تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الكسل المفيد : ما هي الأسباب التي تجعل الأشخاص الأكسل أكثر نجاحًا؟

الكسل المفيد : ما هي الأسباب التي تجعل الأشخاص الأكسل أكثر نجاحًا؟

رغم أن الكسل من العادات السيئة جدًا، إلا أنه في بعض الأحيان قد يصبح الكسل أمرًا مطلوبًا، الكسل المفيد يجعل البعض ناجحين في حياتهم، فكيف يكون ذلك؟

الكسل المفيد

قد يكون مصطلح مثل الكسل المفيد غريبًا عليك، من اكثر الأمور التي قد تنسب إلى الكسالى، في العادة نحن نضرب الأمثال بالإنسان النشيط، الذي يصحو باكرا للقيام بأعماله ويعود إلى البيت حتى يرتاح إلى اليوم التالي، وفي العادة نحن نضرب المثال بالنجاح بأولئك الذي لا تغفو عيونهم على الأرائك بل هي مفتحة نحو العمل وليس التلفاز، ولكن من الأمور المفاجأة كثيرا أن تشير إحدى الدراسات إلى اكثر الأشخاص فعالية في العمل هم الذي لديهم خامة الكسل في دمهم، من الأمور المستغربة أن ترتبط بعض الصفات التي نطمح إليها ونشجع ابنانا عليها بأشخاص لا يمتلكون تلك النشاطات التي يمكن أن تشير إلى قوتهم في ومشاركاتهم، إذا أين الخطب، في هذا المقال سنذهب إلى الأسباب التي هب بعض الباحثين في تحقيقهم حول أسباب نجاح الأشخاص الأكثر كسلا عن هؤلاء الذي بين النشاط والكسل، مع ملاحظة أن هذا المقال لا يعتبر وبأي حال من الأحوال تعبيرا أو دعوه إلى الآخرين حتى يصبحوا اكثر كسلا بقدر ما هي تبسيط وتوضيح إلى دراسة أو نظرية ما.

هل هناك شئ يدعى الكسل المفيد ؟

هم الأكثر ابتكارا

من الأمور العجيبة والغريبة التي ستلاحظها إن بدأت بمراقبة شخص كسول، انه شخص مبتكر وخلاق عندما يأتي الأمر إلى التنظيم، لديه حس عالي في التنظيم وإدارة الوقت، وبالتالي يمكنه وخلاق الوقت الضيق أن ينجز أعمالا قد تستغرب من طريقة إنجازه إليها، فقط حاول أن تراقب احد الموظفين الكسولين في العمل، ستجد انه شخص ينجز عمله، ففي النهاية ستجد أن لديه القدرة على إنجاز هذا العمل، لكن مشكلته الرئيسية هي انه يكره رتابة العمل، وبالتالي وبالرغم انه كسول، يجد الطريقة لإنهاء هذا العمل، وعدم جعل الرتابة تتسلل إليه، وكل شخص منهم يمتلك الأدوات الخاصة فيه في هذا المجال.

لا يتعرضون إلى الضغوط

من أمور الملفتة للنظر والواجب أخذها بعين الاعتبار أن الإنسان الذي يكون دائما معرضا للضغوط هو الإنسان الأكثر تعرضا للشلل في التفكير، هناك الكثيرون ممن يباشرون اعملهم يرغبون بالمباشرة بها بطريقة جدا عنيفة وسريعة مما تقودهم في النهاية إلى نوع معين من الضغوط النفسية التي ينجرون إليها دون داع، على العكس من الشخص الكسول عادة والمتحلل من هذه الضغوط والتي يتعامل معها بطريقة فيها نوع من التجاهل، هذا الاسترخاء والهدوء في النهاية يساعده على إيجاد الحلول لمشاكله والتخلص منها، وبالتالي هو يستطيع أن يكون اكثر كفاءة في إنجاز المهام، هؤلاء الأشخاص يستطيعون الحصول على هذه الفرصة واستغلالها، عليك فقط أن تقوم بمراقبتهم.

اكثر دراية بما يرغبون به وتحديدا لأهدافهم

في العادة هؤلاء الأشخاص الكسولين اكثر فعالية لكونهم اكثر دراسة في الأهداف التي يرغبون بتحقيقها وبالتالي فهم يسعون وراءها ما استطاعوا وضمن وقتهم بدلا من الانشغال وصرف الوقت في تحقيق أهداف أما هم لا يعرفون عنها شيئا أو أنها ليست من أهدافهم ورغباتهم بل هي جزء من رغبات الآخرين، لعلك تدرك الآن معنى الكسل المفيد !

العنصر الأكثر فعالية في العمل

هذه إحدى المعادلات الأكثر غرابة، ولكن الكثير من أصحاب العمل اصبحوا يدركونها ويعلمون أنها صحيحة، في هذه المعادلة، انه ليس من السهل أن يستطيع احد الموظفين أن يكون فعالا، فالشخص الكسول جدا، هو شخص غير فعال، والشخص الذكي جدا والدؤوب في العمل أيضا قد يصبح عبئا على العمل في بعض الأحيان نظرا لكونه منخرط في الكثير من النشاطات التي يعتقد انه قادر على إنجازها مما يجعله يتأخر في بعضها، الأفضل أن يتوفر ذلك الموظف الذي يجمع بين الكسل والذكاء، في نفس الوقت، لقد ثبت انهم الأقدر على إنهاء المهام في اقصر وقت، رغم انهم يقطعونه فقط من وقتهم ومن وقت العمل، في النهاية انت يهمك كرب للعمل إنجازه.

لماذا هم كسولين / هم يستخدمون التكنولوجيا التي تتيح لهم الكسل

في عصرنا هذا، هناك الكثير من البرامج والتطبيقات والأدوات التي تسمح للإنسان القيام بعمله بشكل أسرع من ذي قبل، في هذا المجال فإن معظم الأشخاص المتميزين بالكسل هم أشخاص يعرفون كيف يستخدمون هذه الأدوات في مصلحتهم وفي توفير الوقت، ولهذا هم على الأغلب اكسل من غيرهم ممن لا يستعملها جيدا، وبالتالي هو اصبح لديه بعض الوقت الذي يمكنه من الكسل، هذا الوقت هو إضافة مرحب بها لهذا الشخص والتي تمكنه من تجميع أنفاسه للأبداع في مجال آخر، هذا هو الطبيعي والحقيقي، استمع فقط إلى هذه المقولة من آينشتين لتدلك على ما نقول وكأفضل مثال:إن الملل هو أداة عظيمة لتطوير الخيال والإبداع الخاص بك.

إنهم يعلمون متى يجب أن يرتاحوا

من المهم جدا أيضا هي أن تعرف متى عليك أن تتوقف وان ترتاح، هذا الأمر لا يستطيع القيام به أيا كان، هو يحتاج إلى شخص يمتلك الخبرة على إدارة هذا الأمر والتعرف على القوت المناسب لديه حتى يقوم بالراحة، كما قلنا سابقا ليس أي شخص على قدرة في التعامل مع هذا الأمر، والخطأ فيه قد يكلف نتائج عكسية على الصحة، وبدلا أن يستطيع أن يستفيد من الراحة، قد ينتج عنها بعض النتائج السلبية على الصحة، في العالم الحالي هناك العديد من الأبحاث والدراسات التي تخالف ما تعودنا عليه من نظريات وأبحاث سابقة عن ضرورة النشاط المبالغ فيه أحيانا، بالعكس إن الكثير من الدراسات تذهب إلى انه يجب عليك أن تتعرف اكثر على وقت الراحة وعلى رب العمل توفير المكان المناسب لك لهذا الأمر وبسبب ذلك قد نفاجأ من التسهيلات التي توفرها الشركات العالمية الكبيرة مثل مايكروسوفت وفيس بوك لموظفيها لغايات الاسترخاء.

يمتلكون حس المبادرة

أيضا إن هؤلاء الأشخاص الذين لديهم حس الكسل المفيد لديهم صفة قد تكون ضرورية جدا ومن الواجب توفرها عند الأغلبية من الموظفين أو العاملين، فهم يملكون حدسا خاصا في العمل يطلق عليه المبادرة أو المغامرة، إن إحساسهم العالي بالعمل وابتعادهم عن تحمل الكثير من المسؤوليات التي قد تكون مزعجة لهم نتيجة الالتزامات التي قد تربطهم بها، هذا الأمر يدعوهم إلى أن يقوموا ببعض المغامرات في العمل للتخلص من الروتين أو الأسلوب اليومي لأداء هذا العمل، في هذا الشأن هم يتفوقون على الآخرين ممن يعرفون العمل يمشي ضمن خطوات معينة، وينتهي بتلك الخطوات، لا انه يوجد العديد من الطرق لأدائها، هل عرفت الآن معنى الكسل المفيد ؟!

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

ستة عشر − تسعة =