تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » اكتساب التعاطف : كيف تكتسب عاطفة الآخرين اتجاهك بحيل بسيطة؟

اكتساب التعاطف : كيف تكتسب عاطفة الآخرين اتجاهك بحيل بسيطة؟

اكتساب التعاطف ليس مهمة سهلة وليس موهبة نولد بها، بل هو أمر مكتسب يأتي عن طريق المعرفة. من الممكن أن تقلل من شأنه وستخسر، ومن الممكن أن تستفيد منه.

اكتساب التعاطف

اكتساب التعاطف هو طريقة ذكية جدًا للحصول على قاعدة اجتماعية كبيرة وحسنة جدًا. فلن تجد أحد لديه قاعدة جماهيرية أو اجتماعية من أشخاص مختلفين، إلا وستجد هؤلاء الناس يتعاطفون معه جدًا ويشجعونه بكل قوتهم. وأكبر دليل هو تشجيع الرياضة عمومًا، ونرى هذا كمثال في نجوم كورة القدم، وكمثال منهم ليونيل ميسي لاعب فريق برشلونة ستجد أن ملايين من البشر يتعاطفون معه عندما يسجل هدف لدرجة أنهم من الممكن أن يقفزوا من الفرحة وهم يصرخون بأن هذا اللاعب أتى بهدف. بل وكمثال أكثر دقة هناك إحصائية تمت على جماهير نادي برشلونة عن أيهما أكثر سعادة أن يفوز برشلونة بنتيجة 6-0 وميسي لا يحرز أهداف، أم أن تفوز برشلونة 2-1 وميسي يحرز الهدفين. وكانت النتيجة أن جماهير برشلونة تعاطفت مع نتيجة 2-1 لأنهم يتعاطفون مع ميسي كشخص. ومن هنا نجد أن فكرة اكتساب التعاطف مهمة جدًا لكل شخص، حيث أن الكثير يتوقف على هذا التعاطف حتى تكمل حياتك الناجحة.

هل يمكن اكتساب التعاطف من الآخرين؟

كيف نكتسب التعاطف

السؤال الجميل هنا هو كيف أصل إلى مرحلة يتعاطف فيها الناس معي دومًا، أينما ذهبت ومهما فعلت؟ والإجابة ببساطة هي أنك يجب أن تتحكم في أفعالك. وفي هذا المقال سنتكلم بصورة مكثفة عن التحكم في الأفعال الأساسية للإنسان بطريقة ذكية وحكيمة. بها تعرف كيف تجذب مشاعر الآخرين لك وتكون شخص جذاب في كل شيء لتكسب دعمهم بصورة دائمة لك في أي عمل ستقوم به.

لا للتطرف

حتى تكسب تعاطف الناس يجب أن تفهم أن تطرفك في أي شيء سيجعل فصيل من الناس لا يتعاطف معك. بمعنى أنك مثلًا لو كنت شخص متعصب جدًا لتشجيع فريق معين وكراهية المنافس بطريقة متطرفة، هنا بالتالي جمهور الفريق المنافس سيعتبرك عدوًا له ولن يتعامل معك بمبدأ الروح الرياضية. مثال أخر أكثر واقعية، حينما يكون لديك أكثر من مسئول فوقك في العمل وأنت تحترم أحدهم وتنفذ له كلامه والأخر لا تأبه بما يقول، بالتالي أنت هنا ستكتسب تعاطف أحدهم ولكن الأخر لن يحبك بل سيتعامل معك بعداوة. ومن هنا نقول إن اكتساب التعاطف مبني على فكرة المحايدة في حب الجميع ومساعدة الجميع ومعاملة الجميع بطريقة ليس فيها تطرف. لا تميز أحد عن أحد، تعامل مع الكل بطريقة متساوية، وكل فصيل حسب مكانته لديك. فلو لديك ابنين لا تعامل أحدهم جيدًا والأخر تقسو عليه، هنا ستجد هذا الطفل يكرهك ولن تكتسب تعاطفه معك فيما بعد. وبالتالي ستجد نفسك في عالم متباين بين الحب والكراهية على مدار حياتك في كل علاقاتك.

كن هادئ في كلامك

اكتساب التعاطف يحدث بطريقة كبيرة نتيجة تعاملك أنت مع الناس بطريقة تفرض عليهم أن يتعاطفوا معك ويحبونك ويكونون في حاجة أن يعرفوك أكثر. لأنك إنسان جذاب بالنسبة لهم، ومن ضمن وسائل الجذب في الكلام هي الكلام بهدوء وعدم التسرع، وكلام مركز دون عصبية. ولو دخلت نقاش حاول أن تكون هادئ معظم وقت النقاش ولا تنفعل. الأسلوب الهادئ في الكلام يجعل الناس من حولك يثقون فيك أنك لن تجرحهم، سيرون فيك إنسان عاقل وغير متسرع. الهدوء سيعطي عنك إيحاءات إيجابية كثيرة جدًا لمن هم حولك، ولذلك هو الأفضل على الإطلاق عندما تريد أن تكتسب تعاطف مجموعة جديدة من الناس. ولكن حسب كل مجموعة فهناك مجموعات من الناس طبيعتها الاجتماعية لا تفضل الهدوء الزائد عن الحد. ولكنك في كل الأحوال كن ذكيًا في أسلوب كلامك دومًا وتعامل بهدوء وطلاقة في نفس الوقت. وهذا كفيل جدًا لاكتساب التعاطف من الجميع في وقت قياسي.

لا تبرر للآخرين كل شيء

أحيانًا نقع في هذه المشكلة وأن أحدًا يقصد وأن ينقدنا بطريقة مباشرة أمام الآخرين، وكنوع من أنواع الدفاع عن النفس تجد نفسك في موقف محرج لو أنك لم تدافع عن نفسك، وتبرر موقفك أمام الناس. ولكن هنا سأقول لك أن هذا لا يليق في كل المواقف وفي كل الأوقات. بمعنى أن أحيانًا يكون هناك شخص لا يحبك أو يكرهك ومن ثم هو معروف عند الجميع أنه لا يستحسنك، وتجده حاول أن يهاجمك معنويًا أو ينقدك بطريقة مباشرة أمام الناس ليقلل من شأنك لأنه يكرهك. هنا من الأفضل لك ألا تتبادل مع هذا الشخص مبرراتك، بل فقط انسحب بكل ذوق واتركه يقول ما يريد أن يقوله ولا ترد عليه بل تجاهله. هنا غالبًا هجومه سيجعل الناس لا تتعاطف معه لأنه سيظهر بمظهر المتعجرف، أما أنت ستظهر بمظهر الحكيم الذي لن يرد على أي أحد، ولا سيما الذين سيكرهونه. الجميع سيجد الحكمة فيك وبالتالي سيتعاطفون معك، وربما الآخرين هم من سيتولون الرد على هذا الشخص بدلًا منك. ولو لم يرد أحد سيكفي أنك ستنجح في اكتساب التعاطف من الجميع وهو سيظهر بمظهره الحقيقي.

كن واثق من نفسك

جزء كبير من جعل الناس يتعاطفون معك هو أن تكون واثق من نفسك في وقت الضعف. بمعنى أنه من الطبيعي في هذه الحياة أن تمر بموجات قاع وقمة في حياتك، فوتيرة الحياة على كوكب الأرض دومًا متذبذبة في هيئة قمم وقيعان. ولذلك غالبًا في وقت ما في حياتك ستمر بقيعان وظروف صعبة وسيئة، وهنا اكتساب التعاطف من الآخرين سيأتي عن طريق عدم استسلامك وثقتك في نفسك، ورؤية الناس لك وأنت لا تستسلم. وهذا من أكثر الأشياء التي تجعلك تكتسب تعاطفهم، فالبشر يعشقون الشخص القوي نفسيًا الذي يستطيع أن يقاوم الظروف السيئة بثقة وعدم اهتزاز. لأنهم يرون فيه إلهام لهم ومصدر قوة من خبرته. ولذلك كلما كنت واثق من نفسك كلما كنت إلهام للآخرين. الناس من حولنا لا يحبون الضعيف ولا يرون في الضعف جمال ولا يتعاطفون مع اليائس، بل يعطفون عليه. وهناك فرق بين التعاطف والعطف، حيث أن الأولى تكسب احترامهم، ولكن الثانية تكسب مساعدتهم وليس احترامهم.

لا تتعامل بغرور مع الآخرين

الغرور هو أول شيء من الممكن أن يجعلك تفقد اكتساب التعاطف عمومًا. فالناس من حولك لا يحبون الأشخاص المغرورين، وللتنويه هناك فرق كبير بين الثقة في النفس وبين الغرور. الثقة في النفس عادةً تكون منصبة في عمل الشخص وفي رؤيته لنفسه وعدم اهتمامه بالكلام السلبي الذي يقال عنه وعدم الاهتمام بالمعوقات، بل هو شخص واثق في إمكانياته الشخصية. أما الغرور فهو عبارة عن التعالي على الآخرين بزعم إمكانيات معينة سواء تمتلكها أو لا تمتلكها. التعالي على الآخرين سيجعلهم لا يتعاطفون معك، حتى لو كنت ماهر جدًا في أي شيء. لأنك تشعرهم أنهم أقل منك بالتعالي عليهم وهذا يؤذي كرامة الآخرين. وأكثر شيء يفقدك اكتساب التعاطف من الآخرين هو أنك تهين كرامتهم وتقلل من شأنهم. فالبشر يتأثرون ببعضهم البعض ولو كنت بالنسبة لهم سبب في كونهم يشعرون أنهم قليلين في عين أنفسهم، سيكرهونك وينبذونك بل وسيقاومونك بشدة لدرجة أنك ستصبح عدوًا لهم. ولذلك استخدم التواضع بجوار الثقة في النفس حتى تضمن اكتساب التعاطف من أي شخص يتعامل معك.

الاجتهاد في العمل

هناك فرق كبير بين واحد من الناس يبرر فشله باستمرار، وأن هناك ظروف معينة تجعله لا يعرف كيفية العمل ويرمي دائمًا اللوم على الآخرين وعلى الظروف، وبين شخص أخر في وسط الظروف الصعبة جدًا يعمل ويجتهد ويطور من نفسه حتى يصل لمرحلة من النجاح الآخرين يستغربون عليها. الاجتهاد في العمل يؤدي فورًا إلى اكتساب التعاطف من الآخرين ولا سيما المديرين. بل وأن هناك قانون عند المديرين الفنيين للفرق الرياضية، وهذا القانون يفيد أن دائمًا عندما تختار فريق مناسب فيجب أن تجمع الأشخاص الذين لديهم في شخصيتهم مبدأ الاجتهاد مع الموهبة. لأن الاجتهاد يجعل عمر الموهبة مديد وطويل. أما الإهمال فيجعل عمر الموهبة قليل جدًا. ولذلك دائمًا ما تجد المدرب يتعاطف كثيرًا مع الشخص الملتزم، الذي يأتي في معاده ويفعل ما يقوله له من تعليمات ويطور من نفسه. ومن هنا تجد هذا الشخص ترقى كثيرًا وتبناه المدير الفني ليكون نجم الفريق، بسبب أن هذا اللاعب عرف كيف يكتسب تعاطف المدرب عن طريق الاجتهاد في العمل والتدريب. وعلى هذا الأساس يجب جميعًا أن نتعلم أن الاجتهاد في العمل يجبر الجميع أن يتعاطفوا معك حتى الذين يكرهونك.

الابتعاد عن المشاكل

الابتعاد عن المشاكل دومًا يجعل منك في موقف سلمي مع الجميع، وعلى العكس تمامًا التواجد في مكان فيه الكثير من المشاكل، سيجعلك عاجلًا أم أجلًا في مشكلة سواء أردت أم لم ترد ذلك، ولكنه سيحدث في يومًا ما. ولذلك يجب عليك أن تتأكد دومًا أنك بعيد عن المشاكل. فالمشاكل ستجعلك غصبًا تأخذ مكان أحد طرفي المشكلة، وحتى لو عرفت كيف تكون على الحياد في أكثر من مشكلة، فلن تكون على الحياد في كل مشكلة، مما سيجعلك في يومًا ما تكون على جانب عدائي مع أحد الأشخاص لمجرد أنك كنت تحاول أن تحل المشكلة له، ولكن الحل لم يأتي على مزاجه. لذلك حتى تنول اكتساب التعاطف من الجميع حاول دومًا أن لا تفتعل المشاكل مع أحد، ولو حاول أحد أن يفتعل معك مشكلة تعامل مع الأمر بحكمة. بحيث تكسر دائرة الشر ولا تجد نفسك في موقف يحتاج منك أن تكون عدائي أو تدافع عن نفسك، فيراك الناس بمنظور مختلف عن المعتادين عليك فيه.

الصبر على البلاء

هذه النقطة من أهم النقاط التي تضمن لك اكتساب التعاطف من الجميع حولك. حيث أن التذمر أو الشخص المتذمر عمومًا يكون ضمن أكثر الأشخاص الغير مقبولين في محيطهم الاجتماعي. لأن مثل هذا الشخص غالبًا على الدوام يرسل رسائل سلبية جدًا لمن حوله، وهذا مع التكرار يجعل من حوله يتأثرون به ويشعرون أن مثل هذا الشخص المتذمر لا يفعل شيء سوى أنه يبرز السلبيات ويتكلم عنها ويبعث بجو كئيب جدًا. في المقابل الشخص الذي يصبر حتى في وقت ابتلاءه، سيراه الناس من حوله أنه شخص عظيم وشخص قوي نفسيًا. البشر يحبون الذي يقاوم ويصبر. الصبر من ضمن أكثر أنواع المقاومة صعوبة بالنسبة للإنسان، لأن الإنسان الصبور غالبًا يجهل ما سيحدث له ولكنه في المقابل لا يتذمر. بل يكمل حياته في صمت وعزة نفس دون أن يطلب شيء من أحد. هذه الصفة تجعل البشر يتعاطفون مع صاحب الابتلاء ويستغربون كيف لهذا الشخص رغم كل الظروف السيئة التي يمر بها، يصبر ويشكر الله على هذا دون أن يتذمر. مثل هذا الشخص يكون عزاء للناس في وقت صعابهم. فعندما يتعرضون لموقف مشابه يتذكرون هذا الشخص الذي كان صبورًا وشكورًا ويفعلون مثله.

تقدير مشاعر وظروف الآخرين

عندما تكون شخص متعجرف فبهذه الطريقة غالبًا ستخسر العديد من الناس. أما التعاطف مع الآخرين سيجعلك تكسب محبتهم. بمعنى أنه أحيانًا تكون مشكلة الآباء مع الأبناء، هي أن الأبناء يعانون من الاكتئاب ولكن أولياء الأمور لا يعرفون شيئًا عن هذا. فالوالد يعتقد أن أولاده لديهم كل ما يريدوه وأنه لم يقصر معهم، وفي المقابل الأم تشعر أنها لم تقصر في حق أولادها وكل شيء مهيأ لهم بطريقة صحيحة. ولكن ما لا يعلمه الأب والأم أن الأولاد يفتقدون تعاطف الوالدين معهم ويشعرون أن تعامل والديهم معهم قائم على المادة، وذلك خطأ تربوي شائع يجعل الآباء يخسرون الأولاد في هذه الحقبة الزمنية من عمرهم. ولذلك في العموم حتى تضمن اكتساب التعاطف من جهة أولادك يجب أن تقدر مشاعرهم ولا سيما في فترة المراهقة والشباب. لأن الأولاد في هذا العمر يكونون مزاجيين وعاطفيين بطريقة خارجة عن إرادتهم. ولذلك تقديرك لهذه التفاصيل البسيطة سيجعلهم يحبونك ويرون عطفك ويبادلونك هذا العطف دومًا.

أن تكون صادق في كلامك

الصدق في الكلام يجعل أغلبية الناس يتعاطفون معك دومًا حتى لو كنت فعلت شيئًا خاطئًا. بل وصدقك دومًا سيشفع لك في قلوب هؤلاء الناس لسبب بسيط، لأنك بشر ولأن سمعتك عند الناس هي أنك صادق وفعلت أشياء كثيرة جيدة عن صدق. ولذلك حتى لو أتى يومًا وأخطأت ستجد هذا الخطأ لن يعوق الناس عن محبتك. اكتساب التعاطف عن طريق الصدق أيضًا فعال جدًا في العلاقات العاطفية الغرامية، حيث أن أي علاقة مبنية على الصدق غالبًا سيكون مصيرها النجاح. لسبب بسيط، لأن كلما كان طرفي العلاقة صادقين مع بعضهما، كلما عرفا كيف يتكيفا سويًا بشكل أسرع ومحترم. ولذلك صدقك مع شريك حياتك سيضمن لك اكتساب التعاطف من ناحية شريك حياتك دومًا. لأن جسر الثقة سيكون ممدود دومًا دون تزوير أو رغبة في الفراق. أيضًا التكلم بالصراحة يجعلك محل ثقة الناس عمومًا، وكونك محل ثقة على المستوى الاجتماعي فهذا يعني أنك اكتسبت محبة هؤلاء الناس قبل أن تكتسب ثقتهم. لأن الإنسان لا يثق في شخص يكرهه حتى لو كان هذا الشخص جيد. الثقة هي مرحلة تأتي بعد العاطفة لدى البشر، ولذلك كونك تقول الصدق، سيجعل الناس يتعاطفون معك دومًا.

المظهر الجيد

للأسف هذه النقطة صحيحة جدًا كوسيلة لاكتساب التعاطف بين الناس. فالمظهر السيئ أو المظهر الشاذ دومًا يجعل الناس لا يتعاطفون معك. على العكس تمامًا من المظهر الجميل، حيث أنك كثيرًا ما تجد الناس يتعاطفون مع الأطفال الجميلين أكثر من الأطفال العاديين. وترى الجميع في المواقع الاجتماعية عاطفتهم تذهب نحو الجميلين وليس نحو القبيحين. حتى في العلاقات العاطفية الشكل الخارجي له دور أساسي في عملية الانجذاب، واكتساب التعاطف مع الشخص الأخر. ولذلك إن أردت أن تكتسب الكثير من التعاطف بين الناس حاول دومًا أن تكون ذو مظهر جذاب، فذوي المظهر الجميل مقبولين دون بذل مجهود عند الناس، فقط لأنهم جميلين. فلو تمكنت من تحويل ملابسك وشكلك إلى مظهر مرتب وأنيق فهذا ضمان حقيقي لاكتساب التعاطف من أي شخص. سيتم قبولك في عمل أو في علاقة عاطفية أو حتى في علاقة صداقة، فهذا سيجعل منك مقبول دون أدنى مجهود لدى جميع الناس. ولكن المهم هو أن تكون جميل من الداخل أيضًا، بمعنى أن الجمال الخارجي ليس عيب بل هو نقطة قوة لك، ولكن يجب أن تتجمل داخليًا حتى تكون شخص متكامل ومحبوب لدى الجميع.

استخدم كلمة “أنا” بعدد قليل

عندما تتحدث أمام الناس فيجب أن تكون حريص تمامًا فيما تقول، ولا تتكلم عن نفسك كثيرًا ولا تذكر كلمة “أنا” أكثر من اللازم. لأن الناس من حولك حينها سيشعرون أنك نرجسي وتحب نفسك وأناني، وهذا سيصل لهم من كثرة كلامك عن نفسك وسردك محاسن نفسك. اكتساب التعاطف من الناس يحتاج لأن تكون في الأحاديث شخص ذكي تعرف كيف توصل كلامك دون أن تفقد حبهم لك. ولذلك في أي وقت تتكلم فيه عن نفسك حاول أن تقلل كلمة “أنا” قد الإمكان.

لا تقل ” ليس لي شأن بهذا”

هذه الكلمة تجعل الآخرين يشعرون أنك شخص غير مسئول تمامًا في حين أنك يجب دومًا أن تكون مسؤول. فهذا هو الطبيعي قبل أن يكون المفروض عليك. عندما تقول هذه الكلمة لمن هم حولك، تجعلهم يفكرون أنك ترمي الحمل والثقل عليهم. وإن كنت تعمل على اكتساب التعاطف بين مجموعتك، فأنت بهذه الكلمة ستفقد كل التعاطف مرة واحدة بسبب كلمة مثل هذه. ولذلك لو كان بالفعل ليس لك شأن بشيء ما، فلا تقل الأمر بهذه الطريقة السمجة، بل تعفف من الأمر بطريقة محترمة وأنك لا تستطيع المساعدة الآن لظروف قهرية. أو لأنك ستفعل ما تقدر عليه ولكن تقدر على القليل فقط. كل هذه طرق بسيطة جدًا وكلمات جيدة جدًا تجعل الناس لا ينفرون منك ويتعاطفون معك حتى لو لم تقدر على المساعدة بطريقة صحيحة.

اختار علاقاتك

يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن لا أحد سيتعاطف معك وأعز أصدقائك مدمن مخدرات، أو مثلًا لك صديق سيء السمعة. وهنا أنا لا أقول لك ألا تتعامل مع هؤلاء الناس، بل أقول لك اختر علاقة الصداقة التي تنجح من خلالها في اكتساب التعاطف من الناس عمومًا، بحيث تكون صداقتك هي شيء يدفعك للأمام. فالصديق الجيد سيجعلك جيد وسيحتملك وقت الغضب. الصداقة هي علاج نفسي مجاني وفعال جدًا. ولذلك إن أردت أن تنول تعاطف الناس معك يجب أن تختار علاقتك بأصدقائك، وأن تكون صدقاتك قليلة نوعًا ما. لأن كثير الأصدقاء ليس له صديق حقيقي. في حين أن قليل الأصدقاء له أصدقاء مقربون، وبقية الناس بالنسبة له سواسية يعاملهم جميعًا بالحسنى والمحبة.

ساعد الناس

اكتساب التعاطف جزء كبير منه يأتي عن طريق الاحتكاك مع الآخرين. فالناس لن يتعاطفوا معك وهم لا يعرفونك، بل على الأقل يجب أن يروا منك ما يجعلهم يتعاطفون معك. ولذلك كونك تساعد الناس فهذا غالبًا سيضمن لك محبة الناس وتعاطفهم معك دومًا. وكونك تتخلى عن الأنانية لهو أمر جيد جدًا في هذه الحياة، وستشعر بسعادة بالغة جدًا عندما ترى فرحة الناس بسبب مساعدتك لهم. ولذلك الأمر مهم جدًا في عملية اكتساب محبة الناس، وهو في تعاملك بطريقة مليئة بالرحمة والمودة. وأهم شيء في هذه النقطة ألا تقدم المساعدة بغرض اكتساب التعاطف، بل بغرض أنك تريد سعادة الناس من حولك. وهذا كفيل أن يضمن لك محبة الناس على المدى الطويل.

أخيرًا عزيزي القارئ، أفعال قليلة يمكنك بها اكتساب التعاطف بين الناس. لتصبح محبوب ومرغوب أينما ذهبت. ولذلك احرص عليهم وكن ذكيًا في تنفيذهم.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

ثمانية − 2 =