بعد تقدم وسائل الحياة الحديثة، والتي تعتمد على الأجهزة والآلات قل النشاط البدني للإنسان وزاد استهلاكه من الأغذية المحفوظة والسريعة مما أدى إلى انتشار مرض السمنة وزيادة الوزن. وتوجد العشرات من الحميات التي يحاول الشخص من خلالها اختيار الأنسب في محاولة منه لفقدان الوزن الزائد، ومن تلك الحميات “حمية أتكنز”، فما هي تلك الحمية وما هي قواعدها المسموحة وموانعها، وكيف تؤدي حمية أتكنز إلى فقدان الكثير من الوزن؟
ما المقصود بحمية أتكنز وما هي وكيف تقوم بتطبيقها؟
حمية أتكنز
حمية أتكنز هي نظام غذائي طرحه خبير التغذية روبرت أتكنز سنة 1972، يعتمد بشكل أساسي على استخدام الدهون كمصدر للطاقة بديلا عن الكربوهيدرات (النشويات والسكريات)، مما يدفع الجسم إلى الحرق المستمر للدهون، وبالتالي فقدان الوزن. يلزم كل جسم عدد معين من السعرات الحرارية والتي تمد أعضائه بالطاقة اللازمة للعمل، والسعرات الزائدة يختزنها الجسم تلقائياً لاستخدامها وقت الحاجة.
وفي حمية أتكنز يتم تناول نوعين من الأغذية البروتين والدهون، ويقلل بشكل كبير من تناول الكربوهيدرات والتي تختزن في صورة دهون عند عدم الحاجة إليها. من المعروف أن الكربوهيدرات تتحول بعد عملية الهضم إلى سكريات يتم تمثيلها عن طريق الكبد لتخرج في إلى الدم، وعند تقليل الكربوهيدرات من خلال حمية أتكنز، ينخفض مستوى الأنسولين في الدم، فيدفع الجسم إلى اللجوء إلى الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، والتي تشمل الدهون الموجودة في الطعم وتلك المختزنة في عضلات الجسم، وهنا تبدأ عملية الحرق. ولا تشمل الكربوهيدرات الألياف الطبيعية الموجودة في الأغذية الكربوهيدراتية، حيث تعتبرها حمية أتكنز مواد لا غير مؤثرة على نسبة السكر في الدم، وتستغرق وقتاً طويلاً في الهضم، مما يجعلها مثالية لهذه النوعية من الحميات.
المراحل الأربعة لحمية أتكنز
تنقسم حمية أنكز إلى أربع مراحل والتي يتم ترتيبها حسب حالة الشخص الجسمانية والوزن والسن والحالة الصحية له.
المرحلة التمهيدية تبدأ حمية أتنكز بالمرحلة التمهيدية والتي تهدف إلى تهيئة الجسم كي يستمد طاقته من الدهون بدلاً من الاستعانة بالكربوهيدرات كما هو الحال دائماً. وتقتصر كمية الكربوهيدرات التي يتناولها متبع الحمية على 10 جرام فقط أثناء اليوم، ويسمح بتناول كميات كبيرة من الخضروات والتي لا تحتوي على مواد نشوية وتحتوي على كميات كبيرة من الألياف، والفيتامينات والأملاح المعدنية وتمتد هذه المرحلة إلى أسبوعين، وقد تطول قليلاً حسب طبيعة الجسم واستجابته.
المرحلة التمهيدية
يسمح في المرحلة التمهيدية بتناول الأغذية التالية البيض، كمصدر غني للبروتين، ويكون أفضل اختيار للإفطار. يسمح أيضاً بالإكثار من الخضروات، مثل الخيار، الخس، السبانخ، البروكلي، القرنبيط، السبانخ، الطماطم، والجرجير. أما المأكولات البحرية فينصح بتناول أسماك مثل السلمون والسردين والمحار، والتونة، والجمبري وبلح البحر. ومن الدواجن يمكن تناول الدجاج، الديك الرومي، السمان، الأوز، البط، لحم النعام. وعن اللحوم الحمراء يسمح بتناول اللحم البقري، لحم الأغنام، لحم الغزال، واللحم المقدد.
معظم الجبن لا تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات، ومنها الجبنة الفيتا، البارميزان، الجوتة، الموتزريلات، التشيدر، والجبن الأزرق. جميع الزيوت مسموحة بشرط عدم تسخينها، ويتم إضافتها للخضروات بعد سلقها وكذلك للحوم والدواجن بعد شوائها، ومنها زيت الذرة، زيت الزيتون، الزبدة الخام، المايونيز، زيت السمسم. وينصح بتناول كميات كبيرة من الماء بحد أدنى 5 لتر يومياً، ويقلل من تناول الكافيين مثل الشاي أو القهوة حيث يقتصر تناولهم على كوب من كل مشروب يومياً.
يراعى تقسيم الوجبات على وجبات صغيرة تتراوح بين 4-6 وجبات، ويمكن تناول الفيتامينات الدوائية في هذه المرحلة للشعور بالنشاط والحيوية.
مرحلة فقدان الوزن والحرق المستمر
وفي هذه المرحلة، تبدأ كتلة الجسم في التناقص، ويفقد الجسم الدهون المختزنة داخله، ويرجى الانتباه هنا أن هذه المرحلة يجب إتباعها في حالة زيادة الجسم عن الوزن المثالي بما لا يزيد عن 10 كيلوجرامات فقط. يزود الشخص بكمية كربوهيدرات مقدارها 5 جرام أسبوعياً، لقيمة أو ملعقة أرز صغيرة!
الأغذية المسموح بها في هذه المرحلة تشمل منتجات الألبان مثل الجبن، المكسرات مثل الكاجو، البندق، الفول السوداني، الفستق، اللوز. الفواكه مثل التوت البري، التوت الأزرق، الفراولة، الكانتلوب، البطيخ. ويفقد الجسم خلالها حوالي 6-10 كيلو جرام خلال أسبوعين تقريباً.
مرحلة ما قبل التثبيت
هنا ندخل في مرحلة تمهيدية لعودة الجسم لحالته ما قبل تغيير نمط الكربوهيدرات-الدهون، حيث تزيد كمية الكربوهيدرات تدريجياً داخل قائمة الطعام، ونبدأ في إدخال الخضروات النشوية مثل البطاطس، البطاطا، الجزر، القلقاس. تظهر البقوليات في النظام الغذائي وتشمل الفول المدمس، العدس، الفاصولياء، الحمص. ويمكن كذلك تناول الشوفان والأرز البني. يسمح بتناول التفاح والموز والمانجو والعنب والخوخ. تستمر هذه المرحلة حوالي أسبوعين.
مرحلة التثبيت
وهذه هي المرحلة النهائية التي نصل إليها بعد وصولنا للوزن المثالي، وتعتبر من أهم المراحل في حمية أتكنز، حيث نبدأ في اعتماد نظام غذائي نعيش من خلاله للمحافظة على ما تم فقدانه من وزن زائد، والعمل على عدم اكتسابه مرة أخرى. يتم خلالها تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات تختلف حسب الجهد البدني المبذول يومياً، بحيث يتم حرق هذه الكميات بدلاً من اختزانها في العضلات وبالتالي اكتساب وزن زائد مرة أخرى.
ما أخطار حمية أتكنز؟
تعتبر حمية أتكنز من الحميات الصارمة، والتي لا تتيح للشخص بالحصول على جميع المواد الغذائية، حيث تعتمد على عنصري البروتين والدهون مما يشكل صعوبة وتحدي في الاستمرار عليها مدى الحياة.
قد يشعر البعض بالدوار والإجهاد، جفاف الحلق، الإمساك، ويرجع ذلك إلى نقص النشويات، وانخفاض نسبة السكر بالدم. وقد تكون غير مناسبة على الإطلاق لمرضى السكر ومن يعانون من الأنيميا والضعف العام.
لا تتبع حمية أتكنز الهرم الغذائي المعروف، لذلك قد تسبب خللاً هرمونياً في الجسم ونقصاً في عناصر غذائية هامة مما يشكل خطراً على صحة الإنسان.
لا يمكن لمرضى السكر، مرضى القلب، كبار السن، الحوامل، المرضعات، المراهقين اتباع هذه الحمية.
تتسبب البروتينات والدهون عند تناولها بكثرة في ارتفاع حمض اليوريك بالدم مما يشكل خطراً على الكلى والمفاصل، كما يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم مما يعرض الشخص للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
القاعدة الذهبية هي اخسر وزنك سريعاً تكتسبه أضعافاً.
خاتمة
لا شك أن اختيار الحمية الغذائية الجيدة المتنوعة والتي تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية هو الحل الصحي للتخلص من الوزن الزائد. ولنا أن نضع أمام أعيننا أن الهدف من فقدان الوزن الزائد هو الوصول إلى الحياة الصحية وعلينا في سبيل ذلك أن نتجنب الإصابة بالأمراض أو حتى نقص كتلة الجسم بشكل مفاجئ. ينصح بمطالعة النظم الغذائية بشكل مفصل قبل البدء في اختيار أي حمية، يمكن للشخص اختيار قائمته الغذائية ذات النسب المتوازنة بحيث تتضمن بروتين بنسبة 25%، كربوهيدرات 25%، والبقية من الخضروات والفواكه، وتناول كميات كبيرة من الماء حيث تعمل المياه على الإحساس بالشبع، زيادة الحرق، تجنب جفاف الجسم. ويمكن ممارسة بعض التمرينات الرياضية مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للوزن الزائد وتعود المعدة على كميات قليلة من الطعام. ينصح لمن يريدون إتباع حمية أتكنز، الاكتفاء بها لمدة شهر ثم أخذ فترة أسبوع والعودة إليها مرة أخرى حتى لا يصاب الجسم بالضعف والهزال.
أضف تعليق