خبز الطحالب هو صيحة جديدة من صيحات البحث الطبي في ميدان إنقاص الوزن. وإنقاص الوزن والبحث عن الرشاقة باتا مطلبين حيويين في هذا العصر لكل الشعوب ولكلا الجنسين نساءً ورجالا؛ ذلك لما تفرضه ظروف التطور العصري من أطعمة ووجبات سريعة عالية الكوليسترول، وفي مقابل ذلك سيطرة وسائل المواصلات والآلات الحديثة التي حلت محل الإنسان فأنحته عن بذل الجهود العضلية التي تعمل على استهلاك وحرق ما يأتيه من أطعمة وأشربة. أضف إلى ذلك إلحاح وسائل الدعاية والإعلان على عنصري الجمال والرشاقة ومواكبة ما يستجد من أمور الموضة. فصارت السِمنة والبدانة بذلك هاجسا لدى أغلب الناس، والنساء منهم بخاصة، كما صارت الرشاقة هوسا ينجذبن إليه سعيا وراء معايير الجمال والموضة. من هنا تأتي سبل إنقاص الوزن كعامل حيوي لفض هذه الأزمات العصرية المركبة والتي ما اجتمعت واشتبكت إلا في هذا العصر.
كيف تقوم بإدخال خبز الطحالب في حميتك الغذائية؟
البدانة، مرض العصر
للبدانة أضرار عديدة غير تلك التي ذكرناها من فقدان الرشاقة والجمال، ومن ثم الثقة بالنفس، ومن ثم تتالي الأزمات النفسية المصاحبة لفقدان هذه الثقة. فالبدانة تتجاوز الأمراض النفسية إلى أمراض بدنية قاتلة، وإليك قائمة ببعض الأمراض التي تتسبب البدانة فيها:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب والشرايين.
- الجلطات.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات التنفس.
- مشكلات في العظام والمفاصل، وبالأخص مفاصل القدمين.
- متلازمة تكيس المبايض، وهي التي تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الإناث.
- أمراض الكلى.
- بعض أنواع السرطانات كسرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان بطانة الرحم وسرطان الكبد وسرطان المثانة.
هذه بعض من الكوارث الصحية التي تتسبب فيها السمنة، مما يجعل السمنة مرضا قائما بذاته لاعتباره حصان طروادة لكل هذه الأمراض. وإذن، فليس إنقاص الوزن بالأمر الترفيهي أو مما يعد من نوافل الأمور، بل هو من فروضها، والتي بالسعي إليها فإننا نسعى إلى الحياة بألف ولام التعريف. وطرق إنقاص الوزن كثيرة ومتعددة، إلا أن خبز الطحالب صيحة جديدة في مجال إنقاص الوزن سنعرض له منفردا بعد مرورنا بشكل عابر على طرق إنقاص الوزن التقليدية.
ما هي طرق إنقاص الوزن المختلفة؟
كما أسلفنا القول، فإن عملية إنقاص الوزن باتت حمى وهوسا يجذب النفوس والأفئدة. وقد تعددت هذه الطرق والمساعي في عصرنا الراهن، فليس خبز الطحالب سوى أحد هذه المساعي والسبل لإنقاص الوزن. ومن بين هذه الطرق نذكر ما يلي:
ممارسة الرياضة
وهي وسيلة تقليدية يعرفها القاصي والداني، قوامها التمارين الرياضية من جري ومشي ولعب لكرة القدم أو أي ألعاب بها الكثير من الحركة التي من شأنها حرق الدهون. وكذلك انتشار صالات الجيم في كل مكان يعد أمرا حيويا وفعالا لكل من يبحث عن الرشاقة وإنقاص الوزن.
اتباع حمية غذائية
ويكون ذلك بمتابعة طبيب تغذية وتخسيس، وهو المنوط به تحديد مدى قسوة البرنامج على حسب درجة البدانة وحسب استعدادات الجسم الهرمونية للاستجابة، كما لا تستقيم الحميات الغذائية من دون ممارسة شيء من الرياضة ولو حتى رياضة المشي كأضعف الإيمان.
تجنب الوجبات السريعة
ليس تجنب الوجبات السريعة بعلاج من البدانة بقدر ما هو وقاية منها. فالوجبات السريعة بما تحتويه من دهون وسعرات حرارية عالية تعد قنبلة البدانة الموقوتة والمهددة لصحة الكثيرين حول العالم. كما أن الوجبات السريعة لا تتمثل في المأكولات فحسب، وإنما أيضا في العديد من المشروبات وعلى رأسها المياه الغازية.
تجنب السكر الصناعي
وهو أيضا ليس علاجا بقدر ما هو وقاية من مرض البدانة. فمن شأن السكر الصناعي أن يؤدي إلى ارتفاع سريع في معدلات الكوليسترول بشكل عام، وإلى زيادة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية بشكل خاص، وإلى انخفاض الكوليسترول النافع. وإذا ما تغاضينا عن سلسلة الأمراض الطويلة والمخيفة التي يتسبب فيها السكر الصناعي، فإن هذه الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار من شأنها إمراض الجسم بالبدانة. وليس السكر الصناعي مجرد ملاعق السكر الصغيرة التي تضيفها إلى أكواب الشاي والقهوة والعصائر، بل هي إلى ذلك كل ما يدخل السكر في تكوينه صناعيا كالحلويات والآيس كريم والكعك… إلخ. فبدلا عن تناول هذه الحلويات يمكن التقليل منها والتوجه إلى ما تنتجه الطبيعة من سكريات طبيعية متمثلة في الفواكه الطازجة.
تناول الحبوب الكاملة
والتي تحتوي على العديد من الألياف الضرورية لجسم الإنسان، وذلك بدلا عن الأرز والخبز الأبيض؛ لأن الحبوب الكاملة تعمل على حرق الدهون الموجودة في الجسم.
هذا بالإضافة للطرق التي لا يمكن إحصاؤها هنا من طرق إنقاص الوزن، ولكننا سنخص بالحديث هنا خبز الطحالب الذي هو موضوع حديثنا الأساسي.
خبز الطحالب وأمل جديد
يتجدد الأمل لكل الباحثين والباحثات عن الرشاقة كلما لاح لهم نور جديد من شأنه إهدائهم سبيل الرشاقة والصحة، وبالأخص إذا كان الباحث عن إنقاص الوزن ممن ينزعجون من فكرة الحميات الغذائية القاسية والتمارين الرياضية المملة والتي لا يقوى عليها من ناحية، ومن ناحية أخرى يضيق وقته عن ممارسة هذه التمارين فضلا عن مواظبته عليها. فكان خبز الطحالب أملا بازغا بحق؛ لتوفره على هذين المطلبين بضربة واحدة: إنقاص الوزن من ناحية، وإعفاء الجسم من قسوة الرجيم وملل التمارين الرياضية من ناحية أخرى!
ويأتي تميز خبز الطحالب لتميز النباتات الطحلبية البحرية بغناها بالأملاح المعدنية والفيتامينات اللازمة لجسم الإنسان، وقد أثبتت الأبحاث المستحدثة امتلاك الصينيين واليابانيين مناعة ضد العديد من الأمراض بفضل عنصر اليود والعديد من العناصر الأخرى النادرة والمتوفر في هذه النباتات الطحلبية المستخرجة من البحار.
أما خبز الطحالب فهو عبارة عن مزج هذه النباتات بما اشتملت عليه من فوائد سالفة الذكر _بدلا عن تكسيرها لاستخراج المواد الكيميائية المختلفة _ مع القمح والشعير؛ وذلك لإنتاج هذا النوع من الخبز. ومن أشهر الطحالب التي تستخدم في صناعة خبز الطحالب هو طحلب كلوريلا المائي، المتوفر على مادة الكلوروفيل. ومن أهم ما يميز هذا النوع من الطحالب قدرته على تحمل الفروق الكبيرة في درجات الحرارة خلال نموه، كما يتميز ببنائه كميات من المواد البروتينية. وتظهر الدراسات أيضا أن خبز الطحالب له دورا كبيرا في إنقاص الوزن، إذ أكد مجموعة من الباحثين البريطانيين أنه عند الإفطار بقطعة من خبز الطحالب، فإن ذلك يساعد في إحراق كمية كبيرة من السعرات الحرارية بأكثر مما يستطيع الإنسان أن يحرقه من سعرات حرارية عندما يمارس الرياضة على آلة الجري ولمدة نصف ساعة! كما لا يحتوي هذا الخبز على أي مقدار من الملح، وعندما أجريت اختبارات عليه، لم يستطع الرجال الخاضعين للتجربة تمييزه من ناحية الطعم عن الخبز العادي من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هؤلاء الرجال الخاضعين للتجربة لم يستطيعوا بعد هذه الوجبة تناول كميات من الطعام طلبوها هم بأنفسهم؛ نظرا لقيام وجبة خبز الطحالب بمهمة الإشباع، مما يعني اختفاء مشكلة قسوة الجوع التي تخلفها أنظمة الرجيم المختلفة.
مما سبق نستطيع الخروج بنتيجة رائعة قاضية على مخاوف الحالمين بالرشاقة من أنظمة الرجيم التقليدية، وهذه النتيجة هي أن خبز الطحالب وفر وجبة غذائية متكاملة ومشبعة، وفي ذات الآن مستهلكة للسعرات الحرارية المختزنة في الجسم، ومن ثم فهي لا تحتاج إلى تمارين رياضية.
أضف تعليق