كلنا نتخيل بأن العادات الملكية في العصر الذهبي لممالك العالم، كانت راقية، متحضرة، وأنيقة. ولكن العكس هو ما يتحدث عنه التاريخ. فبين مجانين الملوك ستجد العادات الملكية المقززة على حق. ولن يسعك أن تتخيل لماذا قد يفعل مثل هؤلاء النبلاء مثل تلك الأمور. فلو كان فقير جاهل، لن يصل به المستوى إلى تلك العادات الملكية الغريبة، وهنا قائمة بأهم تلك العادات المقززة.
العادات الملكية الأكثر إثارة للتقزز
عريس للبراز
الملك هنري الثامن، واحد من ملوك إنجلترا المجانين، وهو والد الملكة إليزابيث الأولى. إحدى قرارات الملك هنري كانت إنشاء مسمى وظيفي في القصر باسم “عريس للبراز”. هذه الوظيفة كانت تذهب إلى أحد أبناء النبلاء الذي يخص فيهم الملك. ودور الفتى أن يحمل معه مرحاضاً متنقلاً للاستخدام الملكي. لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل كان على الفتى أن يكون حذراً ومنتبهاً لتصرفات الملك وطعامه. فعليه أن يشاهد ماذا يأكل الملك ومتى سيحتاج إلى المرحاض. وبعد أن ينتهي الملك من الطعام ويحتاج إلى المرحاض، فعليه أن يساعد الملك على خلع ملابسه ويوفر له الراحة اللازمة حتى ينتهي من استخدام المرحاض. وبعد ذلك يجب أن ينظف المرحاض ويساعد الملك على ارتداء ملابسه مجدداً.
الغريب أن تلك الوظيفة أصبحت من العادات الملكية المتبعة في القصر حتى بعد 400 سنة من موت الملك هنري. وهذا الفتى الذي يتم اختياره، يكافأ بالعيش في القصر والحصول على مرتب كبير جداً. وكانت تعتبر وظيفة مرموقة داخل القصر الملكي.
جوانا من قشتالة
جوانا هي والدة الإمبراطور شارل الخامس من إسبانيا. جوانا عاشت أيامها الجميلة مع حب عمرها وزوحها “فيليب الوسيم”، التي أعطت له بنفسها هذا اللقب. عندما مات فيليب لم تسمح لأي شخص بأن يدفنه، بل أبقت على جسده الميت في غرفتها لما يزيد عن 12 شهر. كانت تمارس حياتها وهي مقتنعة تماماً أنه حي، وكلما حاول شخص أن يسأل عنه قالت إنه نائم وقريباً سيفيق من نومه. كانت تنام معه يومياً في نفس السرير، وتجبر الخدم على معاملته باحترام وتقدير كما لو أنه ملكاً حياً. الأغرب من كل ذلك، أنها لم تسمح بدخول أي فتاة إلى الغرفة، معتقدة أنها قد تعجب فيليب أو هي التي قد تعجب به، رغم أنه قد بدأ يتحلل بعد الموت. إنها العادات الملكية المجنونة يا سادة!
تشارلز الثاني
الملك تشارلز الثاني، ملك إنجلترا. في عام 1651، قرر بداية مشروع غريب جداً. كلما كان يقابل عشيقة له، يأخذ منها بضعة خصلات من الشعر. الهدف هو تجميع أكبر عدد من الخصلات بما يكفي حتى يكون شعراً مستعاراً من مختلف النساء. بعد أن أكمل حلمه العجيب، أهدى الشعر إلى أحد النوادي الإسكتلندية التي تبيع الخمور. وهناك كان يتم التفاخر به علناً، بل ويرتدونه في المناسبات المهمة عندهم. وفي يوم من الأيام قام أحد الأشخاص بسرقة هذا الكنز العظيم حتى يتمكن من خلاله من فتح ناديه الخاص. فكان يسمح للناس بتقبيل الشعر المستعار لما له من هيبة كبيرة. سنة 1822 حاول الملك جورج الرابع إتباع تلك العادة المقززة من العادات الملكية، ولكنها هذه المرة بائت بالفشل، ومات قبل أن ينتهي من تجميع الخصلات الكافية لصنع الشعر المستعار.
الملكة ماريا إليونورا
الملكة ماريا هي زوجة الملك غوستاف الثاني أدولف، أحد أعظم ملوك السويد في التاريخ. تلك الملكة لم تكن تحب زوجها لأنه الملك أو لنفوذه وماله، بل تحبه لأجل قلبه، وفيما بعد أثبتت أنها تحب قلبه حرفياً وليس معنوياً. بعدما مات الملك أصرت الملكة على الاحتفاظ بقلب الملك وقامت بفصله عن جسده. ثم وضعته بصندوق ذهبي وعلقته فوق السرير، حتى تظل يومياً تنام في سريرها بجانب قلبه. حتى إنها في بعض الأيام كانت تجرب بناتها، والتي أصبحت واحدة منهم فيما بعد ملكة للسويد، بأن يناموا معها لتقرب عائلتها من زوجها مرة أخرى. وقالت ابنتها أنها تجربة لن تنساها أبداً، وقلب والدها معلق فوقها وهي نائمة. وقالت بأن والدتها كثيراً ما كانت تبكي بحرقة على زوجها. وبأن هكذا والدتها قد أقامت الحداد بالشكل الكامل والصحيح من وجهة نظر والدتها
الأكل حتى الموت
يعد الطعام من أجل ما قد ينعم به الإنسان خاصة لو كان يملك المال كحال الملوك. ولكنه في ذات الوقت هو خطر يهدد صحة الإنسان على المدى الطويل إذا أفرط فيه. في حالة بعض الملوك المجنين لم ينتظروا حتى تقضي الوجبات الدسمة عليهم بهدوء، بل تناولوا ما يكفي من الطعام حتى الموت دفعة واحدة، ولا أحد يعلم السبب الحقيقي وراء تلك الشراهة الغريبة التي تظهر كعادة من العادات الملكية المقززة والمتكررة في الكثير من الملوك.
من ضمن هؤلاء الملوك المجانين كان ملك السويد أدولف فريدريك. كان هذا الملك يحب أكل الكثير من حلوى تسمى “سيملا” وهي عبارة عن ملفوف حلو والكثير من الكريمة. وفي سنة 1771 جلس الملك ليأكل وجبة كبيرة من جراد البحر أو الكركند مع الكافيار والكثير من الأطعمة الأخرى، وبعدها أكل ما يزيد عن 14 قطعة كبيرة من حلوته المفضلة مرة واحدة. بما جعله يعاني في محاولته للنهوض بسبب بطنه التي بالتأكيد قاربت على الشكوى. ثم مات بعد تلك الوجبة بفترة قصيرة. وهناك أيضاً الملك هنري الأول، ملك إنجلترا، الذي قتل نفسه بأكله لعدد كبير من جليكات (نوع من الأسماك اللزجة تشبه الثعابين). وهذه العادات الملكية المقززة تعلمنا أن الشراهة قد تؤدي إلى الموت، حتى لو كان الإنسان ملكاً.
الملك القذر
وفقاً لقصص السير أنتوني ويلدون، لم يكن الملك جيمس الأول صاحب أي نوع من أنواع العادات التقليدية للنظافة. فهو لم يأخذ حماماً أبداً. ولو وقع شيئاً من فمه أو سال لعابه إلى ذقنه، لم يكن يحرك يديه لفعل أي شيء تجاه هذا الأمر. وهو لم يكن يغسل يديه لأي سبب. الفعل المتعلق بالنظافة الوحيد الذي كان يمارسه، وفي الضرورة فقط في بعض الأوقات، هو فرك مقدمة أصابع يديه. كان يفرك المقدمة فقط بنهاية منديل مبلل.
لم يكن الملك جيمس هو الملك القذر الوحيد، لربما الأمر عادة منتشرة بين العادات الملكية المقززة. فكان الملك المجنون شارل السادس، ملك فرنسا، هو الأخر لديه الجنون الكافي ليجعله يعيش خمسة أشهر كاملة بدون أن يغير ملابسه. هذا الملك كان يتمتع بعقل مريض ومجنون إلى أبعد الحدود. وواحدة من ضمن الأفعال المجنونة التي مارسها كانت لمدة خمسة أشهر. بأنه اعتقد في أنه مصنوع من الزجاج الذي يسهل كسره. فلم يتحرك من مكانه أبداً محافظاً على أقل حركة ممكنة من عضلاته لمدة خمسة أشهر. وفي تلك المدة لم يأخذ حماماً أبداً، ولم يغير ثيابه مطلقاً. وعندما استعاد رشده لفترة وجيزة بعد ذلك قبل أن تبدأ نوبة جديدة من الجنون وأفعال غريبة أخرى، تمكن الخدم من تغير ملابسه التي كانت بالتأكيد أقذر ملابس في العالم في هذا الوقت.
وهناك أيضاً الملك الفرنسي لويس الرابع عشر. هذا الرجل لم يستحم سوى ثلاثة مرات بالعدد في كل حياته. في المقابل كان يغير ملابسه ثلاثة مرات يومياً ظناً منه أنها الطريقة الوحيدة للنظافة ولا يحتاج غيرها. حتى يخفي الرائحة الكريهة كان يمطر نفسه بكميات كبيرة من العطر، وبرائحة مختلفة كل أسبوع. كما يملأ المكان الذي سيجلس فيه بأنواع من الزهور والعطور، حتى لا يتمكن أي شخص من شم أي رائحة أخرى مهما كانت قوية.
أخيراً عزيزي القارئ، يمكنك أن تتخيل حياة الملوك كما تحب. ولكن لا تنسى أن العادات الملكية المقززة لن تخلو من تلك الحياة.
أضف تعليق