في البداية يجب أن نقول بأن التعرق الليلي لا يعد مرضا خطيرا يستدعي القلق أو التوتر طالما أن المريض لا يشكو من مرض ما أو عدوى فيروسية، ولم تظهر عليه أعراض أخرى مصاحبة ففي الغالب يحدث نتيجة لتغيرات المناخ من رطوبة وارتفاع درجات الحرارة، أو زيادة الأملاح بالدم أو البول وهو ما يمكن علاجه بسهولة دون الحاجة لزيارة الطبيب أو تناول الأدوية، وأيضا له العديد من المنافع الصحية ومنها خفض درجة حرارة الجسم.
تعرف على كل ما يخص مشكلة التعرق الليلي وعلاجها
ما هي أسباب التعرق الليلي ؟
اضطرابات الحيض عند النساء
قد يكون التعرق بشكل عام نتيجة لتغيرات هرمونية تحدث عند بدء دورة الحيض للفتيات، وأيضا يحدث قبل انقطاع الحيض عند النساء ببلوغهن سن اليأس، وتجدر الإشارة إلى أنه هناك الكثير من الفتيات تعانين من العرق الزائد طوال فترة الحيض بسبب تغيرات هرمون الإستروجين والبروجسترون اللذان يؤثران بشكل أساسي على حالة الجسم، وكمية دم الحيض، وعدد أيام الدورة الشهرية.
الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسية والبكتيرية
هنالك العديد من أنواع العدوى الفيروسية والبكتيرية التي قد تصيب الجسم ومنها مرض السل الذي يصيب الرئتين، وأيضا داء البروسيلا أو البروسيلات والذي يحدث بسبب تناول الطعام الملوث أو غير المطهو كاللحوم، ومنتجات الألبان غير المبسترة، ومن أشهر أعراضه الإصابة بضعف الشهية، وتغير رائحة العرق، والذي تختلف أعراضه تماما عن مرض السل الذي يتسبب في التقيؤ المصحوب بالدم، ومرض التيفود أيضا ويتم الإصابة به نتيجة لشرب المياه الملوثة وفي الغالب لا تظهر أعراضه على الفور، وكل هذه الأمراض تسبب ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم مما يؤدي إلى حدوث التعرق الليلي.
الإصابة ببعض الأورام السرطانية
يعد سرطان الغدد الليمفاوية من أكبر أسباب هذه المشكلة، والغدد الليمفاوية توجد بجانب الأذنين وخلف الرأس، وتنتشر في العديد من الأماكن الأخرى بالجسم، ولها وظائف هامة والتي من أهمها مقاومة الجراثيم والميكروبات، وقد تتضخم نتيجة لحدوث التهابات متكررة، وعدوى الجهاز التنفسي، وسرطان الغدد الليمفاوية أيضا من أعراضه تضخم الغدد الليمفاوية بالجسم ولكنه في العادة لا يكون مصحوبا بالآلام، ويحدث كذلك نقص شديد في الوزن دون إتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن الزائد، ويشعر المريض بالتعب والإرهاق المستمر عند القيام ببذل أي مجهود بدني مهما كان قليلا؛ نتيجة لضعف مناعة الجسم، وعند ظهور أيا من هذه الأعراض يجب الذهاب للطبيب على الفور لأخذ عينة من الغدد الليمفاوية وفحصها.
تناول بعض أنواع الأدوية
توجد بعض الأدوية التي قد تتسبب في حدوث التعرق الليلي، وبخاصة الأدوية المضادة للاكتئاب، والصرع، والأدوية التي تعالج ارتفاع السكر بالدم، وأيضا الأسبرين، ومشتقاته والكورتيزون، والأدوية التي تعمل على زيادة النشاط الجنسي، وغيرها الكثير والتي لها أعراض جانبية معروفة كالحمى، والتعرق بشكل غزير، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
بعض الاضطرابات الهرمونية
هناك بعض الاضطرابات الهرمونية التي تصيب الجسم وبخاصة زيادة أو فرط نشاط الغدة الدرقية، والتي تفرز هرمون الثيروكسين، وأعراض الإصابة به كثيرة وتشمل فقدان الوزن وزيادة ضربات القلب، وجحوظ العينين، وزيادة تعرق الجسم، وبخاصة التعرق الليلي، وأيضا الشعور بالعطش الشديد خلال فترات اليوم والعصبية الشديدة والتوتر.
كيف يتم علاج التعرق الليلي
استخدام خل التفاح
نظرا لقدرته على معادلة التوازن بين الأحماض والقلويات في الجسم فقد يكون خل التفاح علاجا جيدا للسيطرة على التعرق الزائد من خلال إضافة معلقة كبيرة منه على السلطة، أو مزجه مع ملعقتين من العسل الأبيض، وإذابتهما في كوب من الماء وتناوله يوميا في الصباح الباكر، ويمكن أيضا مسح المناطق التي تتعرض للتعرق المستمر بقطنة مبللة بخل التفاح، وتركها على الجلد لمدة يوم كامل، وغسلها في الصباح بالماء الدافئ ويساعد ذلك أيضا على التخلص من رائحة العرق الكريهة.
عشبة المرمرية
هذه العشبة استخدمت منذ آلاف السنين لعلاج الكثير من الأمراض ومؤخرا يتم استخدامها في صناعة الأدوية، وهى تعمل على تجديد الأنسجة والخلايا التالفة في الجسم بفضل احتوائها على الكثير من الزيوت الطيارة، ويمكن استخدامها للتقليل من التعرق الليلي عن طريق إضافة ملعقة صغيرة منها في كوب من الماء الساخن، وتحليته بملعقة صغيرة من العسل الأبيض، وتغطيه الكوب لمدة دقائق قبل تناوله كما يقلل هذا المشروب من رائحة العرق الكريهة.
عصير الليمون
لا يعد عصير الليمون منتجا جماليا فقط فعلى الرغم من أنه يستخدم في تفتيح البشرة، وعلاج الاسمرار الناتج عن التعرض للشمس إلا انه يعمل أيضا على تخليص الجسم من الماء الزائد وله قدرة هائلة في القضاء على التعرق الزائد، والحد من البكتيريا المسببة لرائحة العرق الكريهة.
عشبة الجينسينغ
يستخدمها الكثير كمشروب للتخفيف من حدة الصداع والتقليل من الآلام المصاحبة للدورة الشهرية، ومؤخرا عرفت تلك العشبة بفائدتها في خفض هرمون الإستروجين مما يساعد في تقليل التعرق الليلي، وخاصة للسيدات اللاتي بلغن سن اليأس، ولكن يفضل عدم تناولها بشكل مفرط لتجنب الإصابة بالإسهال أو الغثيان.
بذرة الكتان
تعد بذرة الكتان علاجا آمنا للكثير من الأمراض و لعل أهمها أنها تخفف من احمرار الجلد، وتعالج أكزيما الجلد وهى مدرة للبول، وتقضي على مشاكل الغدة النكافية، وتحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تقاوم نمو الخلايا السرطانية بالجسم كما يمكن طحن البذور وإضافتها للمشروبات والأغذية المفضلة.
مشروب الشاي الأحمر
نظرا لانشغال الكثير من الناس بفوائد الشاي الأخضر، ودوره في التخلص من الوزن الزائد، وخفض نسبة الكولسترول بالدم يجهل الكثير فوائد الشاي الأحمر؛ فهو أيضا يساعد في علاج زيادة الوزن، وهو مضاد جيد لمشكلة التعرق الليلي الشديد بفضل احتوائه على حمض التانيك كما أنه يحسن من عمليات انقباض الغدد العرقية فيعمل على ضبط إفرازات العرق، ويقوم بقتل البكتيريا التي تتسبب في رائحة الجسم الكريهة.
بعض النصائح اليومية للتخلص من التعرق الليلي
يجب شرب الماء على فترات منتظمة خلال اليوم، ويفضل أن يكون الماء باردا لأنه يساعد في ضبط درجة حرارة الجسم، ويفضل أن يتم الاستحمام بشكل يومي في فصل الصيف باستخدام الصابون الطبي، وأيضا يفضل ارتداء الملابس القطنية الخفيفة؛ لأنها تساعد على امتصاص العرق والابتعاد عن ارتداء الأقمشة المصنوعة من النايلون، كما يوصى بضرورة الامتناع عن التدخين، والتقليل من القهوة، والمشروبات الغازية لأنها تؤدي إلى زيادة التعرق، بالإضافة إلى أنه يجب إتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن في حالة البدانة، أو ارتفاع نسبة الكولسترول بالدم، وأيضا ينصح بتناول الخضراوات، والفاكهة، والمكملات الغذائية حيث يمكن أن يحد ذلك من تفاقم مشكلة التعرق الزائد.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة إتباع النصائح المذكورة في هذه المقالة سيتم علاج مشكلة التعرق الليلي في غضون أسابيع قليلة، وإذا لم يظهر أي تحسنا على حالة المريض فيجب حينها الذهاب للطبيب فورا لإجراء الفحوصات ووصف العلاج الصحيح.
أضف تعليق