قصص الحب المجهولة كثيرة جدًا، وذلك لسبب وجيه وهو أن الجميع يبحث عن الحب وعن شريك الحياة، الجميع يبحث عن حالة العشق والولع. الكل يتمنى أن يحظى بالحياة السعيدة، حتى الأشرار يتمنون أن يجدوا النصف الأخر الشرير الذي يكمل لديهم الجنون. الحب هو العامل المشترك عند كل البشر، منه وبسببه تحدث كل التغيرات الأساسية في نفسية الإنسان الطبيعي. ولذلك غالبًا كل إنسان لديه قصة حب خاصة به، غير هذه التي نسمع عنها مثل قصص روميو وجولييت أو قيس وليلى أو عنتر وعبلة. كلها قصص شهيرة جدًا لدرجة أنها تدرس في المناهج المدرسية، ونُظم فيها الشعر مرارًا وتكرارًا. ولكن في هذا المقال اليوم سنتكلم عن قصص الحب المجهولة، التي لم تكن عزيزي القارئ تعرف أنها حدثت بالفعل، أو على الأقل كانت معروفة في زمن من الأزمان، ولكنها اندثرت مع الوقت. لذلك تابعنا لتحظى بجولة تاريخية رائعة وممتعة.
ما هي قصص الحب المجهولة التي لم تسمع عنها مطلقًا؟
نابليون وجوزفين
الكثير لا يعلمون عن نابليون بونابرت غير أنه كان إمبراطور عظيم جدًا لفرنسا، ولكن القليل يعلم أن كانت له حياة عاطفية غريبة ومريبة، وهي قصته مع جوزفين زوجة هذا الرجل الذي أعدم بسبب عمليات الشغب. وما قد لا تعرفه عن جوزفين هذه أنها كانت متزوجة من رجل قبل ما تحب نابليون، بل وأنجبت ابنين وأحدهما بعدما مات أبيه ذهب لنابليون بونابرت وقال له أنه يريد أن يدفن سيف والده مع جسده. وفوجئ الولد أن نابليون قابلة مقابلة رحيبة وقال الفتى لأمه هذا الكلام، مما جعل جوزفين التي تكبر نابليون بونابرت بستة أعوام كاملة، تقوم بدعوة القائد نابليون امتنانًا منها لما فعله مع ابنها. وهنا كانت أول مرة يرى فيها نابليون جوزفين، ولكنها لم تكن الأخيرة بل عشقها نابليون لتصبح واحدة من قصص الحب المجهولة عن واحد من أفضل الأباطرة الفرنسيين في التاريخ.
لكن المفاجأة عزيزي القارئ أن هذه لم تكن نهاية القصة، بعدما تعلق نابليون بجوزفين تزوجها وصارت الإمبراطورة لفرنسا. ولكن بعد العُرس بيومين فقط ذهب نابليون إلى النمسا ليباشر أمور الحرب هناك، لتقع جوزفين في غرام أحد ضباط الجيش وتخون نابليون. وبعدما رجع نابليون علم بخيانة زوجته الإمبراطورة له مما جعله يخونها مع زوجة أحد ضباطه القريبين. وبعدما تأكد أن جوزفين لن تقدر على إنجاب وريث بسبب بوار رحمها نتيجة العمر الكبير، طلقها وتزوج بماري لويس من النمسا لتُنجِب هي له الوريث الشرعي المنتظر في هذا الوقت. وهنا توقف نابليون عن إرسال الرسائل إلى حبيبته جوزفين والتي وصل عدد الرسائل لها أكثر من 33 ألف رسالة. ويقال إن حب جوزفين كان يسكن نابليون بونابرت حتى الممات لأن أخر كلمة نطقها على فراش الموت كانت “جوزفين”.
يوريدس وأورفيوس من قصص الحب المجهولة
من ضمن قصص الحب المجهولة البديعة الشاعرية هي قصة حب أورفيوس ويوريدس. وهي قصة انتشرت كثيرًا في بلاد الإغريق. وتحكي عن أنه كان هناك بطل إغريقي بديع الجمال يدعى أورفيوس، وكان مشهور جدًا بعزفه الموسيقى الرائعة والهادئة والجميلة، التي تبعث الحياة في الموتى، وتقف الأنهار حتى تستمع له. وتجعل الحيوانات والأشجار تسحر بسبب هذه الموسيقى. وهو لم يكن هكذا من فراغ فوالدته كانت كاليوبي إلهة الغناء، وأبيه كان أبوللو الذي أهداه قيثارته الجميلة التي كان يعزف عليها. أورفيوس كان متزوج بيوريدس حورية الغابة فائقة الجمال وعاشوا هما الاثنان في حب عظيم جدًا طوال فترة حياتهما.
لكن القصة لم تنتهي هنا عزيزي القارئ، بل حدث وأنه في مرة لدغ ثعبان يوريدس ولم يلحقها أورفيوس للأسف مما أدت إلى موت يوريدس. وكان هذا بمثابة الموت لأورفيوس أيضًا، فتحولت ألحانه إلى ألحان حزينة جدًا ليس فيها إلا الشجن لدرجة أن الآلهة سمعت هذه الألحان في كل منحى من عالم الآلهة. ويقال إن جميع الآلهة بكت من ألحان أورفيوس الشجنة حزنًا على يوريدس. ولكن أورفيوس لم يتوقف هنا بل قاتل على واحدة من أفضل قصص الحب المجهولة لكثير من الناس. وقرر أن ينزل إلى الهاوية لينقذ يوريدس زوجته الجميلة. وقيل إنه عندما نزل إلى الهاوية صار يعزف ألحانه الجميلة مما هون كثيرًا على الأرواح الملتاعة في الجحيم. وهذا أدى إلى أن حاكم الجحيم سمح له أن يأخذ يوريدس ويخرج بها من الهاوية. ولكن على شرط واحد وهو ألا يتوقف ولا ينظر للخلف أبدًا. وحدث، وعندما وصلا إلى بوابة الهاوية من فطرة قلبه عليها حول وجهه للخلف ليطمئن أنها ستخرج معها فوجدها اختفت.
باريس وهيلين وحرب طروادة
حرب طروادة هي من أشهر الحروب في تاريخ اليونانيين، وهي حرب تتوه بين الواقع والخيال ولا أحد يعلم هل هي حقيقية أم خيالية. ولكن كل ما نتأكد منه أن أعظم حرب في تاريخ اليونان قامت بسبب امرأة تدعى هيلين، وهذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على أن قصص الحب المجهولة مات من أجلها الآلاف من الجنود في سبيل امرأة واحدة. نعم عزيزي القارئ هذا هو الحب.
وتقول القصة أنه قد وقع الاختيار على الأمير باريس، ليختار بين الآلهة الثلاثة “هيرا، أثينا، أفروديت” وهن الأجمل بين الآلهة. ووقع اختيار باريس على الإلهه افروديت لأنها وعدته أنها ستعطيه أجمل امرأة في العالم، وكانت أجمل امرأة في هذا الوقت هي هيلين زوجة منيولاس ملك بلاد اسبرطة في هذا الوقت. وبعد بضع سنوات قليلة العدد، ذهب الأمير باريس إلى بلاد اسبرطة في زيارة ملكية. وهناك قابل هيلين زوجة منيولاس ونشأت بينهم علاقة حب وتقابلا في المعبد. وهناك قررا أن يهربان معًا إلى طروادة، وبالفعل هربت هيلين مع باريس. يقول التاريخ أن الاسبرطيين كانوا أقوى رجال جيش في تاريخ البشرية على الإطلاق. ولذلك لم يمر الأمر مرور الكرام، بل هاجت اليونان جمعًا بجيشها نحو طروادة محاصرين إياها لمدة عشرة أعوام.
لكن أيضًا لم تكن هنا النهاية عزيزي القارئ، بل الذي حدث أن الاسبرطيين عملوا خدعة حربية ذكية جدًا ليستطيعوا اختراق أسوار اسبرطة المنيعة. وهي عن طريق إشاعة أن الطاعون ضرب الجيش الاسبرطي وهربوا خوفًا من الموت، ومن ثم ذهبت دورية استطلاع اسبرطية ليجدوا هناك حصان اسبرطة الذي كان يستخدم كنوع من أنواع الشعوذة لطرد البلاء عن الشعب. وعندما رأوا الحصان الضخم اعتقدوا أن الآلهة هي التي تدخلت، وأدخلوا الحصان داخل الأسوار ولم يكن يعلموا أن بداخل الحصان أودسيوس المحارب القوي، هو وبضع جنود آخرين. انتظروا حتى انتهى شعب طروادة من الاحتفال بالنصر وحتى نامت المدينة جمعًا، ومن بعدها خرج أودسيوس هو وجنوده وفتحوا بوابات طروادة من الداخل ليدخل الجيش الاسبرطي الذي كان متخفي في إحدى الجزر القريبة. لينتهي الأمر في الأخير بأسر هيلين والالتحام مع باريس قبل أن يهرب وحرق طروادة بالكامل. لترجع هيلين في الأخير إلى اسبرطة وهي نادمة على عشر أعوام من الحرب بسبب حبها المجنون.
كليوباترا ومارك أنطونيو من قصص الحب المجهولة المصرية
قصص الحب المجهولة لم تكن فقط خيالية بل كان هناك قصص واقعية جدًا، وحدثت بالفعل والتاريخ يشهد على هذه القصص العجيبة. فكليوبترا كانت أخر ملكة من عصر البطالمة، وكان مارك أنطونيو هو حليفها وليس وليها. مما أدى إلى أن الإمبراطورية الرومانية تخوفت من قوة مصر المتزايدة في مثل هذا الوقت. والقصة استمرت لمدة 13 عام من الحب بين أنطونيو وكليوباترا. ومن بعدها انقلب الجيش الروماني على كليوباترا وأنطونيو معًا، الذي ضحى بكل شيء من أجل كليوباترا الملكة الجميلة، وذات الكرامة العالية، والصدق القوي بين بنات حواء.
في خضم حرب أكتيوم البحرية بين جيوش أكتفيوس وأنطونيو حليف كليوباترا وعشيقها، الذي كان يدافع عن ملكته ومصر في هذا الوقت، جاء خبر كاذب لأنطونيو أن كليوباترا ماتت. مما جعله يشعر بأنه خسر كل شيء، فطعن نفسه بالسيف وقتل نفسه حبًا في كليوباترا. ولكن ليس كما المتوقع من النساء فكانت كليوباترا ملكة مصرية بكل معنى الكلمة من الفخامة والرقي، فهي لم تهاب الموت ولم تكن ضعيفة بل قتلت نفسها حزنًا على أنطونيوا. عن طريق ترك ثعبان سام يلدغها. وماتت كليوباترا في أناقة وهدوء حدادًا على حبيبها أنطونيو. ومن هنا نفهم أن بعض قصص الحب المجهولة تعرفنا بمدى فخامة ورقي مشاعر ملكات، مثل ملكات مصر القديمة.
قصة غوينفير ولانسيلوت
وهي قصة من ضمن قصص الحب المجهولة الغريبة جدًا في نهايتها، ونجدها في أسطورة آرثر الملك. والذي كان حكمه في القرن الخامس الميلادي. كانت غوينفير هي زوجة الملك آرثر، وكانت تعشق لانسيلوت الذراع الأيمن في فرسان الملك والمملكة البريطانية في هذا الوقت. والأمر لم يكن بخفي لدرجة أن الملك علم بخيانة زوجته له مع لانسيلوت. ومن هنا حدث انقسام بين فرسان المملكة، قسم ينحاز إلى لانسيلوت وقسم ينحاز إلى الملك آرثر. وحدثت حرب بين الجيشين إلى أن فاز الملك آرثر واستطاع أن يرجع غوينفير إلى المملكة. ولكن الأمر لم ينتهي بهذه السهولة فحدث وأن الساحر مارلين قرر أن ينقلب ضد المائدة المستديرة والملك، وحدث شغب كبير في المملكة إلى أن استطاع الملك التغلب على الساحر مارلين أيضًا. ولكنه في الأخير أصيب بجروح بالغة ومات الملك آرثر بسبب حربه مع الخونة وزوجته. لتنوح غوينفير على أنها سببت كل هذا الدمار بين فرسان بريطانيا والمائدة المستدير ووفاة الملك، حتى التحقت بأحد الأديرة لتكفر عن ذنبها. ومثلها فعل لانسيلوت أيضًا ليكملا حياتهما رهبانًا من بعد تسببهم في هذه الكارثة.
تاج محل يقف خلف واحدة من قصص الحب المجهولة
الكثير لا يعرفون قيمة تاج محل وخصوصًا في الغرب، حيث أنهم من الممكن أن يذهبوا كنوع من السياحة لأحد عجائب الدنيا السبع. ولكنهم لا يعلمون ما هي القصة الحقيقية خلف هذا المكان. وهنا مع كل قصص الحب المجهولة التي ذكرناها سنحكي لكم على واحدة من أعظم قصص الحب في الهند. كان هناك إمبراطور مغولي اسمه “شاه جهان”، وكان يحب، وتزوج من امرأة فارسية تدعى “ممتاز تاج”. وأحب الإمبراطور هذه المرأة جدًا رغم أنها كانت واحدة من زوجات ثلاث. ولكنه كان يصحبها معه في كل الحرب ليجد معها المسرة والأنس والحب أينما ذهب. وأنجب منها 14 ابن، وعند ولادتها الابن الأخير ماتت هذه المرأة. ومن كثرة حزنه عليها أنشأ تاج محل، وهو من أعظم المباني في التاريخ، والذي يحتفظ برونقه وشكله الخيالي حتى الآن. لدرجة أنه يعد من عجائب الدنيا السبع حاليًا. ويقال إنه قبل أن يموت اعتزم أن يبني مثل هذا المبنى الأبيض، واحدًا أخر حبًا في زوجته بالرخام الأسود حدادًا عليها.
أخيرًا من الممكن أن نقول إن قصص الحب المجهولة عزيزي القارئ، هي دروس نتعلم منها الإخلاص والمحبة مهما كانت الظروف سيئة.
أضف تعليق