علامات الترقيم من أهم الوسائل التي نستخدمها أثناء كتابة أي نص، باختلاف أنواع النصوص التي نكتبها، وكذلك باختلاف مكان عرضها إن كان في صحف مطبوعة، أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي. وللأسف يظن البعض أن استخدام علامات الترقيم صعب ويحتاج إلى مجهود كبير، لكن الأمر ليس كذلك في الواقع، بل إن علامات الترقيم من الوسائل التي يمكنك إتقانها بسهولة كبيرة، ومع التجربة والممارسة المستمرة، سوف تجد أن الأمر أصبح اعتياديًا بالنسبة لك، ولا توجد أي مشكلة في توظيف أي علامة من العلامات الموجودة. في هذا المقال سوف نتحدث عن استخدام علامات الترقيم الشائعة بالشكل الصحيح.
كيف تتمكن من استخدام علامات الترقيم في القراءة والكتابة؟
لماذا نستخدم علامات الترقيم في النصوص؟
علامات الترقيم هي الوسيلة التي تساعدنا في قراءة أي نص مكتوب، فمثلًا عندما تقرأ جملة وتجد بين أجزائها هناك علامة الفاصلة “،” فأنت تلقائيًا تقف للحظة قبل أن تتابع، وفي المقال سوف نسرد كل عَلامات الترقيم واستخدام كل علامة منهما.
يوجد الكثير من الأشخاص الذين لا يستخدمون علامات الترقيم في الكتابة، وهو أمر غير مقبول أبدًا، لأن القاريء عندما يجد النص بدون علامات الترقيم لن يكون قادرًا على قراءته بالشكل الصحيح، وقد يتغيّر معنى بعض الجمل بالنسبة له بسبب هذا الأمر. لذلك فأي نص لا بد وأن يحمل علامات الترقيم في متنه بصورة رئيسية، حتى لو استخدم الشخص قدرًا قليلًا من العلامات، لكن على الأقل الموجود سيساعد في فهم النص.
كما أننا عندما نتطرق أكثر في الفقرات القادمة في شرح عَلامات الترقيم الشائعة، سوف تجد أنها في كثير من الأحيان تؤدي دورًا هامًا لا تفعله الكلمات، وتساعدك في التعبير عن بعض المشاعر كعلامة التأثر.
علامات الترقيم الشائعة
توجد العديد من علامات الترقيم التي يتم استخدامها في اللغة، لكننا في هذا المقال سنركز على العلامات الأكثر شيوعًا والتي نستخدمها بيننا بشكلٍ دائم.
هذه العلامات كالفاصلة بمشتقاتها، والنقطة بمشتقاتها، والشرطة بمشتقاتها ومعانيها المختلفة، وعلامات الاستفهام والتعجب أو باسمها الأكثر دقة التأثر، والأقواس.
في الفقرات القادمة سوف نتحدث عن كل علامة وما الذي تعنيه بالضبط.
الفاصلة
أول أنواع علامات الترقيم التي سوف نتحدث عنها هي الفاصلة العاديّة، والفاصلة المنقوطة.
الفاصلة “،” وهي العلامة الأكثر استخدامًا في اللغة، نظرًا لأهميتها رغم بساطة ما تعنيه. فالفاصلة بكل بساطة تعني أن المتحدث وقف للحظة عن الحديث، ثم تابع في حديثه بعد ذلك.
هذه العلامة هامة جدًا لأن النص لا يُقرأ جملةً واحدة، بل بالطبع هناك وقفات لا بد من الالتزام بها، وفي حالة لم نستخدم هذه الوقفات بالشكل الصحيح، فمن المتوقع أن يُخطيء القاريء في إدراكها، فيقرأ النص حسب فهمه، لا حسب ما يريد الكاتب أن يقوله.
أما الفاصلة المنقوطة “؛” فهي تستخدم بين جملتين، حيث تكون الجملة الثانية سببًا للجملة الأولى.
مثال: أكتب هذا المقال؛ توضيحًا لما تعنيه عَلامات الترقيم الشائعة.
والشرط لاستخدام الفاصلة المنقوطة أن تربط بين جملتين، لا جملة وكلمة، فهنا لا يصح وضعها. وأيضًا شرط آخر ألا يكون في الجملة الثانية ما يعطينا معنى السبب مثل استخدام لام السببية، فإذا رجعنا إلى المثال الذي كتبته وأصبح: أكتب هذا المقال، لتوضيح ما تعنيه علامات الترقيم الشائعة. فهنا استخدمت الفاصلة العادية لا الفاصلة المنقوطة، بسبب وجود لام السببية.
النقطة
النقطة بمشتقاتها هي من أكثر علامات الترقيم شيوعًا كذلك، باختلاف الشكل والاستخدام لكل منها.
النقطة العادية “.” وهي من أكثر العلامات التي تستخدم مع الفاصلة في اللغة، حيث تعني نهاية القول فتُكتب في نهاية الجملة، سواءً كانت نهاية الفقرة الكاملة، أو نهاية جزء من الفقرة، فنفهم أن الجملة التالية غير مرتبطة بما قبلها، لكنهما في ذات الفقرة.
هناك أيضًا النقطتان المتتاليتان “..” وهما من عَلامات الترقيم المستحدثة في اللغة، حيث يستخدمهما البعض بدلًا من الفاصلة أحيانًا، لكن الأصل في اللغة هو الفاصلة.
وهناك الثلاث نقط المتتاليات “…” ويستخدمان للدلالة على الكلام المحذوف، فعندما نجد هذه النقاط نفهم أن المتحدث لم يرغب في متابعة الكلام وترك الحديث بدون نهاية، أو حتى بسبب أن هناك شخصًا قاطعه في الحديث.
آخر أنواع النقاط هما النقطتان الرأسيتان “:” ويستخدمان لتوضيح أن ما بعدهما هو تفصيل للقول الموجود قبلهما.
الشرطة
تعتبر الشرطة “-” كذلك من علامات الترقيم الشائعة، ويوجد منها أنواع مختلفة حسب موقعها واستخدامها، نذكر بعضًا منها كالتالي:
شرطة بداية القول، والتي نستخدمها بدلًا من وضع اسم المتحدث، فعندما نستخدمها فلا حاجة لنا لوضع اسم الشخص. وفي هذه الحالة فإن القاريء سيفهم اسم المتحدث من سياق الحديث الموجود في النص.
شرطتا الاعتراض، وهما يتم وضعهما بين الجملة التي تضيف معنى للحديث، لكن إذا قمنا بحذفها فإن النص الأصلي لن يتأثر معناه.
علامتي الاستفهام والتأثر
علامتي الاستفهام “؟” والتأثر “!” كذلك من علامات الترقيم الشائعة جدًا، ويكثر استخدامهما مثل النقطة والفاصلة بالضبط.
فالأولى يتم استخدامها لكي تعطي معنا السؤال، سواءً كانت هناك أداة استفهام مستخدمة، أو فهمنا ذلك من سياق الحديث الموجود.
والثانية نعرفها جميعًا باسم علامة التعجب، لكنها لا تستخدم للتعجب فقط، بل إنها تستخدم للتعبير عن التأثر بشكلٍ عام، سواءً كان ذلك التأثر على هيئة غضب أو تعصب أو تعجب أو حزن، فهي تشمل جميع الانفعالات الموجودة.
الأقواس
آخر علامات الترقيم التي سوف نذكرها في المقال هي الأقواس، سواءً كانت الأقواس الهلالية “()” أو أقواس التنصيص “”.
أقواس التنصيص نستخدمها عندما نرغب في وضع نص خارجي في الحديث، كأن نذكر مثلًا آية من القرآن، أو مقولة لكاتب معين، أو أي شيء ليس له علاقة بالكاتب الأصلي للنص.
أما الأقواس الهلالية فتستخدم عند وضع التواريخ أو الأرقام في النص، وكذلك ذكر الأسماء غير العربية أو المصادر والمراجع المستخدمة للكتابة.
كيف تستخدم علامات الترقيم بشكل صحيح؟
الآن وصلنا إلى النقطة الأخيرة من المقال، فبعد أن عرضنا علامات الترقيم الشائعة، بقيّ لنا فقط أن نعرف كيف نوظفها في النص بالشكل الصحيح.
- أولًا علامات الترقيم تُكتب ملتصقة بما قبلها من الكلمات، ولا يجوز أن تترك مسافة بين الكلمة وبين علامة الترقيم التي تستخدمها.
- ثانيًا عليك ألا تخلط في الاستخدام بين علامتين أو تدمجهما معًا، مثلًا، النقطة وعلامة التأثر كلاهما يعطي معنى نهاية الجملة، فلا يصح أن تختتم الجملة بعلامة تأثر ثم تضع النقطة بعدها.
- ثالثًا احرص على ألا تسرف في استخدام علامات الترقيم في النص، بل استخدمها قدر الحاجة لها فعلًا، وطبقًا للاستخدام الذي تحتاج إليه في نصك.
تذكر دائمًا أن علامات الترقيم تضيف إلى نصك جمالًا، وتجعل القاريء يتذوق الكلام أحيانًا بما تقدمه، فهي فعلًا تغيّر من معنى بعض الجمل عند وضعها، ولذلك فإن وجودها ضرورة لا بد منها في النص.
علامات الترقيم وسيلة تحسن من كتابتك للنص، وكل ما عليك فعله أن تقرأ استخداماتها جيدًا، وأن تبدأ في ممارستها، ستجد نفسك قادرًا على التعامل معها بشكل سهل وصحيح.
أضف تعليق