من أروع العلاقات على الإطلاق بين البشر هي علاقة الحب، ولو كان الحب بين رجل وامرأة إذًا الحب من طرفين، ولكن الذي يحدث أحيانًا أن يظهر دخيل في هذه العلاقة ليصبح الحب ثلاثي الأطراف. هذا النوع من الحب غريب جدًا ومعقد أيضًا جدًا وليس سهل أن تتعامل معه. وأسوء شيء في هذا النوع من الحب أن ليس له مميزات أبدًا، إلا ميزة وحيدة وهي أن الشخص يعلم قيمة الشخص الذي يخونه، ولكن بعد فوات الأوان. وقد تلاحظ عزيزي القارئ كلمة خيانة، وهذا حقيقي، لأن عندما يكون الحب من ثلاث أطراف يكون هناك طرف لا يعرف شيء عن حب الطرفين الآخرين. قد يكون رجل يحب امرأة ولكنها تحب رجل أخر. وقد تكون امرأة متزوجة رجل، ولكنه يحب امرأة غيرها ويقابلها في السر من خلفها. في كل الأحوال اسمها خيانة. ولذلك في هذا المقال سنتكلم باستفاضة عن الحب من طرف ثالث لأنه أمر شديد الكارثية والتعقيد ولا يجب أبدًا أن تتخطاه أو تتفاداه بسهولة لأنك قد تكون ضحية هذه العلاقة في يوم ما.
ما هو الحب ثلاثي الأطراف وما هي مشاكله؟
أضرار الحب ثلاثي الأطراف
الكثير قد يدخل في علاقة ويخرج من علاقة، ولكن القليل هو الذي يكون في علاقة ويكمل فيها وهو في علاقة أخرى. ليصير شخص واحد في علاقة مع طرفين، وهنا تكون المشكلة والأضرار فادحة وكثيرة. ولذلك تابعونا في النقاط التالية حتى تعلمون كل مشكلة على حدا، حتى تعلمون قيمة الخطر الذي ينتج من الحب ثلاثي الأطراف.
نزيف المشاعر
في الحب ثلاثي الأطراف، يكون الشخص على علاقة باثنين في وقت واحد، وهنا المشاعر تصير موزعة بين شخصين والاهتمام موزع بين شخصين. لن أقول الحب موزع، لأن الحب من هذا الشخص ليس بحقيقي، فالحب لا يفعل هذا أبدًا. إنما من الممكن أن يكون الحب من جهة الأشخاص الذين يجهلون أن هذا الشخص يضحك عليهم هم الاثنان، أو يضحك على أحدهم على الأقل. لأن من الطبيعي ألا يقبل الإنسان فكرة أن يرتبط بشخص مرتبط بشخص أخر. الاستنزاف يحدث غالبًا بشكل ملحوظ بين المتزوجين، حيث أن الشخصين المتزوجين يكون بينهم نوع خاص من الود والمشاعر المتبادلة لا أحد يعلمها سوى هما الاثنان من كثرة الأيام التي عاشوها مع بعضهم البعض. ولذلك هناك قدر معين من المشاعر تتبادل بين الاثنين، عندما يدخل طرف ثالث في العلاقة سواء من ناحية الرجل أو المرأة حينها يبدأ أحد الشريكين في عدم إعطاء نفس المقدار من المشاعر. ببساطة لأنه يعطي شخص أخر بعضاً من تلك المشاعر. ولذلك يحدث استنزاف وبرود من ناحية هذا الشخص نحو شريك حياته لأن مشاعره تكون موجهة للشخص الدخيل. ولذلك الحب ثلاثي الأطراف يعتبر من ضمن أسوء قاتلي المشاعر الزوجية.
ملاحظة الأمر
غالبًا بالنسبة لأي اثنين متزوجين، لديهم عادات وأفعال لا تتغير تقريبًا. ولذلك من ضمن الأشياء التي تجعل الحب ثلاثي الأطراف ملحوظ، هو نزيف المشاعر وتغير العادات التي تؤثر على التعامل بين الزوجين بطريقة سريعة جدًا. وهذا يكشف الأمر بالطبع مع الوقت عندما يجد أحد الأزواج أن الأخر تغير فجأة دون سبب في التعامل معه، وأصبح باردًا جدًا في التعامل وغير مبالي. كل هذه التفاصيل البسيطة من الممكن أن تشير في الأخير إلى أن هناك حب ثلاثي الأطراف في حياة شريك حياتك وأنت ضحيته.
تدمير العلاقة الأساسية
الحب ثلاثي الأطراف مشكلته أنه يدمر كل مشاعر حقيقية بين الأشخاص الثلاثة. ولنتخذ مثال بسيط، اثنين يعرفون بهذا الموضوع والثالث لا يعرف، بالطبع الثالث هو الزوج أو الزوجة، ولنتخذ الأمر على الزوج. فلو كان هناك زوج يحب زوجته ويتعامل معها بطريقة رائعة مدة زواجهما، ولكنه فجأة ظهر في حياته امرأة أخرى وهذه المرأة تعلم أن هذا الرجل متزوج وعلى الرغم من ذلك توافق على علاقتها معه وتتمادى فيها. في هذه الحالة الجميع خاسر لأن المرأة الطبيعية لن تحب رجل متزوج، ولن يهدأ لها بال وهي تعلم أن حبيبها ينام مع امرأة أخرى. إذًا المرأة التي تقبل بهذه الحالة هي ليست طبيعية وليست أمينة وسهل جدًا أن تخون هذا الرجل مع غيره، لأنها تخون امرأته في كل مرة تتواصل معه. أما الرجل فيخسر حبه لزوجته ويجد مشاعره تائهة وغير مركزة. أما الزوجة المسكينة فلن تجد أي عطاء من زوجها، ولذلك ستصير علاقتها به تكميلية وروتينية ليس إلا. وفي النهاية سيتجه الجميع إلى علاقة معقدة ومدمرة في نفس الوقت.
عدم الثقة في النفس وفي الآخرين
أيضًا هناك مشكلة كبيرة تولد بسبب الحب ثلاثي الأطراف، وهي فقدان الثقة لدى الشخص الذي يقع في فخ هذا النوع من الحب. لأنه يكون على علم بأنه يفعل شيئا خاطئ جدًا، ويعلم جيدًا أنه يخون شريك حياته. ويعلم أن ما فيه من علاقة حب ثلاثي الأطراف لهو مجرد شيء غير صائب بالمرة، ولكنه لا يستطيع أن يوقف الأمر. فيفقد الثقة في قدرته على التحكم في الأمور لأنه بالفعل لا يقدر على التحكم في نفسه، ولا في الشخص الثالث الذي يدفعه أن يكون بهذا السوء. بل ويزيد الأمر إلى أنه يبدأ في أن يرى شريك حياته بهذا المنظور أيضًا ولكن هذه ليست حقيقة. فالحقيقة هي لأنه يرى نفسه خائن فهو يسقط هذه النتيجة على البشر جميعًا كرد فعل من الضمير للعقل الباطن حتى لا يشعر بالذنب. ومن هنا يبدأ في فقدان الثقة في شريك حياته الذي هو يخونه. أترى عزيزي القارئ مدى تعقيد هذه الحالة! ولذلك قلنا إن الحب ثلاثي الأطراف مضر جدًا على النفس البشرية ببساطة لأن البشر غير مؤهلين لعلاقات حب ثلاثي الأطراف. الرجل والمرأة من قديم الأزل يعرفان حب واحد بين طرفين فقط.
الحب ثلاثي الأطراف سيؤدي للخيانة لا محالة
قد يقول الكثير من الناس أن لا ضرر من علاقة في الخباء. تجدد المشاعر التي رقدت على مر الزمن مع امرأة مجهولة تجدد الشباب والعافية. أو امرأة تقول في نفسها أنه ليس هناك ضرر من أن تتعرف على شاب يجدد لها الشعور بأنوثتها التي لم يلتفت لها زوجها بعد، ولتكون في حدود الصداقة فقط. ولكن ما لا يعلمه الناس عمومًا أن العلاقات الغير شرعية غالبًا بنسبة 90% تكتمل وتصل للمرحلة الأخيرة من فض الشهوة الإنسانية. ولذلك غالبًا سيكون نتاج أي علاقة حب ثلاثي الأطراف هي خيانة بالمعنى الحرفي والكلي لشريك الحياة أو للحبيب أو للخطيب. في كل الأحوال الخيانة ستحدث وهذه هي أضر الأضرار على الإطلاق. لأن النتيجة ستكون كارثية على الجميع وسيتم الانفصال أو على الأقل كسر حاجز الثقة مدى الحياة دون رجعة بين الزوجين. وقد يصل الأمر إلى فقدان الشخص الذي خان، شريك حياته. ويخسر الشخص الأخر الذي خان معه أيضًا، لأنه مجرد كان شخص يتسلى ويقضي وقته ليس أكثر.
أشكال الحب ثلاثي الأطراف
الحب أنواع كثيرة وهذا النوع من الحب الغير طبيعي يكون أيضًا له طرق كثيرة من الممكن أن يحدث بها. وقد تكون هذه الطرق بسيطة جدًا ولا يوجد طريقة لاكتشافها ببساطة من جهة شريك الحياة. ولذلك ركز جيدًا عزيزي القارئ في هذا الجزء من المقال لأنك ربما ستعلم أشياء لم تكن تعلم أنها قد تكون وسيلة للخيانة. ولذلك حاول دائمًا ألا تدع فرصة لشريك حياتك أن يستخدم هذه الأشياء أو يفعل هذه الأفعال دون رقابة منك، سواء كنتم رجالًا أو نساء. فيجب أن يكون بينكم ثقة هذا أكيد، ولكنكم أيضًا يجب أن تثقون في أن الإنسان يخطئ أحيانًا. ولذلك مراقبة شريك حياتك والغيرة عليه تكون صحية في أحيان كثيرة لو كانت بقدر معقول وبطريقة مقبولة.
الحب ثلاثي الأطراف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي
اليوم يوجد وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا في كل بيت وفي كل دولة في العالم. ولذلك أصبح العالم فعلًا عبارة عن مجرد نافذة إنترنت تستطيع من خلالها التواصل مع أي شخص في نفس الوقت في ثواني معدودة. ولذلك نجد الكثير من الرجال والنساء بالطبيعة يستخدمون هذه المواقع للتسلية. ولكن قد يكون هناك مثلًا رجل مشغول طوال اليوم ولا يرجع بيته إلا في وقت متأخر، والزوجة تشعر بالملل طوال اليوم لأنها وحيدة. فتجد أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ويكون من ضمن هؤلاء الأصدقاء رجال. ليست هناك مشكلة في كون الناس تتواصل مع بعضها، ولكن المشكلة عندما تتحول المحادثات إلى شيء روتيني، إلى أشياء خاصة، حيث تحكي المرأة لصديقها عن زوجها وتفاصيل حياتهم. ومن ثم تكتشف المرأة أنها تتكلم مع هذا الرجل أكثر مما تتكلم مع زوجها فتعتبره أقرب لها وتصارحه بمشاعرها. وتصبح العلاقة معقدة بين المرأة وزوجها لأنها ستشعر أنها غريبة عنه وقريبة من هذا الصديق الذي تتكلم معه على موقع التواصل الاجتماعي كل يوم.
الواتس أب
الواتس أب هو موقع تواصل اجتماعي يكون عن طريق إرسال رسائل على أرقام الهاتف دون عناوين أو أي شيء مجرد أن تخزن رقم الهاتف ليظهر حساب الواتس أب لديك. ولذلك الرسائل على الواتس أب أكثر خصوصية ولا يستطيع الكثير ملاحظتها. لأن قليل جدًا أن يفتش أحد في رسائل الواتس أب، فلا أحد يعطي هاتفه لأخر. ولذلك تكون نسبة أن الرجل أو المرأة يتكلمون مع شخص أخر، كبيرة دون أن يلاحظ أي أحد. وبمجرد أن يدخلون البيت يمسحون الرسائل ولن يستطيع أحد تتبعهم.
سكايب
هو برنامج تواصل اجتماعي ولكن عن طريق مكالمات الفيديو وهو المرحلة المتقدمة التي غالبًا تتطور من خلال الحب ثلاثي الأطراف. حيث إن الإنسان بطبعه لا يكتفي. ولذلك ستجد دائمًا أن الرجل أو المرأة طلب أن يرى الشخص الذي يتحادث معه من خلف شريك حياته في البداية، كنوع من أنواع حب الاستطلاع. ولكن بعد ذلك يصبح الأمر علاقة أقوى مبنية على التكلم وجهًا لوجه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. والميزة في هذه المواقع أنها تجعلك ترى الشخص بشكل مباشر وسريع جدًا، كأنك تستمع إلى بث مباشر خصيصًا من أجلك أنت فقط.
الحب ثلاثي الأطراف عن طريق المكالمات الهاتفية
طريقة أخرى للخيانة بسبب التطور في التكنولوجيا جعلت أن أي شخصين يستطيعان التحدث مع بعضهما في أي وقت عن طريق الهاتف المحمول. وهذه مشكلة كبيرة لأن غالبًا الصوت يؤثر كثيرًا على المرأة والرجل، لأن كلاهما يبدأ في تخيل الصوت الذي يتكلم له على مزاجه. التخيل أحيانًا يكون هروب من الواقع، بمعنى أنه لو كان زوجين يعانيان من مشاكل في فترة من حياتهما، ويجد أحدهم شخص ما يتكلم معه باستمرار ويطمئن عليه ويشعره بذاته، فتجد أن العلاقة تحولت إلى حب ثلاثي الأطراف. مشكلة كبيرة جدًا فكرة أن تكون على ارتباط عاطفي بشخص ما على الهاتف، لأن كل ما تسمعه ليس واقع وكل ما تسمعه غالبًا يكون مجرد حلم وخيال من عقل الإنسان يريد أن يهرب به من مشاكله. ومن ثم ستستنزف المشاعر في الهاتف، ويجد الشخص يغازل في الهاتف، ولا يغازل شريك حياته. يتأسف عن تأخيره على الهاتف، ولا يتأسف لشريك حياته. وهكذا ويصبح التكلم في الهاتف نوع من أنواع الخيانة والحب ثلاثي الأطراف المعقد جدًا.
الحب ثلاثي الأطراف عن طريق المقابلة الشخصية
وهو المرحلة الأخيرة التي يصل إليها أي حب ثلاثي الأطراف، الشخصان سيودان أن يتقابلان معًا ويختليان ببعضهما. وهذا من ضمن أسوء النتائج للخيانة التي تحدث بسبب سرقة المشاعر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول. وغالبًا بعد هذه الخطوة تنشأ علاقة غير شرعية بين الاثنين، ويكون ضحيتها شريك حياة أحدهما أو كليهما.
مواجهة الحب من طرف ثالث
في هذا الجزء الأخير من المقال سنحاول أن نقول لك كيف تواجه الحب ثلاثي الأطراف بطرق بسيطة جدًا أحيانًا، وطرق أخرى صعبة. ولكن في النهاية كلها طرق ستفيدك حياتيًا وتحميك من أن تقع في مشكلة كبيرة جدًا مع شريك حياتك.
تعلم أن تقول “لا”
يجب أن تتعلم قول “لا” لأي شخص يحاول أن يجعلك تنحدر معه في علاقة حب ثلاثي الأطراف. بمعنى أنه لو وجدت نفسك في موقف يجمعك كرجل مع سيدة واضح عليها من نظراتها ومن كلامها أنها تريد أن تتعامل معك بطريقة خارج إطار الزمالة والصداقة، إذًا يجب عليك أن تتحكم في نفسك وتقول “لا” بالأفعال وبالصد وبردود الفعل الحادة. لو كنتِ امرأة ووجدت نفسك تنجذبين لشخص غير زوجك، يقول لك أنك جميلة وتجدين اهتمامًا منه لمجرد أنه يحاول أن يظهر هكذا، فيجب ألا تستسلمي لهذه المشاعر وأن تقولي “لا” تقديرًا لعلاقتك بزوجك، وبحياتك الشخصية وبأسرتك. كلمة “لا” في العلاقات تحمي أكثر مما تضر، لأنها تثبت للجميع أن لا مجال للحب ثلاثي الأطراف.
وضع حدود لمواقع التواصل الاجتماعي
ليس من الطبيعي أن أي أحد يتواصل معك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ترد عليه وتصادقه سريعًا وخصوصًا لو كان من الجنس الأخر. لأنك ببساطة ستجد أن الشاشة تجعل حاجز بينك وبين هذا الشخص مما يتيح لكم التكلم بحرية وعدم خجل. مما سيجلب هذا الكلام تفاصيل لا يجب أن تخرج للعلن مع شخص أخر غير شريك حياتك. ولذلك حاول أن تجعل تعاملك مع مواقع التواصل الاجتماعي في إطار محترم دومًا.
عدم التجاوز في الهزل
بمعنى أخر لا يجب إذا كنت رجل أو كنتِ امرأة، أن يتجاوز أحدكم الكلام مع الجنس الأخر في الهزل بطريقة غير لائقة. لأن هذا يفتح أبواب الاحتياج في البداية على سبيل الضحك والمرح، ولكنه مع الوقت سيتحول إلى موضوع حقيقي وجدي. ولن تستطيع التخلص منه، وستجد نفسك تنحدر في علاقة، من الهزل إلى حب ثلاثي الأطراف.
أخيرًا عزيزي القارئ، الحب ثلاثي الأطراف هو مرض لعين يجب أن تحاول أن تبتعد عنه قدر الإمكان، لأنه سيدمر حياتك لو تمكن منها. ولا تشفق على أي علاقة أو أي شخص يحاول أن يقتحم حياتك العاطفية وأنت متزوج. لأن عواطفك يجب أن تكون موجهة فقط لشريك حياتك وليس لأي شخص أخر.
أضف تعليق