولة المتأخرة وهي من عمر السبع سنوات وحتى العشر سنوات
يلاحظ خلال هذه المرحلة عدم التزام الأبناء بالصلاة وتغير سلوكهم تجاهها فيلاحظ بصورة واضحة كسل الأبناء وتهربهم من الصلاة،وتعتبر هذه الأمور طبيعية في هذه المرحلة لأنها تعتبر من مراحل التمرد وصعوبة السيطرة عليهم،ولذلك لابد التعامل مع الأبناء بكل حكمة وعقلانية والبعد عن الأسئلة الحادة المباشرة مثل هل أديت صلاة الظهر؟ لأنهم سوف يقومون بالردود الكاذبة وإدعائهم الصلاة حتى يستطيعون التهرب منها،وسوف يكون خلالها رد فعل الآباء حازم وغير مُجدي أو أنه سوف يتم اللهو عن هذا الأمر على الرغم من إدراك الكذبة،وكل هذه الأمور سببها فقط تذكير الأبناء بالصلاة في صورة نصيحة وتذكير وليس في صورة سؤال مثل قول الأم للأبناء الصلاة يا أبناء مرة واثنان وثلاثة،فإذا تم الرد بأنه قد صلى في غرفته،فقولي له لقد أحلت البركة في غرفتك فهل من الممكن أن تأتي لتصلي في غرفتي أيضاً لنجعلها مباركة لأن الملائكة تهبط على أماكن الصلاة وتغمرها بالبركة والرحمة،ويجب أثناء القيام بالمناقشة الكلام بكل هدوء وحب وتبسم حتى لا يقوم بالكذب مرة أخرى،ويمكن في خلال هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة،وأيضاً صفات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم،وبعض الأدعية الشريفة التي تتعلق بالصلاة.
أفضل الطرق المناسبة في تعويد الطفل على الصلاة في حالة كون الطفل ذكر أو أنثى
يمكن تشجيع البنات على الصلاة بأن نقول لهم على سبيل المثال هيا يا بنيتي سوف أقوم بالصلاة تعالي معي،حيث تميل البنات إلى صلاة الجماعة لأنها تساعد على تشجيعهم ويشعرون بأنها سهلة وبسيطة،أما في حالة الأولاد الذكور يمكن تشجيعهم على أداء الصلاة في المسجد فهي تعتبر فرصة إليهم للنزول وأخذ هدنة من المذاكرة،وحتى تضمني نزوله يمكن تكليفه بمهمة أخرى للقيام بها مثل شراء احتياجات للمنزل،وفي كلا النوعين سواء كان الطفل ذكر أو أنثى لا يجب أن نهمل تشجيعهم وتحفيزهم باستمرار على أداء فريضة الصلاة،وأن نشير إليهم أن كونهم من الأطفال الذين يواظبون على الصلاة فإنهم بذلك من الأطفال المميزة المحبوبة.
تعويد الطفل على الصلاة عند بلوغه مرحلة المراهقة
يمتاز الأطفال في هذه المرحلة العمرية بصفات العناد،الرفض الكثير،صعوبة السيطرة عليهم ورغبتهم الشديدة في إثبات ذاتهم حتى لو كان برفضه أخذ النصيحة والمخالفة ولكن للمحافظة على كرامتهم يقوم هذا المراهق بعمل أشياء رغم معرفته الشديدة بفظاعتها يستمر بفعلها،ويكون أخذ قرار توقفه عن الخطأ الذي يقوم به ليس نابعاً من داخله وإنما يكون بالضغط عليه من أحد الأشخاص سواء كان شخص قريب أو بعيد للتوقف،ويجب العلم أن أسلوب التأثير الشديد والضغط على الطفل في هذه المرحلة العمرية لن يكون له أي فائدة بل سيجعله يقوم بالعناد والرفض أكثر،ولذلك لابد من مناقشته بكل هدوء والاستماع إليه،ومعاملته بأسلوب لين وبكل رفق.
فيما يلي سوف نتناول ثلاثة مراحل لتعويد الطفل على الصلاة بأسلوب لين بعيداً عن أسلوب الدفع الذي يؤدي إلى رفض الطفل وعناده
أول مرحلة في تعويد الطفل على الصلاة
تأخذ هذه المرحلة حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر ويجب خلالها التوقف عن مناقشة موضوع الصلاة تماماً، وعدم التحدث فيه من أي جهة من الجهات حتى لو كان بالتلميح فالأمر شبيه بالدواء الذي يعطى للطفل حتى يتم علاجه،وقد قالها رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن لكل داء دواء،ففي مرحلة المراهقة يسيطر على الطفل أسلوب العناد والتمرد ويجب معالجة أسلوبه بكل هدوء،ولابد من كلا الوالدين الصبر والتوكل على الله لمعالجة هذا الموضوع خلال هذه المرحلة العمرية لأنها سوف تحدد مصير الطفل مستقبلياً كما أنها تربي عنده ضميراً صالحاً.
ثاني مرحلة
تأخذ هذه المرحلة حوالي شهر تقريباً ويتم خلالها التلميح بالصلاة والقيام بأفعال لتوجيه الطفل دون القيام بالكلام مثل وضع سجادة الصلاة على الكرسي المفضل لديه أو تعمد وضع سجادة الصلاة في المكان المحبب للطفل والقيام بأخذها أمامه والتفكير بصوت عالي كقول لقد كدت أنسى الصلاة،ويمكن سؤال الطفل هل سمعت المؤذن يأذن؟ وتستمر هذه الطريقة إلا أن تتأكد من أن الطفل يشعر بالراحة ونسى أسلوب الضغط الذي كنت تقوم بممارسته عليه.
ثالث مرحلة
في هذه المرحلة يتم دعوة الطفل للمشاركة في بعض الأمور ولكن بطريقة متقطعة مثل دعوته لحضور درس معك لأنك متعب وتشعر بالكسل وترغب في أنه يأتي معك لتشجيعك،فإذا قام بالرفض لا تقوم بسؤاله مرة أخرى،ولكن أعد المحاولة في أمر آخر،ويجب على الوالدين القيام بذلك في كل الأمور أو معظمها حتى يأخذ الطفل بأنه أسلوب مشاركة وليس التزاما عليه،وأيضاً التحدث في الأمر بطريقة مناقشة بسيطة وبكل حب مثل أخذ الأم رأي ابنتها في حجابها الجديد أو في شكل ربطة الحجاب الجديدة،كما يجب ترك الطفل التحدث عن نفسه والإنصات له جيداً وبكل حب وتركه حتى يأتي ويتحدث عن الدين والصلاة والسؤال عنهم،بالإضافة إلى أنه يجب ألا نتحدث عن الصلاة نهائياً لأن الطفل يجب أن يصل إليها بقناعة نابعة منه،وفي النهاية سوف نرى الطفل بإذن الله تعالى ملتزم ويقوم بالصلاة بنفسه،وسنفرح بتربيتنا الطيبة له.
وفي نهاية المقال تجدر الإشارة إلى أنه يمكن الاستعانة أيضا بالعديد من الوسائل التربوية لمساعدتنا في تعويد الطفل على الصلاة مثل تحميل برامج عن الوضوء والصلاة على جهاز الكمبيوتر،ورسم جدول بالصلوات الخمس في لوحة ليقوم الطفل بعمل علامة على صلاة قام بأدائها والترديد مع الأذان وترديد الشهادة،والعديد من الوسائل الأخرى المساعدة.
أضف تعليق