من الأمور الهامة التي لابد من زرعها بشكل إيجابي لدى كافة المواطنين وبالأخص لدى الأطفال الصغار هو حب الوطن بطريقة عملية، وبشكل يضمن تحقيق رفعة الوطن، باعتبار أن ذلك يكون له دور ومردود أكثر إيجابية في تطوير وتنمية الدولة، فمن المهم جدا أن يدرك أولئك الذين يعيشون في كل بلد أن الأمة التي وفرت ملاذًا للحرية وكل سبل الأمان والراحة لمواطنيها، يجب أن تحظى بالحماية الكافية، والتعبير بشكل عملي عن مدى حبنا لها، لذا فكثيرًا ما سيطلب منك أن تكون مخلصًا لبلدك؛ بحيث تبقي مصلحتها في القلب دائمًا، كمصلحتك في عملك الخاص بك، ولعل التضحية من أجل الوطن قد تكون أحد الخيارات التي لابد من عدم تهميشها لضمان استمرار بلادنا والحفاظ عليها وتنميتها، بدرجة قد تصل إلى التضحية بأرواحنا بهدف الحفاظ على مكانتها واستقرارها وأمانها، لذا دائمًا ما يطالب البعض بضرورة البعد عن الشعارات والجمل البراقة للتعبير عن حبنا لأوطاننا وتبديلها بأعمال وأفعال تعلي من شأن بلادنا بشكل عملي وفعلي.
حب الوطن ما هو؟ وما هي الطريقة الصحية لتحقيقه؟
ارتداء الألوان الوطنية
لا شيء يظهر لك حب الوطن أكثر من أن تبين ذلك من خلال الملابس أو الملحقات التي تحملها يوميًا، فلكل بلد صورة تعريفة خاصة تعبر عنها، فتعمد ارتداء ملابس تحمل ألوان علم بلدك أثناء السفر يعد تعبيرًا صريحًا بمدى حبك لوطنك أمام العالم وبالتالي زيادة احترام المواطن الأجنبي لدولتك، بجانب ذلك فإن الأمر لا يتوقف فقط عند ارتداء الملابس التي تحمل ألوان علم دولتك بل يصل الأمر إلى حد اقتناء كثير من الأشياء التي تم تصميمها على هيئة علم وطنك أو التي تم رسم صور لشخصيات تاريخية عليها من كبار القادة والزعماء في وطنك، الذين أثروا بشكل إيجابي في تاريخ الوطن والذين يعتبرون قُدوة وخير مثال لتشريف وطنك أمام العالم الخارجي، كما يمكنك شراء الأعلام، أو أي شعارات أخرى ووضعها على سيارتك، أو في حديقة المنزل الخاصة بك، أو في أي مكان يمكن أن تظهر من خلاله احترام بلدك، وبالرغم من ذلك فلابد من معرفة جيدًا آداب رفع العلم والذي يجب ألا يلامس الأرض، أو يستعمل في حالة سيئة شديدة، أو التخلص منها بطريقة غير سليمة تقلل من قيمته وقدره أمام جميع دول العالم.
الانضمام إلى الجيش وتأدية الخدمة العسكرية
لا شيء يمكن أن تقدمه لبلدك لإظهار مدى حبك وتقديرك لها أكثر من الالتزام بالانضمام إلى الجيش، وتأدية الخدمة العسكرية، باعتبارها العمل الأسمى للاستعداد للتضحية بالحياة من أجل حرية الوطن، فمن المهم جدًا أن يزرع كل منا حب الجيش والوطن في نفوس أبنائنا وحثهم على تأدية الخدمة العسكرية للحفاظ على قوة الدولة وقوامها أمام أية دولة خارجية.
حضور موكب العيد الوطني
العديد من البلدان حول العالم لديها مسيرات تظهر الفخر لديهم لبلدهم، أو بلد المنشأ، وفي كثير من الأوقات يمكن أن يكون ذلك في يوم الاستقلال أو العيد الوطني، أو أثناء الاحتفال بحدث تاريخي آخر يخص الدولة، ولكن الجزء المهم هو الاحتفال مع مواطني الدولة بطرق مختلفة يظهر من خلالها مدى حبهم لبلدهم أمام العالم، والمشاركة في الفعاليات التي قد تحتوي على عروض تعلي من شأن الدولة وتجعلهم يشعرون بالفخر الوطني.
دراسة تاريخ بلدك
هناك كثير من الأمور التي تزيد بدرجة كبيرة من حب الأشخاص لأوطانهم، وقد تكون بداية ذلك من خلال الاهتمام بالتعرف على تاريخ وطنك، ومعرفة اللحظات الرئيسية التي أدت إلى إنشاء وبناء القوام الرئيسي للدولة، فمن المهم أن يدرك كل شخص ويقرأ جيدًا عن مكان وقوف بلدك خلال الحروب المختلفة القريبة والبعيدة منها، ومن هم حلفائها؟ وهل كانوا دائما يتناغمون مع الجانب الصالح من التاريخ، أم أنهم كانوا تاريخيا يعتبرون من الدولة الشرسة في المواجهات الكبيرة إقليميًا؟، يضاف لذلك فإن حرصك على معرفة تاريخ وطنك يوضح لك عما إذا كان هناك حربًا أو انتفاضة كبيرة قد غيرت من نظام الدولة مثل التحول من الملكية إلى الجمهورية، كما أن بحث المعالم الكبرى خلال تاريخ بلدك والترويج لهذه المعالم على المستوى الدولي يزيد بدرجة كبيرة من شأن دولتك واحترامها أمام العالم.
علم أطفالك إظهار حبهم لوطنهم
من الضروري أن يحرص كل ولي أمر على تعليم أطفاله كيفيه إظهار حبهم لوطنهم، وذلك من خلال مجموعة من المحاور العملية، منها مشاركتهم بمجموعة من الفعاليات والمعارض الوطنية التي تنمي لديهم الشعور بحب الوطن، فتعليم الأطفال على مجموعة من الإيجابيات مثل الحرص على المشاركة بالندوات والمؤتمرات الخاصة بالأعياد القومية يعد واحدة من العوامل التي تساعد الأطفال على إظهار حبهم لأوطانهم طوال حياتهم، وتعتبر الكتابات والقصص الوطنية والشعر من الأمور التي تعمق لدى الأطفال حب وطنهم منذ الصغر، وهو ما يلعب دورًا في زيادة دور الأفراد في تطوير وتنمية مجتمعهم بشكل عملي في المرحل العمرية المتقدمة، وبالتالي تشجيع مختلف أفراد وأبناء على حب أوطانهم.
كن مواطنًا نشطًا
من الضروري أن تقوم بإظهار حب الوطن بنشاط من خلال كونها جزءًا من حياة كل منا، فهناك مجموعة متنوعة من الطرق التي تحتاج إلى المساهمة بوقتك وجهدك لمعرفة لسياسات بلدك وتاريخها والعمل على تطويرها وتنميتها، فمثلا قد يكون لك دورًا إيجابيًا أثناء إجراء أية انتخابات لبلدك، كالمشاركة في عملية التصويت من خلال مساعدة الآخرين الذين قد لا يكونوا على دراية بالسياسة، أو الذين قد لا يفهمون إجراءات الاقتراع المحددة التي يصوتون عليها، فيمكنك الاتصال بعدة أشخاص لتوعيتهم بذلك من خلال النص الذي يقدمه كل مرشح للانتخابات، وبالتالي سيكون إيجابيًا للغاية مدى نجاحك في تشجيع مجموعة من الأفراد على الاشتراك في العملية الانتخابية، يضاف إلى ذلك فقد يكون لك دورًا في مسألة جمع أموال خاصة بإحدى المشروعات التي يتم تنفيذها سواء لخدمة الدولة أو خدمة أفراد المجتمع وهنا تظهر بشكل فعلي مدى حبك وتقديرك لوطنك أمام الجميع.
قراءة الأساطير الوطنية
في بعض الأحيان يكون من المهم قراءة كثير من الأساطير الوطنية عن وطنك لإظهار حب الوطن ، فمعظم الأساطير والقصص الطويلة تمتلك على الأقل أشياء من الواقع، كما أن الإبداع والخيال المطلوب لخلط بعض القصص بالواقع الفعلي هو أمر يثير الاندهاش باستمرار، وبالتالي فإن التعمق في قراءة الأساطير ونقلها إلى العالم الخارجي، يزيد بدرجة كبيرة من حب مواطني العالم الخارجي لدولتك، يضاف إلى ذلك فهناك عدد من الحكايات التي توضح كيف يمكن للمرء أن يفخر بماضي بلادهم الإبداعي، فمثلًا الصينيون جعلوا هناك سرًا لإنتاج الحرير لأكثر من 3000 سنة، وقيل إنهم احتجزوا سرًا لتصديرهم المربح لدرجة أن أحد اكتشف أسرار الإنتاج لكنه حكم عليه بالإعدام، لذا فقراءة كثير من الأساطير التاريخية قد يكون لها مدلولًا كبيرًا على مدى تطور الدولة في الماضي، والتي ربما يكون لها دورا في تشجيع عدد من مواطني الدول الأخرى على قراءة هذه الأساطير الخاصة بدولتك.
حب الوطن لا يمكن أن يتم التعبير عنه بالشعارات فقط، ولكن لابد من ترجمة ذلك إلى أفعال حقيقة تحقق مصلحة وطنك، وبالتالي فلا يجوز التحامل أو التحيز لبلدك دون غيرها بطريقة غير لائقة، فكل بلد أو دين أو جماعة عرقية لها معتقداتها الخاصة، وأنت لديك المعتقدات الخاصة بك، لذلك لابد من احترام معتقداتهم، لذا حاول بشكل مستمر أن تشارك في مختلف الأفعال التي تزيد من احترام وحب دوتك أمام العالم لرفع شأنها ومكانتها دوليًا.
أضف تعليق