تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » التعامل مع المتعجرفين : كيف تتعامل مع الشخص المتعجرف؟

التعامل مع المتعجرفين : كيف تتعامل مع الشخص المتعجرف؟

تجتمع العائلات في منزل أحد أفرادها حيث تضم تلك التجمعات أحاديث عدة، وكثيراً ما لا تخلو من مضايقات تصدر من المتعجرفين. فكيف يكون التعامل مع المتعجرفين ؟

التعامل مع المتعجرفين

التعامل مع المتعجرفين كثيراً ما نجده أمراً صعباً ومرهقاً ويحتاج إلى مجهود كبير، حيث يصدم المتعجرفون من حولهم بأقوال وأفعال تسبب لهم الضيق والحرج وربما بسبب ما يصدر منهم يجد البعض أنفسهم مضطرين إلى تجنب والإعراض عن مثل تلك التجمعات خوفاً من عدم توافر مقدرة مناسبة تمكنهم من التعامل مع المتعجرفين؛ ولذلك سنحاول أن نقدم لك بضعة حلول للتعامل معهم بدون أن تتسبب في حدوث أية مشاكل أو شجارات.

التعامل مع المتعجرفين ليس سهلاً كما تتخيل!

تعرف جيداً إلى المتعجرفين

حاول أن تلحظ جيداً من هم المتعجرفين من أقاربك الذين دائماً ما يتعمدوا مضايقة من حولهم بأقوالهم وأفعالهم، ولكن احذر من أن يسوء حكمك أو تصدر حكماً متسرعاً على الغير؛ إذ أننا جميعاً في أوقات معينة قد تصدر منا أفعال تبدو متعجرفة وربما إذا رآها شخص لا يعرفنا جيداً فإنه يتكون لديه انطباع سلبي عنا بأننا أشخاص متعجرفين ولذلك لا تتسرع في حكمك على من حولك وحاول التمييز بين الشخص المتعجرف بحق وبين من دفعته ظروف معينة أو موقف محدد بذاته إلى التصرف بعدوانية أو بتعجرف وبالتالي فيجب مسامحته على ما صدر منه والالتفات إلى التعامل مع المتعجرفين بحق.

والشخص المتعجرف يمكن معرفته بملاحظة أفعاله وأقواله دائماً مع الآخرين وردود أفعاله تجاههم وكذلك ما يصدر منه عند معرفة خبر جديد سواء أكان خبراً سعيداً أو حزيناً كما تجده دائم المجادلة مع كل ما تقوله حتى وإن لم يكن أمراً يعنيه بشكل شخصي، كذلك ستجد لدى المتعجرف درجة عالية من الفضول يدفعه إلى تعقب من حوله بشكل دائم لمعرفة آخر مستجداتهم والتعليق عليها بتعليقات سلبية متعجرفة، كذلك تجد الشخص المتعجرف يسهب دائماً في الحديث عن أن كل من حوله محظوظ ويتساقط عليه الرزق والنعم من كل اتجاه بينما هو يعاني من قلة الحظ والرزق حتى وإن كان العكس هو الحادث.

بعد التعرف إلى الشخص المتعجرف حاول التفكير فيما يصدر منه من أقوال وأفعال، هل أنه دائماً ما يقاطعك عندما تتحدث أو لأنه يعترض على كلامك ويجادلك فيه بشكل أقرب إلى الحماقة أو أنه يكثر الحديث عن نفسه متجاهلاً الآخرين أو حتى أنه لا يبالي بمشاعر الآخرين في كل ما يقوله أو يفعل، فإذا نجحت في تحديد ماهية الأشياء التي تضايقك في التعامل مع المتعجرفين ستنجح في التوصل إلى طريقة مثلى للرد على مثل تلك المضايقات بدون أن تخسر احترام نفسك أو احترام الجميع من حولك؛ لذلك استغرق وقتاً كافياً في التفكير في مثل تلك الأمور.

كن على علم بالهدف الحقيقي وراء تلك التصرفات المتعجرفة

دائماً ما يكمن هدف خفي وراء التصرفات والأقوال التي تصدر من الأشخاص المتعجرفين وغالباً ما يكون هذا الهدف هو مضايقة شخص ما يغار منه لنجاحه وتفوقه عنه سواء على المستوى المادي أو الاجتماعي أو الثقافي، وكلما تأثرت بالتصرفات المتعجرفة وكلما بدا ذلك التأثر عليك واضحاً كلما شعر الشخص المتعجرف بالسعادة والراحة لتمكنه من الوصول إلى غايته؛ ولذلك فإن أول ما تقوم به في التعامل مع المتعجرفين هو أن تحرص على ألا تترك له الفرصة لتحقيق غايته الخبيثة فلا تكترث لكلامه أو لأفعاله حتى وإن تضايقت بحق حاول أن تبدو طبيعياً وغير مبالي بما يقول أو يفعل. فالتجاهل هو أسمى طريقة تتمكن من خلالها من التعامل مع المتعجرفين.

حاول أن تخرج من دائرة الاحتكاك مع المتعجرفين

دائماً ما يحاول الشخص المتعجرف أن يكون هو محور الحديث بالسلب أو بالإيجاب حتى يتمكن- من خلال تلقي تعليقات الناس من حوله- من إلقاء بعض الجمل التي تسبب الحرج والضيق لهم وبالتالي ينجح في هدفه؛ ولذلك عندما تجد المتعجرف قد بدأ بالحديث حاول تشتيت انتباهه وفتح موضوع آخر لا يتعلق به من قريب أو من بعيد حتى تقطع عليه أي طريق قد يتمكن من خلاله من مضايقة الحضور وبهذا لا تكون فقط قد منعت عن نفسك الضيق بل عن كل من يجلس معك.

واجه المتعجرف بأدب

في كثير من الأحيان قد تكون المواجهة المباشرة هي حل التعامل مع المتعجرفين الأوحد حيث تجد نفسك مضطراً إلى أن تواجه الشخص المتعجرف في وجهه وتخبره أنه يتوجب عليه التوقف عن مثل تلك التصرفات، ولكن بالطبع لا تكون المواجهة علناً أمام الجميع أو حتى بأسلوب فظ وقاس بل على العكس فكما تضايقك تصرفاته يجب ألا تسبب له الضيق بتصرفاتك لذلك حاول أن تنفرد به بعد انصراف الجميع وتتحدث معه بلطف وبلين وبأدب جم حول أن ما صدر منه خلال الوقت السابق لم يكن لائقاً وأنه من الأفضل إن حاول التحكم في أقواله أكثر من ذلك فيما بعد.

التحدث معه حول شعورك تجاه تصرفاته

هي قاعدة حياتية عامة كلما كان الحديث أقرب إلى المشاعر والعواطف كلما كانت وتيرته ألطف، فإن حاولت التحدث مع الشخص المتعجرف حول أن ما يفعله هو خاطئ بالمرة ولا يجب أن يصدر منه ذلك وإلا فسينبذه الجميع فذلك سيدفعه إلى اتخاذ رد فعل أكثر عدوانية وأكثر سلباً من ذي قبل بل ربما يتطور الأمر فتجد نفسك محل اتهام أنك تسئ إليه وأنك يجب أن تعتذر منه؛ لذلك حاول أن تجعل المشاعر هي محور الحديث الرئيسي معه فمثلاً تقول له أن الجملة التي صدرت منه قد أذت مشاعرك قليلاً وسببت لك الضيق، بتلك الطريقة ستجده يتجاوب معك بشكل إيجابي.

لا تكن شخصاً سلبياً

في بعض الأحيان قد تجد التعامل مع المتعجرفين ومواجهتهم بحقيقتهم أمراً صادماً لك حيث تجده يهاجمك ويتهمك بأنكم حساس جداً ولذلك تتأثر بكلامه أكثر من غيرك وفجأة ستجد الدفة تتجه إليك وأنك هو الشخص الذي يجب عليه أن يغير من عاداته وشخصيته حتى يتمكن من مسايرة من حوله؛ إذا بدر من الشخص المتعجرف مثل ذلك الاتهام دافع عن نفسك بكل ما أوتيت من قوة كي لا تجعل نفسك ضعيفاً من وجهة نظره، والدفاع هنا لا يعني أن تهاجمه أو تصفه بصفات سيئة بل يعني أن تقنعه بالحجة والدليل بأنك تستمتع بالجلوس والحديث معه لولا بضعة تصرفات تصدر منه وأن اهتمامك به هو ما دفعك للتحدث معه حول ذلك الأمر.

تقبل الوعود بلا أمل

إذا قمت بكل الخطوات السابقة بإتقان وكما هو منصوص عليه فإننا نضمن لك أن تتلقى وعوداً من ذلك الشخص المتعجرف بألا تتكرر مثل تلك الصفات منه مرة أخرى، لكن الخطأ الفادح الذي تقع فيه هو أنك تأخذ مثل تلك الوعود على محمل الجد والثقة وبالتالي فإن لم تتحقق تلك الوعود تصاب بخيبة أمل؛ لذلك يجب ألا تنتظر منه تحقيق تلك الوعود فربما يكون قد وعدك بها قط ليتملص من ذلك الموقف المحرج له وربما ينفذها بحق.. من يدري؟

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

سبعة عشر − ستة =